حكمة القيادة العليا للجهاد والتحرير في ستراتيجية حرمة الدم العراقي

 
 

شبكة المنصور

الرفيق رافت علي - بغداد الجهاد

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ }

صدق الله العظيم

 

منذ ان انطلقت جحافل المقاومة والجهاد على ارض الرافدين الايبة وقيادتنا الشرعية المجاهدة وعبر بيانات حزبنا العظيم حزب البعث المؤمن المجاهد وعبر بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة المجاهدة ومن ثم عبر بيانات القيادة العليا للجهاد والتحرير وخطابات القائد الاعلى للجهاد والتحريرالمعتز بالله عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه وايده بنصره العزيز وهي توجه ابناءها ورجالها المجاهدين في كافة فصائلها وتشكيلاتها بان يتوخوا في عملياتهم العدو الغازي أولا ، ثم عملاءه وجواسيسه ومن ياتي مقاتلا لهم ، ولا يخلطوا بين الخونة والعملاء وبين أجهزة السلطة مما يسمى الجيش والشرطة والصحوات والإدارة ، فالعدو الغازي هو رأس الأفعى وهو اصل البلاء والخراب وكل ما لحق بعراقنا العزيز وشعبنا المجاهد الصابر من اذى ودمار .


ان تحريم الدم العراقي والذي امر به المعتز بالله عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه وايده بنصره العزيز في خطابه الذي صدربتاريخ 30 / حزيران / 2009 بمناسبة هزيمة قوات العدو الامريكي من مدن العراق الى قواعد يظنها قادرة على توفير الملاذ الامن له والتي سيحيلها المجاهدون بقوة الله عزوجل الى مقابر لعلوجه ، ينم عن حكمة بلغية ومعرفة اصيلة مكتسبة عن عمق تاريخ قيادتنا المجاهدة وتاريخ حزبنا الرسالي .



فحكمة قيادتنا المجاهدة حفظها الله وايدها بنصره العزيز تنبع من رؤيتها للواقع العراقي والساحة الجهادية المباركة وهي :-


فللولايات المتحدة الامريكية مخططاتها الخبيثة خاصة ً بعد انسحابها من المدن لقواعد محددة فبعد الانسحاب الى خارج المدن تتوقع امريكا تصعيد عمليات المقاومة العراقية ضد حكومة المالكي وهو امر سيعرضها للسقوط الحتمي وبالتالي تدخل ستتدخل ايران عبر دعمها اللامحدود لحكومة المالكي من خلال فيلق بدر وجيش المهدي وتشكيلات الحكومة الصفوية في الدفاع والداخلية المسندة بفيلق القدس والطلاعات .


وهكذا ستجد المقاومة العراقية عامة ( وليست فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير فقط) نفسها امام حال خطير يهدد المقاومة في صميمها ويهدد بنتائج لايحمد عقابها، ولن يكون الاقتتال الطائفي سوى البداية الخبيثة لنتائج وخيمة قد تؤدي في نهاية الامر الى تمكن ايران الصفوية من احتلال كامل ارض العراق الطاهرة ان لم تلجئ بمعونة الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني وتركيا الى تفكيك العراق ارضا وشعبا وطوائفا وعرقا (لاسامح الله ).


وستصل حتما شرارة الاحتلال الايراني الصفوي منطلقتا من العراق الى بقية اجزاء الامة العربية وهاهي شرارة ايران الصفوية قد وصلت بالفعل الى اليمن والى بعض الاجزاء الشرقية من السعودية والى مصر واقطار المغرب العربي ناهيك عن احتلال الجزر العربية الثلاث ومطالبة ايران بضم البحرين ودور الجالية الصفوية فيها وفي سائر اقطار الامة العربية والاسلامية .. وما المشاريع التي تقيمها ايران الصفوية في جزر القمر الا دليل اولي عن بداية الاحتلال الصفوي لاقطار العرب والاسلام .


حينها لن يستطيع أي قطر من اقطار الامة العربية ولا حتى الاسلامية الصمود بوجه الغزو الفكري والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والعسكري لايران الصفوية . وهذا محل ترحيب من قبل حلفاء الصفوية في تل ابيب وواشنطن .


وحتى اذا ما ارادت الولايات المتحدة ان تتحرك لانقاذ سمعتها واعادة بناء امجادها واعتبارها (الذي سقط على ايدي مجاهدي العراق اولي البأس الشديد) واغتنام الفرصة لاسقاط نظام حكم الملالي الذي يتنمر عليها على الدوام وتحافظ على مصالحها في الاقطار العربية عامة وفي العراق خاصة فلن يكون معنى الامر اعادة العراق المجزء والمخرب والمحطم اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا وامنيا الى اهله الاصلاء ليعودا بناء امجاد اولي البأس الشديد .


انما في احسن الاحوال ستكون حكومة عملية صرف للولايات المتحدة وكيان المسخ الصهيوني ( لاسامح الله). ونظام اقل مايمكن ان يقال بحقه ان لانسميه ونطلق عليه عبارة نظام انما مجرد تفاهات امريكية صهيونية دخيلة على اهل العراق الاماجد . انما وكما يقول المثل سترج من الباب لتعود من الشباك ، من باب الانسحاب من المدن الى شـباك الانـقــاذ والخلاص من أيـران الصـفـويـة !!! والحصول ما حرمت منه في السابق وهو خيرات العراق والعرب والمسلمين وفرض وديمومة الهيمنة الصهيونية ليس على العراق فحسب بل على الامة العربية والاسلامية والانسانية جمعاء وتدمير أي فرصة تهدد الهيمنة الامبريالية والصهيونية على العالم باسره .


فما هو الحل اذن :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

{ واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}

صدق الله العظيم



الحل يكمن في عدم السماح لقوات الغزو الامريكي ان تكون قواعدها ملاذ امن لها .


فيجب ان يكون الجهد الرئيسي للمقاومة العراقية الباسلة على قوات الغزو الامريكية في قواعدها وحيثما وجدت . بالصواريخ بمختلف احجامها ومدياتها وقوتها التدميرية . وبالعبوات الناسفة على الياتهم في الطرقات والجسور والانفاق وحيثما ساروا . وعمليات القنص المرعبة لعلوج الغزاة . وبعمليات الرمان الحراري التي تبين مدى شجاعة المقاتل العراقي ومدى العمق الشعبي الحاضن للمجاهدين ومشروعهم التحرري .


وبعمليات نوعية اخرى لاتسبب أي نتائج عكسية على البيئة الحاضنة وعلى المجاهدين انفسهم على حد السواء ، كعمليات الاشتباك السريعة على الطرق الخارجية البعيدة عن المدن والقرى تجنبا وكما قلت لحملات الاعتقالات وردات الفعل الامريكية الحمقاء .


اومن خلال عمليات القصف المكثف التدميرية وليست الاستنزافية لقواعد العدو التي من المناسب ان تقوم بها المقاومة في المستقبل القريب او المتوسط المدى . بعد ان يقلص العدو الامريكي عدد قواعده الحالية تجنبا لضربات المقاومة الاستنزافية .


او من خلال عمليات الاغتيال النوعية لقادة العدو الامريكي وكبار جواسيسه وعملاءه في المنطقة الخضراء .


ناهيك عن عمليات نوعية غير تقليدية تستهدف تدمير الاقتصاد الامريكي عبر اختراق انظمة المصترف الامريكية والصهيونية فالمال هو الاحب عند بني صهيوني واتباعهم من سماسرة الدماروالخراب والحروب والربى .



وباذن الله وحينما تقوم المقاومة العراقية الباسلة ( وفصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير بالاخص كون اغلب عناصرها من اصحاب الخبرة والدراية من قادة وضباط الجيش العراقي الباسل وعلماء التصنيع العسكري العباقرة ) ستجد الولايات المتحدة الامريكية نفسها في بين خيارين احلاهما مر ، وهما :-


اما مواصلة القتال مع ما يترتب عليه من نتائج وخيمة تنعكس على هيبة وسمعة واعتبار الولايات المتحدة وعلى مستوى اداء جيوشها وعلى فعالية اسلحتها وعلى خسائرها البشرية والمادية خاصة وانها ( أي الولايات المتحدة ) لم تحقق اي نجاح يذكر لمشروعها في العراق بل على العكس اصبح حفرة نار لاهبة عليها وليس مستنقعا لها فحسب . و لاسيما وان الاقتصاد الامريكي في ازمة تزداد شدتها يوما بعد اخر وفي الوقت الذي يشهد فيه نمو اقتصاديات بقية دول العالم لاسيما الاتحاد الاوربي وروسيا الاتحادية والصين وامريكا اللاتينية مما ينعكس ايجابا على القدرات العسكرية لتلك الدول امام تراجع كبير ومستمر للقدارات العسكرية الامريكية .



والخيار الثاني وهو الانسحاب الكامل من ارض الرافدين الابية لتجنب تلك النتائج .


 

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَيوْمَئِذٍ يفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بنَصْرِ اللَّهِ ينصُرُ مَن يشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ . وَعْدَ اللَّهِ لا يخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يعْلَمُونَ }

صدق الله العظيم


 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٤ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / أيلول / ٢٠٠٩ م