الأحد الأسود ... صفقات الأنسحاب على حساب العراق وأهله

( الجرائم لاتسقط المسؤولية عنها بتقادم الزمن )

 

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

ما قبل هذا الأحد (الفجيعة) كانت هناك مآسي بل كوارث ليس أقلها الأربعاء الدامي طبعا ؛وإن كان ثقيل الوطأة على كاهل أهلنا وعلى نفوسنا التواقة للخلاص من هذا الوضع المزري الذي لاتوجد فيه ثمة صورة لتقوى الله.


وهناك أيضا تشدق ورياء مما يسمى بقيادة قوات بغداد مثلها مثل الرمادي وغيرها التي قالوا عنها أنها خرجت عن السيطرة الامريكية وأستلمت القوات الحكومية ملفها الأمني لتفرض سيطرتها على ساحة الأمن هنا أو هناك ؛ولتؤكد هذه الواقعة ان لا ملفات أمنية سلمت ولا فرض لسيطرة قوات ولا جاهزية لا في بغداد ولا غيرها؛ومما عمق الشكوك الأختراقات المتتالية التي تحدث ببغداد أو في العراق عموما؛ وهو ما يدل على عدم قدرة المالكي أو غيره من جوقة الإحتلال على السيطرة على الوضع الأمني لا اليوم ولا أمس ولا حتى في المستقبل؛أما عملية الخلط والتزييف على حساب الناس وأرواحها فهذه أتصور أن أي شخص قادر على أداء دورها القذر وبقدرة أحسن من قدرة المالكي ورئيسه وحتى حكومته الفاسدة ؛ذلك أن الخراب والعمالة ليس هناك ما هو أسهل منها ؛لكن لا يأتيها إلا من هو أهلا لها ويمثلها.


في أحد الأسئلة التي وجهت للرئيس صدام حسين رحمه الله حول تصوراته عن الوضع لما بعد نظام حكمه من قبل وفد أمريكي ؛أجابهم بان البلد ستخوض في فوضى لانهاية لها وأن الأحزاب الدينية الطائفية التي تراهن عليها أمريكا وتدعمها ستسيطر على الوضع دون أن تقدم برنامج سياسي معين أو حالة مقبولة للمواطن أو للوطن دون مصالح الأخرين كون أن ولاءها للخارج وهي مسيرة من قبل هذا الخارج سواء إن كان شرقيا أم غربيا؛أو حتى لكم أنتم الذين تدفعون بالأمور للتفاقم والفوضى والخراب. (شاهد عيان والبرنامج يبث على الفضائية البغدادية).
اليوم بعد أن رحل صدام حسين الى جوار ربه ترى هل تحقق هذا الكلام؛المشهد السياسي العراقي مكشوف على العديد من التيارات المسلحة والأحزاب الطائفية التي تم تأسيسها ودعهما من الخارج وأخرى تتلقى الدعم من جهات تعمل بالتضاد مع المصلحة العراقية وبعيدا عنها؛ناهيك عن ما أسست له أمريكا نفسها بعيدا عن إيران ؛ومن ثم الجهات العاملة بأمرة حتى الموساد الاسرائيلي؛وأجهزة مخابرات عربية ودولية عديدة ؛حتى أختلط الحابل بالنابل وأنسحب هذا كله على مصلحة المواطن ومستقبل العراق بشكل عام.


جاهزية القوات الأمنية التي تتباهى بها حكومة المالكي وصرفت عليها من ملياراتنا التي لم ولن نعرف لها طعما في يوم؛ ما هي إلا كلام لايغني ولايسمن نسمع لها جععة في أذاننا ولا نرى لها طحينا يغنينا عن الحاجة لعجين غيرنا؛ وتولي الملفات الأمنية التي صدعوا بها رؤسنا لم تظهر منها عنترياتهم إلا على المواطن دون غيره؛والخطط التي تنفذ والحملات العسكرية تزيد من في السجون تعدادا دون أن تصل الى فاعل واحد أو إرهابي ممن يسمونهم ويتهمونهم بهذا التفجير أو غيره؛على الرغم من أن الشماعة الجاهزة التي يدارون بها فشلهم وحمقهم وغبائهم السياسي هي البعثيين وأزلام القاعدة؛ وهذه شبعنا منها أيضا؛ولم يظهروا براعتهم في شيء يذكر ولا حتى في العجينة الأمريكية الجاهزة؛أللهم إلا في النهب والسرقة ؛لذلك نقول أعطوا الخبز لخبازه ؛وكفاكم لعب على الناس بأسم الترهات التي تدعون؛واتهاماتكم الجاهزة تلك لم تعد تنطلي على أحد والكل أصبح على علم بنواياكم الخبيثة؛وما عادت لعبة رمي الأوراق في ملعب البعث ولا القاعدة بنافعة لتتخذوا منها ذريعتكم التي تتلصصون من وراءها .


فالبعثيون وفي أكثر من تصريح للناطق بأسم حزب البعث يذكر أن لاعلاقة لحزبه بما يحصل من تفجيرات تمس حياة المواطن لا من قريب ولا من بعيد؛وفي خطابه الأخير ذكر عزة الدوري أن الفصائل التي يقودها سوف تمتنع عن التعرض لما يسمى بالجيش وقوات الشرطة الحكومية؛مما يعني أن حزب البعث يترصد المحتلين وهي الحالة الصحيحة التي تتماشى مع الوضع الحالي كون البلد محتل ولايتمتع بالسيادة حتى رحيل القوات الغازية المحتلة ؛مما يستوجب مقاومتها بكل الاشكال ؛المسلحة منها وغير المسلحة؛بعيدا عن السلمية لأنها لا تتلائم والحالة العراقية؛ولا نريد التذكير بما جرى من قتل ودمار على أيدي الغزاة المحتلين ليتم مواجهتهم بمقاومة سلمية تعتبر مكافئة لهم وأطالة بأمد أحتلالهم للبلد؛ناهيك عن أن ما ذكرته الحكومة من أمتلاكها لأدلة على تورط البعثيين بتفجيرات الأربعاء الأسود لم تكن إلا كما ذكرنا جعجعة فارغة ليس إلا ولو كان العكس لقدمتها للمجتمع الدولي قبل أن تقدمها لسوريا التي كانت على رأس قائمة المتهمين بتلك التفجيرات والتي تعلم الحكومة قبل غيرها أن ورائها إيران وهو ما قاله الشهواني قبل أستقالته؛هذا من شأن البعث.


أما عن القاعدة فهو ما يعني إيران بالمحصلة كون الأخيرة هي التي أستقدمت تلك القاعدة وثبتت وجودها داخل العراق وقدمت لها الدعم والمساعدة وخططت لتشعل من خلالها حربا طائفية بالتعاون مع أحزاب الشر التي تقود العملية السياسية الوضيعة داخل العراق؛وأن تم استبعاد هذا وذاك من الأحتمالات وكلنا يعلم أن الأحتمالين ليس سوا شماعة كما قلنا ؛يبقى السؤال من المدبر والمنفذ لتلك الجريمة المدانة بكل وجوهها.


واقع الحال وبشكل مختصر وببساطة يشير الى أن هناك مناورات حول الملف النووي الفارسي؛ وهو ما يخضع لعملية الشد والجذب ما بين الأمريكان المحتلين المتورطين في بغداد وعموم العراق وما يتعلق بعملية أنسحابهم المزعوم من الأراضي العراقية عامة؛هذا الأنسحاب لابد له من ترتيبات تؤمن له سلامة تحركه وتنقله هنا وهناك وصولا الى دولة جارة غير محتلة ليقبع هناك في قواعده سالما معافى؛ثم الجانب الأخر في عملية الشد التي أشرنا اليها هي الجارة المسلمة البريئة إيران والتي لاتتدخل في الشأن العراقي حسب كلام كبير السياسيين نوري المالكي رئيس الحكومة وفخامة رئيس الجمهورية اللذان يبرءانها على الدوام من الأتهامات التي توجه اليها بالتدخل وخلخلة الأمن وتعكير وقتل المواطنين الأبرياء ويلحقونها بالشقيقة سوريا لغاية في نفسيهما طبعا وهو ما يجانب الحقيقة في كل جوانبها؛الشد الإيراني وبهذه الخروقات المفضوحة ظاهرة جلية وملموسة كمحاولة لتخفيف الضغط عليها في الملعب السياسي الدولي من قبل الخارجية الأمريكية وبيتها الأبيض نحو ملفها النووي؛وهو ما سيحصل في المستقبل القريب حيث تذهب أمريكا لأرضاء إيران بهذا الخصوص بصفقة تكسب من خلالها إيران وتخسر أمريكا ؛إلا أنها أي أمريكا ستكسب أنسحاب قواتها بحماية إيرانية من الأراضي العراقية والى غير رجعة؛لتتمركز إيران في أراضينا بواسطة الأحزاب المعدة سلفا لتلك المهمة التي تأخرت لبعض الشيء؛وهو التصورالذي توفره الصفقات الأمريكية الإيرانية.


لكن يبقى السؤال الأهم هو إن كانت كل تلك الأجراءات الامنية المشددة التي تطوق المنطقة بقبضة من حديد؛فمن أين أتت تلك المفخخات لتحصد أرواح الناس الابرياء هناك في الصالحية؛وإن كان البعثيون يملكون تلك القدرة على العمل المسلح وتجهيز المفخخات وتفجيرها في تلك المناطق المحصنة من قبل مليشيات الحكومة وقد وصلوا الى عقر داركم ؛فما هو دوركم وبقاءكم وأنتم غير قادرين على حماية أرواح المواطنين؛والسؤال الأهم لماذا لم ينفق أحد من أفراد حكومتكم وكانت حصة تلك المفخخات من الأبرياء فقط؛مجرد تساؤل أطالب المالكي بالجواب عليه دون غيره.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٧ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٦ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور