العراق الى اين ...؟!

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري
كلما اقترب موعد الانتخابات ,  تزداد الفوضى ويعم الانفلات السياسي والامني في العراق ,  واليوم ونحن على ابواب انتخابات مجلس النواب العراقي ,  علينا ان نكشف للراي العام ماذا يجري في العراق من استحضارات انتخابية وتدخلات إيرانية وتركية مباشرة وعلنية و(على عينك يا تاجر) بشؤون الانتخابات.. ,  وما هي التحالفات التي من شأنها ان تنقذ البلاد من هذه الفوضى وهذا الخراب الذي أحدثه وخلفه الاحتلال الامريكي ,  ومن من هذه التحالفات من يصر على ابقاء البلاد تحت مظلة الطائفية والعنصرية والمحاصصة السياسية لكي يضمن بقاءه في السلطة وتحقيق اهدافه ونواياه الشريرة في تمزيق العراق وتحويله الى دكاكين ودويلات هزيلة يتحكم فيها امراء الحرب والطوائف.. ,  المشهد السياسي العراقي يسير باتجاهين متعاكسين تمام ,  الاتجاه الاول اتجاه وطني تقوده تحالفات لاحزاب وكتل وحركات وجبهات وطنية ومن رموزها صالح المطلك واياد علاوي واسامة النجيفي وعبد الله الياور وعز الدين الدولة وحشد كبير ومؤثر من الرموز الوطنية العشائرية والادبية والطبية والدينية والثقافية واتجاه اخر تقوده تحالفات طائفية كتل تحكم وتتحكم بمصير البلاد الان ومنذ بدء الاحتلال الامريكي الوحشي على العراق، وهي رموز معروفة بولائها لايران وقد اشرفت عليها ايران وعلى ميليشياتها تمويلا وتدريبا وتسليحا لحد هذه اللحظة، وزيارة رئيس مجلس البرلمان الايراني لاريجاني الحالية للعراق دليل مضاف تهدف الى دمج قائمتي (الحكيم ,  المالكي) بقائمة شيعية واحدة ذات اهداف وطموحات فدرالية تضمن ايران من خلالها السيطرة على الحكم والنفوذ في العراق لفترة ما بعد انسحاب القوات الامريكية المقبلة ,  وتنفيذ اجندة ايرانية منظمة لافراغ العراق من رموزه الوطنية ونهب ثرواته والسيطرة على مستقبله لقرون قادمة ,  بعد تقسيمه وتفتيته وتخريب نسيجه الاجتماعي ,  بالتوافق مع الاحزاب الكردية الحليف الاستراتيجي لايران ,  هذا هو المخطط الايراني في العراق ,  فماذا عن الدور الامريكي ,  يقينا التحالف الامريكي – الايراني لاحتلال العراق اصبح امراً واقعا بعد ان كان من خلف الستار ,  وزيارات نجاد ,  متقي ,  لاريجاني ,  للعراق تحت حماية القوات الامريكية وضيافته ,  قد كشفت حجم التفاهم والتامر على العراق وعلى مستقبله الراهن ,  ففي مجال الانتخابات البرلمانية المقبلة يضغط الرئيس اوباما ونائبه جوبايدن ووزيرة خارجية على ضرورة حسم الانتخابات بموعدها المقرر ولهذا كان للسفير الامركي في العراق(كرستوفرهيل) دور مهم في تجسير الفجوات بين الفرقاء السياسيين في اجتماعات البرلمان العراق وكتلة المتصارعة داخل قبة البرلمان ,  فحضوره اجتماعات مجلس النواب دليل على اصرار الادارة الامريكية على الضغط على الحكومة والبرلمان وربما تحديدهم كما جرى مع (مهاتفة ) (بايدن- برزاني) قبل ايام، وقبلها(بايدن-المالكي)، وابلغهم قرار اوباما اما(الاسراع بتنفيذ قانون الانتخابات او التغيير) ,  هذا الحراك السياسي قد افضى الى حالة من الفوضى السياسية رافقها الكثير من التصريحات النارية التي تتهم الامم المتحدة بالتحيزفي موضوعة كركوك ,  والتي يصر الطرف الكردي على ضرورة(فرض شروطه) العنصرية والتي يضمن فيها انضمام كركوك الى ما يسمى اقليم كردستان بعد الانتخابات والتزوير الواسع النطاق في سجلات الناخبين لعام 2009 وضياع(تضييع) سجل الناخبين لعام(2004) من قبل المفوضية العامة للانتخابات والتي يشرف على ادارتها السيد فرج الحيدري(كردي عضو قيادي في حزب مسعود البرزاني) ,  هذا كله يجري بادارة ومباركة واشراف قوات الاحتلال والسفارة الامريكية متمثلة بسفيرها كرستوفرهيل الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة لحساب ادارته والاحزاب والكتل الطائفية الحاكمة والمتنفذة في العراق ,  وما يحصل من تجاذبات وصراعات سياسية بين الكتل داخل قبة البرلمان بخصوص القائمة المفتوحة والمغلقة من جهة وقضية كركوك هو تواطؤ امريكي مباشر وانحيازه لطرف لا يريد اجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة لشعوره الاكيد بالهزيمة وفقدان السيطرة على الحكم بعد ان افلس على الصعيد الجماهيري ,  وصارت هزيمته مؤكدة للقاصي والداني، ولذلك يضع العراقيل ويختلق المبررات الواهية لتعطيل البرلمان في اقرار القائمة المفتوحة المطلب الشعبي وقانون الانتخابات ,  اخيرا الى أي مدى يستمر هذا الحال والمماطلة لإطراف ملها الشارع ومقتها مقتا شديدا لسوء ادارتها البلاد وادخاله في حرب طائفية وعنصرية لا مبرر له ,  مع انعدام شديد في الامن والخدمات والاستقرار ,  اجزم إن الانتخابات القادمة مهما ماطل الاخرون في اجرائها فهي الفيصل الأخير لمهزلة حكومة أوجدها الاحتلال ,  وصار لزاما عليه التخلص منها ولو بانتخابات عسى ان تكون ديمقراطية وبلا تزوير ,  لكي يضمن هروب جنوده من العراق في العام( 2011) حسب ما أعلن الرئيس اوباما بنفسه امام العالم....واعطى تعهدا بذلك...ولكن لاعهود لغاز ومحتل....
 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢١ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور