تأملات
تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعداً!  

﴿ الجزء التاسع ﴾

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

أذن لو عرفنا استخدام النفط العربي عندئذ يمكن أن يكون فاسا عربية قوية لا لشن الحرب على الاخرين بل للدفاع عن مصالح الامة ووجودها.

 

وأستخدامنا للنفط العربي يحمل عدة أوجه والذي ذكرته سابقا قد يندرج بالاستخدام المباشر وأما الاستخدامات الغير مباشرة فهي كثيرة وللولوج الصحيح فيها لابد أن نعاين الأستثمار الحالي لعوائد النفط في الدول العربية وبدون الدخول في التفصيلات,وهذا بالتاكيد هو مساهمة أخوية و تعاونية وقد تفرز حساسية ولكنها بألتاكيد هي أقرب من أن تكون مساهمة من أن تكون نقدا اوتشكيكا في نوايا أبناء عمومتنا وأن الموقف هذاأفضل من الوقوف المتعنت والمستكبر لكل طرف عربي ونحن نرى و نراقب أن المال العربي يصرف على أستثمارات لا تتعدى فوائدها سنينا قليلة ومحدودة في قطريتها وكانما الحال يسير بدول عربية تزداد غنى ودولا عربية تزداد فقرا,وأن شهوة الاستثمارات العقارية بدءت تتسع في مجال الاستثمارات العربية وخاصة في دول خليجنا العربي, كأنما الحضارة هي في الابنية العظيمة وناطحات السحاب والخدمات الاخرى التي تقدمها مؤسسات الدولة لمواطنيها, وأنا في نفس الوقت لا يمكن لي ولاي أحد من  أن ينكر أهمية توفير الخدمات العامة للمواطنين و التقدم العمراني والانشائي ولكنه لا يمكن ان يرتقي الى التنمية الصناعية والزراعية والاجتماعية والتي تقام على أسس علمية وخطط مدروسة سواء في القطر العربي الواحد أو في دولنا الخليجية أو حتى في التكامل الاقتصادي العربي وأيظا في بناء المشاريع الاقتصادية في دول العالم الثالث وحتى مع الدول الصناعية الكبرى ولتنضح بعد ذلك من هذا كله هو أنشاء سياسات عربية سليمة و بالتالي علاقات عربية متوازنة وصحيحة مع الاخرين. أن أقامة علاقة متوازنة بين العرب و دول العالم الثالث بالاخص مع الدول الصناعية أيظا هو أحدى الاهداف الرئيسية للانظمة الوطنية في العالم وهذا ما كان يعلن عنه النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال,وقد تجلى هذا الموقف في أجتماع رؤساء الدول المصدرة للنفط في عام 1975 والذي أنعقد في الجزائروهذا الموقف كان قد تبناه العراق الذي كان يمثله الشهيد البطل صدام حسين (رحمه الله) وكذلك القطر الجزائري والذي كانت يمثله الرئيس الراحل هواري بومدين(رحمه الله).

 

ولكن التعنت الغرب الاستعماري تجاه دول العالم الثالث في رفض هذه المواقف القومية و الانسانية للدول العالم الثالث من قبل الدول الغربية الصناعية الكبرى والذي طورته هذه الدول المستكبرة الى تعنت و تزمت في مواقفهاو التي بالتالي أدت الى فشل كبير الذى منى به حوار الشمال مع الجنوب و الذي عقد في مدينة كانكون  بالمكيسك في تشرين أول من عام 1981في الوصول الى أي أتفاق لاعادة تنظيم العلاقات الاقتصادية الدولية والتي هي الاساس في تنظيم العلاقات الدولية.

 

و قد كان من الاسباب الرئيسية في فشل هذا المؤتمر الحواري و بالاضافةلاسباب المواقف الظالمة للدول الصناعية الكبرى هو في ضعف الموقف لدى دول العالم الثالث وتوزعه بين المواقف القوية والتي تعني بالتوازن بين ما أطلقوا عليه دول الشمال و دول الجنوب والمواقف الضعيفة لبعض الدول من العالم الثالث والتي أغلبها مرتبط بمصلحة ضيقة مع الدول الصناعية ولا تتعدى في سياستها عتبة باب أوطانها .


أن هذا الذي تناولناه يخص أحد أوجه الادوار الذي يمكن أن يلعبه النفط والذي هو أحدى الممكنات القوية في أمكانية صياغة السياسة العربية وهندسة العلاقات العربية فيما بين الاقطار العربية نفسها و كذلك بينها وبين دول العالم المختلفة. 

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢٨ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٨ / أيلول / ٢٠٠٩ م