تأملات  / تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعداً !.

﴿ الجزء الثالث العاشر  ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
لابد أن نفهم المعادلة الدولية الحالية وخاصة بعد أن فقد العرب أكبر وأقوى صديق لهم وهو الاتحاد السوفيتي, وان نغادر كثوار أو ليبراليون ستراتيجياتنا السابقة ونبداء بوضع الجديد منها على ما عندنا وما هو مطروح في الساحة العربيةو الاقليمية والدولية.فبعد غزو العراق في عام 2003حدث تغيرا كبيرا في المنطقة وهذا ما أشار اليه الشهيد البطل صدام حسين وفي أكثر من مناسبة ومقولته المشهورة :(أذا ما ذهب العراق ستذهب المنطقة أيظا),فالنظام الوطني القومي في العراق وقبل 2003كان هدفا مركزيا للامبريالية العالمية وقد تجلى في تصريحات و اقوال المفكرين الاساسين وواضعي الستراتيجية الامريكية فهنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا الاسبق وعراب السياسة الامريكية في العالم في العقد السابع من القرن السابق وأحد الاستشاريين الحالين لواضعي الستراتيجية الامريكية يقول:(من يريد السيطرة على الامة العربية والاسلامية,عليه أن يدمرارادة الامة العراقية,فهي الحلقة الرئيسية فيه)(1).فالغرب وبعد أحداث 11أيلول وضع الكثير من الافتراضات السياسية في محل أستفهام, وهذا بدوره أثر بشكل  غيرمباشر أوبعض الاحيان بشكل مباشر في طبيعة العلاقات الدولية التي كان يتداولها الغرب وحتى في سياسات الاقتصاد وعلوم النفس والاجتماع وفي كل ما كان يتعامل فيه قبل أحداث11أيلول أن كل هذه المتغيرات في أنماط الحياة في الغرب يمثل درجة حساسية المجتمعات الغربية تجاه أي تغيرا وبأي أتجاه يحصل ومهما كان حجم هذا التاثير أو الحدث فما بال حدث كبير عكس تأثيرا مباشرا على أمن الاشخاص و المجتمع والديمقراطيات السياسية التي تعيشها هذه المجتمعات,وخلاصة القول فيما نحن بصدده ان ظاهرة العلاقات الدولية تربط بمجموع الافعال وردود الافعال الدولية و كذلك في نمط هذه الافعال والمتسببة لها,سواءكانت هذه الافعال سياسية أوكانت متعلقة بأي نشاط أجتماعي واقتصادي.وهذا يتطابق مع ما ذكرناه سابقا أن ظاهرة العلاقات الدوليةتعكس كلتا الظاهرتين الصراع والتعاون الدولي .ونحن العرب أمامنا حدثين,الاول هو أنهيار الاتحاد السوفيتي , وأنتهاء عصر الحرب الباردة وهذا يعني تغيرا كبيرا قد حدث في مجال العلاقات السياسية بين الدول وقد ترك أثرا كبيرا على الوضع السياسي العربي والاقتصادي والاجتماعي وحتى النفسي سواء على مستوى الإفراد أو المجتمعات أو الحركات السياسية ولكن و مع الأسف لم يكن العرب وخاصة الأنظمة الرسمية العربية بمستوى ردة الفعل, وبالتأكيد لا اعني بناء المواقف على الافعال ولكن غياب أحد القطبين عن الساحة الدولية وهو الذي كان الأقرب إلى العرب وخاصة في درجة تحسسه إلى مشاكل العرب,وكان بمثابة الصديق, أقول لم يكن النظام الرسمي العربي بمستوى الحدث الكبير بل لم يتدخل المحللون السياسيون ولا الكتاب وحتى الأحزاب في التنبيه بأن الذي حدث مس وسوف يغير الكثير من الاتجاهات الدولية والتي ستؤثر على الوضع العربي وبصورة خاصة فيما يخص قضية العرب المركزية في فلسطين والأراضي العربية المحتلة والعلاقة مع الدولة المحتلة في فلسطين, في حين نرى موقفا سريعا وردة فعل قوية للأنظمة العربية باتجاه أحداث 11أيلول وبالرغم من كونها  لم تكن تستهدف النظام الرسمي العربي بشكل مباشرو لا قضايا العرب ولا المجتمع العربي ,هذا أذا أسلمنا بأن الحدث من تدبير تنظيم القاعدة تخطيطا وتنفيذا وفي غفلة من الأجهزة الأمنية الهائلةالامريكية ( F.B.IوC.I.A) والاجهزة الأمنية الغربية المتعددة وهذا غير صحيح.

 

لنعود إلى الفرضية الغربية بأن احداث 11 أيلول قامت بها مجاميع من تنظيم القاعدة, فأن الموضوع لا يتعدى كونه مجموعة متطرفة نفذت الاحداث ضد دولة تعتبرها هدفا لها وفي هذا النوع من الهجمات الكثير من الامثلة فعلى سبيل المثل لا الحصر ضربات حركة انيتا الانفصالية للدولة الاسبانية وتأثيراتها على الدول الاوروبية وخاصةالجوار الاسباني ,والحرب الذي شنه الجيش الايرلندي ضد أنكلترا وأستمر سنوات قاسية جدا والذي وصلت أنعكاسات هذه الحرب إلى القارة الامريكية, وحرب فوكلاند بين بريطانيا والاجنتين ومعروفة أهدافها وأثارها والتي حملت بعض من أفرازاتها وأثارها لغاية اليوم موجودة.

 

هل كل هذه الهزات أستدعت في وقتها أن يتخذ العالم موقفا كبيرا من أطراف هذه الصراعات,ولكن الذي حدث غيرذلك؟ فلماذا تعتبر أحداث 11 أيلول حدثا مؤثرا على أمم وشعوب العالم؟وجرت العالم لصراعات من الصعب على الادارة الامريكية الجديدة أن تعالجها اذا ما كانت تريدذلك, والحدث كله مختلقا وهو جزء من ستراتيجية اليمين المتطرف في الولاياة المتحدة ليهيء لمرحلة الارهاب الدولي ويعطي الشرعية لها في استخدام القوة العسكرية ضمن ستراتيجية الضربات الوقائية لدول كانت موضوعة في قائمة التصفيات والتغيرات وتنفيذ ما ارادت فلسفةكيسنجر تجاه العراق بالذات. وقد كشفت الاحداث حقيقة هذا الحدث و اهدافه وكما جاء ذلك في الجزئين الحادي والثاني عشر من هذا الموضوع.

 

(1) مذكرات هنري كيسنجر

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢٨ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٧ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور