اجتماع كلينتون مع وزراء الخارجية العرب كيف سيكون ؟

 

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
ستلتقي هيلاري مع وزراء الخارجية العرب في المغرب بعد غد ضمن جولتها التي شملت دولا كبرى وأخرى من العالم الثالث، وشملت تقريبا الدول التي تشارك في دعم حربهم العالمية التي يقولوا إنها ضد الإرهاب!! وتشمل جولتها كذلك الكيان العنصري الإرهابي في فلسطين المحتلة، فكيف ستكون طبيعة هذا اللقاء وماذا تحمل وزيرة خارجية أمريكا من أجندة أو أفكار تريد بحثها مع النظام الرسمي العربي؟ وهل سيكون بحثا وحوارا أم أملاءات وأوامر من السيد أمريكا؟ وكيف سيكون موقف الأنظمة وهل سيمثلوا الحد الأدنى من موقف الشعب العربي أم يظلوا على موقفهم المتباين والذي يعكس تشرذم النظام الرسمي وتقسمه بين داعي للاستسلام والتسوية بأي ثمن ومحاول للتصدي لهذا المنهج؟ هذا ما نحاول أن نبحثه في مقالنا اليوم وننتظر النتيجة يوم الاثنين.


إن موقف النظام الرسمي العربي يتباين مع موقف الشعب العربي كله، فالنظام العربي كله موافق على التسوية مع العدو الصهيوني، قد يختلف موقف البعض منهم عن طبيعة تلك التسوية والتي يسموها السلام، ولكن الكل يريد إنهاء القضية وتسوية الأمر على أساس الموقف الدولي وقرارات هيئاته والاقتناع بالأمر الواقع والحصول على شيء خير من لا شيء، وواحد من الشواهد على هذا التشبث بما أسموها مبادرة السلام العربية التي طرحها النظام السعودي وتبنتها القمة العربية في لبنان عام 2002، رغم رفضها من قبل الكيان الصهيوني وعدم اهتمامه بها طيلة الفترة، ولم يحرك النظام العربي الرسمي وقممه اللاحقة شيء تجاهها رغم الأعمال العدوانية والجرائم اليومية التي ارتكبها العدو الصهيوني على شعبنا في فلسطين وعلى سيادة دول عربية كسوريا والسودان، والمبادرة تتضمن مقايضة إقامة دولة!! فلسطينية في الأرض المحتلة عام 1967 مقابل اعتراف عربي رسمي بالدولة الصهيونية والتطبيع معها، في حين مازالت الغالبية العظمى من الشعب العربي تعتبر الوجود الصهيوني على أرضنا غير قانوني ولا شرعي وهو يشكل عدوانا قائما على الإرهاب والقوة الغاشمة واللاعدالة الدولية ويظل يمثل تهديدا لأمنهم القومي ومقدساتهم ويمثل ظلما وحيفا لحق بهم بحكم سياسات ومواقف الدول الكبرى، خاصة في محاولة تكريس عدم العدالة السافر والمعالجة المستبيحة للقانون الدولي وحق الشعوب والظلم للإنسان الفلسطيني من خلال عدم إيقاف الاستيطان وتهديد وتهويد القدس الشريف والحدود والملكيات العربية في أرضهم ووطنهم المحتل سواء في 1967 أو 1948 واستحواذ الكيان الصهيوني على مصادر الماء وشكل وطبيعة الدولة المزمع إقامتها من الناحية السياسية والسيادية.


إن ما يجب أن يطرحه وزراء الخارجية العرب مع وزيرة خارجية أمريكا يفترض أن لا يقتصر على القضية الفلسطينية والتفاوض مع الكيان الصهيوني، بل يجب أن يطرحوا كل القضايا العربية ذات العلاقة بأمريكا، وأولها الاحتلال الأمريكي للعراق، ورؤية أمريكا ومخططها لمستقبل العراق بعد أن ثبت تمسك أمريكا بالبقاء فيه، وموقف النظام العربي في حالة إصرار أمريكا على منهجها بفصل العراق عن بيئته ومحيطه العربي من المقاومة ودعمها، وموقفها من سياسة أمريكا التي تغض النظر عن إقامة كيان صهيوني جديد متمثلا بالنظام العنصري المتحالف مع الكيان الصهيوني الذي يعمل بارزاني وطلباني على إنشائه في شمال العراق بل وقد تدعمه تحت ضغط اللوبي الصهيوني المهيمن على الإدارات الأمريكية، ولابد من موقف عربي بالضغط على أمريكا لتصحيح خطأ ارتكبته وجريمة اقترفتها بحق العرب ثانية، وكذلك ارتكابها الكثير من الأخطاء نتيجة اعتمادها وسائل منحرفة بل فواحش بحق الإنسانية منها فسح المجال أمام تغلغل أنظمة إقليمية وتنظيمات إرهابية كالمليشيا المرتبطة بالكيانات الطائفية والمرتزقة ممن تدعي كذبا إنهم القاعدة وإطالة أيديهم وتجسيرهم على اختراق المجتمع العراقي والمهجرين من العراقيين وأمور كثيرة أهمها المسؤولية القانونية لدول الغزو والعدوان والتدمير البنيوي اجتماعيا وتقنيا وبيئيا واقتصاديا الذي سببه الغزو والاحتلال للعراق العضو الأساسي في الكيان العربي والعضو المؤسس للجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة.


كما يجب عليهم بحث قضية السودان والتدخل الغربي وخاصة الأمريكي فيها والموقف العربي من قرار المحكمة الدولية اللاشرعي من الرئيس عمر البشير، وكذلك الوضع في الصومال وكل جزء من الوطن العربي، كي يكونوا وزراء خارجية عرب وليسوا مجرد مجندين لتنفيذ المخطط الأمريكي في الوطن العربي، وان يؤكدوا على تلك القضايا ولا يقبلوا بوعود شفوية غير ملزمة.


اللهم أصلحهم ونور قلوبهم وعقولهم ليقولوا الحقيقة ويطرحوها بالحد الأدنى المطلوب، هل سيكونوا كما نتمنى سننتظر وغد لناظره قريب.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ١٢ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٣١ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور