العرب يُعدّون ما استطاعوا للدفاع عن شرف الأمّة في ملاعب الكرة !!

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الكريم بن حميدة

خلال أسبوع واحد تتالت مزاعم صهيونيّة بشأن امتلاك المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزة لصواريخ "بعيدة المدى"، فقد ادّعت مصادر عسكرية في الكيان الصهيونيّ أن حركة "حماس" أجرت تجربة ثانية ناجحة لإطلاق صاروخ بعيد المدى باتجاه البحر يصل مداه إلى 75 كيلومتراً.


بعد ذلك بأيّام قليلة رجّحت مصادر أمنيّة "إسرائيليّة" أن تكون فصائل المقاومة في غزّة قد نجحت بعد الحرب الأخيرة في تهريب صواريخ مضادّة للطائرات.. وأنّ هذه الصواريخ يمكن أن تشكّل خطراً على المروحيّات والطائرات "الإسرائيليّة" التي تحلّق على علوّ منخفض.


وهذا الخبر الأخير الذي تمّ تسريبه في وسائل الإعلام الصهيونيّة كان يستهدف فيما يبدو أمرا أساسيّا هو تضخيم الخطر القادم من غزّة.


والسؤال: لماذا الآن؟
ببساطة إنّ الصهاينة يهيّئون الأجواء في الداخل والخارج لعدوان جديد على غزّة الصامدة الصابرة.
وليس ثمّة شكّ في أنّهم يسعون من وراء العدوان إلى تحقيق جملة من الأهداف بعضها مكشوف وبعضها الآخر أزعم أنّه قد لا ينكشف إلا عند بدء العدوان وبعده لا قدّر الله.


فهم بدءا يوجّهون رسالة صريحة إلى المجتمع الدوليّ الذي أدان جرائمهم في حربهم الأخيرة على غزّة.. مفاد هذه الرسالة أنّ التنديد ومحاولة ليّ الذراع الصهيونيّة والتهديد بمحاسبة مجرمي الحرب.. كلّ ذلك لن يثنيهم عن الوفاء لسلوكهم ولن يجبرهم على الامتثال للإرادة الدوليّة.. هم يقولون ببساطة ووضوح لا لبس فيهما إنّهم فوق القانون الدوليّ.. ووفق هذا المنطق يمكن أن نفهم لهجة الاستخفاف التي تحدّث بها رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غابي اشكنازي عندما قال إنّ الحرب القادمة ستكون أيضا في نفس المناطق المكتظّة بالسكّان في غزّة.


وهم يريدون أن يبيّنوا للناخب "الإسرائيليّ" أنّ حكومة نتنياهو لا تقلّ حرصا على أمن "إسرائيل" من حكومة أولمرت ومن سبقها.. وأنّها حريصة على المحافظة على التفوّق العسكريّ الصهيونيّ القائم قبل كلّ شيء على التفوّق الجوّيّ، وأنّ أيّة محاولة للإخلال بهذا التوازن ستقابَل بردّ فعل "إسرائيليّ" كاسح.


وإلى المقاومة في غزّة يتوجّه الصهاينة برسالة ذات دلالة وهي أنّ ما جناه الفلسطينيّون من دعم وتأييد دوليّين لن ينفعا في رفع الحصار أو تغيير الأمر الواقع، بل بالعكس فإنّ نتنياهو وحكومته مستعدّان لتوجيه ضربة عسكريّة جديدة لفصائل المقاومة حتى تتأكّد هذه الأخيرة أنّه ما من خيار لها غير إلقاء السلاح واللحاق ببقيّة أفراد القطيع.. وأنّ القوى الكبرى في العالم لن تقف إلا إلى جانب الأقوى حين تحلّ ساعة الحسم.


فريق أوسلو القابع في منطقته الخضراء في رام الله ناله نصيب من الغمز الصهيونيّ.. إنّهم يريدون أن يبيّنوا له أنّهم لن يسمحوا لفصائل المقاومة في غزّة بأن تمتلك من القوّة ما به تكون قادرة على تهديد العدوّ، أو التفكير في حسم عسكريّ في الضفّة على غرار ما حصل في غزّة.. بل إنّها تقدّم لهذا الفريق تأكيدات أنّه كلّما بدأت أظافر المقاومة تشتدّ سارعت تل أبيب إلى تقليمها خدمة لمصالح الطرفين.


في إطار العزف على الوتر نفسه، وتر التهديد وتهيئة الأجواء لشنّ حرب جديدة على غزّة المحاصرة الصابرة دعا حاخام جيش الاحتلال “الإسرائيلي” افيشاي رونسكي الجنود إلى عدم الرأفة بأعدائهم الفلسطينيّين والعرب. وحذّر هذا الحاخام الذي يحمل رتبة جنرال "الذين يبدون الرحمة بالعدوّ من أنّ اللعنة ستنزل بهم".


أضاف الحاخام رونسكي: "في زمن الحرب كل من لا يحارب بكلّ قلبه وروحه ملعون إذا أبعد سيفه عن الدماء".. غربي، كيف أنّ أحدا لم يعلّق على هذه الدعوة التي تنضح دما وعنصريّة ونهما إلى القتل!!!


ما هو ردّ الفعل الفلسطينيّ والعربيّ على هذه التحرّشات الصهيونيّة بغزّة؟ يبدو أنّ الفلسطينيّين مشغولون   
بـ"الفراغ الدستوري" المتوقَّع.. وجماعة أوسلو ما زالوا يتذوّقون طعم المرارة وهم يرون خيار التسوية ينهار.. ويقفون على سراب الوعود الأمريكيّة.  أمّا العرب فيبدو أنّ مباريات كرة القدم أصبحت العنوان الأبرز لوطنيّتهم وشرف دولهم.. ولهذا فهم منشغلون عن غزّة.. وعن أهلها.. وعن الحرب الآتية..

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠٣ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور