نافذة  / سوف لن نرى الظلمة أذا عشقنا وجه الشمس

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
في هذا الصباح لم أستيقظ مثل كل الايام على عناق شمس دمشقية لوجنات بغدادية سرق منها الزمن لونا و صفحات أمتلئت عروقها دما وأبى هذا الزمن الا أن يحفر عليها رزنامة الالم والشوق..أقول أيقضتني نبضات قلبي وكأنما ينتفض علي ويكفر بالاسوار من اضلعي وهو ينذرني بأنه سيركن و يغلق أبوابه ونوافذه حتى يجعلني أستجدي خفاقاته, وأهمس في جوفي بأن محبوبتي التي شدتني الى هواها وسلبت مني كل الحب والعشق والذي أحفظ سرها في كهوف بعيدة عن العقل والقلب ومحفورة بين صخور الروح سوف لن أبقي أسمها مخفيا بظلال أغصان وأوراق لاشجار الامل بالعودة لها..انها بغداد.يامدينتي يا كل العراق والتي لا تستطيع السطور أن تقول كم هو المك وحزنك,وكل شقيقاتك من دمشق والقاهرة والى الرياض وصنعاء والرباط حزينات ولبسن الزعل وتسترنا بالصبر على غضبهن,لايام كنت عروستهن وهن المغنيات وحاميتهن وهن بك متسترات ,واليوم أضاع الزمن شرفه عندما أعار مفتاح بابك لعبدة الشيطان من الاغراب ورهن الغيرة اليعربية في سوق المرابين.أنه الم الاخوة الذين اسكرتهم خمرة جاء بها الاغراب عن امتي من كروم تسقى من لعاب الذئاب وقئ الكلاب المسعورة وزرعت في تراب من قبور عبدة الشيطان ويغرفوا باكواب من أجران حجارتها من وادي جهنم.تبا لابليس وجنده ,أن يجف رحم بغداد وهوخصب و مثمر ماكان الزمن, رحم أنجب أعظم العلماء وأشرف الكتاب والشعراءوتفاخرت والعرب معك بابطال من المنصور والرشيد والمأمون ومعهم كل العراق.و روى ارضك  أزكىالدماء من شهداء الانوار الاربعة العشر الامام الحكيم علي بن أبي طالب(ع) و الحسين بن علي(ع) الى شهيد العصر صدام حسين وكل شهداء المقاومة العراقية الذين عطروا ارض الرافدين بمسك أجسادهم الطاهرة وكلهم أستشهدوا بخنجر غدر نصله صنع بيد غريب ومقبضه بلون عربي, ياجريحةالشرف والعلياء خسئت يد الغدر التي غدرت براياتك من يد هولاكو السفاح الى حفيده في الاجرام بوش أن يأخذوا من أبراج صبر أبنائك لبنة واحدة, فكل جسد شهيد يبني برجا ستأوي اليه طيور الحقل الخصب ذراعه الاول مغروسا في أهوار البصرة وأخره منتصبا في رأس قمة من جبال زاخو العزيزة..


وطني العراق كان ناسه الطيبين يقيمون الاعراس لزواجات الابناء والبنات فيحيون وبكل فرح وطرب ليلة حلوة لا ينسى العروسين حلاوتها مادام عقد الرب بينهم جامع.وفي هذا جزء من الحقيقة الكبرى ولا يختلف معي عالم في السياسة أو في الاقتصاد أو حتى في الدين وأما الحقيقة الكبرى ففي العرس الكبير, عندما كنا شعبا واحدا نعد لعرس كبير وليس قبل يوم أو يومين بل كنا قبل أسابيع عديدة نرفع الزينة وعلى أسلاكها نعلق قلوبنا بدلا من اضوية فكل قلب منا كان يشع محبة ويسري فيه سيل من مشاعر الوفاء بدلا من دقائق الكهرباء ونكرم جدران أزقتنا وشوارعنا و محلاتنا ودوائرنا بصور العريس الحبيب وبعدها نتزين بأردية المحبة ونعصب جباهنا بعقيدة الامة الخالدة البعث الخالد..العريس كان شهيد العرب الاكبر صدام حسين (رحمه الله) والعروسة كان شعب العراق كله فيهم عربا و أكرادا مسلمين ومسيحين وصائبة ويوم العرس المجيد يوم 15تشرين أول من كل عام, ومجازا أطلقنا عليه يوم البيعة,فوفائنا للقائد كان في كل يوم وفي كل مناسبة نخرج فيها وتخرج خيول فرحنا تسبق الهتاف والضحك والتصفيق وغناء الحناجرونعد لرؤيته عيونا لامعة تنبض بالحب والوفاء وفي اللقاء تنتفخ فرحا كانها تريد انطلاقا من حدقاتها لتعانق ما تراه, وتستعد القلوب للحظة اللقاء وتسخن المشاعر وتتوهج كأنها تصطلي بجمرات الشوق والحب ,وتنتصب القامات كاعمدة لساريات البيارق العز والاعتداد,وتنطلق زغاريد الماجدات تتسابق في أثير دقائقه روائح العشاق, انه يوم الحب والعهد ,اننا كتبنا يوم البيعة بحروف من الورد لنستمتع طول اليوم بعبقها الفواح ونستعذب في أكلنا وشرابنا بطعمها انها أيام حلوة لا ولن تستطيع عفونة من نبذتهم أرضنا المقدسة ومن فاجرين ومنافقي العصروعراقيوا حروف الجنسية العراقية والذين مالت لون السنتهم الى الزرقة من السير على ارض فيها حروف لعلامات أحذية الاجانب. لن تتغير خضرة أرضنا ورقاق ماءنا ولا أصالة عراقي مادام في أرضنا تراب قدسه الانبياء وروى بدمه من دافع عنه المغول وتتار العصر, ولا يقدر أجنبي من الشرق او من الغرب أن يبدل عنوانك وهويتك العربية الاصلية يابغدادنا,أنهم زائلون في اللون والرائحة وستعود للعراقية ضحكتها وللعراقي محراثه وحاسوبه ومعمله ومشفاه ومدرسته, وللامام والسيد والقس جامعنا وحسينيتنا وكنيستنا,  وسنطرد الظلام بشمس الحقيقة ويتحول كل عراقي عاشق للشمس ومحاربا لقوى الظلام والشيطان,ونزداد حبا لله ولاهلنا ونصلي في كل المحارب والمذابح لعراقنا ولشهدائنا الخلود ويتحول كل جبين عراقي وعراقية مذبحا لمحبين النور والشمس وتلهب الاعداء وتحرقهم وتوقد فينا حب العراق و  وبذلك نطرد الظلام عن عراقنا ..    

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٥ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور