رفض قبول اللامقبول .... لماذا والى أين؟!!!

 

 

 

شبكة المنصور

دجلة وحيد

إنطلقت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة والتي كانت معدة مسبقا قبل بدأ الحرب لسبب واحد ألا وهو طرد المعتدين وعملائهم في حالة إحتلال الوطن وتحرير العراق أرضا وشعبا وبناء وطن مستقل ذات سيادة، ولشعبه السيطرة الكاملة على أرضه وخيراته. تمكنت هذه المقاومة المسلحة الباسلة من إفشال مخطط المشروع الأمريكي الكوني الذي كان يبغي الى تقسيم منطقة الشرق الأوسط الى كيانات ضعيفة ومستضعفة والسيطرة على خيراتها خصوصا النفطية منها خدمة للكيان الصهيوني المسخ وكذلك لإحكام السيطرة الإقتصادية على العالم من خلال السيطرة على منابع النفط وطرق إمداداته وتصديره وكبح جماح القوى الإقتصادية والعسكرية الصاعدة في الصين والهند من خلال إحتوائها أقتصاديا وحصر نفوذها بواسطة محاصرتها جغرافيا وعسكريا في مناطقها المرسومة لها ضمن المخطط الكوني. المقاومة العراقية المسلحة الباسلة أرهقت العدو الأمريكي وحلفائه وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعدة والمعدات وأثرت بشكل مباشر وغير مباشر على التردي المستمر للإقتصاد الأمريكي والذي بدوره أثر بصورة سلبية على الإقتصاد العالمي والإمكانيات المادية للدول الصناعية الغنية ودول العالم الثالث الفقيرة والذي توج في النهاية بزيادة البطالة وغلق المعامل والبنوك وتردي قيمة العملات وزيادة الفقر. إضافة الى ذلك وبسبب فعل المقاومة العراقية المسلحة إنكمشت خطط الهيمنة الأمريكية للسيطرة على العالم وراجعت قوى الشر الصهيوأمريكية حساباتها الى حين أخر إن سمحت لها الظروف القادمة مستقبلا لتتمكن من تطبيق خططها الإمبيريالية رغم إيماننا بأن هذا الإنكماش سيكون إنكماش مزمن لأن الدب الروسي أعاد عافيته والتنين الصيني أخذ يقذف بنيرانه خصوصا بعد إستعادة عافيته الإقتصادية، والفيل الهندي وصل القمر من خلال تحدياته الإقتصادية والتقدم العلمي في الصناعات التكنولوجية والفضائية.

 

لكن مع الأسف ونقولها بحرقة والقلب يعتصر ألماً أن المقاومة العراقية المسلحة الباسلة لم تتمكن من طرد العدو المحتل وعملائه وحلفائه ومرتزقته المحلية والمستوردة رغم إستمرارية الجهاد المتواصل ولم تستغل الأزمة الإقتصادية والمالية التي ضرب إعصارها أمريكا وحلفائها في العام الماضي والذي تشتت وخفت قوته نوعما في الأسابيع القليلة الماضية. سبب ذلك هو الخيانات والإختراقات المستمرة في صفوف فصائل المقاومة ومنذ بزوغ تنظيمات الصحوات العميلة ولحد الأن والتي بدورها أدت الى إضعافها عدديا ونوعيا ومنعتها من القيام بعمليات نوعية كبيرة ذات صدى عالمي كبير له تأثير نفسي ومادي على قدرة إستمرارية بقاء قوات الإحتلال في الوطن المغتصب. العامل المهم الأخر الذي أثر سلبيا على الفعل المقاوم والذي سيأخر أو سينهي المقاومة وعملية تحرير العراق بصورة كاملة هو تشتت فصائل المقاومة المسلحة وعدم قابليتها على التوحيد سياسيا وعسكريا وتشكيل جبهة واحدة تعمل تحت راية واحدة رغم علم قيادات هذه الفصائل بأن هذا التشرذم هو عمل غير وطني وينافي تعاليم وقيم الدين الإسلامي الحنيف وكل الشرائع السماوية والوضعية التي تدعو الى الوحدة ومقاومة الإحتلال مهما كانت قوته وجبروته. في هذا السياق، أن العنصر المدمي للقلوب والمجحف بحق الوطن والشعب وأرواح كل الشهداء الذين سقطوا في سوح الوغى والجهاد من أجل تحرير العراق هو ظهور الخطوط المائلة في بعض تشكيلات فصائل المقاومة التي تفاوضت بصورة سرية مع العدو الأمريكي بحضور منسقين من دول الجوار دون الرجوع الى قيادات الفصائل الأخرى. هذا التشرذم الأخلاقي الغير وطني والغير إسلامي لا يهدف الى تحرير العراق بل سيوقع العمل المقاوم كضحية في مصيدة الخطط الصهيوأمريكية والذي في نهاية المطاف لا سامح الله سيجر باقي الفصائل الى نفس الفخ وسينهي المقاومة والى الأبد. هل هذا عمل مقبول؟!!! طبعا لا ...  أنه عمل مخجل ومرفوض ويجب رفض قبول هذا اللامقبول بأعلى الأصوات.

 

ماذا تنتظر هذه العناصر المارقة من فعلها هذا؟!!! هل تنتظر الإنسحاب الأمريكي الموعود بلا ضمانات ومن ثم تعلن أنها حققت منجز عظيم رغم علمنا أن العمل المقاوم المسلح هو من أجبر المجرم بوش الصغير الى اللجوء بالخروج من العراق مع بقاء البعض من ماء الوجه الكالح حينما وقع إتفاقية العار والذل مع المجرم والعميل المزدوج نوري المالكي في نهاية عام 2008. هل تبغي هذه العناصر المارقة الدخول في العملية السياسية التي نظمها وينظمها العدو المحتل والمشاركة في الإنتخابات القادمة المعلومة النتائج والأوجه؟!!! هل تعتقد هذه العناصر أن الرئيس الأمريكي الأسود الجديد باراك أوباما المسير من قبل الصهيونية العالمية أنه سيسحب كل قواته ويسلم العراق الى أبناءه الشرفاء؟!!! لماذا لا تنظر هذه العناصر المائلة الى ما يحدث في أفغانستان من تقهقر للقوات الأمريكية وقوات حلف الناتو أمام زحف قوات طالبان الأفغانية ومن ثم تستغل هذا التراجع والضعف بالتوحد مع باقي فصائل المقاومة المسلحة والجهاد تحت راية واحدة وقيادة عسكرية واحدة وقيادة سياسية موحدة وضمن برنامج التحرير المعلن لتحرير العراق أرضا وشعبا؟!!!  

 

ما هي نتائج تردي العمل المقاوم وعدم توحيد فصائل المقاومة؟!!!

 

الأوهام والوعود البراقة التي نشرها الإحتلال وعملائه في العراق ومنذ عام 2003 أخذت تتبدد وتتلاشى وأخذ الشعب يصحوا من نومه العميق ويرى بأم عينه أثار العدوان واثار تلك الأوهام التي أعمت الأبصار وارسلت العقول الى سراديب ومغارات مظلمة يسكن فيها عصابات وحاخامات المعممين والقتلة من عملاء إيران والصهيونية العالمية التي إستغلت ومازالت تستغل عقول الجهلة لنشر ثقافة التفرقة الطائفية والأمراض العضوية والجنسية والمخدرات والقتل على الهوية والفساد الإجتماعي والخلقي لتبقي في الساحة العراقية قوى الظلام والخزعبلات الدينية. إن إستمرار بقاء الإحتلال وعملائه في العراق أدى الى تدمير البنى التحتية للدولة العراقية وأواصر المجتمع العراقي بشكل شبه كامل ونشر الفساد الإداري في دوائر الدولة، وعم النهب والسلب وسرقة الأموال العامة والخاصة ونشر ثقافة الرشاوي التي أصبحت حالة وبائية في العراق، القتل المبرمج للعلماء والضباط والطيارين ونخب الأدباء والمثقفين، التهجير الجماعي والقسري للمواطنين وإلقاء القبض العشوائي على المواطنين الأبرياء، التأثير السلبي على القدرات التفكيرية والإبداعية للنخب العراقية المثقفة وشلها بشكل يحتاج الى عقود لترميمها. الغاية من كل هذه الأعمال الإجرامية الهدامة المدروسة التي خطط لها الإحتلال وعملائه هي تغييب العقل والفكر السياسي والعلمي السليم من المسرح العراقي لفسح المجال لقوى الظلام المتمثلة بالأحزاب العميلة والحكومات العميلة المتعاقبة التي شكلها الإحتلال للسيطرة على مقدرات الشعب العراقي وخلق طبقات مسحوقة ليس لها من هدف إيجابي في هذه الحياة سوى الركض وراء تدبير لقمة العيش وسد رمق البطون ومن ثم تقسيم الوطن وشعبه الى نحل وملل ونهب خيرات العراق النفطية والمعدنية في وضح النهار من ايادي شعبنا المغدور.

 

إذن على فصائل المقاومة العراقية المسلحة الباسلة إيجاد سبل التوحد بأسرع وقت ممكن وإستغلال ضعف العدو محليا وعالميا سياسيا وإقتصاديا وعسكريا لإعادة الثقة في نفوس الشعب العراقي المخدوع والمظلوم كي يميل الى جانبها بشكل كامل أو شبه كامل ويبتعد عن ممارسات التسويف والخداع التي يدعو لها الإحتلال وعملائه كي يشارك في الإنتخابات المقبلة وإنتخاب نفس الوجوه الكالحة والأحزاب العميلة الفاسدة. أن عدم التوحد وفتح خطوط مائلة للحوار مع العدو المحتل والتفكير بالمشاركة في العملية السياسية عن طريق الإنتخابات ظنا أن المشاركة في الإنتخابات سيجلب التغير ومن ثم طرد العدو من العراق بشكل سلمي ما هي إلا أوهام مريضة وخيانة عظمى بحق الوطن المدمر لأن هذا العمل سيفقد الشعب العراقي إمكانياته في إستجاع حقوقه المسلوبة جراء الإحتلال الغير شرعي والغير قانوني. لذا ندعو مخلصين من سولت له نفسه الى فتح خطوط مائلة مع العدو المحتل أو التفكير في الدخول في العملية السياسية والمشاركة في الإنتخابات المقبلة التراجع عن هذا العمل المشين والإسراع في توحيد فصائل المقاومة ورفض قبول اللامقبول وطنيا وأخلاقيا ودينيا.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٢٩ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور