نصب تذكاري للعملاء

 
 
 

شبكة المنصور

ابو ياسر البصراوي - بغداد المحتلة

ربما سيجد البعض هذا العنوان غريبا، اذ انه من المتعارف عليه عالميا اقامة النصب التذكارية للابطال والشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل تحرير اوطانهم من نير الاستعمار والاحتلال او للذين يقدمون خدمات جليلة لاوطانهم او للبشرية. هذا صحيح وهو معمول به في انحاء العالم كافة.


ولكن ربما يسأل القارئ الكريم لماذا نقترح اقامة نصب تذكاري للعملاء الذين خانوا العراق، وحملوا المعاول مع المحتلين لتدميره ونهب خيراته وافساد شعبه وبذر بذور الشقاق والنفاق والطائفية المقيتة في ربوعه. هؤلاء الخونة الذين جاؤوا على ظهور دبابات المحتلين و طائراتهم او دخلوا ارض الرافدين زحفا من جارة السوء والحقد الدفين. اننا نبغي من اقامة مثل هذا النصب حتى لاينساهم شعبنا الابي، ولكي يبقى يتذكر اعمالهم الخسيسة ولكي تبقى اسمائهم البغيضة محفورة في ذاكرة الاجيال العراقية القادمة وليس في كتب التاريخ فحسب.
اننا شعب فريد من نوعه في العالم، وينبغي ان تكون افعالنا فريدة ايضا. السنا من علم البشرية القراءة والكتابة وسن اولى الشرائع واسس اولى الامبراطوريات، السنا نحن من فجر اسرع واعظم مقاومة في التاريخ، السنا من هزم اقوى واعتى واشرس جيش في العالم، السنا احفاد الذين اسسوا ثمان امبروطوريات وحطموا تسعا واخرهم امبراطورية الشر والارهاب؟!! وتأسيسا على فرادة افعالنا فاننا سنسبق العالم باقامة مثل هذا النصب الذي سيكون السابقة الاولى من نوعه ومضمونه في التاريخ.


لقد تمادى العملاء في ايذاء العراقيين، وأوغلوا في قتل ابنائه ونسائه وشيوخه وشبابه، ولم يتركوا ثروة الا ونهبوها وسرقوها ولا معملا الا فككوها ونقلوها الى الجارة السوء، فهؤلاء لاينبغي ان ينساهم الشعب العراقي بل يجب ان تبقى اسمائهم البائسة متداولة بين الاجيال القادمة كأقذر وانجس من مشى على ارض الرافدين. ولهذا ينبغي، بعد تحرير العراق انشاء الله العلي القدير ثم بسواعد ابطال مقاومتنا الباسلة اقامة مثل هذا النصب.


مقترحنا هو كالاتي:

1- يسمى النصب ( نصب العملاء) يشيد من الرخام الاسود ( مثل سواد وجوههم) على هيئة انسان فاقد الملامح منحني الرأس بذل كذل العملاء وانكسارهم لاسيادهم. يقام هذا النصب في ساحة دائرية في مكان ما ( يختار المكان بعد التحرير انشاء الله) في بغداد، وخلف النصب يشيد الواح من الرخام الاسود ( بعدد جيوش الدول التي شاركت في غزو العراق واحتلاله) يحفر على الالواح اسماء العملاء كاملة والمناصب التي نصبهم فيها سلطات الاحتلال وتواريخها مع نبذة مختصرة عن الجرائم التي اقترفوها، ويشمل العملاء كافة، ابتداءً من اعضاء مجلس الحكم المقبور والى يوم تحرير العراق بعونه تعالى ثم بسواعد ابطال المقاومة الباسلة.


2- يشارك الشعب العراق، دون استثناء، بتكاليف انشاء النصب.
3- يقوم الشعب العراقي يوم 9 نيسان المشؤوم من كل عام، بزيارة هذا النصب ورجمه بثلاثة احجار صغيرة ( تقوم امانة العاصمة بتهيئة الاحجار الصغيرة قبل فترة مناسبة في مكان قريب من النصب). اما الاحجار الثلاثة فيرمز الاول الى عمالتهم للمحتل الامريكي والثاني يرمز الى عمالتهم لايران والثالث يرمز الى الكيان الصهيوني. ان هذا الرجم هو رجم العملاء والاحتلالات في الوقت عينه. ( العراق وفلسطين).


4- يجوز للمواطنين العراقيين زيارة النصب يوميا ويكتفون بالبصاق عليه، اما الرجم فيكون يوم 9 نيسان من كل عام فقط، كما ذكرنا سابقا.


5- يسن قانون، بعد التحرير من قبل المجلس الوطني، مفاده يبلغ كل زائر رسمي للعراق مسبقا، القيام بواجب رمي ثلاثة احجار على النصب بعد وضعه أكليل الزهور على قبر الجندي المجهول والذي يمتنع عن القيام بهذا العمل تلغى زيارته.


6- يمكن اقامة نصب مماثلة وبحجم اصغر في محافظات القطر ، يدون في الالواح اسماء العملاء من ابناء المحافظة نفسها ويتم رجمه يوم 9 نيسان وحسب ماذكر اعلاه


7- هناك فرصة امام العملاء ( باستثناء اعضاء مجلس الحكم المقبور ونوابهم) لرفع اسمائهم من نصب العمالة عندما يعلنوا التوبة والندم والاعتذار من الشعب العراقي ويعيدوا ماسرقوه من ثروات العراق سحتا حراما ، على شرط ان يكون اعلانهم في التلفزيون والصحف لمدة ثلاثة ايام. هذه التوبة والندم فقط لرفع اسمائهم من النصب، ولايسقط الحق العام للشعب العراقي من الاقتصاص منهم وفقا للقانون العراقي الوطني.


قد يسأل القارئ الكريم لماذا نحمل اولاد واحفاد هؤلاء العملاء الذين لاذنب لهم لكي يحملوا العار جريرة ما اقترفه ابائهم. نعم اننا نؤمن بانه لاتزر وازرة وزرة اخرى، ولكن لننظر الى العملاء الحاليين، فلو دققنا ونبشنا عن ابائهم او اجدادهم سنجد ان معظمهم كانوا بدورهم عملاء للاجنبي، فاننا بهذا العمل نحمي احفاد واحفاد احفاد هؤلاء، لكي لا ينزلقوا الى هذا الدرك الاسفل من الحياة، اي اننا نريد ان نضع حدا لتوريث العمالة. اما ابنائهم الحاليون فاننا قد غسلنا ايدينا منهم.


هذا المقترح مطروح للمناقشة، وقابل للتطوير والاضافة، وحبذا لو تقوم المواقع الالكترونية الوطنية باجراء استفتاء عبر مواقعها فيما اذا يشاركنا قرائهم الرأي أم لا.


ندعوا الفنانين العراقيين الوطنيين، البدء بالتخطيط وعمل النماذج لنصب العملاء، لان تحرير العراق بات وشيكا باذن الله.
وما النصر الا من عند الله.

 


ابو ياسر البصراوي
بغداد المحتلة
١٧ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٢٩ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور