الى متى يبقى سيفُ داموقليس البرزاني مسلّطاً على رؤوس العراقيين ؟

 
 
 

شبكة المنصور

محمد العماري

لا حول ولا قوّة الاّ بالله العظيم! لا شيء يرضي مسعود البرزاني وحزبه العائلي. لا شيء أبدا. لا هيمنته بالكامل على جزء عزيز من العراق وتحويله الى إمارة خاصّة به وبحاشيته. ولا 17 بالمئة من موازنة الدولة العراقية دون أن يدفع هو فلسا واحدا مما يجنيه من أموال طائلة بالحلال والحرام من موارد وخيرات إقليم"كردستان" العراق. ولا يرضيه كون حزبه وأتباعه يسيطرون على وظائف ومناصب حساسة في دولة وحكومة العراق الجديد. ولا يرضيه ويكفيه ويغنيه أنه يتصرّف, رغم أنف حكام المنطقة الخضراء, وكأنه رئيس دولة مستقلّة مجاورة للعراق. يأمر وينهي ويُطاع ويقول دائما هل من مزيد. وبرغم أن القناعة كنزُ لا يُفنى كما يقال الاّ أن شهية العميل مسعود البرزاني ستبقى مفتوحة على مصراعيها حتى يلتهم ثلاثة أرباع العراق, وبعد ذلك يبدأ بالتفاوض على الربع الباقي باعتباره أرض متنازع عليها! .


فما تحدّث مسعود البرزاني عن شيء ما الاّ وكانت لغة التهديد والوعيد تطغي على مجمل خطابه. وإذا قّدر له وأن أقتنع بشيء, وهو أمر نادرالحدوث عادة, يسعى للحصول على المزيد, والويل لمن يعاكسه في رغباته وطلباته ودلاله الذي لا يضاهيه حتى دلال الغانية التي يتكاثر على بابها العشاق والمعجبون وطلاّب اللغة العابرة. لم تسلم من شرّ لسانه وفعله ومؤامرته أية دولة من دول جوار العراق, ولا حتى شعبه الذي يتباكى على مظالمه وحقوقه المهضومة لم ينل منه الا المزيد من الفقر والبؤس والقهر والتشرّد في منافي أوروبا. يتزعّم إقليما ورثه عن والده العميل ملاّ مصطفى ليكون"إمارة" عائلية, ولكنها تُقاد وتحكم وتُدار من قبل الموساد الاسرائيلي وصهاينة أمريكا, مصّاصي دماء وخيرات الشعوب الأخرى.


ورغم كون العميل مسعود البرزاني جزءا أساسيا مما يُسمى بالعراق الجديد, عن طريق رجاله الوزراء والنواب وضباط الجيش الكبار, الا أنه لا يعرف من البشرغير"شعب كوردستان" وما سواه فكلّهم أعداء. وبما أن البرزاني كما أشرنا الى ذلك في أكثر مناسبة, هضم وإستنسخ التجربة اليهودية الصهيونية خصوصا في قدرتها على تمثيل دورالضحية المزعوم, فهو لا يكف أبدا عن إبتزاز الآخرين وإستجداء عواطفهم وشراء ذمم عديمي الضمائر منهم بغية تحقيق مصالحه الشخصية مستغلا بساطة وفطرة غالبية الأكراد.


وكما فعل الصهاينة, والرجل لا ينفي علاقته التاريخية العريقة بهم بل يتباهى ويتفاخر بها, إستطاع مسعود البرزاني أن يوظّف جميع عناصر ما يُسمى بالقضية الكردية لكي ينفرد لوحده دون سواه فيما يسمّيه بمظلومية الشعب الكردي, التي ظلّ يشهرها, كالسيف البتار بوجه كلّ من تجرأ وقال له "على عينك حاجب" أو يا مسعود.. للصبر حدود. كما أن عشرة وصحبة مسعود البرزاني مع رفاقه حكام المنطقة الخضراء أثبتت للقاصى والداني أن الرجل لا يمكن الوثوق به أو الاتفاق معه. وإن مصالحه الشخصية أهم بكثير من مصالح العراق والعراقيين بكافة قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم. ولا يبدو أن ثمة حدودا أو آفاقا لخبث البرزاني وقدرته على التلوّن كالحرباء.


أمّا إيمانه بالديمقراطية فهو كايمان الشيطان, قبّح الله وجهه, بالخالق عزّ وجل. ولذا فمن النادر أن يمرّ شهر واحد على العراق دون أن يكون للعميل مسعود البرزاني سببا أو حجّة أو مبادرة تجعله يضع نفسه, بتحدّي وغطرسة وعجرفة زائدة عن اللزوم, بالضد من جميع رفاقه "قادة" عراق اليومء. فلا هو شريك في الحكم, وحاله حال البقية, ولا هو معارض ويمارس دوره المطلوب في ظل عراقهم"الديمقراطي" الى درجة الغثيان والقرف والاشمئزاز. وبالتالي فمسعود البرزاني أثبت للجميع أنه الشيء ونقيضه في آن واحد.


واليوم, يرفع مسعود البرزاني عقيرته مهدّدا بعدم المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة "إذا لم تتم إعادة النظر في آلية توزيع المقاعد النيابية على المحافظات الكردية". فهو لا يعترف بالآلية التي أقرّتها "المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات" لأنها تعتمد على البطاقة التومينية التي أعدّتها وزارة التجارة. والبرزاني كما تعلمون لا يعترف لا بوزارة التجارة العراقية ولا بسواها من الوزارت. وهذا الأمر ليس خافيا على حكومة العميل نوري المالكي.


ويضيف مسعود أفندي, الذي يتقمّص منذ سنوات طويلة شحصية الضحية المغدورة, فيقول في تهديده ووعيده"لا يمكن قبول هذا الأسلوب لأنه يخالف المنطق والواقع". طبعا منطق البرزاني وحده والواقع المشوّه الذي يراه هو دون سواه. ثم ييزيد قائلا "إن آلية توزيع المقاعد تعتبر ظلما وإجحافا بحقوق شعب كردستان والمكاسب التي حقّقها". وهذاهو بيت القصيد وزبدة الكلام. المهم هو شعب كردستان.

 

أمّا أنتم أيها العراقيون, بكافة قومياتكم واقلّياتكم وأديانكم ومذاهبكم, فيكفيكم العيش في جحيم الديمقراطية الدموية التي نشرتها في ربوعكم, بالمشاركة الفعالة لمسعود البرزاني وأزلامه, دولة العم سام وجمهورية الملالي في طهران.

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠٣ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور