تأملات  / ٦ تشرين .. في الذكرى  الحقيقة والارادة والعبرة

﴿ الجزء الثاني ﴾

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
وأعود لاقول الحقيقة التالية ان حرب تشرين لم تقف في نتائجها عند عظمة الصمود والعمل العربي الموحد بل بما تبعهامن التنازلات العربية والاتفاقيات المنفردة وتوقيع الأتفاقيات التي سميت بأتفاقيات السلام ,ولكنها أي حرب تشرين أثبتت أن مسئلة الصراع مع العدو لا تتحدد بالنوايا والقدرة العربية في المواجهة فقط, بل يجب أن تتخطى هذه الحدود الى التخطيط الستراتيجي في مواجهة أعداءالامة والاصرار على أستعادة الحق العربي, وأيظا الاتفاق على ستراتيجية المواجهة والصراع ودراسة كل الممكنات والاحتمالات وعدم ترك المواقف العربية العسكرية أو الاقتصادية رهنا بمعطيات الحرب أو المواجهة أو أفرازاتهما,و أن يكون العرب متحسبين لكل المفاجئات وليس المصدومين بها وأن يدقق واضعوا الستراتيجيات من العرب هوية المتواجدين في خنادقهم سواء من العرب أو الاصدقاء ليتمكنوا من تحديد المديات التي يمكن أن يتواصلوا معها و بها في المعركة أو الحرب وفي نفس الوقت تحديد هوية خنادق الاعداء ومكامن القوة و الضعف عندهم ,أن هذا الامر سيلقي بالضوء على ستراتيجيات الاخرين من غير العرب ونتفادى ما حصل في 6تشرين 1973من أن ستراتيجية النظام المصري في هذه الحرب أنذاك كانت لا تتعدى تحقيق مكسب قطري ومحدد لا يصل حتى لطموح شعبنا العربي في المصري , ورسم لخريطة مسار الحرب سواءفي الساحة العسكرية في خلق خانق الدفرسوار ,

 

أو في الخط السياسي من التراجع الدبلوماسي العربي أو بالاحرى تنازلات سياسية أمام الحركات المكوكية للصهيوني هنري كسينجر والوعود الامريكية بتقديم المساعدات لمصر ومقابل توقيع أتفاقيات الذل,أن النظام المصري كان قد أوقع العرب في فخه الذي رسمه هو وحدد أبعاده وخطواته بالاستعانة بستراتيجية قصيرة في الرؤية والهدف,فجر العرب لحرب أعتبرها العرب بالمقدسة ولكنه أوقفها في لحظة  أتسمت بصعود عال للتضامن العربي وتلاحم قوي في الجبهة الشرقية بين الجيشين العربين السوري والعراقي والذي وصل لارض المعركة على سرف الدبابات وانفتاحه في ارض المعركة  وبدون أي وقفة للاعداد لمرحلة الانتشار والانفتاح في ارض المعركة عملا بسياقات المعارك  وأيظا شهدت هذه الايام التي سبقت موافقة النظام المصري أنذاك على وقف اطلاق النارهياجان شعبيا وتضامنا للرأي العام الدولي مما كاد يسبب موقفا خطرا على الكيان الصهيوني وحراجة لا توصف للسياسة الامريكية بالذات والتي هي منحازة للكيان الصهيوني وفي كل الاوقات,

 

وحالما تدفقت الوعود الامريكية للنظام المصري أنذاك بالفتات السياسية والعسكرية والاقتصادية في حين حصل الكيان الصهيوني على أٌقوى واعظم الامتيازات ليس في فترة الحرب بل على مدى السنوات التي تلت الحرب ولغاية اليوم.فقد خرج القطر المصري الدولة العربية الاكبر من الصراع مع الكيان الصهيوني وشجع هذا الامر دول عربية أخرى أن تقدم على الاتفاق مع الكيان الشاذ وبدون أي مكاسب بل تطور الامر الى أن الخطاب  السياسي العربي تغير في كثير من مبادئه وبدءت دولا عربية تفتح قنوات ساسية وأقتصادية مع هذ الكيان وتشارك في مؤتمرات دولية  معه وخاصة ما يسمى بالدولية الاشتراكية!

 

بل اصبح الخطاب السياسي لا يتحدث عن الاراضي المحتلة في 1948 ولا الارض العربيةفي 1967 بل وصل بالعرب بالمساومة مع الصهاينة على وقف الاستيطان في الارض العربية,وهل يعني هذا أن نقبل بهذا المنطق ؟

 

بالتأكيد الانظمة العربية القومية وفي طليعتهم القطر السوري البطل سوف لن يرضخ لهذا التذلل وفي نفس الوقت لا يعني هذا بتاتا أن يقيم الدنيا على الانظمة العربية التي تسير بهذا الاتجاه لكن أن نبقي على المبادئ الثورية وأن لا نضيعها في موجات الأنفعالات قد تخسر هذه الانظمة العربية الوطنية مواقع لها أمام زحف حلفاء الشيطان.

 

وأن أخطر نتيجة وأكثرها أيذاء للامة العربية ومصالحها هو خسارة العرب للنظام الوطني القومي العربي في العراق والذي دافع عن الامة العربية ليس بمشاركته العظيمة في حرب تشرين ولمبادرته لاقامة الوحدة العسكرية للجبهة الشرقية بل تصديه للريح الصفراء التي جاء بها مجموعة من الملالي  في أيران حيث ركبوا موجة الثورة الشعبية الواسعة في أيران وتسلطوا على الحكم في أيران في عام 1979 ,وأن النظام الوطني القومي في العراق قبل ألاحتلال في 003 2 كان خطابه السياسي وكل مواقفه باتجاه تحرير فلسطين العزيزة,الامر الذي دعى الامبريالية الصهيونية تعلن الحرب عليه وبكل ما تملكه من قوة وبمساندة لبعض الدول العربية التي لا تمتع برؤية قومية واضحة,ولم تعي وتدرك خطورة مواقفها الا بعد احتلال العراق وما أحدثه من تغيرات جيوسياسية في المنطقة العربية بل في عموم المنطقة وأفرازات طائفية تهدد بتقسيم المنطقة ووفق مخطط صهيوني سابق سمي بالشرق الاوسط الجديد ,

 

أدركت هذه الدول العربية للخسارة الكبرى في أزاحة النظام الوطني في العراق وأن حرب الامبريالية الصهيونية ضد العراق الوطني كان لاضعاف الموقف العربي والقضاء على الخطاب السياسية الوطني القومي الثوري الاصيل.أذن يعتبر أزاحة النظام الوطني في العراق من أقسئ ما تعرضت له الحركة القومية العربية وأكبر خسارة في الزخم العربي نحو تحقيق الحقوق العربية وخاصة في فلسطين.

 

والحقيقة الاخرى هي أن كل ما طرح بعد 1974من مشاريع لحل القضية الفلسطينية سواء في مدريد أو أسلو أو في واشنطن كانت جزء من افرازات حرب تشرين ,وكذلك الاجهاضات التي حصلت للانتفاضات الفلسطينية الثلاث كانت ايظا بسبب ظلال حرب تشرين لان عموم النظام العربي كان غير مستعد للمواجهة مع العدو ويرفض تكرار الحالة العسكرية والسياسية التي عاشتها الانظمة العربية خلال حرب تشرين لانه لو قدر للحرب أن تستمر أكثر من ايامها المعدودة لتحولت حالة الحماسة والفوران الشعبي الى انتفاضة قد تتسبب في ألاطاحة بكثير من الانظمة وهي ما ترفضه وتتخوف منه هذه الانظمة من أية حالة خلق أو انضاج لهذه الضروف يعني نهاية لوجودها كأنظمة لانها بعيدة كل البعد عن طموحات الشعب العربي.


أما موضوع الارادة أي ارادة تحرير الارض العربية من الغاصبين فهي موجودة في الشعب العربي لان الجهاد جزء من مكونات الشخصية العربية بل أن الحرية تعتبر للعربي أيمان و ثقافة وسلوك  وأن الانظمة العربية الثورية وفي مقدمتها كان العراق وسوريا واليمن يؤدون دورا قوميا بهذا الاتجاه ولهذا كانت الامبريالية الصهيونية تضع هذه الاقطار ولا تزال بالنسبة للقطرين السوري واليمني في حساباتها للمواجهة ,وهاهي تثيرالمشاكل والمؤمرات للقطر السوري وكما ذكرنا في أعلاه,وما التمرد الذي يقوم به الحثيون الا جزء من المشاكل التي يغذيها أعداء الامة لما للقطر اليمني الشقيق من مواقف قومية.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢١ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور