أكراد العراق ... أما لمطالبهم من حدود ولدلالهم من نهاية ؟

 
 
 

شبكة المنصور

محمد العماري
مطالب القيادات الكردية في شمال العراق لم تنتهٍ أبدا مهما كان كرم وأريحية حكومة بغداد العميلة معهم. وما يحصلون عليه اليوم, مستخدمين كالعادة التهديد والوعيد والتحدّي, يضيفون عليه شيئا آخر في اليوم الثاني. فوجودهم مع "قادة" العراق الجديد منذ إنخراطهم بالمشروع العدواني الأمريكي إتّصف وما زال بالنديّة والخصومة والتعالي. وإستطاعوا في سنوات الاحتلال المشؤومة أن يشكّلوا ما يمكن تسميته بدولة عدوة داخل الدولة العراقية. رغم أنهم يمسكون بأيديهم مفاتيح الكثير من الوزارات والوظائف المهمة في عراق اليوم, والتي أصبحت, بعلم ومشاركة وسكوت بعض ساسة المنطقة الخضراء, تابعة عمليا الى ما يٍُسمى باقليم كردستان العراق.


ثم إن العميل مسعود ابرزاني عندما يلتقي باسياده الأمريكان, عسكريين أم مدنيين, يطرح نفسه على أساس أنه عراقي"أصلي" وتهمّه مصلحة الشعب العراقي والمسيرة "الديمقراطية التي حققها العراق الفيدرالي الموحّد.

 

وعندما يلتقي بالعراقيين, رغم أنهم رفاقه في العمالة والخيانة والتبعية, فهو كردي متعصّب وعدواني في أكثر مواقفه. وقبل أيام أعلن بدون لف ودوران عن"أمنيته الشخصية القديمة" في تأسيس جيش كردي موحّد. وكأن عصابات" البيش مركة" التابع له غير كافية لأرهاب وتشريد وقتل العراقيين.


وإذا قُدّر لهذا الجيش"الكردي" أن يرى النور فانه سوف يكون أولا وأخيرا ضد العراق وشعبه, وستكون مهمّته الأولى هي إنتزاع ما يُسمى بالمناطق"المتنازع"عليها بقوّة السلاح بعد أن صمد أهلها الشرفاء من العرب والتركمان والكلدوآشورين وغيرهم بوجه جميع الوسائل الغير شريفة التي إستخدمها القادة الأكراد العملاء في طردهم من مناطقهم أو إرغامهم على تكريد أنفسهم وإنضمامهم الى شعب الله المختار الثاني, بعد اليهود. وبما أن الجو الحالي في العراق المحتل ملائم جدا لهم, فلا يبدو أن ثمة نهاية أو حدودا لمطالبهم وشروطهم التي تتوالد وتتكاثر يوما بعد آخر.


فقبل أيام , وبعد إقرار التعديلات الجديدة على قانون الانتخابات من قبل برلمان بغداد المحتلّة, حصل الأكراد, بعملية سرقة واضحة لا لبس فيها, على مقاعد إضافية على حساب المحافظات العراقية الأخرى. وهذا يعني أنهم حصلوا مسبقا على ما أرادوا حتى قبل أن تجري الانتخابات التشريعية. خصوصا وإن المقاعد البرلمانية التي مُنحت لهم, بكرم حاتمي نادر من قبل البرلمان العراقي العتيد, تتعلّق بمحافظات عراقية مثل نينوى وكركوك وصلاح الدين, يزعم القادة الأكراد إن فيها مناطق "متنازع" عليها معهم. وواضح إن حلفاءهم من الأحزاب الشيعية التابعة لجارة السوء إيران, قد حقّقوا لهم رغباتهم مقابل ربما تحالفهم معا على وضع العراقيل أمام العميل نوري المالكي الذي شقّ عصا الطاعة وإسقاطه في الانتخابات القادمة.


ومَن يتصوّر إن ثمة حدود لمطالب الأكراك أو نهاية لشروطهم التعجيزية فهو لا يعي في السياسة وقواعدها شيئا. فهؤلاء عندما يحققون مكسبا, وعادة بطرق غير شرعية, يتقدمون خطوة الى الأمام لطرح مطالب جديدة. ولديهم على الدوام الحجّة والسبب والذريعة الكافية لأرغام الآخرين على قبول رأيهم. ومع كونهم أقلّية الاّ أنهم إستطاعوا, بمساعدة أسيادهم الأمريكان والصهاينة أن يفرضوا على أكثرية العراقيين, حق النقض"الفيتو" في مجلس الرئاسة وفي البرلمان وفي ما يُسمى بمجلس الأمن الوطني. فضلا عن هيمنتهم المطلقة على مؤسسات ودوائر حكومية ذات أهمّية وحساسية كبيرة. ومن يتجرأ على مناقشتهم, ولا نقول معارضتهم, فان لغة التهديد والوعيد والاتهامات, وربما التصفية الجسدية, جاهزة للردّ عليه.


ثم إن كلّ ما يحصلون عليه, حقّا أو باطلا, يكون عادة بلا مقابل. ولم أذكر على الاطلاق مناسبة واحدة قدّم فيها ساسة الأكراد شيئا إيجابيا ملموسا للعراق والعراقيين منذ الاحتلال الأمريكي بل وقبله بعدة سنوات. وإذا قدُر لهم وأن إتفقوا مع حلفائهم من"قادة" عراق اليوم, وهو أمر نادر الحدوث, فان نواياهم السيئة سرعان ما تفضحهم. لأن طبيعتهم الانعزالية وتاريخهم الحافل بالعمالة والتبعية لأكثر من جهة معادية للعراق لا تسمح لهم بالاستقرار على شيء أو بالثبات على رأي. ولا أحد يعرف, الاّ الله سبحانه وتعالى, إن كان ثمة حدود لمطالبهم التعجيزية أو نهاية لدلالهم المبالغ فيه على الشعب العراقي.

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ١١ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٨ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور