تأملات  / هل وصل العالم الى الحصول على السلام بحوار العقلاء وليس بهوس الحرب

﴿ الجزء الرابع ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

ماهي فرص نجاح الرئيس أوباما في مسيرته ومشاريعه السلمية؟أن أفترضا أن الرئيس أوباما سيكون مصرا على تحقيقها فلابد له من أن يحدث تغيرا في المفاهيم و فلسفة وضع الستراتيجية للولاياة المتحدة و العودة للمنطلقات في السياسة الامريكية والتي أمتدت وعبر العصور إلى المفهوم والنظرة المثالية لنشر قيم الديمقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها, واستخدام الذرة من أجل السلام, وهذه النظرة المثالية عبرت عنها إدارات أمريكية متعددة ومختلفة في سياساتها, ولكنها من حيث الركائز المثالية تتشابه ابتداء من سياسة ويلسون ومبادئه الأربعة عشر عام 1919م إلى الرئيس إيزنهاور ونشر الذرة من أجل السلام, إلى الرئيس كارتر ومبادئ حقوق الإنسان  إلى مضامين الخطاب السياسي للرئيس الجديد باراك أوباما ودعوته لعالم خال من الأسلحة النووية ومد جسور التعاون والشراكة مع مختلف القوى والدول بدون أستثناء سواء مع الصين أو إيران وحتى مع حركة طالبان الافغانية في حالة فك تحالفها مع تنظيم القاعدة ,بل راح لابعد من هذا كله الى اعادة النظر في تواجد حلف الناتو في أفغانستان .

 

وإلى تركيا وحماسته لتقديمها للعالم الاسلامي كنموذج للدولة العلمانيةالحديثة,وايظا في تهذيب علاقة الولاياة المتحدة مع أوروبا وروسيا وأعادة بناء علاقات ناجحة مع العالم الإسلامي والتي اصابها الضرر الكبير في عهد البوشين وخاصة بعد غزو وأحتلال افغانستان والعراق.أنا أتفق مع الرأي الذي يقول أن الامريكين جادين الان بمغادرة فلسفة نظرية القوة أو مدرسة الواقعية السياسيةللسياسي الامريكي هانز مورجانثو التي تتبنى شرعية القوة وليس قوة الشرعية، و التي بموجبها يبرر للقوة العظمى استخدام القوة العسكرية لحل مشاكلها الأمنية بصرف النظر عن الضرر الذي تتعرض له الدول الأخرى,لسببين أساسين:


1_أن أيمانهم بالفلسفة البراجماتية والتي تقوم على أن الحقيقة اليوم قد تصبح خطأ غدا, وأن الثوابت ليست حقلئق مطلقة بل يمكننا ان نقول أنها خطأ غدا وحسب وليم جيمس" ( 1842 ـ 1910 م ) هو أشهر فلاسفة البراجماتية .

 

بحيث أن المدرسة الواقعية السياسية للعالم مورجانثو لم تجلب للولاياة المتحدة الامريكية سوى المزيد من الكره والرفض لكل ما له علاقة بالامريكين,والاهم لم تعطي أي نجاح للسياسة الامريكية ففي العراق أنكشفت حقيقة جريمة تدمير العراق من خلال كذبة هم لم يصدقوها وهم الان يجابهون مقاومة الشعب العراقي ومن خلال ظاهرتين,الاولى_ هي تنامي قوة المقاومة العراقية البطلة وتطور اساليبها القتالية والسياسية وأحراج المحتل وأذنابه في فشله بتحجيم الثورة العراقية البطلة ضد المحتل و مؤوسساته الكارتونية.

 

وثانيها_ فشل التجربة التي اطلقوا عليها بالديمقراطية ومن خلال تنامي الصراع بل الاحتراب بين الدمى التي اقعدوها على كراسي الحكم بحيث ولاول مرة وجد مفهوم عالمي جديد للديمقراطية وهو الفوضى في التدبير والسب والشتم في الحوار والتفخيخ والقصف  والقتل المدبرفي تحقيق التوازنات السياسية و الصراع على الحكم عبر خلق أيام دامية كالاربعاء والاحد الدامين ,الله يستر شعبي العراقي من الايام الدامية من بقايا الاسبوع.

 

بحيث أمست التجربة في العراق تحمل مأسي من أسوء أنواع الديمقراطيات في العالم منها تفشي الفساد الاداري والمالي وأنعدام اي نوع من الخدمات وسحق للبنى التحتية تدني في مستوى التعليم بحيث أعادوا الامية للعراق في وقت العراق أصبح في بداية العقد الثامن من القرن الماضي خال من الامية وبشهادة المنظمات الدولية وتهجير أكثر من أربعة ملايين عراقي والخ من المأسي والظلم الذي لحق بالشعب العراقي عل مدى هذه السنين الماضية.ولذلك أختار المحتل أنجع الاساليب لمدارات فشله وذلك بأعلانه الانسحاب من العراق.وأما في افغانستان فأن تنامي قوة طالبان وفشل حلف الناتو في مجابهتها وبدليل قيام الكثير من دول حلف الناتو في اعادة النظر في مشاركتها بهذه الحرب والولاياة المتحدة كانت من ضمن هذه الدول,

 

يعطي مؤشرا قويا على فشل أستخدام القوة العسكرية لحل النزاعات.و بالتاكيد هذا الفشل ينسحب على مجمل السياسة الامريكية السابقة,ولكنني أرتئيت أن أخذ الفشل في السياسة الامريكية في العراق وافغانستان كنموذج لها.لذلك كان الأختيار الطريق الجديد الذي هو محاولة فرض دولة الولاياة المتحدة كقوة عظمى ليس باستخدام القوة بل بالطرق الدبلوماسية وأبراز دورها في حل مشاكل العالم وليس بخلق المشاكل للعالم, وهي تمتلك كل مقومات ذلك,

 

وهي تندرج كجزء من التجريبية في السياسة الامريكية.وهذا يظهر من خلال الحقائق التي تؤكد أن تغيرا في السياسة الامريكية لم يحدث ومنذ اكثر من ستين عاما وان هنالك انقلابا في السياسة الامريكية سيحدث من خلال الخطاب السياسي للادراة لامريكية الجديدة والمتمثلة بالرئيس أوباماو مشاريعه الجديدة,وحيث تشير كل الدلائل أن النهج الجديد الذي جاء به الرئيس أوباماكان قد تم أعداده بشكل مبادرة لاعداد هذه الستراتيجية وقد ساهم في أعدادها حوالي ثلاثون مسوؤلا أمريكيا بينهم أعضاء من الكونغرس الامريكي و دبلوماسين سابقين ومن أبرزهم مادلين أولبرايت وزير الخارجية الامريكية الاسبق و ريتشاد أرميتاج وكذلك عدد من الخبراء في الشوؤن الاديان الثلاثة وقد أستغرقت خطة العمل هذه أكثر من ثمان سنين ويرجح أن تكون ما بين عام 2000 و عام 2008 ,

 

وانصبت أهداف هذه الستراتيجية الجديدة بخطها العام وقف ما تبنته مرحلة البوشين من نشر سياسة (الفوضى الخلاقة), والتي أظهرت للامريكين فشلها في محاور عدة وأبرزها تدمير العراق وغزو أفغانستان ودعم حروب الصهاينة في فلسطين و لبنان وشجع وساند الاستيطان الصهيوني في اراضي الضفة الغربية والقدس الشريف أي فاقم من المشكلة الفلسطينية في حين أن بوش كان يدعي أنه سوف لن يغادر الرئاسة والا كانت هنالك دولة مستقلة للفلسطينين!,وأيظا دمج وبكل حماقة بين الارهاب و الفاشية من جهة و الاسلام من جهة أخرى,

 

بحيث شجع البعض في الغرب للتعبيرفي مشاركته السيئة في الاساءة للاسلام ورموزه وهذا زاد من قوة وحجم الحركات الاسلامية التقليدية من استخدام تعابير غريبة في اقدس الفرائض وهو الجهاد في سبيل الله,ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل نفذت الاثار السيئة لهذه السياسة الحمقاء الى داخل الدين الاسلامي الحنيف من خلال دمى لا تمت للدين بأية صلة له  الابعمامة أو جبة  في فتاوي طائفيةوأخرى تكفيرية وظهر ذلك بشكل واضح في العراق ولبنان وأخذت تنتشر في البلاد العربية ايظا لتعمل من أجل الفرقة والتمزق في دين الوحدة .أنها من أفرازات غزو العراق بفعل هذه السياسة الحمقاء لبوش المجرم والتي كان يأمل في فرض هيمنته على العالم بالقوة . وقد تبين فشله وفشل سياسته التي أساءت كثيرا لامريكا بلد الحرية والديمقراطية!

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١١ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور