انتخابات ليست عراقية

 
 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري

افرز الغزو الامريكي للعراق فيما افرزه من مظاهر الفوضى الخلاقة, المحاصصة الطائفية, والفدرالية الطائفية وانظمة الاقاليم التقسيمية, والدستور المسخ المفخخ بكل اسلحة الخراب والدمار الطائفية والعرقية والقومية العنصرية, والاتفاقية الامنية الاستعمارية الملغومة المشبوهة, والانتخابات المناطقية الفئوية, التي تتحكم فيها الاحزاب والكتل الطائفية التي تقود الحكومات المتعاقبة والمولودة من رحم الاحتلال وصلبه, وقراءة مباشرة لمشهد هذه الانتخابات, نرى انها انتخابات صورية, يشرف على مجرياتها الاحتلال من خلال سفيره في بغداد, ابتداء من الحاكم المدني سيء الصيت بول بريمر ومرورا بزلماي خليل زاد كرستوفر هيل), والتي رافقها تزويرا واسعا في عموم محافظات العراق, وما فضيحة الشاحنات التي القى القبض عليها في الحدود بين العراق وايران او الشاحنات الثلاثة الداخلة الى محافظة نينوى من شمال العراق, والمحملة بصناديق لاوراق الانتخابات التي تخص جهات منفذه في الحكومة, اضافة الى نقل صناديق الاقتراع بطائرات امريكية وشاحنات الى مناطق بعيدة عن اعين مفوضية الانتخابات ومراقبي الصناديق لغرض تنظيم وضمان(فوز) جهات واحزاب وكتل (يريدها) المحتل ان تفوز .. ناهيك عن وجود مفوضية عليا للانتخابات شكلت على اسس طائفية تحاصصية تعود للاحزاب الكبيرة الحاكمة مما افقدها النزاهة والحيادية والتسيس لصالح هذه الاحزاب حصرا وبعلم واشراف ادارة الاحتلال.. حتى جاءت انتخابات مجالس المحافظات التي فضحت الحكومة وقوات الاحتلال معا, وحصرتها في زاوية قاتلة امام الراي العام كله, وفاز احزاب وشخصيات وقوائم وطنية باصوات كاسحة في عموم المحافظات, واظهرت اخفاق الاحزاب الدينية وهزيمتهم امام الصوت الوطني وقوائمه,

 

كما اثبتت فشل الاحزاب الحاكمة في قيادة البلاد وترويض الشعب وإقناعه بقيادتهم, ودقت اسفين في نعش الاحتلال وعملائه, ومن والاهم, بالرغم من التزوير المكشوف والاعلام الواسع الانتشار والتمويل الباذخ والفضائيات والاذاعات وصحف البلا عدد, ورغم ان الاحزاب الدينية الطائفية الكبيرة استغلت المرجعية الشيعية افضل استغلال ديني, تخلله رشاوى وتهديد وترغيب وتوزيع بطانيات ووعود كاذبة, فانها لم تحصل الا على اصوات هزيلة وخجولة, وفي مقابل ذلك اكتسحت الاصوات الوطنية التي هي صوت الشعب المظلوم والجريح على اعلى الاصوات رغم قلة وشحة التمويل وانعدام الاعلام والصحافة والترويج, هنا يبرز السؤال الاهم ما هو مصير هذه الاحزاب والكتل الكبيرة(بالاسم فقط) الطائفة التي تحكم وتتحكم بمصير البلاد طوال سني الاحتلال الامريكي الوحشي, ولاسيما والعراق على ابواب انتخابات برلمانية مفصلية ومصيرية, فمن سيحدد بوصلة وخارطة العراق بعد هذه الانتخابات, قراءة اخرى سريعة يتجلى منها عمق السؤال, انه الحقيقة النائمة في عمق جراحات العراقيين,

 

وفي احداق عيونهم الشرئية ليوم الخلاص, يوم سحق المشروع الطائفي وطلوع شمس تحرير على ارض الرافدين, فالان تتخبط الكتل الكبيرة بحيرة قاتلة, هل تدخل الانتخابات بقائمة مغلقة ام قائمة مفتوحة فاذا دخلت في قائمة مفتوحة ستكون الفضيحة بجلاجل حقا, وستكون نهايتها مع رحيل(السيد الامريكي) وعلى نفس الدبابات التي جاؤوا على ظهورها او في بساطيل جنود الغزو, واذا كانت القائمة مغلقة, فسيحصل(تزوير هامشي) وغير مؤثر على الخارطة الوطنية للقوائم التي ستكتسح القوائم الطائفية بالرغم من كل الحشد الطائفي والاشراف الايراني والامريكي على صناديق الاقتراع, وهذا لا يمنعنا من القول ان الانتخابات ليست عراقية, بمعنى ان من يشرف ويدعم ويزور هذه الانتخابات لصالح اجندة ايرانية اولا, والدليل زيارات الكتل الطائفية الموالية لايران والشخصيات التابعة لولي الفقيه, يتقدمهم رئيس مجلس النواب الحالي الذي عاد من طهران مؤخرا بعد(مباركة) ولي الفقيه على ترشيح قائمته الاسلامية, وغيره من الشخصيات امثال الجلبي والجعفري والصدر,

 

وهل يستطيع احد ان يقول انها انتخابات عراقية.. كلا انها انتخابات ايرانية بامتياز.. ولكن النتائج ستكون عراقية حتما لان الشعب عرف اللعبة وكشفه عورة العملاء وعمالتهم وولاءهم لايران وولاية الفقيه, وسيقول كلمته بصوت عالٍ, ان لا مكان لمن ليس له ولاء للعراق.. على ارض العراق.. انها حتمية التاريخ وصوت الرفض العراقي المعهود بوجه من اراد تقسيم وتقزيم العراق وطمس هويته العروبية, ومحو تاريخه وحضاراته العريقة, ونزع عقاله العربي الى الابد.. واثبت يا عقال الراس.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٥ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور