خدعة ام ماذا ..؟؟

 

 

 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري
العراقي ذكي بطبعه, ذكاؤه يخترق الافاق, ولشدة هذه الذكاء, انطبق عليه المثل( العراقي مفتح باللبن ), و( يقرأ الممحي ). اسوق هذين المثلين, وانا ارى الحراك السياسي للاحزاب والكتل التي تحكم العراق قد سلكت طرقا متنوعة واجترحت اساليب خادعة مفضوحة ومكشوفة للعراقيين ممن خبرهم طوال سنوات الاحتلال, فبعض الاحزاب ابتكرت طريقة توزيع بطانيات وتومانات ودولارات ومناصب وهمية وتعيينات ومواد غذائية واخذت فرمانا من المرجعية الدينية بأن من لم ينتخب قائمتها سوف يذهب الى جهنم او أمرأته طالقة منه, اما البعض الاخر فذهب الى رفع شعار صارم هو الغاء المحاصصة الطائفية وتطبيق القانون وفرضه على الجميع الا افراد حزبه, في حين قام الحزب الاخر( بتفليش ) الحزب وتوزيع اعضاء المكتب السياسي على قوائم انشؤوها بانفسهم ولونونها باحمر الشفاه وقالو( القائمة الوطنية الفلانية ) واعلنوا على الملأ انفصالهم وتركهم الحزب, وذرف قسم منهم الدموع امام شاشة الفضائيات, وهكذا تشظى هذا الحزب الى عدة كيانات )( وطنية )( تحت مسميات خادعة, والهدف هو الوصول مرة اخرى الى السلطة في الانتخابات المقبلة, ثم بعدها يلتم شمل )( الجماعة )(  ويعود الحزب (  سالما غانما بالمناصب ), هكذا يريدون ان يستغفلوا شعب العراق ويمرروا الاعيبهم وخزعبلاتهم عليه, هؤلاء لم يقرأوا تاريخ العراق الممتد الاف السنين, ولم يكتشفوا ذكاء العراقيين الذين يقولون لهؤلاء( يا ما مرت على حكنه ظعون ) وعليهم ان يعيدوا حساباتهم قبل فوات اوان الانتخابات و )( يلعبوا غيرها.(  أي ان يعودوا الى جوهر العراقيين وطباعهم ويقراوا افكارهم قبل ان يعلنوا قوائمهم ), بمعنى ان يعودوا الى ما جرى لهم ولغيرهم في انتخابات مجالس المحافظات, فالسيدان احمد الحبوبي واثيل النجيفي لم يكرما احد بطانية واحدة او( صوبة ) او( بانكة ) او( كيس طحين معفن ) بل قالا للناخب تعال وانتخب بضميرك الوطني, فكانت النتيجة اكتساح لجميع( قوائمكم ) التي طبلتم لها وصرفتم ملايين الدولارات لها وحشدتم الفضائيات وابواق الدعاية المقروءة والندوات والمؤتمرات التي انتصبت فيها موائد الثريد والقوازي..,

 

بلى الانتخابات لعبة سياسية يستخدم فيها المرشح كل الطرق, ولكن المشروعة منها, لا الخادعة, التي تفوح منها امارات الزيف والتضليل والضحك على الذقون وشراء الذمم من اجل المناصب فحسب... الانتخابات القادمة مرحلة انتقالية مصيرية للعراق والعراقيين ستفرز بكل تأكيد قوائم وطنية خالصة حقيقية, ورموزا وطنية جذورها في اعماق تربة الرافدين, لم يخدعها مكياج السياسيين الجدد ممن يراهن على الولاء لغير العراق, ويستخدم العراقيين كسلم للارتقاء الى سدة الحكم, العراقيون عرفوا جيدا لعبة القوائم المتشحة برداء الوطنية المهلهل وارتدوا عباءة الدين, ورفعوا شعارات ضد الطائفية والمحاصصة وهم الذين رقصوا على جثث العراقيين طوال سني الاحتلال, وهجروا الملايين, واجاعوا الملايين, وزرعوا بذور الحقد والكراهية والطائفية والعنصرية بين طوائف ومذاهب وقوميات الشعب, لا ياسادة, العراقي صعب المراس, صعب الولاء, وصعب الترويض, لا تغره خدعة, ولا تضلله كذبةالغاء المحاصصة الطائفية او تغيير الدستور او اطلاق سراح المعتقلين او الغاء قرارات بريمر, وتعيين جيش العاطلين وغيرها من الاكاذيب التي يتندر عليها المواطن ويسخر منها, العراقي يبحث عن الامن والاستقرار والصدق والنزاهة, وهذا مالم يجده عندكم طوال سنوات الاحتلال الوحشي,... العراقي ملّ الوجوه الخادعة, الطائفية, العنصرية, لانه اكتشف الخدعة التي تمارسونها معه, ومات من الضحك لسذاجة هذه الخدعة... خدعتكم..


اشارة متخابثة...؟!
بعض النواب لم يعرفهم اهل نينوى الا بعد زيارتهم للمدينة قبل اسبوع مطلقين حملتهم الانتخابية بوعود وردية ودموع توسلية وتذلل ومسكنة وبكاء على اطلال المدينة التي حولها سكوتهم الى خراب.. اين كانوا هؤلاء قبل الخراب.. سننتخبكم ولكن بالمشمش

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٠٢ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢١ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور