تأملات / ٦ تشرين .. في الذكرى الحقيقة والارادة والعبرة

﴿ الجزء الثالث ﴾

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
أما العبرة من حرب تشرين وبكل مداخلاتها وضروفها وتفاعلاتها العربية والاقليمية وكذلك في نتأئجها فيمكن تلخيصها بأن الامة العربية في مواجهة مستمرة مع الامبريالية والصهيونية,ولايمكنها أن تحقق أي نصر الابوحدتها وعلى الاقل وبحدودها الدنيا وذلك باعداد ستراتيجية واحدة قادرة أن تستجيب للحدث والواقع وبمرونة لا بالاضطرارية الفوضوية.


وأن الامة العربية ومعها من الاصدقاء تستطيع أن تقنع العالم بحقوقها المهضومة وخاصة في فلسطين,ومغادرة التطرفات في المواقف وفي نفس الوقت ان يكون لدى الستراتيجين العرب وضوحا كاملا في الفرق بين المرونة والاستسلام,و بين الانفعالات والواقعية لان عدم الوضوح في هذه المرحلة قد تدفع بالامة الى التسليم بكل شئ أو خسارة كل شئ,أننا نحتاج للعقلية العربية الجديدة التي تستوعب الاخوة العربية والعلاقات العربية العربية فنضع الاختلافات في وجهات النظر في علاقانتا أمرا ممكنا ولانفترض وجود التطابق في كل الاوقات والاحيان,وأن ننتقد بعضنا ولكن نسمح لاي ضرف أو سبب أن يجعله يتطورالى مهاجمة بعضنا للبعض وبذلك نفقد أحزمة بعضنا للبعض ونتعرى أمام الاخرين أصدقاء أو اعداءوعملا بالحكمة القائلة(أخاك أخاك إن مَنْ لا أخا له كَساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح).


أن أي تفريط أو تساهل أمام الاندفاعات الامبريالية الصهيونية في أزاحة الانظمة القومية العربية مثل النظام القومي في القطر السوري يعني هدم وليس تصدع في البناء العربي ,بل على الانظمة العربية مساندته على الاقل في تحمله المواجهة مع الكيان الصهيوني ومؤامرات أعداء الامة لانه اليوم يمثل المحطة الامنة لحركة القومية العربية وعلى العرب أن يفهموا من درس ازاحة النظام القومي العربي في العراق فيكفي أبناء العمومة هذه الخسارة..


وأيظا لابد لنا أن نفهم العبرة أو الدرس الذي أتعظ به أعداء هذه الامة لكي نحسن التعامل معهم,لقد كانت حرب تشرين 1973 درسا للامبريالية الصهيونية بأن الامة العربية لا تركعها الهزائم ,فهي أمة حية ناهضة وحية وتستفيد من أخطائها, وأن لا نعطي أذن أو حتى لفتة نظر بسيطة لمن يحاول من أصحاب اقلام الملتوية الذي يزعقون في شوارع الغرب أو من باع  أبيات شعره وكلماته على ارصفة فقيرة ليبحث عن مجد خائب أن يصور أمتنا بالعقم في العطاء والبناء الحضاري, ويقول المفكر العربي الكبير الاستاذ ميشيل عفلق: (إننا حققنا قبل عشرين سنة انتصارات وخطوات تقدمية وانتصارات تحررية، شهد لها العالم، ولكننا نسينا أن الأعداء، أن الاستعمار والصهيونية، قد تنبهوا إلى تفجر القوة العربية، فراحوا يدرسون مكامن هذه القوة وأسباب ظهورها وتفجرها، وانصرفوا إلى تجديد أساليبهم في محاربتنا، وإلى استخدام أقصى ما وصل إليه العلم في شتى المجالات ليعيقوا تلك النهضة، ونحن لم نطور أساليبنا ولم نجدد خططنا، وهكذا فاجئنا الأعداء بما لم نكن مستعدين له، ولكننا -أيها الإخوة- كأمة ناهضة فتية تنبعث من جديد لا نخاف من هذه الأخطاء، بل نعتبرها مناسبات لكي نصحح سيرنا ولكي نعمق تفكيرنا، ولكي نرتقي دوماً بأساليبنا وبأدواتنا إلى المستوى الذي يحمي ثورتنا ويشق طريقها الى المستقبل.إن في محاربة الامبريالية والصهيونية ما يعزز إيماننا بدورنا الإنساني، إذ لو لم يكونوا متخوفين من أصالة هذه النهضة العربية ومن قوتها، وقوة العطاء فيها لما جمعوا لها كل هذه المعوقات ووضعوها في طريق النهضة العربية.)(1). فأن الدرس الذي تعلمته أمريكا والكيان الصهيوني أن نصرهم على العرب في عام 1967 وأمام القوة العسكرية الهائلة والتفوق الهائل والكبيرفي كل المجالات للكيان الصهيوني والدعم الغربي اللا محدود لهذا الكيان ,أن كل هذه العوامل لم تمكن هذا الكيان من ضمان أمنه لاحقا ولم يستطيع من الحفاظ على المصالح الامريكية في المنطقة,فالايجابيات التي تحققت في حرب تشرين1973من الناحية العسكرية في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف العتيد والاندفاع البطولي للجيشين العربين السوري والعراقي على الجبهة الشرقية,وعلى الصعيد الاقتصادي نجاح الحضر النفطي العربي وأنعكاساته على الاقتصاد الغربي بشكل خاص وبروز العرب كقوة مالية واقتصادية مؤثرة في الاقتصاد العالمي,والنجاح السياسي العربي في المحيط الدولي حيث قامت معظم دول العالم الثالث والدول الافريقية بسحب أعترافها بالكيان الصهيوني,وجاء قرارالجمعية العامة للامم المتحدة بمساواة الصهيونية بالعنصرية .أن كل ذلك جعل الولاياة المتحدة تعيد حساباتها وتضع ستراتيجياتها بقيادة  زعيم الدبلوماسية الامريكية أنذاك هنري كيسنجر والذي كانت أحدى نصوصها تصفية النظام الثوري في العراق,وأن تصريحاته في السبعينات التي تحث على أحتلال مصادر النفط العربي لكي لا يسمح بتكرار تجربة الحظر النفطي العربي والتي جرت أبان حرب تشرين 1973 تؤيد ذلك,وبالفعل ومن خلال الضغط الامريكي والمؤامرات والتي أستمرت من عقد السبيعينات ولغاية عام أحتلال العراق في2003والذي حول النفط سلعة أقتصادية فقط وأن يتوارى كسلاح سياسي بيد العرب.و أن كيسنجر هذاهو القائل(من المحظور الفرار من العراق)(2)وهو بذلك يدافع عن وجهة النظر الامريكية التي أدارة الازمة الفيتنامية في حكم ريتشاد نيكسون ويدعو للاستفادة من دروسها في موضوع الانسحاب من العراق والذي يصفه بالكارثي


 أن هذه المراجعة للسياسة الامريكية وعلى ضوء معطيات حرب تشرين ,الايتطلب منا كعرب مراجعة لسياساتنا وخططنا بنفس الايجابية والتفاؤل بأن رحم أمتنا قادر على أنجاب قادة مثل الشهيد صدام حسين(رحمه الله)والمغفور له الملك فيصل(رحمه الله)(3) والكثير من أحفاد عمر وعلي لينصروا هذه الامة الطيبة...أمين

 

(1) كلمة بحضور أعضاء الوفود الطلابية العربية والأجنبية المشاركة في أعمال   المؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد العام للطلبة العرب المنعقد ببغداد خلال شهر كانون الاول عام 1976.
 (2) عنوان مقالة نشرته صحيفة هارتس الصهيونية في 20 أيلول عام 2006.
 (3) الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي قاد مع الشهيد صدام حسين (رحمهم الله) قرار حظر النفط في حرب تشرين 1973, وأقسمأ على الصلاة في القدس..

 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٢٢ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١١ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور