البلاء اتى بالوباء

 

 

 

شبكة المنصور

ابو علي - الاعظمية

إنما الناس بالملوك                           وماتفلحُ عربٌ ملوكها عجمٌ

لاادبٌ عندهم ولاحسبٌ                       ولاعهدٌ لهم ولاذممُ 

 

( المتنبي )

 

تعرض العراق وشعبه عبر تاريخه الطويل بمحن ونكبات قل تعرض بلد من بلدان العالم مثله , وقد اثبت وكشف الشعب العراقي عن صلابتة واصالتة الممتدة عبر تاريخه الطويل بالصمود والتصدي والتضحية في مواجهة هذه المحن والكوارث وفي كل مرة يخرج منتصر تحفه راية الرحمن الرحيم.

 

لقد سبق وان احتل العراق على اثر الحرب العالمية الاولى من قبل المستعمر البريطاني وسرعان ما انتفض الشعب ضد القوات البريطانية المحتلة ومن خلال سلسلة من المواجهات الجريئة والبطولية وابرزها ثورة العشرين الذي اعترف العدو البريطاني بالخسارة ورضخ لمطالب الثوار بان تم تشكيل اول حكومة وطنية وتم تشكيل طلائع اول جيش عراقي عرف ب ( فوج موسى الكاظم) حيث كان ابن الشعب البار بكل اطيافه ، واحتضنه الشعب ومده بكل مقومات الدعم الروحية والمعنوية من اجل مواجهة المستعمر البريطاني , كما وكان للجيش دور كبير في المساهمة الفعلية في الدفاع عن الشعب اثناء الكوارث الطبيعية التي تصيب البلد كالفيضانات والاوبئة .

 

واذا قارنا مع الوضع الشاذ الذي خلقه الاحتلال الامريكي البريطاني الصهيوني الفارسي للعراق منذعام 2003 وماخلفه المجرمون من ويلات وكوارث وتهديم واقصاء وقتل وسلب طال كل شي حتى الطفل الرضيع والشيخ المسن , وهنا شمر رجال ونساء العراق وكعادتهم في مواجهة المحتلون بكل مايملكون من اجل حماية الشعب والوطن وطرد المحتلين واذنابهم وفي هذه المرة كانت الهجمة شرسة وكبيرة ومخطط لها بحيث اعدوا لها كل مايملكون من قوة عسكرية  واستخدامها بشكل مفرط ضد ابناء الشعب العراقي وصنعوا اخطر حلقة هي العملاء والخونة وسلموا لهم مقاليد الحكم لحفنة ممن تامر وباعوا الدين والشرف للاجنبي المحتل من اجل الحصول على المناصب ومنافع شخصية , وبفعل القتل والتهجير واشاعة الرعب وحرمان معظم افراد الشعب من ان يحصل على قوته االيومي وتحت هذه الظروف القاهرة ضعف البعض من المواطنين وارتضى لنفسه مكرها ان ينخرط للعمل في مؤسسات حكومية سواء المدنية او العسكرية اوالامنية وحتى التكتلات الطائفية لا من اجل حماية عملاء المحتل بل من اجل عيشة اطفاله وعائلته , ولكن مع هذاالوصف فانهم ساهموا وساعدوا في تدعيم وحماية واضفوا الشرعية للمحتل وحكومتة العميلة.

 

اذن البلاء هو ما ابتلى به الشعب العراق بهولاء الخونة والعملاء المارقين الذين لاهم لهم سوى  سرقة المال والمناصب وارضاء اسيادهم المحتلين وتنفيذ سياستهم العدوانية , اما الوباء الذي احل بالشعب العراقي وهو مرض انفلاونزا الخنازير والذي دخل الى العراق عن طريق القوات الامريكية والشركات الامنية وعصابات الموساد الصهيوني بعد ان تم فتح الحدود لامن رقيب ولامن حسيب وخصوصا الحدود الشرقية , والملاحظ ان هذه الحكومة مع البرلمان لم تبديا اي اهتمام لهذا الخطر ولم تبادر وتسارع في اتخاذ التدابير الاصولية والواجب المفروض على كل مؤسسات الدولة للحد من انتشار هذا المرض قبل ان يصبح وباء لايمكن السيطرة عليه , فهي تباطأت بل تجاهلت واهملت باتخاذ التدابير والوقاية لحماية الشعب من هذه المرض , لانها مشغولة في صراعات مع الاحزاب والكتل الطائفية بمزايدات انتخابية للحصول على مكاسب حكومية مستقبلية غير مهتمة بارواح المواطنين الذين هم الهدف والغاية في كل بلدان العالم , اقول وبلا تردد الايخجل هؤلاء الذين يسمون انفسهم حكومة ومسوؤلين هل يعلموا بانهم اصبحوا اضحوكة ومحط سخط وسخرية ليس من الشعب العراقي فقط بل من شعوب العالم , ( لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي ) .

 

واخيرا : روية عن القائد العربي ابو عبيدة بانه اوصى رسول الله (ص) المسلمين

( اذا حل الطاعون في بلد فلا تخرجوا منها , واذا كنتم خارجها فلا تدخلوها ) وقد اصيب القائد ابو عبيدة بمرض الطاعون في احدى المعارك خلال الفتح الاسلامي وتوفي على اثره ولم يخرج منها .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ١٢ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٣١ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور