هل الحوثية حركة دينيه سياسيه ام انها خليه تجسسيه تخريبيه

 
 
 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

قبل خمسة سنوات كنت فيمدينة صنعاء المينه العربيه اليمنيه التاريخيه الوادعه الهادئه ، وشاءت الصدف ان اذهب لزيارة احد الاصدقاء الذي يعمل استاذا في جامعة صنعاء وفي طريقي الى الجامعه وبالقرب من مدخلها كان هناك بعض الباعة المتجولين بظمنهم باعة مختصين ببيع اشرطة وكاسيتات التسجيل وأثار انتباهي اصوات وكلام كنت اسمعه نهاية سبعينيات القرن المنصرم حيث كان الباعة يروجون لبضاعتهم من خلال اجهزة التسجيل فهذا يروج لحميد المهاجر وذاك لرجل يتحدث باللكنه الفارسيه والاخر لمقتل الحسين (ع) السلام للقاريء عبد الزهره الكعبي والمسجلات بأعلى صوتها ، وبلا شعور رددت مع نفسي (أسفي عليك يا صنعاء لقد دخلك الشر من حيث تدري ولا تدري) .

 

في تلك اللحظه عاد بي تفكيري الى نهاية السبعينات وارتسمت بذاكرتي الاحداث وكأنها شريط سينمائي وتذكرت كيف بدأت الثوره (الاسلاميه)في ايران وقبل كل شيء بضخ الكاسيتات والنشرات والكتيبات الى العراق وكانت كلها تدعو الى الطائفيه والى الثوره على النظام الوطني القائم وتحث ابناء العراق الى الاقتتال فيما بينهم تحت ومن خلال شعارات طائفيه مخزيه ولعينه في مقدمتها اقامة حكومة اسلاميه في العراق على غرار الجمهوريه الاسلاميه في ايران ، وكانت هذه الكاسيتات والنشرات هي وسيله من وسائل تصدير الثوره الذي كان اهم قرار اتخذته القياده الايرانيه بعد قيام الثوره مستهدفة كمرحلة اولى الدول العربيه جميعا وبدون استثناء .

 

لقد قلنا في اكثر من مقال واكثر من مكان وفي اكثر من حديث ان ايران لها هدف ستراتيجي لا يمكن ان تحيد عنه وهو تدمير الامه العربيه وتخريب الاسلام وإيصالهما الى ادنى درجات الانحطاط والتمزق والتشرذم ، ولكون الكثير من المعنيين في المراحل السابقه كانوا مخدوعين بالدجل الايراني والسياسه الايرانيه الكاذبه فلم يكن مثل هذا القول يتلاءم مع موقفهم وكانوا يعتبرون هذا الكلام جزء من العداء لايران بسبب مواقفها تجاه العراق .

 

الان لم يعد هناك مبرر لعدم الموافقه على هذا الكلام لأن الهدف الايراني اصبح معلن وبشكل صريح وواضح وان ايرانلم تعد تستحي اوتخاف من اشهار دواخلها الكامنه كونها تعتبر نفسها اللاعب الاوحد في المنطقه والاقوى بكل معاني واتجاهات القوه ولم يعد امامها إلا تحقيق هدفها بشكل معلن بعد ان ايقنت بعد ان ايقنت ان امكانية تحقيق هذا الهدف لا تأخذ من جهدها وامكانياتها الشيءالكثير وان العرب منشغلون بتوافه الامور ويتخبطون بقضايا بعيده عن قضاياهم المصيريه ومستقبل امنهم القومي .

 

ايران انتهت من اصلب جدار كان يقف بوجهها حيث احتلت العراق بكل اشكال الاحتلال وعبثت به قتلا وفسادا وتغييرا للهويه الاجتماعيه والسياسيهوالاقتصاديه والدينيه وراحت تؤسس من خلاله ما يمكنها من الامتداد الى الدول العربيه المجاوره والبعيده ،ومع ذلك نجد ان البعض من الانظمه العربيه ماضيه في مد يد العون وتوفير اسباب البقاء للنظام القائم في العراق الذي هو صنيعه ايرانيه اكثر مما هو صنيعه امريكيه .

 

ايران تعلم جيدا ان ندها الاقوى الآن هو المملكه العربيه السعوديه ولذلك عمدت الى تطويقها من كافة الاتجاهات لتسهيل التآمر عليها والتاثير على امنها الوطني وزعزعته ومع ان المخابرات الايرنيه ومنذ بداية الثمانينات عملت على خلق وزرع خلايا نائمه داخل اراضي المملكه مستغلة الجانب المذهبي واستمرت بإدامة وتطوير هذه الخلايا بشكل دقيق ومدروس منتظرة الوقت المناسب لايقاظها ودفعها لاثارة الفتنه ألا انها وجدت بعملائها في اليمن الكفة الراجحه في هذه المرحله لتقبها بعد ذلك عمليات عملائها في المملكة حيث اكد لها عملائها في اليمن جاهزيتهم لاعلان الجمهوريه الاسلاميه هناك .

 

الحدود العراقية السعوديه تحت سيطرة المخابرات الايرانية بشكل تام وليس تواجد تلك المخابرات على الحدود إلا لاغراض تامريه تخريبيه وللاشراف على عمليات التسلل والتجسس والتهيئه لعمليات تخريبه واسعة النطاق على اراضي المملكة وايران في هذا الحال لا تخسر شيء لأن المنفذ من السعوديه والضحيه من السعوديه كما كان الحال في العراق تماما .

 

الحوثي واتباعه ليسوا إلا خليه تجسسيه تخريبيه مرتبطة بالمخابرات الايرانيه والمملكة العربيه السعوديه هي المقصودة بهذه الخليه اكثر من اليمن لأن المملكة بنظر الجمهوريه الاسلاميه هي الحجر العثرة التي تقف بوجهها في المرحلة الراهنه.

 

ان الاجتثاث الجذري لهذه الخليه التجسسيه ضرورة ملحه تتطلبها المصالح الوطنيه والقوميه والدينيه والقضاء عليها وقبرها نهائيا ربما يضع ايران في موقف يجبرها على اعادة النظر في اهدافها التخريبيه الموجهه ضد الامة العربيه ، اضافة الى ان الكثير من المتورطين بارتباطهم التجسسي مع ايران سينتبون لحالهم المشين وحظهم البائس الذي اوقعهم في شباك الخيانه والضلاله ويعودون الى رشدهم حقنا لدمائهم ودماء ابناء وطنهم وحفاظا على تراب وطنهم وثرواتهم وشرفهم .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٨ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور