صورتي المفضلة على '' سطح المكتب '' ..

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي
كل عام وأنتم جميعاً أعزّائي القرّاء بخير وكل بيعة للقائد وأنتم بألف خير والبيعة القادمة بإذن الله عام البيعة والتحرير وقد انتصر العراق على قوى الشرّ وعلى رأسها الصهيونيّة والصفويّة

 

لي أخ صديق عراقي "كردي" , وهذا الأخ الصديق من الذين تزعم عصابات الكرد الصهيونيّة بأنّهم كانوا من المتضرّرين من "حرب الإبادة" التي شنّها صدّام حسين على الأكراد , هذا الصديق قال لي بالحرف الواحد :


( لم أر رئيس في حياتي أكثر هيبة ولا أكثر شجاعة ولا أكثر وسامة ولا أجمل طول ممشوق ولا أكثر جاذبيّة ولا أكثر تأثير على مستمعيه عندما يخطب أو يتكلّم ؛ مثل صدّام حسين ) ... ! ... قال هذا الكلام أثناء ما أنا أتصفّح بعض صور القائد بينما هو يرقب , عزمت أن أضع إحداها على "سطح المكتب" في جهاز الحاسوب الخاص بي , وهو تقليد دأبت عليه بعد السقوط الأميركي في مستنقع العراق مع كل ذكرى بيعة للقائد ( أخو هدلة ) والنعم ...


كنت اخترت على ما أتذكر في العام الماضي صورة شهيرة رائعة للقائد أبا عديّ تحمل كل معاني هيبة العراقيين والعرب وعزّهم , صورة القائد وهو يمتطي صهوة جواده الأبيض والتي التقطت له مع بدء الاستعراض العسكري بذكرى الانتصار على إيران الشرّ , ذلك الاستعراض على وجه الخصوص الذي أرعبت مشاهده التسليحيّة والتنظيميّة الرائعة والمشرّفة مضافاً إليها امتشاق القائد صهوة فرسه ؛ الصهيونيّة والصفويّة وربيبتهما "إسرائيل" , إيما رعب , وملأت قلوب بعض القادة العرب الذين كانوا حاضرين ذلك الاستعراض حقداً أسوداً ضدّ القائد وضدّ العراق دفعهم ليكونوا فيما بعد أوّل المتآمرين ضدّه ! عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين , فاخترت هذه المرّة صورة في مناسبة ذكرى بيعة القائد معبّرة "يبدو فيها ككتلة واعدة من الهمّة بمستقبل عراق واعد يظلله بظلّه هو سيادته كخيمة ينظر لصفحاته القادمة متأمّلاً فيها بعمق وإلى جانبه ابنته الصغيرة .. والبنت في التعبير هي رمز لمستقبل مشرق ) ....


التقيت بالصدفة بأحد الأكراد "أبو همد .. همن .. لا أتذكّر" يمارس مهنته كحلاّق .. كان ذلك قبل عامين تقريباً ... أتى لاجئاً لأوروبّا مع عائلته الصغيرة .. هو من مواليد 1980م .. صدح أثناء نقاش حاد بوجه البعض المغرض من المحسوبين كعراقيين من بين ذلك الحشد المتواجد نساءً وأطفالاً وشباب وكبار في السن ردّاً على افتراءات البعض منهم المبنيّة على أباطيل كعادة مثل هؤلاء البعض ؛ فرغم "عربيّته المكسّرة" قمت أنا بتعديل بعض كلماتها هنا في هذا السياق , إلاّ أنّ ذلك لم يكن عائق أمامه ليصرخ فيهم بحدّة :


( اسمعوا .. أنتم لستم أكثر منّي مصائب حلّت عليهم مثل ما تدّعون .. فوالدي ووالدتي قتلا في "هلبجة" قـُتلا وأنا لازلت صغيراً جدّاً كنت وقتها أحبو وأمشي قليلاً , ولكنّ ربّ العزّة رعاني برعايته حتى كبرت.. ولكنّ اسمعوها منّي .. كل هؤلاء أحبابكم الذين في الحكم جميعهم بدون استثناء بدءً من مام جلال والجعفري والمالكي والبرزاني الى آخر قوّاد فيهم .. كلّهم جميعاً قواويد وهم جميعاً لا يساوون "قيطان" في حذاء صدّام ) والقيطان باللهجة العراقيّة يعني رباط الحذاء أجلكم الله .. ! .. وقد أعاد "كاكه أبو هَمَت" الذي كان يتبرّع لحلاقة العراقيين في تجمّع اللاجئين مجّاناً وطالما هم لم ينالوا أوراق الإقامة بعد , قد أعاد هذا القول في أكثر من مناسبة ( في إحدى تلك المناسبات لم يتمالك نفسه فصدح وسط حشد , في موضع آخر , مردّداً بانفعال شديد لم يتمالك معها أو يسيطر على نفسه لنفس الجملة التي كان يصول بها على مثل هؤلاء النفر ولكن مع تغيير جريء ! ؛ قائلاً ... إنّ هؤلاء القواويد لا يساوون حتّى ....! أجلّكم الله ) ! ...


هذه الطريقة الخاصّة , والتي من المؤكدّ قد سبقني إليها الكثير من العراقيين (صورة القائد على سطح المكتب) في إعلان البيعة تقليد جميل اقتبسته من الأخ العزيز الدكتور "أبو محمد" مدير مكتب بطل العراق الأستاذ طارق عزيز , إلاّ أنّه كان يغيّر يوميّاً صورة للقائد في جهاز حاسوبه في "مكتبته" المتواضعة جدّاً لبيع القرطاسيّة يسترزق منها وعائلته في أحد الأقطار العربيّة المجاورة للعراق وكلّما أدخل عليه في متجره يستقبلني بتهليلة من وجهه الباسم يدعوني على عجل ؛ انظر انظر انظر استاد طلال أكو أحله لو أهيب من صدّام ! مشيراً إلى شاشة حاسوبه المكتبي ... قلت وقتها في سرّي.. والنعم من أبو محمّد حفظ العهد ولم ينكث في حبّه للقائد وفي حبّه للعراق .... وهذا الحب قدر إلهي أعلنه ربّ العزّة للعالمين بحكمة منه بأنّ القائد له أحباب لا ينكثون عهدهم بحبّه المستمد من حب العراق رغم ذهاب الجاه الدنيوي عنهم من سلطان ومنصب وكرسي .. فهو إذن لا بدّ وأن يكون امتحان لهم وللعراقيين منّه الله سبحانه عليهم رغم عِظم شدّة قسوته وضراوته ... فهل يوجد أصدق منهم في مشاعره ... إئتوني بمثلهم إن كنتم صادقين ... !

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٥ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور