البرادعي اعتراف متأخر

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري
اخيرا وبعد ستة اعوام على جريمة غزو العراق من قبل ادارة بوش المجرمة وتواطؤ وكالة الطاقة الذرية الدولية ، والتي احالت العراق الى خراب شامل ودمار كامل وقتل مليون ونصف المليون من ابنائه وتهجير اربعة ملايين وهجرة مليونين من خيرة ابناء العراق ، وتدمير كامل للبنية التحتية للدولة ومؤسساتها وحل جيشه العظيم واشعال حرب طائفية وعرقية بين طوائفه وقومياته واقلياته وتعطيل الحياة الثقافية والاقتصادية والزراعية والتربوية تجيئ تصريحات مدير الطاقة الذرية محمد البرادعي لمجلة التايم الامريكية لتؤكد مصداقية العراق اولا وتواطؤ وكالة الطاقة الذرية ثانيا مع ادارة بوش على غزو العراق اقرأوا مايقوله ( البرادعي ) لمجلة التايم ( ان رؤيته لموت مئات الالاف من الابرياء في العراق يوميا وانتهاك انسانيتهم تجعله يرتجف) او ( ان الامر لم يعد يتعلق بالقانون الدولي وانما بالانسانية التي تنهتك بالعراق بناءا على خيالات ومعلومات مغلوطة ) هكذا بكل بساطة يعترف البرادعي الانساني العربي ان الغزو حصل بفعل ( معلومات مغلوطة )ومن ساق هذه المعلومات غير فرق التفتيش التي يرسلها البرادعي الى العراق ، ثم يواصل اعتراف بجريمة قتل العراقيين ومشاركته بالغزو الوحشي الامريكي فيقول( ان الوكالة اكدت لمجلس الامن الدولي بأنه ليس هناك دليل على امتلاك العراق لاسلحة نووية اودمار شامل وانه ليس هناك اي برنامج نووي هناك ) ونسأل هنا متى قال هذا الكلام ، فنذكر بأنه قاله بعد ( خراب البصرة ) اي بعد تحشيد القوات الامريكية على حدود العراق في الكويت والسعودية وقواعده في الخليج وانذار المجرم بوش للقيادة العراقية بالتنحي وطلب اللجوء السياسي خلال ( 48 ساعة فقط) فهل يصدق اي منصف هذا القول علما بأن فرق التفتيش بقيادة ( اكيوس / باتلر / هانز بليكس / سكوت ريتر ) عملت في العراق طوال ثلاثة عشرة سنة ولم تجد اي دليل على امتلاك العراق على اسلحة دمار شامل وبأعتراف هؤلاء جميعا.

 

وصدرت كتب لهم بهذا الشأن،في حين يقول بخصوص برنامج ايران النووي بأنه ( ليس واثقا ) من سعي ايران للسلاح النووي وان كل ماتعرفه الوكالة الدولية انه لازال ( هناك اسئلة كثيرة على ايران ان تجاوب عنها) في وقت تؤكد جميع المصادر الدولية للطاقة الذرية والعلماء النوويون ان ( ايران قادرة على صنع قنبلة نووية بظروف سنة او اقل ) يقابله عناد ايراني معلن وبأصرار على ( حق ايران بأمتلاك سلاح نووي ) وتصريحات الخامنئي واحمد نجاد اليومية التي تؤكد ان ايران ماضية الى النهاية في امتلاك اسلحة دمار شامل لايجاد توازن في المنطقة ،ضاربة عرض الحائط الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتذلل امام الاصرار الايراني وتستجدي ( المباحثات الخجولة ) معها ، بل ولم تتجرأ ان تطلق تصريحا واحدا ضد كوريا الشمالية وبرامجها النووية المتعددة ، هكذا كانت تكيل الوكالة الدولية بمكيالين مع العراق الذي فتح اجوائه واراضيه لمفتشيها طوال سنين في حين لم تسمح ايران وكورية الشمالية بزيارة واحدة لموقع مفاعلاتها النووية المخفية تحت الارض ، نعود الى ( تصريحات البرادعي ) واعترافه العلني بقتل ابناء العراق وتدمير دولته ، والتي نعدها اعترافا بجريمة ابادة العراقيين وضرورة جعله احد مجرمي الحرب على العراق مع رهط ادارة بوش وكل من شارك في العدوان على العراق ويجب احالتهم الى محكمة العدل الدولية عاجلا ام اجلا ، لان دماء العراقيين لم تجف بعد عندماعترف بجريمته امام العالم كله . البرادعي يرتجف بهدره دماء العراقيين .. انها صحوة ضمير متأخرة جدا .. سيدفع ثمن غلطته امام الله والتاريخ ...

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٤ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / أب / ٢٠٠٩ م