تأملات  / هل وصل العالم الى الحصول على السلام بحوار العقلاء وليس بهوس الحرب

﴿ الجزء الثاني

 

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

وأعود وأقول أذا لم يفلح الرئيس أوباما (لاسامح الله) في تحقيق مشاريعه وأفكاره السلمية فستكون هذه الجائزة نقمة وثقلا كبيرا على مستقبله السياسي ومستقبل حزبه  ومن خلال أفتراضنا الفرضيتين التاليتين,الاولى اما  بفبركة حدث دراماتيكي هوليودي لاغتياله(لاسامح الله) ويكون مصيره حال بعض الرؤوساء الامريكان الذين سبقوه في أتخاذهم خطوات وقرارات جريئة كالرئيس أبراهام لنكولن وجون كنيدي.

 

والفرضية الثانية ترصد  اليمين المتطرف في الولاياة المتحدة والذي سيراقب أداء الرئيس في تنفيذه لمشاريعه السلمية وسيحاول أفشالها وبكل الطرق لاثبات صحة نظرية العصا بدلا من الجزرة في التعامل الدولي, والحلول عبر الحروب وليست عبر الدبوماسية, وفي حالة فشله لاسامح الله ستكون كارثة على مستقبله السياسي وكارثة على حزبه الذي حقق نجاحا باهرا في الانتخابات الاخيرة ,وستسقط شعاراته التي تفوق بها وحزبه الديمقراطي على الحزب الجمهوري .لو أفترضناأن الرئيس أوباما نجح في تحقيق شعاراته ومشاريعه السلمية وتتصدرها الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية و الانسحاب من العراق وبشكل كامل وتعويض العراق بما تحمل من خراب ودمار في حياته كشعب ودولة,وحل ملف أفغانستان,وتنفيذ دعوته لخفض المخزون العالمي للاسلحة النووية من أجل أحلال السلام في هذا العالم وتحقيق السلام و العدالة الدولية والتي هي من ضمن الستراتيجية الامريكية الجديدة الجريئة والمعلنة للمرحلة القادمة فأنه بالتأكيد سينجح في تقديم شخصيته السلمية ويكون جديرا وبحق لجائزةاكبر من جائزة نوبل للسلام وبالتأكيدسوف  تساهم بها كل شعوب و أمم الارض لتقدمها له وفي مقدمة هذه الامم أمتنا العربية.

 

ولكن لو لم يفلح الرئيس اوباما فيما يعد العالم بتحقيقه, فان الفخ يكون قد استكمل في كل تفاصيله وهو الوصول بالعالم لقناعة جوهرها أنه على الرغم من الدعم الكبير الذي قدم لرئيس أقوى دولة في العالم وبتشجيعه وذلك بمنحه مسبقا لجائزة السلام,  لم يستطيع أن يغير النظام الدولي الذي أقامه المتطرفين للحفاظ على السلم العالمي وحسب منطقهم ويكون الرئيس أوباما هوالضحية الذي به يعزز المتطرفون فلسفتهم ورسوخ ستراتيجيتهم ولا عودة بعد ذلك الى الوجه الامريكي المسالم,والكارثة الاكبر هي نجاح يسجل للارهابين الدوليين من المتطرفين لليمين العالمي في جعل شعوب وأمم هذا الكوكب وبالاخص الذين يؤمنون بحقوق الانسان وحرية الشعوب سواء كانوا ليبراليون أو يساريون يفقدوا تماما الامل في تحقيق أي سلام أو عدل دوليين والتسليم بواقع تحكمه القوة المتمثلة باليمين المتطرف والذي سيكون بموقف أقوى في تسلطه على أدارة الحكومة الامريكيةو أن  فشل المعتدلين في تحقيق السلام والامن في العالم والولاياة المتحدة بوجه خاص يصبح أمر بديهيا ويكتب على العالم الخراب.

 

وبالمناسبة هنالك أحتمال كبيرقائم في حدوث تعاون خاص بين اليمين الامريكي المتطرف والحركة الصهيونية في التخطيط لحدث أو أحداث تتعرض لها الولاياة المتحدة أو دولا أخرى وفيها يتعرض أمنها للخرق وعلى غرار أحداث 11أيلول وبذلك يحققون هدفين مركزيين لستراتيجيتهم,

 

الاول أقناع العالم وخاصة الدول الكبرى بفشل الاساليب الدبلوماسية في تحقيق التعايش السلمي و فشل سياسة الحوار ونجاح سياسة الحزم أي سياسة الضربات الوقائية والتشدد مع كل الحركات والدول التي لا تتماشى مع سياستهم والعودة للخطاب السياسي الصارم والعودة لجدولة ما يسمونه بدول محور الشر أوالدول التي تهدد السلام العالمي وحيازة أسلحة دمار شامل والخ من التبريرات التي تتيح لهم تصريف شرورهم.والهدف الثاني وهو الاهم بالنسبة للامريكان هو أقناعهم بأن سياسة دبلوماسية الحلول و الحوار والتفاعل تؤدي الى تعرض ألامن الامريكي للخرق والخطر وبذلك تسقط نهائيا نظرية الحواروالدبلوماسية  في حفظ أمن الولاياة المتحدة وهذا يعني كسب الناخب الامريكي  وكل الشعب الامريكيى بأن أمن الولاياة المتحدةلايمكن ضمانه في ظل سياسة سلمية وهادئة مع الاخرين ,وهو ما يشكل هدفا لفرض سياسة اليمين المتطرف وقيادته للولاياة المتحدة.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٠٩ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور