مابين المقاومة الفرنسية والمقاومة العراقية .. دروس وعبر

 
 

شبكة المنصور

سيف الدين العراقي

منذ وقت ليس بالقليل تناولنا كتب تخص المقاومة الفرنسية وكان لزاماً على جميع الرفاق المجاهدين في الجناح السياسي والجناح العسكري أن يطلعوا وهذا ماحصل لكي تكون هناك رؤية واضحة وأفق واسع ولما تتسم به المقاومة الفرنسية من أوجه تشابه كبيرة فقد كانت هذه الأستنتاجات التي هي ليس من باب الأمنيات بقدر ماهي حقائق واقعية..

 

في البدء..

 

عندما توجهت جيوش المانيا نحو فرنسا اقتحمت في باديء الأمر خط ماجينو باريس المنيع وحدث هذا من خلال تصدع القوات الفرنسية معنوياً على أثر الأشاعات التي أطلقها الألمان وهو أصحاب الدعايات المضادة وعلى أثر ذلك اجتازت الجيوش الألمانية المهاجمة ودمرت خط ماجينو باريس .. واحتلت باريس خلال اسبوع .. كان هذا عام 194.

 

ماذا حل بالقوات الفرنسية النظامية ؟

 

في البدء انسحبت القوات الفرنسية من كافة المدن تاركة القوات الألمانية تتقدم بدون ادنى مقاومة .. وتوجهت الى الريف الفرنسي فيه من الأمور التي تدعم اعادة تنظيم القوات النظامية الفرنسية التي تخلت عن الزي العسكري (الخاكي ) كما هو معروف فأن الريف الآوربي والفرنسي جزء منه بالأحراش والغابات الكثيفة وعقد المواصلات والأنهر وهذه لايعرفها الا ابناء البلد  المحتل ..

 

ماذا فعل الألمان في باريس العاصمة ؟

 

أول عمل قاموا به الألمان الغزاة تشكيل حكومة من العملاء الهاربين من فرنسا لأسباب جنائية او سياسية وغير ذلك فكانت حكومة فيشي العميلة .. التي هي عبارة عن دمى بيد المحتل الألماني .. وماذا فعلوا أيضاً ؟؟

 

جندوا اناس من حثالات المجتمع الفرنسي المجرمين منهم واللصوص والشواذ ومعظمهم من أصحاب السوابق وهؤلاء كان همهم الوحيد كسب المال بأي وسيلة لذا فأن هؤلاء يحبون الحياة ويخافون الموت وبالتالي ليس لديهم أدنى حالة دفاع عن الحكومة العميلة المنصبة من قبل الألمان .

 

وأيضاً ماذا فعلوا الألمان وحكومة فيشي ؟؟

 

بدأو بوضع خطط لأختراق المقاومة المتنامية في الريف الفرنسي ووصل الأمر تجنيد النساء بأختراق المقاومة ومعرفة رموزها ونقاط قوتها وضعفها حتى وصل الأمر بهؤلاء العملاء أن يتبوأو مناصب ومسؤليات خطيرة في قيادات المقاومة !!.

 

أين..  المقاومة الفرنسية من كل هذا ؟

 

في البدء ان المقاومة الفرنسية ومنذ دخول القوات الألمانية الغازية لم تطلق رصاصة واحدة ولمدة عام كامل !!! .

استطاعت المقاومة الفرنسية بقيادة الضابط الشاب شارل ديغول الذي كان برتبة عقيد وتم منحه رتبة جنرال وتوليه اكبر فرقة عسكرية لمواجهة الهجوم الألماني الا انه فشل في مواجهة المحتل ولكنه ابدى شجاعة وحنكة في التخطيط .. ولذا فقد أستاطعت المقاومة الفرنسية  أن تتجاوز كل المعوقات التي وضعت في طريقها وكان همها الوحيد كيقية الأنقضاض على العاصمة باريس عبر محاصرتها من جهات اربعة ولن تثنيها الأشاعات والأنقسامات والقرارات التي تصدر هنا وهناك .. كان لديها برنامج واضح المعالم يبدأ بتحرير البلاد أولا ..

 

وعلى هذا استطاعت المقاومة الفرنسية المتمثلة بالجيش الوطني الفرنسي والثوار المدنيين من الطلبة والعمال والمزارعون  والمرأة الفرنسية التي لعبت  دور مهم في تحرير البلاد..

 

ماذا عن المقاومة العراقية .. التجربة والنتائج ..

 

في بادىء الأمر لابد وأن نسجل نقطة مهمة للمقاومة العراقية البطلة في انها لم تبقى سنة او شهراً لكي تقاوم المحتل الأمريكي والبريطاني والايراني وغيرهم .. بل ان المقاومة انطلقت في اليوم التالي لدخول بغداد فكانت العملية الأولى في تدمير دبابة أمريكية قرب مدينة بعقوبة بعد تنظيم صفوف طليعة من المقاومين وأستمرت لحد هذا اليوم ..

 

وبعد فالمقاومة العراقية بهذا كانت أسرع مقاومة في تاريخ الشعوب المناهضة للأحتلال البغيض .

كان الجيش العراقي بمختلف صنوفه السباق في تنظيم الصفوف وكيف وهو صاحب المواقف الجهادية دفاعاً عن العراق والأمة العربية عبر عقود من السنين فكانت حرب ال1948 و1967 وحرب التحرير 1973 وقادسية صدام المجيدة وأم المعارك 1991 أمام 33 دولة .. لذا فأن خيار المقاومة العراقية بدأ من المدن والأرياف من أجل انزال الخسائر بالقوات الغازية والعميلة لها فقد أكدت أحدث الدراسات الأمريكية ان العدو الامريكي تكبد أكثر من 35 ألف قتيل وأكثر من 28 الف أصابة من بتر يد أو رجل وفي هذا باتوا عديمي الفائدة وأكثر من 12 ألف حالة نفسية لجنود الأحتلال .

 

أما الخسائر المالية فقد تجاوزت عدة ترليونات وأخيرها الأزمة المالية التي قصمت الأقتصاد الأمريكي الذي لم ولن ينهض الا بعد عقود وسيتحمل المواطن الأمريكي نتائج سياسة ادارته الرعناء .

 

اليوم .. وصف للمقاومة العراقية

 

يكاد لايختلف اثنان من العسكريين في ان بغداد في طريقها الى حضن المقاومة فهي ومن جهات أربعة  وفي حالة تطويق كامل ونترك التفاصيل للزمن القريب ..وعندها سنرى حالة الهروب ومن له حظ في الهرب..

 

وما النصر الا من عند الله .

 
ملاحظة : أعتذر عن أي هفوة حصلت أو خطأ في الموضوع ولنا الشرف أن نتلقى من أخواننا العراقيون والعرب أي معلومات تفيد الفعل الجهادي ..
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٦ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / أب / ٢٠٠٩ م