وفيق السامرائي : سكت كفرا ونطقت كفرا

 
 

شبكة المنصور

سعد الدغمان
لا أعرف لماذا ينطقون حين يصبحون ممن يطلق عليهم صفة السابق؛ولماذا لاتظهر الحقائق إلا بعد أن تنجلي أركانها وتصبح في خبر كان؛ولماذا لايستحي أولئك الذين كانوا فيما يسمى بالحكومة وخرجوا منها الى غير رجعة وهم في أشد الأنحطاط والسقوط الأخلاقي بعد ان أرتكبوا ما أرتكبوا من فضائع وشنائع ومورست أمام أعينهم تلك الجرائم التي يتكلمون عنها الأن وكأن الشعب على درجة من الغباء يوازي غبائهم حين خانوا الوطن وأرتضوا أن يرتموا بأحضان الذل والعار ؛أحضان الفرس واليهود المتمثلين بالعلم الأمريكي الأن وسط بغداد وعلى تخوم الأرض التي أذلتهم أيام الملك العادل الذي علم الأنسانية أنذاك كيف تخط الحروف ؛حمورابي سيد القانون وملك المشرق والمغرب.


وفيق السامرائي واحدا من أولئك الذين باعوا الوطن بأبخس الأثمان؛وهو الذي سكت كفرا ورياءا وتملقا حين كانوا يخططون لأغتيال العراق أمام ناظريه ؛ويتأمرون علينا وهو بين جنباتهم حتى أعدوا العدة وجيشوا الجيوش وجمعوا أحزاب الرذيلة التي تحكم اليوم وهو معهم يدعم مواقفهم ويساند أفعالهم وقريب من تأمرهم علينا وعلى الأرض التي تربى عليها؛ومن يخن أرضه فقد خان أمه وعرضه؛وأنتم أعلم مني بمعنى الكلام؛هذا السامرائي كان يمثل الرئيس السمين سليل الخيانة وطريق مرور الفرس والورقة التي تساند أفعالهم القذرة في العراق من شماله الى جنوبه وغطائهم حين يحتاجون؛غطاءا يستر عوراتهم ويدافع عنهم كما فعل حين توسط لأولئك الفرس الذين احتجزهم جيش الإحتلال في أربيل وبالجرم المشهود وتوسط لهم الرئيس الموقر ليخرجهم من الظلمات الى النور؛لكنه لم يكلف نفسه التوسط لأبطال العراق وأبنائه المظلومين المحتجزين في غياهب سجون المحتل وحكومته العميلة ؛هذا الطلباني هو من كان يعمل عنده السامرائي مستشارا ؛وهو أي السامرائي ينظر ويرى كل تلك المصائب التي جرت وتجري علينا وعلى العراق وهو صامت لايحرك ساكنا حتى الموعد الذي أعلن فيه استقالته ؛ولا أظنها من عندياته بل هو موعد أنتهاء العمل بأيعاز من الأمريكان ؛كون ورقة الرجل أحترقت ولم يعد ينفع في شيء؛كما الذين سبقوه في العمالة ووضاعة الإخلاق؛وهم كثر ولا داعي لتعدادهم أو ذكر أسمائهم المقرفة أكثر من أفعالهم.


اليوم تذكر السامرائي على حين غرة أن المالكي هو من دبر وخطط ونفذ كل تلك الجرائم التي عانى منها العراقيون خلال 2006 وما تلاها من أعمال الشر والجريمة التي أقترفتها المليشيات في عرض العراق وطوله لهي من تدبير هذا المالكي؛ ونقول نعم أنت صادق فيما ذهبت اليه ولا غبار على ما قلت؛فالمالكي وأنت والباقين من جوقة التطبيل لإحتلال البلد وتدميره وتسليمه الى حثالات وقذارات مثل الأمريكان ومن حذى حذوهم ليسوا بأكثر من أدوات للتنفيذ تحركها أياد هنا وهناك وهي معلومة ولا تتصور أنها خفية على العراقيين ؛فقد يخفى عليك وعلى أمثالك أمر معين لكن لايخفى على أهلي من شيء ؛وهم عارفون ببواطن الأمور ؛ولن يمر عليهم خداعكم مرة أخرى؛فقد صدقوكم في الأولى وهم ليسوا على أستعداد لتكرارها؛فلا تروج لما قد يساء فهمه بأنك ضد الإحتلال وأنك غير راض عما يجري وأن سألت فالجواب حاضر أنك قدمت أستقالتك من منصبك المهين الذي أنتقصت من هيبتك الاولى وأنت تتقبل العمل تحت أمرة عملاء صغار مفضوحون ؛ولن يقبلها إلا من هو أصغر منهم.


وصفت بأنك معارض للنظام السابق وهو حق لك ولا قيود على أفكار ومعتقدات الناس فلكل حقه بالتفكير و أتخاذ القرار؛وهو شأنك ؛لكنك أحرقت سفنك وأشرعتها حين أنضممت لجوقة المارينز المزيف التي يقودها الرئيس السمين جدا؛والذي لم يجد بدا من التخلي عنك في أول منعطف من منعطفات الزريبة الخضراء التي أحتوتكم جميعا وبأمر ربما من الجندي الذي يقف عند باب الرئيس ويأمره بالدخول الى مكتبه من عدمه.


أين كنت حين كان يذبح العراقي على الهوية ؛أين كنت والفرس يمرحون في مراقد أئمتنا الاطهار في بلدك سامراء ويدسون فيها نجاساتهم ويفجرونها ودماء أطوار الشهيدة شاهد على أفعالهم القذرة وعلى سكوتك المشين؛أين فروسيتك هذه التي تدعي وجسر الأئمة مازال يئن من جراح الثكالى واليتامى الذين خلفتهم الفاجعة التي عرفت بأسم الجسر وراح ضحيتها ألف وأربعمائة أنسان بريء لاذنب له سوى صفاء معتقده وثقته المفرطة بالحكومة وتصوره بأنها جاءت من أجله؛وأنكم ستقومون بتوفير الأمن له ولعائلته ولجيرانه؛وإذا بكم تتأمرون عليه لأنه شيعي ولأنه ذاهب الى مرقد موسى الكاظم عليه السلام ليستذكر مناقبه الشريفة عن قرب ويتبرك بجواره؛ولتشعلوا الفتنة التي قال عنها الله عز وجل أنها اشد من القتل ؛وقد كانت أشد هولا وتنكيلا بأهلي هناك على جسر الأئمة؛ومثلها في سامراء التي أوت الأئمة الأطهار أحفاد الرسول الأعظم على مر الزمان ومنذ ما يقارب الألف ومائتي سنة؛أأليوم يتذكر أهل سامراء أن الهادي الطاهر والعسكري الشريف عليهم وعلى جدهم الصلاة والسلام يرقدون بجوارهم ليقوموا بهذا الفعل المشين الذي تتطاير منه رائحة الفرس واليهود؛وأنت ياوفيق ركن السامرائي تعلم وتدري ؛وقد سكت كما سكت السفهاء من الحكومة وكانوا كما هم دائما شياطين لاتسمع ولاترى ولا تتكلم إلا حين تستلم الدولارات من أسيادك وأسيادهم اليهود.


لااريد ان أطيل فذكركم لايزعجنا فقط بل يقرفنا؛ ولكن أقول سكت كفرا بحق بلدك أولا وأهلك ثانيا ونفسك ثالثا؛ولطخت شرفك العسكري حين هربت من العراق ذليلا مذعورا صاغرا؛وها أنت اليوم ذليلا كما كنت؛ ونطقت كفرا بتريحاتك الممجوة تلك والتي تريد أن تحسن صورتك ربما من خلالها؛ولكنها اتت على ما بنيت من تصور وأنقلبت على رأسك الذي كنا نتصور أن فيه ما فيه نتيجة أجتهادك في العسكرية العراقية السابقة ومدارسها مدارس العز والشرف ؛ولكن أتضح أنك لم تكن تحويها في السابق ولم تكن تملىء الزي الذي كنت ترتديه وما أنت إلا كما قال الشاعر


لا يغرنك حسن الجسوم وطولها    إن لم تزن تلك الجسوم عقول

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٥ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور