تأملات  / هل وصل العالم الى الحصول على السلام بحوار العقلاء وليس بهوس الحرب

﴿ الجزء الاول ﴾

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
جأئزة نوبل للسلام ولدت في استوكهولم في 21 تشرين أول من عام 1833.وحيث منح براءة اختراع من النيتروجلسرين مقرها الديناميت المتفجرة للعالم المهندس والكيميائي السويدي الفريد نوبل وذلك في عام1867.و السنة التالية حصل على جائزة تقديرية من الاكاديمية الملكية السويدية للعلوم للاختراعات الهامة للاستخدام العملي للبشرية.  .

 

كانت التجربة بالتأكيد مصدرا من مصادر إلهام لجوائز العلم وحيث كان في وقت لاحق لإقامتها باسمه. ألفريد نوبل استغرق الأمر عدة سنوات لاعداد وصيته وكانت في صيغتها النهائية و  المؤرخة في 27 نوفمبر 1895 حيث نصت على أن الجزء الأعظم من ثروته الهائلة ينبغي أن تكون محفوظة لإنشاء صندوق لتمويل الجوائز الفخرية السنوية التي يتعين اتخاذها في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب او الفيزيولوجيا والأدب والسلام وأقيم أول أحتفال لتقديم جائزة نوبل في الاكاديمية الملكية الموسيقية في مدينة أستوكهولم عام 1901.وأما معهد نوبل النرويجي تأسس في  الاول من شباط عام 1904 ، لغرض مساعدة لجنة نوبل في مهمتها المتمثلة في تحديد الجهة التي يتعين منحها جائزة نوبل للسلام ويعتبر مدير المعهد في لجنة نوبل السكرتير الدائم والمعهد يمكن اعتبار أمانة اللجنة.

 

وقد حصل على جائزة السلام كل من السويسري هنري دونان والفرنسي فريدريك ياسي وذلك في عام 1901.ومن هذه البداية في رسم حقيقة ولادة هذه الجائزة الرائعة وتحديد أهدافها الانسانية الطيبة والمشجعة لكل من يجمع في مسيرته الحياتية مجموعة من الجهود والافعال لتحقيق السلام في العالم و بأي منطقة منه. بالرغم من وجود وجهات نظر مختلفة وجدلا حول أحقية بعض الشخصيات التي  منحت لها عبر الفترة الزمنية الممتدة من عام 1901 ولغاية 2009 وهو موضوع فيه الكثير من المتداخلات والاجتهادات السياسية والمصلحية وطرحها الان قد يزيدمن الخلافات في وجهات النظر ويضيع علينا هدفنا الذي نحن بصدده, وأخيرا يبدو أن جائزة نوبل للسلام اليوم أخذت منحى التشجيعية للعمل من أجل السلام أي بتطابق مع المقولة (أنما الاعمال بالنيات).واليوم يرشح المعهد  النرويجي الرئيس الامريكي أوباما لنيل جائزة نوبل للسلام فقط بعد أيام من أستلامه للرئاسة الامريكية في شباط.

 

هذا الرئيس الامريكي الاستثنائي في مجموعة الرؤوساء الامريكان,الاستثنائي في أصوله الافريقية وخلفيته الدينية وفي نوعية خطابه السياسي ورؤيته للعالم. ومن بين 205 مرشح وحسب هيئة الاذاعة البريطانية يحصل أوباما على هذه الجائزة الانسانية في انطلاقتها وهدفها..والغريب أن جائزة  نوبل للسلام منحت في هذه المرة على ما سيحققه المرشح للجائزة من أهداف الجائزة وهي مشاريع سلمية مطروحة للتحقق في المستقبل وليس كما هو المعتاد أن تمنح الجائزة لشخصيات لها أدوار في أحلال السلام في العالم وبكل الاشكال والاتجاهات ,أي أن تمنح على أفعال وليس على رؤيا للمرشح ومشاريعه المستقبلية!وأستعين بما جاءباعلان مؤسسة نوبل النرويجية والتي كانت قد أعلنت في وقت سابق من اليوم الجمعة منح الرئيس باراك أوباما جائزة نوبل للسلام تقديرا لدوره المتميز وجهوده الاستثنائية في تعزيز الدبلوماسية الدولية والسلام بين الشعوب.


وقالت اللجنة المشرفة على جائزة نوبل:(أنهاعلقت أهمية كبيرة على رؤية أوباما ومساعيه من اجل تحقيق السلام، وأنه "من النادر أن يتمكن شخص بمنصبه من جذب اهتمام الناس وإعطائهم أملا في مستقبل أفضل.) وكذلك ولم يكن اسم أوباما، أول رئيس من أصل أفريقي للولايات المتحدة، من بين الأسماء المطروحة لنيل الجائزة، والتي توقع كثيرون أن تفوز بها السيناتورة الكولومبية بييداد كوردوبا، التي تنشط من أجل حل بالتفاوض للنزاع الجاري في بلادها منذ نحو نصف قرن !!.

 

ولست هنا بصدد أن أبدي رأيا مخالفا لمنح الرئيس أوباما هذه الجائزة الرائعة ,أبدا بل أني أهنئه وأتنمى له أن النجاح بالارتقاء الى شرف هذه الجائزة العظيمة وأن يكون الرب معه في تحقيق العدالة والسلام اللذين حرقهما بوش وعصابته وخاصة في تدمير العراق بأحتلاله خارقا كل قواعد السلام والعدل الدوليين وأنحيازه للعدوان الصهيوني ضد العرب وتدميره للاقتصاد العالمي, وهنالك الكثير من الانجازات الشيطانية تحققت في حقبة البوشين وكل العالم يتذكرها والشعب الامريكي لن ينساها ويمقتها بدليل أختياره للرئيس أوباما الحديث نسبيا على عالم السياسين الامريكيين أذا ما قورن بمن سبقوه سواء في الحزب الديمقراطي او الحزب الجمهوري وعلى حد سواء, والذي كان خطابه وشعاراته الانتخابية النقيض تقريبا لخطاب المجرم بوش.

 

ولست ممن يراهن على نجاح أوباما ولا على فشله ولكني أرى أن لم يتم تغير العقلية التي تضع الستراتيجيات الامريكية من الاحادية في النظر والتخطيط بأتجاه الاخرين سوف لن يستطيع الرئيس أوباما ولا طاقمه أن يحدث تغيرا في السياسة الامريكية ,وسوف أحاول في الاجزاء الباقية أن نكشف هذه الجدلية في السياسة الامريكية..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٣ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور