ألأربعاء الدامية والدمية ألهالكي

 
 

شبكة المنصور

زامــل عــبـــد

الفاجعة التي تعرض لها العراق عامة وأهل بغداد خاصة يوم الأربعاء الدامي الموافق 19 أب 2009  لم تكن  اعتيادية  بقياس الأفعال الإرهابية التي طالت العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه إمعانا" بالجريمة النكراء التي ابتدئها المجرم بوش وحلفائه الأشرار والتي أريد منها تقويض كيان دولة ذات سيادة وحقبة من العطاء والنمو والإبداع الذي أوصل العراقيين إلى الحافات الأمامية من امتلاك فيصل التعامل الميداني مع العلوم والتكنولوجيا في كافة مرافق الحياة  وهذا الارتقاء افزع كل الحاقدين على الأمة العربية والطامعين بخيراتها وثرواتها وحسبما أشره حزب البعث العربي الاشتراكي (( بفضل تصاعد الصراعات بين أطراف العملية السياسية ، وعلى نحو محدد بين المجلس الأعلى والمالكي وحزب الدعوة ، هذه الصراعات الخسيسة تتركز على نهب المال العام والاستئثار بمواقع النفوذ والجاه الزائف وخدمة لأسيادهم الاميركان والصهاينة والإيرانيين  ولقد تجلت أبشع صور الصراع بين جلاوزة ( المجلـس الأعلى ) وجلاوزة ( حزب الدعوة ) في سرقة مصرف الزوية وقتل حراسه من قبل جماعة عادل عبد المهدي ورفض الأخير تسليم الجناة إلى هذه اللحظة على حد تعبيرات العميل المالكي وأزلامه  وذلك جرى في إطار تصاعد الصراع بين هؤلاء في إطار التنافس على الانتخابات القادمة لما يُسمى مجلس النواب مطلع العام من اجل استخدام الحكومة لتوســــــــــيع عمليات النهب لأموال الشـــــــعب العراقي الجائع )) نعم إنها تختلف  اختلافا واسعا عن ما سبقها من أعمال إرهابية من حيث الحجم والتخطيط والتنفيذ والاختيار والتي تؤشر ببعدها فعل انقلابي يراد منه إبقاء القائم على حاله ولكن سحب البساط من تحت أقدام القائمين على العملية السياسية الأمنية من قبل القائمين بالعمل من اجل تحقيق الغرض الأبعد والذي محطة الانتظار له الانتخابات القادمة التي سيكون لها التأثير الشامل في العملية السياسية من حيث بقاء  المرفوض أو التغير الجذري والشامل لها من حيث إعادة البناء والخيارات دون المساس بالوحدة الوطنية والعمل على إعادة النسيج الاجتماعي العراقي إلى سابق عهده المرتكز على الإخوة الصميمة والمحبة والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن والنهوض به للقيام بدوره القومي الإنساني  ، وهذا متأتي من هوية القائمين عليها والقدرات التي يمتلكونها والتي تشير بدون التباس إلى ارتكازهم على قوة متمكنة ولها ذراع ممدود في الداخل العراقي وقد حدد حزب البعث العربي الاشتراكي ببيانه الصادر بتاريخ 19 أب 2009  إدانته واستنكاره للفعل الإجرامي الجبان ومرتكبيه (( أن قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي إذ تستنكر اشد الاستنكار التفجيرات الإجرامية الدامية في يوم الأربعاء الدامي في بغداد فأنها تحمل المحتلين الاميركان وحلفائهم الصهاينة والإيرانيين وحكومة المالكي العميلة المسؤولية الكاملة عن هذه التفجيرات الإجرامية .. مثلما تحملهم مسؤولية احتلال العراق والجرائم البشعة كلها التي ارتكبت بحق أبنائه ، وليس مصادفة أن يصرح اوباما قبل يوم من هذه التفجيرات بان العراق سيشهد تصعيداً لما اسماه ( العنف العبثي ) وتصريحات المالكي والناعق لما يسمى خطة فرض القانون باستمرار حصول التفجيرات .))

 

بإلقاء نظره عامه على الأرضية العراقية مابعد وقوع الغزو والاحتلال نلاحظ وبدون أي التباس التواجد الإيراني بأ شـــــــــــــكال متعددة ومن أهمها ( فيلق القدس بكل ما يعني  وقد تم التمهيد لهذا التواجد فتح الحدود الإيرانية العراقية على مصراعيها لثلاث سنوات حال الاحتلال تحت شعار تلبية رغبة المحرومين من زيارة أضرحة أل بيت النبوة استثمرت استثمارا" متقننا من حيث إدخال عناصر هذا التكوين القتالي ألمخابراتي وملحق به نخب من منظمة غدر الصفوية ، التواجد  ألمخابراتي الإيراني ارتكازا" على عناصر اطلاعات الذين تم نشرهم في عموم المدن والقصبات العراقية وتحت عناوين متعددة وواجهات متعددة  ، الشركات الإيرانية تحت يافطات بناء المراقد والمقامات الدينية   وهندسة المدن العراقية )  مضاف إليه التواجد ألمخابراتي الكويتي من اجل الانتقام من العراقيين  كرد فعل لإحداث 1990  وقد اتخذ هذا الاتجاه منحى  الهدف منه ايقاء أكثر الخسائر والدمار في العراق شعبا" وبنيته تحتية وقد وجد هذا التيار ضالته في جناح من أجنحة تنظيم القاعدة الذي تمكن من إيجاد موطئ قدم له على ارض العراق وفق منظور الإدارة الأمريكية المهزومة جعل الأرض العراقية ساحة مواجهة مع القاعدة  وكانت النتائج المتحققة مختارة اختيارا يراد منها الإثارة الطائفية و التشرذم في النسيج الوطني العراقي ، وتجانس هذا الخط مع الجناح الثاني الذي يلتقي معه في النوايا العدوانية والاستهداف الأعمى للعراقيين والذي يخضع إلى قيادة وتوجيه فيلق القدس الإيراني وان اغلب مقرات قيادته  متواجدة على مقربة من الحدود الإيرانية لسهولة التنســـــــيق والقيادة  وإيصال الدعم  المادي والبشـــري  باليسر والسهولة  ، والتركيبة المليشياوية التي تمت إقامتها في الداخل بتوجيه وإشراف ودعم إيراني والتي تمكنت عناصرها من الاندساس في  هيكلية الجيش الجديد الذي يدعونه والأجهزة الأمنية من خلال المؤسستين التي تم تأسيسها في وزارتي الدفاع والداخلية تحت عنوان دمج المليشيات وبها تم منح عناصر غدر وحزب الدعوة العميل والمجلس الأدنى اللااسلامي الرتب والمواقع القيادية وهذه مجتمعا قامت بأداء الأدوار الإجرامية قتلا وتهجيرا" واختطاف وسلب للمال العام وأخرها جريمة مصرف الزوية  التي سبقت جريمة الأربعاء الدامية وهي مجتمعا تحدد  الدور الإيراني الكويتي الغائر في الشأن العراقي  ولكون المتسلطين على الشعب تجمعهم النزعة الشعوبية أخذت أبواقهم الإعلامية والتي يقودها من هم من أصول فارسية أو متفرسين بامتياز استثمار الفعل الجنائي هذا لتحقيق حلمهم الأبدي ألا وهو قطع الشعرة التي تربط العراق  بمحيطه وتاريخه إضافة إلى الانقضاض على ما تبقى من شعار المصالحة الوطنية التي يدعونها والحقيقة هي المصالحة بين الكتل  المتناحرة المتنافرة ظاهرا الملتقية باطنا في هدف سامي لهم الإمعان بدمار العراق وتدمير مقومات الوحدة الوطنية من خلال  اعتماد النهج الطائفي الشوفيني في  إقامة العلاقات والمحاور التي من خلالها يحققون أهدافهم ونواياهم

 

فكانت الهجمة الغير مسبوقة على القطر السوري والمملكة العربية السعودية والتي  في حقيقتها التحسس  من التحول النوعي الحاصل في العلاقات السورية السعودية  وخشية الانفتاح من قبل حكومة الاحتلال الرابعة على القطرين العربيين  وخاصة  ما تم تسريبه ونشره بشأن الاتفاقيات التي  تم إبرامها على ضوء زيارة ألهالكي للقطر السوري مما يقلب الحسابات لدى  الطرف الشعوبي ويجعله في موقف لا يحسد عليه  وهو مقبل على اخطر مرحلة يمر بها مابعد الاحتلال وانكشاف ألاعيبهم ودجلهم واستغلالهم للدين وأل بيت النبوة لتمرير خططهم ونواياهم  فسارع مستشاري ألهالكي مزدوجي الارتباط والخاضعين بالمباشر للتوجيهات الإيرانية إلى ضخ حزمة من المعلومات الاستخبارية المفبركة إلى ألهالكي لدفعه للتورط في موقف لا يحسد عليه و لم تكن هناك مؤشرات مسبقة ســـوى التأكيد المســـــــــتمر على الدور الإيراني التخريبي في الشأن العراقي ، وبهذا تمكن المجلس الأدنى من تحقيق هدفين مهمين هما  تبرأت الساحة الإيرانية من كل الجرائم التي حلت بالعراق وأهله وهذا هو ما ذهب إليه خطيب جمعة ألخلاني الحيدري الذي تناولنا خطبته في مقال سابق والتي استمات فيها لتبرأت إيران والهدف الثاني إسقاط ادعاءات ألهالكي من كونه استطاع فرض القانون وان ائتلاف دولة القانون هو الأكثر حضوه في الانتخابات القادمة  ، ما تقدم يبين بوضوح الأجواء التي يعيشها ألهالكي وخضوعه  لإرادة  غرمائه الذين سحبوه إن يدري أو لا يدري إلى الزاوية القاتلة له ليستسلم لهم ويكون احد أدواة ائتلافهم الذي  ابتعد عنه ليس رفضا" بل لضغوطات الخلفية التكوينية لكليهما  ولتطلعات شخصية أبدى كل استعدادات لخدمة ألمصالح الأمريكية من خلالها

 

ألله أكبر                ألله أكبر             ألله أكبر

عاش العراق عصيا" على دعاة الفتنة والطائفية والتقسيم

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١١ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أيلول / ٢٠٠٩ م