تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعداً !.

﴿ الجزء الثـالث

 
 

شبكة المنصور

سميرالجزراوي

والذي أريد أن استخلصه أن رغم ادراك ووعي الدول الغربية والحليفة لألولاياة المتحدة بانهم يرتبطون معها بتحالف سياسي وعسكري وأقتصادي قوي ألا هذا لم يمنعها من الوقوف في بعض الاحيان بوجههاولكن بطريقة لا تثير حفيظة الدولة العظمى في القوة العسكرية والاقتصادية ولكن بطريقة دبلوماسية و بتتسلل ناعم وهادئ من أي التزامات تضرها  بمصالحها بحيث لا تثير حفيظت شعوبها و شعوب الولاياة المتحدة وتتخفى بذلك تحت أي شعار انساني أو حضاري أو ما يسمونه بالاخلاقي أو القانوني والشرعي..     

 

وهنالك الكثير من الامثلة في مجال العلاقات السياسية الدولية التي في ظاهرها ودي ولكن في حقيقته هو تنافسي على مصالح ذاتية ,وكذلك أن غالبية التحليلات السياسية في العلاقات السياسية الدوليةتركز كلهاو تؤكد على أن النمط الصراعي يكون منها انطلاقا من دوافع ومحددات مثل القوة و النفوذ ومجموعة المصالح وايظا الدوافع الشخصية.اذن هذه هي حقيقة العلاقات الدولية في عالمنا المعاصر,ولنترك الامنيات والتفكير المثالي في العلاقات بين الدول وأن تكون مثلى وفاضلة تسودها العدالة والشرعية والمساواة والسلام,بل أن نعاين وبدقة العلاقات السائدة بين الدول وأن نستفاد منها وفي هذا الجانب أشير الى دعوة الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم الى ضرورة الاعتبار بالامم والاستفادة من تجاربها((ولقد نزلنا اليكم ايات مبينات ومثلا ومن الذين خلوا من قبلكم و موعظة للمتقين))*وايظا((يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم و يتوب عليكم والله حكيم))**.

 

أذن لا يمكننا أن ننطوي على مفاهيمنا وقيمنا وننعزل عن العالم بحجة أنهم يسيرون وفق قيم لا تتفق مع قيمنا ومثلنا التي نتعتز بها ونحترمها,وبنفس الوقت  أن لا نضيع بين مفاهيم الاخرين واسس تعاملهم في اقامة العلاقات على مستوى الدول,ولكن أن نعمل على صناعة أسس جديدة تتكيف مع العالم الخارجي و في نفس الوقت نحتفظ وبقوة بقيمنا الاصيلة التي ورثناها عن رموزنا القيادية أو نماذج دولنا في تأريخنا العربي الاسلامي,انبعض الأسس التي بنى عليها الإسلام علاقاته الدولية والإنسانية،وخاصة تلك التي تتعلق بقواعد ومبادئ حقوق الانسان كتأمين المبعوثين والسفراء والرسل ليقوموا بمهامهم لمصلحة الأطراف المتنازعة وكذلك معاملة أسرى الحرب والجرحى وقواعد الهدنة والحرب والصلح وتبادل المصالح واحترامها والالتزام بالمعاهدات والمواثيق الموقعة بين الاطراف والخ.. ومن هذه المبأدي السامية هي التي رسمت للدولة الاسلامية علاقاتهاالدولية مع الدول الاخرى,وأن هذا العالم قد أستنبط بعض منها في رسم سياسته مع الاخرين,أي نحن علمنا الاخرين وبمحبة وبدون تعالي وبتعاون كيف تكون العلاقات الدولية بين كل الاطراف.  

 

بمعنى ان نفهم جيدا أن كل دولة مستقلة ولها سيادة كاملة على اراضيها تحاول تحقيق مصالح مواطنيها,ولهذا تلجأ الى أن تتعاون مع الدول الاخرى لتحقيق هذا الغرض,ولا توجد دولة في العالم تمارس ضغطًا على الدول ليتعاونوا معها,وأن وجدت هذا النموذج من الدول فانهافي الحقيقة تنتقل في علاقاتها مع الاخرين من النمط التعاوني الى النمط الصراعي المكشوف في علاقاتها مع الاخرين,وأما كيفية قيام الدول المحافظة على علاقاتها وجعلها سلمية فهنالك الكثير ما تستطيع أن تفعله ومنها الاستخدام الفني للدبلوماسية وبشرط أن تتوفرالرغبة لدىالطرفين وكذلك ابرام الاتفاقيات ذات الاغراض المختلفة,والالتزام بالمعاهدات الدولية, واللجوءالى القونين الدولية والمنظمات الانسانية في حل أية خلافات وخاصة أذا كان أحد الاطراف دولة قوية وكبيرة فالبضرورة ستكون مسئلة الحق والعدالة ضائعة وأن الرأي العام الدولي سيكون مع الاقوى وأن كان هو المعتدي,لان الاقوى في الصراع قادر ان يستغل أي خطاء في تكتيك المقابل ويحوله الى جريمة ويضيع الحق والعدل بينهم, وهذا ما حصل في الصراع بين العراق صاحب الموقف العادل مع الامبريالية العالمية العدوانيةفي العدوان الثلايني عام 1991وكذلك في غزو العراق عام 2003. .

 

اذن يمكننا أن نقول أن العلاقات الدولية هي  اتعكاس لمجموعة ظواهر الصراعات والتعاون الدوليين,أي بمعنى أدق انها تشكل جوهر و مجمل علاقات وعمليات التفاعل الدولية  الدوليةسواء كانت سلمية أو غير سلمية,وهذا يجعلنا وبكل تأكيد ان نقول أن العلاقات الدولية هي الناتج الطبيعي للسياسة الدولية.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٥ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / أب / ٢٠٠٩ م