تأملات  / تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعدا ً !.

﴿ الجزء الرابع عشر ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
وأعود لاقول أن أعادة ترتيب العالم على الأحادية القطبية بعد زوال الاتحاد السوفيتي كان يحتم على النظام العربي سواء الذي كان محسوبا على الغرب أو على الشرق ان يقبل بهذه الحقيقة وليس القبول بمعنى تصديق التغير الذي حصل بل أقول كان يجب مغادرة وضع ستراتيجياتنا المبنية بالرهان على الدول الاخرى أو القطب الاخر,أي أعادة رسم ستراتيجياتنا السياسيةمن خلال رؤيةوتقيم وقراءة صحيحة وسليمة للركائز الاساسية لسياساتنا الستراتيجية و أهم هذه الركائز هي المعاينة الدقيقة والواضحة لقدراتنا الداخلية والتي هي التي تعطي المرونة للتحرك في الساحة الدولية,لانه من الضروري جدا الاحاطة والدراية الكاملة بالاوضاع الداخلية العربية كذلك بالقدرات العربية.

 

ومن وجهة نظري أن النظام العربي لم يهزه هذا التغير في موازين السياسة الدولية,وبدليل تعرض النظام العربي كله الى هزة أقوى من الاولى وكانت تحمل بعض الاسباب من الانعطافة الاولى(التغير الذي حصل في العلاقات الدولية بعد انهيار المعسكر الاشتراكي).أن هذا الحدث الثاني الكبير هو أحتلال العراق في عام 2003 والذي حمل في تأثيراته ليس على المنطقة بل أمتد الى العالم كله,لما كان يشكله العراق من ثقل سياسي وأقتصادي وأنساني وبالرغم من الحصار الذي أستمر لمدة 13سنة,وتأثيراته على النظام العربي والقضايا العربية المصيرية كقضية فلسطين, وقد جاء هذا التأثيرو بشكل واضح ومؤثر بعد الاحتلال,وعند ذلك قراء النظام العربي الرسمي القراءة الصحيحة لعملية الاحتلال وحجم الاضرار الذي تعرض ويتعرض العرب اليه,وأن تعاون وسكوت البعض على احتلال العراق بدء يكلفهم الكثيرفي قضايا المصير, بل تعدى في بعض الاحيان الى التهديد للوجود العربي.

 

والانظمة التي كانت قد قدمت اي نوع من أنواع الدعم أو الاسناد لقوى الاحتلال بدءت تتعامل الان مع أفرازات وأنعكاسات احتلال العراق لانها لم تحسبها بشكل دقيق في حينها, وكذلك لضعف  العقلية  التخطيطية للستراتيجين العرب في أمتلاك الرؤية الحقيقة لمرحلة ما بعد احتلال العراق لانها عندما ساهمت في تقديم أي قدر من الدعم للاجنبي صاحب الستراتيجية الرصينة والموضوعة بشكل دقيق في احتلال العراق, كانت هذه الانظمة العربية ذات النظرة القصيرة التي لم تعىلصورة النظام العربي بدون النظام الوطني القومي في العراقي الذي كان بمثابة الضمير العربي تجاه القضية الفلسطينية والقضايا العربية الاخرى,والى هذاالحد كانت تصل الرؤية العربية أنذاك والدليل هو تصريحات بعض القادة العرب المتاخرة في نعي عراق الثورة وقادته الابطال ,وهذا الحدث هو شاهد أكيد على فشل ستراتيجية ألنظام الرسمي العربي. وأحد أبرز مظاهر استمرار الضعف العربي هو في الاستفادة من هذين الحدثين حيث  لا تزال الانظمة العربية تراهن على الحل الاجنبي لقضاياهم,فالقضية الفلسطينية الذي وصل الموقف العربي الى أضعف المواقف,فالحال الان أن العرب يتفاوضون عبر الوسطاء الاجانب في كيفية وقف الاستيطان الصهيوني في الاراضي العربية مقابل التطبيع العربي مع هذا الكيان, أي أن العملية تطورت من كفاح وبعدها مطالبة والان أصبح الموقف العربي تجاه فلسطين لا يتعدى في كونه موقف الاستجداء.و الظاهرة الاخرىأن أي خلاف بين الدول العربية يكون الاجنبي هو حمامة السلام!

 

وكانما النظام العربي الرسمي فقد أي قدرة أو أمكانية دبلوماسية لحل الخلافات العربية العربية فكيف الحال أذا كان الخلاف مع الاجنبي وخاصة اذا الامرتعلق على سبيل المثال بأرض عربية أو جزر عربية محتلة؟ والظاهرة الخطرة الاخرى الذي أفرزه احتلال العراق في عام 2003 هو ظهور تعنت وأصرار اجنبي من الدول الجوار العربي على أحتلال اراض عربيةوعراقية وتدخلاتها في العراق ومحاولة تقسيمه بل التمادي في قصف للاراضي العراقية في حين كان هذا الاجنبي لا يتجرأ ان يتوتر في خطابه مع العراق الوطني وفي فترات الحصار,بل التمادي في التهديدات بضرب دول الخليج العربي في حالة تعرض هذا الاجنبي الايراني لاي ضربة وحتى لو كانت من كوكب أخر ,أي استخفاف بالوجود والقوة العربية؟ الان تدرك دول الخليج العربي والعرب عموما الأهمية الكبرى التي كان العراق يشكله  في تأدية دوره كحارس للبوابة الشرقية للوطن العربي .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٢٩ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور