النص الكامل للندوة التي تمت مع المناضل صلاح المختار في البالتوك حول بناء الجبهة

 
 

شبكة المنصور

شبكة الرافدين

صلاح المختار: مساء الخير، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا...

 

تطرقنا إلى مسألة وصول الإحتلال الى مرحلة الإنهيار ولجوئه الى محاولة ممارسة آخر ألعابه وهي إشعال فتنة طائفية في العراق، ولربما من وجهة نظره، تحول الصراع في العراق من صراع تحرري هدفه الأساس تحرير العراق وإعادة العراق قاعدة للتحرر الوطني والقومي والإنساني ومنه تنطلق جحافل التحرير لتحرير فلسطين والأحواز وسبتة ومليلة في المغرب والإسكندرون والجزر العربية الثلاث وكل الأراضي العربية المحتلة، تحويل هذا الصراع من صراع تحرري الى فتن طائفية، وهذا هو المخطط الأمريكي الإسرائيلي الإيراني التقليدي كما تعرفون.

 

و تفجيرات يوم الأربعاء 19/08/2009 الإجرامية جاءت في هذا الإطار، محاولة جديدة من أجل إشعال الفتن الطائفية. ولكن وبفضل شعبنا العظيم ووعيه التاريخي المجيد استطاع منذ البداية أن يشخص من وراء التفجيرات الأخيرة.

 

إن تفجيرات بغداد كما ثبت الآن هي مسؤولية ايران والمخابرات الإيرانية ويقف وراءها جماعة عبد العزيز الحكيم تحديدا، أما التفجيرات الأخرى التي حصلت في شمال العراق فإن من قام بها هو البشمركة والزعامات الانفصالية في شمال العراق.

 

لذلك نحن بمواجهة مؤامرة خطيرة جدا، وأخطر من مؤامرة سايكس بيكو التي نفذت في بداية القرن العشرين، وأخطر من إنشاء الكيان الصهيوني في عام 1948 في أرضنا المقدسة فلسطين.

 

الآن المؤامرة تتخذ أشكالا جديدة أخرى، أشكالا حاسمة لا تقبل الخطأ . فقط أنظروا ما يجري الآن سترون كيف تكالب الأعداء على أمتنا العربية. أنظروا الى التحالف الأمريكي الإيراني الذي أصبح واضحا وضوح الشمس وكيف أن أمريكا قد رمت بثقلها كله من أجل أن يكون تعاونها مع ايران في العراق وفي المنطقة هو الضمانة الأساسية لنشر الفتن الطائفية وتقسيم الأقطار العربية. أنظروا الى المؤامرة التي لا ينتبه إليها الكثيرون وهي مكملة لعمليات التدمير المنظم في العراق أقصد مؤامرة المياه. أنظروا كيف تشارك تركيا وإيران في حرمان العراق من المياه في هذا الظرف بالذات، واسألوا أنفسكم هل كانت صدفة حل الجيش العراقي وتدمير المؤسسات الأمنية وتدمير الدولة العراقية بعد الغزو أم انه كان شرطا مسبقا لما يجري الآن؟ اسألوا أنفسكم لو كانت صواريخنا بيدنا ( وهذا عنوان مقال كتبته في1995 على ما أذكر وموجه للرئيس الشهيد صدام حسين قلت فيه :" لو كانت صواريخنا بيدنا ولم نسلمها لفرق التفتيش، هل كان الأعداء سيتجرؤون على دخول القصر الجمهوري؟" ) الآن أقول لو كانت صواريخنا بيدنا هل كانت تجرأت تركيا وإيران على بناء السدود لحجب المياه عنا؟ كانت صواريخنا ستنطلق لتهدم السدود وتضمن حق العراق من المياه بالقوة، ولكن المؤامرة الكبرى تضمنت هذا الاتجاه، ليس فقط تدمير العراق، ليس فقط محاولة تفتيت البنية الاجتماعية والرابطة الاجتماعية وإنما تضمنت أيضا إذلال العراق بحرمانه من الزراعة، والزراعة تعني المياه، ناهيك عن مسألة البذور التي أصدر بول بريمر قانونا يمنع فيه استخدام البذور العراقية. التركيز على ضرورة وحتمية شراء البذور التي تستخدم مرة واحدة أو المحسنة والمغيرة جينيا ، شراءها من الشركات الأمريكية من أجل تدمير الزراعة العراقية الأعرق في العالم واستبدالها بزراعة أمريكية ترهن العراق ومستقبله لأمريكا حتى بعد انتهاء عصر النفط.

 

إذا هذه المؤامرة كبيرة أيها الإخوة والأخوات وأكبر مما تتصورون، وهذه المؤامرة ما لم نعي كنه هذه الأفعال لن نستطيع التوصل الى الاستنتاج الطبيعي والضروري وهو التالي:

- بدون وحدة القوى الوطنية العراقية.

- بدون وحدة فصائل المقاومة العراقية .

- بدون التسامي على جراحات ما قبل الغزو.

- بدون التخلي عن عقد الصراعات السابقة.

 

لن نستطيع مواجهة مؤامرة تفتيت هويتنا الوطنية والقومية في العراق وفي كافة الأقطار العربية.

 

إذا الآن المطلوب منا جميعا، مطلوب من جميع القوى السياسية العراقية، مطلوب من جميع فصائل المقاومة العراقية، بغض النظر عن اتجاهاتها التنظيمية والإيديولوجية، التوحـد . لن يغفر لنا التاريخ ولن تغفر لنا الجماهير أي تأخير في إقامة هذه الوحدة، هذه الوحدة هي مفتاح النصر، هذه الوحدة هي التي ستعجل بالانتصار، هذه الوحدة هي التي ستختصر تضحيات شعبنا وستوقف معانات شعبنا، هذه الوحدة هي التي ستضمن لنا أن يقام نظام وطني ديمقراطي ائتلافي يمثل جميع من شاركوا في المقاومة بعد الغزو،دون أن تكون هناك إمكانية لإثارة الفتن بين القوى الوطنية العراقية. فما لم نتفق الآن على الوحدة، وما لم نحقق الآن الوحدة، سوف تبدأ المؤامرات من أجل إشعال حروب بين المقاومين والمجاهدين وبين القوى الوطنية.

 

نعم تلاحظون أن البعض ممن حسب على الخط الوطني، ممن حسب على أنصار المقاومة، يبذل جهودا خارقة تلفت الانتباه من أجل شق الصفوف، ومن أجل إثارة الفتن عن طريق توجيه الاتهامات الكاذبة وتلفيق الأكاذيب الوسخة حول المناضلين والمجاهدين. ولكن هؤلاء المجاهدين قرروا حرصا على بناء الوحدة الوطنية العراقية أن يتجاهلوا هؤلاء، هذه الأنفار القليلة القابعة في بلدان أروبية وتحاول أن تمزق الصفوف بتلفيق الأكاذيب القذرة وافتعال الأزمات، وخلق المشاكل هنا وهناك.

 

يجب أن نعض على الجراح و أن نتسامى فوقها وأن نقف وقفة واحدة من أجل أن نحقق النصر القريب والعاجل. النصر مضمون أيها الإخوة والأخوات لأن جيوش المقاومة قادرة على الحسم، وقادرة على طرد الإحتلالين الأمريكي والإيراني من العراق بشرط توحد قيادتها، وهذا ما دعا إليه المجاهد وشيخ المجاهدين وإمامهم وخادمهم عزة ابراهيم في خطابه يوم31/07/2009 حينما دعا الى تشكيل قيادة واحدة، موحدة سياسية وعسكرية للمقاومة لكي تكون قادرة على دخول مرحلة الحسم بكفاءة واقتدار عاليين. إن هذه الوحدة هي المعيار، معيار تحديد من هو الوطني ومن هو غير الوطني ، إن هذه الوحدة هي المعيار الأول والحاسم والأخير الذي يسقط الإدعاءات السابقة بدعم المقاومة أو يؤكدها. من لم يقدم على الوحدة ، من لم يحقق الوحدة، من لم يحترم شروط الوحدة ، هو جزء من مخطط الإحتلال، هو جزء من أدوات الإحتلال، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقبل ادعاءاته بأنه مع المقاومة و مع القوى الوطنية. المعيار الوحيد، كما قلت، هو الانضمام الى مسار الوحدة ومسيرة التوحد في صفوف القوى الوطنية. لهذا ندعو ، من تورطوا في السباب والشتم وترفعنا عن الرد عليهم، الى التراجع الآن قبل فوات الأوان، إن عدم تراجعهم سيجعلنا نضطر لكشف كافة أوراقهم، والتي تعني الكثير وتثبت الكثير ونحن نعرف من هم ومن يقف وراءهم.

 

أيتها الأخوات ، أيها الإخوة، إني أدعوكم لأن تكونوا رسلا للوحدة، الوحدة الوطنية العراقية. أدعوكم لأن تضمدوا الجراح، أن يكون كل فرد منكم في هذه الغرفة المباركة داعية وحدة، داعية عزل من يثير الفتن وكشف من يثير الفتن، أدعوكم جميعا لأن تعملوا على إقناع كل القوى الوطنية بتخطي الاعتبارات التنظيمية والإيديولوجية والدخول فورا في مسار الوحدة، أدعوكم لدعم الحوارات التي بادر حزب البعث العربي الاشتراكي وفصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير بفتحها مع الجبهات الجهادية الأخرى الشقيقة لنا من أجل التوحد، أدعوكم للكتابة والضغط من أجل تحقيق هذه الوحدة. هذه الساعة وليس بعد ساعة، اليوم وليس غدا، غدا وليس بعد غد، كل يوم يمر نفقد فيه شهداء، تسيل دماء، تنتهك حرمات الماجدين والماجدات من إخوتنا وأخواتنا، يعذب أطفالنا... لذلك علينا أن نختصر طريق الجهاد بالوحدة ولا شيء غير الوحدة.

 

وليكن شعارنا : العروبة أولا، لأن العروبة هي التي توحدنا وما عدا العروبة يفرقنا، الطائفية والأحزاب والكتل الطائفية تفرقنا مهما كانت ومهما فعلت لأن الأصل هو أن تتوحد الصفوف ولا مجال لتوحد العراقيين بكافة أديانهم وطوائفهم وأعراقهم إلا بتأكيد أن العروبة هي الشعار وهي المحرك وهي الهادي لنا في نضالنا من أجل تحرير العراق.

 

صلاح المختار: شكرا جزيلا على هذه الأسئلة والملاحظات القيمة التي تعبر عن درجة وعي أبناء شعبنا العربي في كل مكان تجاه قضية العراق وما يتصل بها من قضايا.

 

سأحاول أن أركز في الجواب على الأسئلة التي طرحت، وأبدأ من الأخ " ابن المجد " ، تحدث عن ضرورة الوحدة، وحدة المقاومة بعد التحرير. حينما تحدثت في البداية ركزت على أن قيمة الوحدة أن تتم الآن قبل التحرير لكي تكون الأداة الضاربة في عملية التحرير أي لحسم الصراع الدائر الآن، لذلك أرجو الانتباه إلى أن الدعوة للوحدة، وحدة القوى الوطنية ووحدة فصائل المقاومة تكتسب قيمتها من كونها وصفة آنية يجب أن تتم الآن وليس غدا.

 

بالنسبة للأخ صلاح الدين: أولا حيا الله القدس التي ينتمي إليها الأخ صلاح الدين. الانتخابات التي ستجري في العراق وفلسطين، ما دامت ستنجز تحت مظلة الإحتلال فإنها غير شرعية وإنها جزء من ترتيبات الإحتلال، ورأي الحزب واضح وصريح تجاه هذه القضية، فلا انتخابات حرة في ظل الإحتلال، وهذا الأمر ينطبق على العراق مثلما ينطبق على فلسطين.

 

ما دام هناك احتلال صهيوني للضفة وتأثير مباشر على قطاع غزة فإن أي انتخابات لن تكون طبيعية ولن تكون مشروعة. أما عن نتائج الانتخابات في العراق هناك قوائم معدة سلفا من قبل الإحتلال وشريكته ايران والانتخابات ليست سوى غطاء مهلهل يراد منه إضفاء الشرعية على حالة الإحتلال وإمرار الخطوات اللاحقة من قبل الإحتلال الأمريكي والاحتلال الإيراني. ولذلك نقول منذ الآن: إن النتائج العامة مقررة سلفا كما حصل في الانتخابات السابقة. كما تعلمون ، توضع نسب لكل مجموعة وتمنح لها بعد الانتخابات بغض النظر عن اتجاهات التصويت في صناديق الاقتراع .

 

مرة أخرى هذه النتيجة تنطبق على العراق مثلما تنطبق على فلسطين، لذلك لا يجوز التعويل على الانتخابات على الإطلاق. التعويل في تحرير العراق هو على البندقية المقاتلة، على التمسك بالمبادئ التي انطلقت على أساسها المقاومة العراقية وعدم الذهاب في اتجاهات نرى آثارها الآن في الساحة الفلسطينية، إذ بعد أن كان شعار تحرير فلسطين من البحر الى النهرهو الهدف وهو المبدأ وهو المنطلق لجميع الفصائل الفلسطينية نرى هذا الشعار الآن يطوى ويوضع في الخلف ويحل محله هدف آخر هوإقامة دولة في الضفة والقطاع،مقسمة، منزوعة السلاح. هذه النتيجة هي ثمرة الخطأ الإستراتيجي الفادح وهو الاقتناع بأن بالإمكان إخراج الاحتلال بالتفاوض. المحتل لا يخرج بالتفاوض سواء في العراق أو فلسطين، المحتل يخرج بالبندقية ويضطر للتفاوض وقبول شروط المقاومة فقط تحت لعلعة الرصاص، ولن يخرج المحتل إلا بالبندقية المقاتلة أما التفاوض فهو عامل مساعد تابع للبندقية وليس العكس، وحينما يحصل العكس، أي تتبع البندقية التفاوض نجد أنفسنا أمام مساومات مرفوضة ومدانة كما حصل في فلسطين. نحن في العراق إاتعضنا وتعلمنا من التجربة الفلسطينية التي اغتيلت باسم التفاوض، التي اغتيلت وتراجعت عن شعارها المركزي وهدفها المركزي وهدف الأمة المركزي وهو تحرير فلسطين من البحر الى النهر وتطبيق ما قاله المرحوم جمال عبد الناصر: " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. " كما كتب أخي "عراقي".

 

حيي الأخ " جواد " من لبنان وأتمنى للبنان الخروج من مأزقه الكبير.

الرفيق " هذال " يسأل ما هو الرد على رسائل الرفيق عزة الدوري؟ وهل هناك مشروع لوحدة الفصائل؟

الرد على دعوة الرفيق عزة الدوري الأمين العام للحزب وخادم الجهاد والمجاهدين كان ايجابيا من قِِبل الفصائل المقاتلة في الساحة العراقية وهذا أمر مسر جدا لنا وللجميع، ومشروع الوحدة مطروح للحوار الآن بين الجبهات الثلاث الرئيسية : جبهة الجهاد والتغيير، جبهة الجهاد والإصلاح والقيادة العامة للجهاد والتحرير، هناك حوار مستمر بين هذه الجبهات الثلاث من أجل إيجاد صيغة عمل مشترك لدحر الإحتلال بأسرع وقت ممكن.  

 

الأخ " الفارس " يسأل عن موقف الحزب من السيد محمد يونس الأحمد. 

موقف الحزب هو أن السيد محمد يونس الأحمد قد فصل من الحزب ولم يعد بعثيا ولا صلة له بالحزب منذ فصل. والفصل قرار مركزي ولا يمثل رأي شخص معين بل يمثل رأي الحزب.

 

أما الموقف من دول الخليج فهو جزء من الموقف من الأقطار العربية كافة. نحن كما قلت بالأمس لدينا عدو مشترك مؤلف من ثلاث أطراف : الولايات المتحدة الأمريكية ما دامت تحتل أراضينا، والكيان الصهيوني وإيران ما دامت تحتل أراضينا وتشارك في التآمر على أمتنا العربية في العراق وغير العراق. أما الأطراف الأخرى ومنها النظم العربية فهي أطراف ثانوية تابعة لهذا الطرف أو ذاك وليس لها دور حاسم ومستقل في الصراع. ومن ناحية مبدئية، كقوميين عرب، ليس واجبنا الآن أن نرفع السلاح ضد الأنظمة العربية. السلاح يجب ان يوجه ضد الاحتلال الأمريكي الصهيوني الإيراني . وهذا أمر بديهي في كل حالات احتلال أراض لكل الشعوب. إن كل حركات التحرر تؤكد على المحتل والعدو الرئيسي وتؤجل صراعها مع الأطراف الأخرى كافة، وهذا الموقف ليس موقف حزب البعث فقط ولا الفصائل المنضوية تحت لواء القيادة العليا للجهاد والتحرير، بل ان جميع الفصائل المقاتلة في العراق تعد عدوها الرئيسي الولايات المتحدة وإيران والكيان الصهيوني وهذا أمر واضح للجميع.

 

يسأل أيضا على الموقف من إيران بعد التحرير.

الموقف من ايران بعد التحرير يعتمد على السياسات الإيرانية. فنحن لا نريد صراعا أبديا ومستمرا مع ايران، نحن لا نريد العداوة مع ايران لأن ايران جار لنا، ومهما كانت ايران ومهما كنا فنحن جيران، والمطلوب أن نحل مشاكلنا مع ايران بالحوار والتفاهم ولكن مع الأسف فإن ايران ترفض الحوار وترفض الاعتراف بالآخر، ترفض الاعتراف بالأمة العربية وبحقوق الأمة العربية. لذلك تتدخل في شؤوننا وتنشر الفتن الطائفية وتحتل أجزاء من أراضينا كما هو الحال في العراق والأحواز والجزر العربية الثلاث والرغبة في ضم البحرين وضم العراق بكامله الى ايران. إن هذا الدور الإيراني يجعلنا مضطرين للوقوف في وجه النزعات التوسعية الإيرانية. إذا واجبنا هو أن نقف الموقف القوي المطلوب لمنع ايران من التوسع على حسابنا وفتح باب الحوار معها إن شاءت ونتمنى بصدق أن تتجه ايران الى الحوار من أجل حل المشاكل معها خصوصا بعد عقود من ممارسة سياسات التوسع على حسابنا والتي أوصلت ايران الى المأزق الحالي.إن ايران تتمزق الآن ولن تنتهي عملية التمزق الحالية إلا بعد أن تعيد القيادات الإيرانية النظر في سياساتها الخارجية والتي كانت السبب الرئيس في الأزمة الداخلية الحالية في ايران.

 

أخي "عراقي  insurgent " أبو الفضل " تحياتي لك وشكرا على تحياتك.

لم يكن لديك إلا تعقيب وأنا لديّ أيضا تعقيب : أرجو تغيير اسمك المستخدم في الغرفة من "عراقي insurgent" إلى اسم آخر، لأن insurgency تعني التمرّد فتكون " عراقي متمرّد " وأنت ثـائـر ولست متمرّدا، لذا أرجو أن تغير كلمة insurgent وتستبدلها بكلمة أخرى تشير الى الثورية ك    revolutionary   مثلا ، " عـراقيrevolutionary  " على سبيل المثال، هذا مجرد اقتراح لتصويب استخدام اللغة الأجنبية.

 

الأخ النقشبندي يسأل ما هو الموقف من الفصائل الأخرى بعد التحرير؟

قبل أن أجيب، تحياتي الى أخي " أبو علي دكتور آل مشعل " وعائلته الكريمة. الموقف من الفصائل تم توضيحه قبل قليل، الفصائل شريك لنا في العراق شريك لنا الآن وشريك لنا بعد التحرير. العراق ليست ملكية خاصة لحزب البعث أو لأي جماعة أخرى. العراق ملك للعراقيين جميعا خصوصا من يحمل السلاح ويسفح الدم من أجل تحرير العراق، لذلك فإن طرح سؤال ــ وليسمح لي أخي الفاضل النقشبندي بأن أقول خاطئ ــ صياغة السؤال توحي بالتعالي على الآخرين، على الفصائل الأخرى. الفصائل الأخرى حليفتنا وشريكتنا في العراق، وتجربة نصف قرن قبل الغزو علمتنا جميعا، بعثيين وغير بعثيين، أن نقول بأن حل مشاكل العراق مقرون بالتخلي عن عقلية الإقصاء، إقصاء الآخر لأي سبب كان. إن الإقصاء هو الذي ولد الصراع الذي نعيش آثاره الكارثية الآن، لذلك على الجميع أن يعترفوا ببعضهم على البعثي أن يعترف بوجود الآخرين وما يرافق هذا الاعتراف من قبول لدور الآخرين بما فيها احتمال فوزهم في الانتخابات، وعلى الآخرين أيضا أن يعترفوا بدور البعثيين وبوجود البعثيين وبحق البعثيين في الحكم إذا فازوا في الانتخابات بعد التحرير، وإن كنا نقول بأن عراق ما بعد التحرير يجب أن يحكم من قبل جبهة وطنية عريضة تضم البعثيين وغير البعثيين، تضم جميع من حمل السلاح وحرر العراق بالدم وبالقلم لأن عراق ما بعد التحرير سيواجه تحديات ومؤامرات أخطر وأشرس من التحديات الحالية. و بما أن الجميع، ونحن منهم، قد تعلمنا دروس نصف القرن الماضي وأهمها درس أن الإقصاء واجتثاث الآخر ورفض الآخر وعدم الاعتراف بالآخر كان أم الكوارث وأبو كوارث العراق، فيجب أن نكون أبناء ثقافة جديدة تقول بالتحالف والتآلف بين كافة القوى الوطنية من أجل حكم وإعادة بناء العراق الحر المتحرر. لذلك فإن السؤال خاطئ في صياغته، والسؤال كان يفترض حسب تقديري أن يكون: كيف سيتم تبادل السلطة بين القوى الوطنية وعلى أي أساس ؟ وليس : هل نعترف بالآخرين أو لا نعترف بهم ؟

 

سؤال آخر حول : هل هناك تغييرات في خارطة القوى التابعة لإيران؟

نعم ، أنتم ترون ما جرى مؤخرا، الصراع الدموي الحالي في العراق يأخذ شكلا جعل العراقيين ضحية له، تفجيرات يوم الأربعاء الماضي هي من فعل ايران وأنصار ايران، صراع بين كتل تسعى للسلطة بعضها يحاول إبعاد الآخر عن السلطة، وتشكيل الائتلاف الجديد، ما يسمى " الائتلاف العراقي "  باستبعاده لنوري المالكي من هذا الائتلاف ــ مع أنه كان جزءا أساسيا منه في السابق ــ نجد دليلا قاطعا على وجود صراعات حادة ودموية بين الأطراف الموالية لإيران . ايران لا تختلف كثيرا على أمريكا ، تستخدم الأدوات ثم ترميها في الزبالة بعد انتهاء دورها. و يبدو أن أدوار بعض أنصار ايران قد انتهى و كُشِف، لهذا بدأت عملية تغيير تحالفات وتآلفات بين أنصار ايران ، وهو أمر يعكس من جهة أخرى هزيمة المشروع الإيراني في العراق. فلو كان المشروع الإيراني في العراق ناجحا لرأينا الكتل الموالية لإيران تعزز وحدتها وتندفع أكثر في مسعاها للسيطرة على العراق، ولكن فشل المشروع الإيراني كما فشل المشروع الأمريكي جعل ايران تعيد النظر في من تعتمد عليه وفي من يجب أن يُبعد عن التحالفات وهذا ما نراه الآن واضحا.

 

أما سؤال " ابن المجد " فهو حول تخوّف البعض من عودة البعث.

وأشار إشارة أعتقد أنها غير صحيحة وغير دقيقة الى تخوّف الشيعة من عودة البعث. لا يوجد شيء اسمه تخوّف الشيعة من عودة البعث لأن العراقيين جميعا يعرفون الآن ــ وبعد تجربة 35 عاما في الحكم وهذا هو العام السابع بعد الغزو ــ أن حزب البعث هو الحزب الوحيد الذي لديه قواعد جماهيرية ويمثل كل مكونات العراق، لا يوجد حزب أو تنظيم آخر له شعبية وجماهيرية كبيرة وله تنظيمات واسعة في كل العراق إلا حزب البعث. حزب البعث يمثل العراقيين جميعا، فيه الشيعة وفيه السنة، فيه المسيحي وفيه المسلم، فيه الصابئ وفيه اليزيدي وفيه كل مكونات العراق الأخرى.

 

من هنا فإن هذا السؤال غير صحيح وغير دقيق. وإذا وُجدت أوساط لديها هذه القناعة فهذه القناعة بُنيت على أساس خاطئ وهو التضليل. شيطنة البعث أدت الى أن لا يَفهم البعض حقيقة حزب البعث.

 

إن حزب البعث يمثل كل العراقيين، ولو لم يكن كذلك لتخلى منذ زمن طويل عن واجبه وعن مسؤولياته كطليعة عربية مقاتلة. في حزب البعث هناك مقاومة في جنوب العراق للاحتلال. من يقود هذه المقاومة؟ الذي يقود هذه المقاومة هو حزب البعث وإذا أردتُ، وسامحوني على هذا الاستخدام، أن أتحدث باللغة التي استخدمها موجه السؤال، فأقول بأن من يجاهد ويحمل السلاح ضد الاحتلال في جنوب العراق هم شيعة العراق، البعثيون الشيعة وهم مفخرة العراق ومفخرة حزب البعث، أغلب شهداء حزب البعث بعد الغزو من شيعة العراق، لهذا إن الحزب الذي يمكن أن يضمن للعراقيين كافة حقوقهم هو حزب البعث.

 

كتبت في السنوات السابقة عدة مرات ما يلي : إن أكبر حزب شيعي في العراق هو حزب البعث وأكبر حزب سني في العراق هو حزب البعث، وأكبر حزب مسيحي في العراق هو حزب البعث وأكبر حزب يزيدي في العراق هو حزب البعث وأكبر حزب صابئي في العراق هو حزب البعث . هذا لا يعني أن حزب البعث يتشكل من طوائف، بل يعني أنه يمثل جميع الطوائف وجميع الأديان في العراق وهذا فخر كبير لنا.

 

برنامج الحزب بالإضافة لما تقدّم واضح : برنامجنا هو تحرير العراق وليس الانتقام من أحد، فإذا كان حزب البعث يفتح الباب للتوبة لمن خان العراق وساهم في الغزو فهل من المعقول أن يأتي البعث ولديه رغبة في الانتقام من مكون أساسي، نصف العراق الشيعة، هل هذا معقول؟ هذا كلام غير معقول وأرجو من السائل الكريم أن يوضح لمن طرح عليه هذا السؤال هذه المسألة المهمة والخطيرة. حزبنا حزب قومي عربي، حزب اشتراكي، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول الى حزب طائفي كما حصل بالنسبة لبقية الأطراف، وسرّ بقاء حزب البعث وسرّ توسعه بعد الغزو ورغم ........ هو أن الشعب العراقي يعرف بأنه الحرب الوحيد، وأكرر الوحيد، الوطني الذي يمثل كل مكونات العراق. هناك نخب صغيرة، نعم،  وطنية تمثل كل العراقيين ولكنها نخب بلا قواعد، رأس بلا أرجل. و المطلوب في العراق اليوم حزب جماهيري قوي يستطيع أن يكون العمود الفقري لعملية تحرير العراق. القوة الضاربة التي تنسف الاحتلال وعملاء الاحتلال وليس كتل طائفية تمثل هذه الطائفة أو تلك. الحمد لله الذي جعل شعبنا العراقي الكريم يكتشف هذه الحقيقة ويقول أبناء العراق علنا من شاشات التلفزيون رغم القمع والقتل والإبادة " يا ريت لو يعود حزب البعث، يا ريت لو يعود صدام حسين الى حكم العراق " هذا سمعتموه أنتم ونسمعه جميعا وسمعناه بعد التفجيرات الأخيرة يوم الأربعاء من أبناء شعبنا في داخل العراق. لذلك فإن مسألة التخوف من عودة البعث هي جزء من شيطنة البعث، جزء من رغبة عملاء الاحتلال والجواسيس لتخويف الناس من حزب البعث لأن إبعاد حزب البعث عن عملية التحرير سيجعل عملية التحرير مستحيلة. عزل عن تحرير العراق، عن البديل الوطني لما بعد التحرير سيجعل التحرير غير ممكن وإذا حصل اتفاق ومساومة فإن عراق ما بعد المساومة سيدخل نفقا مظلما جديدا آخر أخطر من النفق الحالي. لهذا نقول ونؤكد بأننا نتشرف ونفتخر بأن حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي يمثل كل العراقيين بلا استثناء على الإطلاق.

 

نأتي الآن الى أخي " خلدون حدادين " تحياتي لك أخي " خلدون ".

 

سؤالك : الى أي مدى يمكن أن تجد دعوة الرفيق عزّة الدوري طريقها الى التحقيق؟

تحدثت عن دعوة الوحدة في بداية الحوار معكم وقلت أن الرفيق الدوري قد دعا إلى تشكيل قيادة موحدة سياسية وقيادة موحدة عسكرية لتتولى الشؤون العسكرية والسياسية والإعلامية والنطق باسم المقاومة والتفاوض مع الاحتلال بشكل موحد وليس بشكل منفرد باسم المقاومة وهذا صحيح، ونحن من جهتنا نبذل جهودا هائلة من أجل التوحد وتحقيق هذه الدعوة وتنفيذها، ولذلك بادر الحزب والقيادة العليا للجهاد والتحرير الى الاتصال بالفصائل الأخرى، ويجري الآن حوار من أجل الوصول الى صيغ متفق عليها لتنفيذ هذه الدعوة التي رحبت بها كل الأطراف المقاوِمة والمسانِدة للمقاومة. وأكتفي بهذا القدر في جوابي على هذا السؤال.

 

أما عن سؤال حول ما قلته من قناة البابلية عن وجود مكتب للعلاقات الخارجية في حزب البعث يقوم بدور وزارة الخارجية، والسؤال : الى أي مدى وصل عمل هذا المكتب؟

 

أقول، الآن نجحنا في إعادة علاقاتنا مع الكثير من الدول العربية والأجنبية. وهذا أمر مهم لأن بناء العلاقات هو جزء من متطلبات التحرير وما بعد التحرير. الأنظمة العربية ودول العالم ، حينما تمّ غزو العراق وأسقط النظام الوطني، انتهت صلاتهم بالبعث ولكن الحزب عاد بعد فترة قصيرة لأجل بناء الجسور مع الأنظمة العربية وغير العربية وذهبت وفود كثيرة من الحزب و زارت أقطار عربية وأجنبية من أجل أعادة بناء الجسور وتمّ انجاز الكثير ممّا يفرح القلب في هذا المجال. وبالنظر لرغبة بعض الأطراف عدم الإعلان عن هذا، فنحن تجنبنا الحديث عن هذه الاتصالات خصوصا وأنّ من رجانا أن لا نعلن عنها، يعتقد أن الاتصال بالبعث وهو خارج السلطة قد يعدّ نقطة نقد من قبل الولايات المتحدة وغير الولايات المتحدة لهذه الدول وتلك الحكومات. وأريد طمأنة أخي خلدون بأن مكتب العلاقات الخارجية يعمل كوزارة خارجية للعراق الحالي.

 

أنتقل الآن الى "  Iraq4ever  "

كيف تكون الصورة بعد التحرير؟ العراق دمرته الأحقاد ومُزّق نسيجه .

 

هذا سؤال مهم أخي" Iraq4ever  " ولذلك ومن أجل إزالة الهواجس التي طرحتها في سؤالك نركز الآن على الضرورة القصوى للوحدة الوطنية العراقية منذ الآن بما فيها وحدة فصائل المقاومة والقتال ببندقية واحدة والتحدث بصوت واحد والتفاوض بلغة واحدة. الهدف من ذلك هو أن يتجنب عراق ما بعد التحرير أي صراع داخلي بين القوى الوطنية وأن تنصرف جميع جهود القوى الوطنية من أجل إعادة بناء العراق ومعالجة الجروح العميقة التي حدثت للعراق.

 

نعم هناك جروح نفسية عميقة ولكنها لحسن الحظ، لن تؤدي الى بروز قناعة بأن عراقيين آخرين عاديين قد تسببوا فيها. كانت المؤامرة تقوم على إقناع العراقيين بأنهم طوائف وأعراق وأن الطائفة " أ " تريد قتل الطائفة " ب " وأن الطائفة " ب " تريد قتل الطائفة " أ " ، وأن الإثنية " أ " تريد قتل الإثنية " ب " والعكس، هذا كان مخطط الاستعمار الأمريكي والاستعمار الإيراني في العراق ولكن كل المحاولات التي بذلت، وهي محاولات كارثية آخرها ما جرى يوم الأربعاء قبل الماضي، كانت تستهدف جعل مشاعر العراقيين عقدا انتقامية من العراقي الآخر. ولكن وعي شعبنا وأصالة شعبنا والجذر الواحد لشعبنا ، على اعتبار أن الطائفة والدين لاحق للهوية القومية. أنا عربي منذ آلاف السّـنين قبل ظهور المسيحية واليهودية والإسلام وجاءت اليهودية والمسيحية والإسلام بعد كينونتي كعربي، بعد هويتي كعربي وأضيفت هوية جديدة لي ، هوية دينية ، أما الهوية الطائفية فهي أحدث من الهوية الدينية ، لاحقة على الهوية الدينية ، وهي فرع من الدين. لذلك فإن الأصل بالنسبة للعراقيين هو الانتماء القومي.

 

أضرب لكم مثلا على ذلك، خذوا قبيلة شمّر وقبيلة الجبور مثلا ، قبيلة الزبيدات ، قبيلة الجنابات... هذه القبائل وغيرها قبائل عربية دون أدنى شك لكنكم تجدون فيها الشيعي والسنّي . هناك شيعي شمري، وسنّي شمري ، هناك جبوري شيعي وجبوري سنّي ، هناك جنابي شيعي وجنابي سنّي ، هؤلاء جميعا أولاد عم ، أبناء عائلة واحدة ، أبناء قبيلة واحدة ، ينتمون إلى هوية واحدة . إذا في العراق ومهما كانت الطائفية قوية ومهما كانت الديانات قوية فإن الأقوى منها هو الرابطة الوطنية والقومية ، هو الانتماء القبلي العروبي . هذا هو الذي جعل العراق يتغلب على الفتن الدموية التي أثيرت . ولذلك نقول بأن الجروح التي حصلت للعراقيين لم تكن من فعل طائفة معينة ضدّ طائفة أخرى وإنما من فعل عصابات إجرامية استخدمها الاحتلال الأمريكي والاحتلال الإيراني والصهاينة من أجل خلق الفتن وإشعال الحروب بين العراقيين وتوريث الأحقاد وخلق الثارات التاريخية بين العراقيين. ولكن هذا خطأ ، اسألوا أي عائلة عراقية من الجنوب ومن الوسط ومن الشمال عَنْ مَنْ قتل وذبح واغتصب ؟ سيكون الجواب : عملاء الاحتلال . والعملاء موجودون في كل الطوائف وفي كل الأديان وفي كل القوميات . لا يوجد شعب كردي خائن ، هناك أكراد خونة ، لا يوجد شعب عربي خائن هناك عرب خائنون ، لا توجد شيعة خائنة هناك شيعة خونة ، لا توجد سُنّة خائنة هناك سُنّة خونة ، نعم وليس كل السنّة خونة . الخيانة في كل مكان ، في كل طائفة ، في كل قومية ، في كل جماعة . لذلك علينا أن نركز على هذه المسألة : التمييز بين الشعب ، التمييز بين الطوائف وبين الخونة والجواسيس الذين باسمها قاموا بهذه الجرائم . محاسبة الشعب يجب أن تنصب على هؤلاء الخونة والجواسيس من كافة الطوائف وكافة الأديان وكافة القوميات ، ومن يحاسِب هو الشعب العراقي بكافة مكوناته . العراقي الآن يتمتع بوعي عميق لدى شعبه العظيم بأن ما جرى هو من فعل

الخونة والجواسيس والعملاء ، لذلك فإن معالجة هذه الجروح أهون.

 

نعم خسارتنا فادحة وكبيرة ومؤذية ولكن المستقبل لنا ، وشعبنا الذي واجه هذه الكوارث سيأتي هذه المرة بعد التحرير بروح أقوى وطنية وأقوى عروبة وأقوى التزاما بالعراق الواحد العظيم من أجل إعادة بنائه وإعادة الحقوق لأصحابها . كل العراقيين لهم حقوق : الشهداء لهم حقوق وأهل الشهداء لهم حقوق والأسرى لهم حقوق ومن تعرض للتعذيب له حقوق ومن فقد بيته له حق ومن قتل أو عُذب واعتقل له حقوق ، هذه الحقوق سوف تؤخذ بالقوة إن شاء الله ، من قبل الثورة وقيادة الثورة المسلحة بعد التحرير بعون الله .

 

أما البناء المادي فنطمئن الأخ " Iraq4ever  " بأن العراق خلال أقل من خمسة سنوات سيعود عمرانه أفضل مما كان ، ستعمر خطوط المواصلات والاتصالات ، ستبنى المؤسسات ، ستعاد بناء الحدائق ، سيعاد بناء المؤسسات الخدمية بكاملها ، ولن يستغرق هذا الأمر أكثر من خمس سنوات . ستجدون العراق زاهيا مشرقا مُجددا وأفضل مما كان ، لأن العراقي الذي عرف معنى الاحتلال وعاش عذابات الاحتلال سيسوّر هذا العراق الجديد بقلبه وعقله وروحه ومشاعره وماله وأبنائه من أجل حمايته من أي غزو جديد يدمره مجددا. تعلمنا الدرس ، استوعبنا الدرس ، وهو أننا بلا عراق حرّ عزيز سنُذلّ ، سنُشرّد ، سنكون في المهاجر. لا أحد يمدّ يد المساعدة لنا ، لا أحد يعترف بنا ، فقط أبناء العراق وأبناء الأمة العربية الأصلاء يمدون يدهم لنا ، ولكن علينا أولا أن نعيد بناء عراق قوي ، واحد ، مستقر لجميع العراقيين بلا استثناء ، لجميع الأحزاب ، لجميع الكتل ، لجميع المكونات دون استثناء على قاعدة المواطنة العراقية المتساوية .

 

أنتقل الآن الى سؤال تكرر حول تخصيص نسبة 5 في المائة من إيرادات النفط لخزينة الحزب.

هذه أول مرة أسمع بهذا الموضوع، لم أسمع سابقا بأن هناك 5 % من موارد النفط تذهب الى خزينة الحزب أو للحزب، هذا غير صحيح ، ولو كان كذلك لكنا الآن في خير، لكان لدينا عدة فضائيات، لو كانت لدينا أموال لكنا قد حسمنا أمر الصراع على الأقل في عام 2005 ، ولكننا أفقر المقاتلين في العالم . البعثيون الآن هم الأفقر، أفقر مقاومة في التاريخ . فصائل المقاومة الأخرى الأصغر منا بكثير في العراق أغنى منا بكثير، لكننا الفصيل الرئيسي الأكثر فقرا بين الآخرين لأن الأموال لا توجد لدينا ولم نفكر بأن العراق سيأتي يوم سيكون محتلا وهذا خطأ كبير طبعا، ولكن اعتزازنا بالعراق وثقتنا بالعراق كانت أكبر من أن تجعلنا نفكر في يوم أسود يتم فيه احتلال العراق، ولذلك لم يتحوّط الحزب ماليّا ، وما تمّ بعد الغزو من أموال محددة وزعها الرفيق الشهيد سيد شهداء العصر صدام حسين على أقرب الناس إليه آن ذاك وضاعت أمر آخر سوف يتم الحديث عنه في المستقبل وسوف يحاسب من استلم وخان الأمانات التي سلمت له.

 

السؤال الآخر والأخير على ما أعتقد هو : ما هو المطلوب من العرب وغير العرب لأجل كسر الحصار على العراق ؟ وما هو دور العرب في دعم شعب العراق في محنته الحالية ؟

 

نحن نقول بأن كارثتنا هي وجود أنظمة عربية تتراوح ما بين العميلة التي ساهمت في غزو وتدمير العراق وأنظمة غير عميلة ولكنها غير قادرة على مواجهة أمريكا والصهيونية وإيران. من هنا جاء اعتماد المقاومة العراقية عل النفس قبل كل شيء، وعلى دعم الجماهير العربية الذي لم نشك لحظة واحدة في انه عظيم وكبير ومهم. بالنسبة لنا الجماهير العربية دعمتنا بمشاعرها وبمواقفها ورأينا الآلاف يخرجون للتظاهر، ليس العرب فقط وإنما كل الشعوب الحرة خرجت بملايينها لتقف الى جانب العراق. ولكن كما تعلمون فإن القوة الباغية لها دور أيضا، ولها تأثير أيضا، وهذا التأثير تجلى في القمع والمنع الذي أدّى الى سجن الآلاف وردع الآلاف وتعذيب الآلاف وتهديد الملايين، لذلك لم تتلق المقاومة العراقية الدعم المطلوب حتى من الجماهير العربية على المستوى المادي وإن كنا تلقينا الدعم المعنوي وهو الدعم المطلوب في الوقت الحاضر .

 

ما نريده الآن هو أن يقف أبناء الشعب العربي، المثقفون، القادة، قادة الفكر، قادة الأحزاب، قادة المنظمات، ومن يستطيع من الأنظمة العربية، الوقوف الى جانب المقاومة العراقية ودعم المقاومة العراقية بكافة فصائلها وليس بصورة استثنائية وانتقائية، من أجل التعجيل بتحرير العراق. نقول للجميع شعبا عربيا من موريتانيا الى عُمان، بأن مصلحة العرب، شعبا وأنظمة، تكمن في تحرير العراق. فقط بوجود عراق قوي حر ومستقل نحمي عروبة الأقطار العربية ونمنع الشرذمة، نمنع الفتن الطائفية، نمنع الانقلابات التي تقوم بها الآن الولايات المتحدة الأمريكية وليس ضباط عسكر عرب. انتهى كما قلت بالأمس زمن الانقلابات العسكرية، ومن يتوقع قيام انقلاب عسكري في أي قطر عربي بعيدا عن الولايات المتحدة مخطئ . أي تغيير الآن في أي قطر عربي سيكون بقرار أمريكي بأدوات أمريكية. ومن ثمّة لن يكون عملية تغيير لنظام فاسد عميل بنظام وطني بل سيأتينا أحمد جلبي آخر في مصر وأحمد جلبي آخر في سوريا وأحمد جلبي آخر في السعودية وأحمد جلبي آخر في الجزائر، لا سمح الله. أقول لا سمح الله لأن الأنظمة الحالية أفضل من أحمد الجلبي بكثير. الأنظمة الحالية رغم كل خنوعها ورضوخها وتعاونها، مضطرة، مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وإيران، لا تستطيع أن تغير الواقع الراهن، الواقع الشعبي العام، لا تستطيع أن تغير الهوية الوطنية والقومية لأقطارها، أي أن الصراع الآن هو صراع هوية إذا جاء الاحتلال الأمريكي بأحمد جلبي آخر في السعودية مثلا فسوف يقسم السعودية الى 3 أو 4 دويلات ، وإذا جاء أحمد جلبي الى مصر سيقسم مصر الى عرب وفراعنة كما يقولون بين الأقباط والمسلمين، وسيقسم لبنان الى 7 دويلات وسوريا الى 5 دويلات والجزائر والمغرب وتونس الى دويلات بربر وعرب وغير ذلك. هذا المخطط الصهيوني الأمريكي الإيراني ينفذ الآن تحت غطاء تغيير الأنظمة العربية وهو لذلك ليس مثل مرحلة الانقلابات العسكرية. من هنا نقول بأن المطلوب من الجماهير العربية أن تعي وأن تدرك بأن التهديد لا يتجه فقط للجماهير، التهديد يتجه للأنظمة العربية أيضا . خذوا مثلا الكيان الوطني الأردني بعد غزو العراق يواجه تهديدات لم تكن موجودة في السابق، يواجه التهديد الإيراني من جهة ، وهو تهديد لم يكن موجودا حين كان العراق سدا عاليا يمنع وصول ايران عبر العراق الى الأردن، الآن هناك وجود لإيران داخل الأردن، وجود تخريبي طبعا، بالمقابل الكيان الصهيوني يصعـّد حملاته من أجل تنفيذ مشروع شارون أو الوطن البديل في الأردن، يريد أن يحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وهذا أمر واضح الآن، وهذا الأمر ينطبق على السعودية وسوريا ومصر وغيرها.

 

لذلك المطلوب الآن والواجب الوطني الآن، على كل عربي، الحفاظ على الكيان الوطني في قطره، الحفاظ على الهوية العربية ومنع التقسيم "بسايكس بيكو" ثانية أي تقسيم الأقطار العربية الحالية على أسس عرقية وطائفية. نحن البعثيون نفتخر بأننا نرفع شعار العروبة أولاً أي المحافظة على الكيانات العربية بغض النظر عن من يحكم هذه الكيانات، الأنظمة تزول والأقطار باقية، الأنظمة تذهب ويأتي غيرها سيّئة أو جيّدة ، ولكن الجماهير باقيةوالهوية العربية باقية ، وهذا ما يجب أن نفعله ، وأما إذا جاء أحمد الجلبي ليحكم في الأقطار العربية فإن الهوية العربية هيّ المهددة ، وهذا ما رأيناه في العراق حينما جاء أحمد الجلبي ، وحينما أقول أحمد الجلبي أقصد الرمز الذي يمثله أحمد الجلبي أي المؤامرة الأمريكية الصهيونية الإيرانية لتفتيت الأقطار العربية على أسس عرقية وطائفية . إن نظام الكونفدرالية في العراق وليس الفدرالية ،كما قد يضن البعض، القائم على المحاصصة الطائفية العرقية ، هو النموذج الذي يقدمه أحمد الجلبي لنا في مصر وفي السعودية وفي الجزائر وغيرها ، أحمد الجلبي هو الخطر الرئيسي الآن في الأقطار العربية ، وعلينا أن نحارب صورة أحمد الجلبي، النموذج الذي يمثله أحمد الجلبي ، لا أن ندخل في صراع مع أطراف يستهدفها أحمد الجلبي في الأقطار العربية باسم تغيير الأنظمة العربية. هذا هو الموقف الوطني والقومي ، وما نرجوه من المثقفين والمفكرين العرب هو الوقوف الى جانب المقاومة العراقية . الحسم في الوطن العربي بكامله يبدأ بالعراق ، لا حسم في فلسطين إلا بحسم الصراع في العراق . المعركة الأكبر تدور الآن في العراق . اسألوا أنفسكم أين تـزُجّ أمريكا قواتها الأكبر وتكنولوجياتها الأعظم وأموالها الأكثر؟ في أي بلد ؟ أين تزج استخباراتها بقدراتها الفائقة ؟ في أي بلد ؟ في أي مكان ؟ في أي ساحة ؟ الساحة العراقية هي التي تشهد وجود الحشد الأكبر من القوات : هناك نصف مليون مقاتل ، ربع مليون أمريكي وحليف أمريكي وربع مليون عراقي عميل يقاتلون في العراق من أجل تقسيم العراق تحت القيادة الأمريكية. كل السلاح الضارب للولايات المتحدة يُزَجّ في العراق. أمريكا التي تـُعَد درع الكيان الصهيوني تقاتل في العراق ، فإذا دُمر هذا الدرع في العراق فسوف ينكشف الكيان الصهيوني ويصبح الصراع معه سهلا هيِّنا يمكن كسبه بسهولة من قبلنا . لذلك فإن كسر الحلقة الأقوى في سلسلة القوى المعادية – وليس الأضعف – هو الذي يفتح أمامنا طريق المستقبل ، والحلقة الأقوى في سلسلة القوى المعادية هي هزيمة الولايات المتحدة في العراق . تخيلوا لو هزمت أمريكا في العراق ماذا سيحصل للكيان الصهيوني ؟ ماذا سيحصل للأنظمة العربية التي تعتمد على أمريكا ؟

 

أدعوكم للتفكير و التأمل وتخيل ما سيحصل ، كذلك ندعوكم الى وضع الجهد الرئيسي لكم في دعم المقاومة العراقية ، الدفاع على المقاومة العراقية ضد محاولات التشويه، الدفاع عن القوى الوطنية العراقية التي تتعرض للحملات الظالمة هنا وهناك وكشف من يقومون بها، كشف أولئك الذين يتسترون بشعارات وطنية ولكنهم يقومون بالتخريب ويقومون بالدسّ ويقومون بإثارة الفتن .

 

هذه مرحلة حاسمة ، لن تغفر لنا الأجيال القادمة إذا تقاعسنا ، وإذا قصّرنا ، وإذا أسأنا الفهم . نعم أدعوكم لدعم المقاومة العراقية ، فالمفتاح ، مفتاح حرية الأمة من موريتانيا إلى عُمان هو العراق ، استعملوا مفتاح العراق ، استعملوه بقوة أيها الإخوة أيتها الأخوات العرب من أجل أن ننقذ الأمة بكاملها انطلاقا من إنقاذ العراق . وشكرا .

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية للأستاذ صلاح المختار. سؤال من إذاعة الرافدين وشبكة الرافدين الإخبارية .

 

أستاذنا الفاضل، في خطاب الرفيق أبو أحمد حرّم قتل العراقيين ، وهذا لا يختلف عليه أحد، ولكن أستاذنا الفاضل هناك قوة في الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية أنشأت بقرار من قوى استولت على السلطة وكلنا يعرف أن هذه القوى استولت بمساعدة المحتل. هل مواجهة هؤلاء محرم؟ وكلنا يعرف أن الثورات في التاريخ تعرضت شعوبها لكثير من الخسائر الكبيرة وذلك بمساعدة أدوات المحتل والقوى التي كانت تساعد المستعمر، فكلنا يعرف أن الثورة الفرنسية أنشأت محاكم ميدانية، وكلنا يعرف أن الثورة الجزائرية أيضا كانت تعاني من تعامل بعض النفوس الضعيفة مع المحتل الفرنسي ونعرف كم قدمت الثورة الجزائرية من شهداء وأيضا المقاومة في لبنان، قدم الكثير من أهلها في جنوب لبنان الشهداء وذلك نتيجة تعامل بعض النفوس الضعيفة أيضا مع الكيان الصهيوني وأيضا في فلسطين الحبيبة، وكلنا يعرف أن كثيرا من الاغتيالات التي حصلت كانت بمساعدة البعض من ضعاف النفوس من بعض الإخوة في فلسطين، لنكن صريحين أستاذنا العزيز في هذه المسألة. هل عدم التوجه الى هذه القوى بمختلف عناوينها ان كانت شرطة او جيش او قوى أمنية ناتجة عن وضع اجتماعي او اقتصادي يعاني منه أهلنا في العراق في هذه الظروف الصعبة والتي لا يمكن او لا يقوى أي طرف على إعطائهم البديل وكلنا يعرف النتائج الوخيمة والمترتبة على تعامل هذه القوى بعد انسحاب القوات الغازية بشكل جدي الى قواعد خارج المدن –وشكرا.

 

- أولا تحياتي الى الرفيق ابن العروبة وتحية خاصة الى شبكة الرافدين المناضلة التي لعبت وتلعب دورا متميزا في نضال شعبنا العراقي وشعبنا العربي بصفة عامة.

 

بالنسبة للشرطة ومن انتمى الى الجيش هناك تمييز واضح في موقف الحزب بل وموقف فصائل المقاومة جميعها دون استثناء وليس حزب البعث والقيادة العليا للجهاد والتحرير، تمييزا كاملا بين من اضطر الى الالتحاق بالشرطة والجيش العميل والحرس الوطني العميل والصحوات أيضا وبين من اختار هذا الموقف. انتم تعلمون بان ضباط الشرطة وضباط الجيش الذين سرحوا بعد حل الجيش والشرطة بعد الغزو أصبحوا بلا مورد، جاعوا وجاعت عوائلهم كثيرا واضطر بعضهم للعودة الى الجيش والى الشرطة. من هنا فان التمييز هو في دور هؤلاء: من يهاجم المقاومة ويستفز المقاومة منهم هؤلاء يجب ان يرد عليهم بالهجوم، اما من لا يساهم في الهجمات على المقاومة وفي أعمال الشرطة والجيش الإجرامية ضد الشعب والمقاومة فيجب عدم مهاجمته هذا هو الموقف الثابت أي ان المعيار هو دور كل شرطي وكل جندي وكل ضابط في الأجهزة الجديدة في ظل الاحتلال دوره الفعلي وموقفه الفعلي من المقاومة وليس مجرد انتمائه الى هذا الجهاز او ذاك.

 

هناك أسباب أخرى غير هذا السبب العملي وهو ان المجتمع العراقي مجتمع العائلة فيه قوية والعشيرة فيه قوية وحينما يقتل فرد لا يبقى الموضوع عائلة بل يصبح موضوع عشيرة وموضوع مجموعة كبيرة من الناس، ومن اجل غلق أبواب الانشقاقات بين العراقيين من الضروري عدم استهداف جميع قوات الشرطة والجيش العاملة تحت ظل الاحتلال وإنما استهداف فقط من يقوم بأعمال إجرامية ضد المقاومة العراقية الباسلة وبذلك يمكن تجنب مشاكل معقدة كثيرا قد تنجم عن استهداف جميع أفراد الشرطة وجميع أفراد الجيش الجديد. كما قلت، هذا الموقف لا يقتصر على حزب البعث وإنما هو موقف الجميع وموقف كافة فصائل المقاومة دون أي استثناء.

 

هناك سؤال من الأخ مراد : كيف نقوي فكر البعث ؟ وما هو دورنا في الداخل لاسترجاع قوة البعث ؟

السؤال ضعيف أخي مراد ، اسمح لي أن أقول ذلك ، ضعيف لأن دور الحزب في الداخل هو الدور الأقوى ، الدور الطليعي ، مقارنة بباقي القوى السياسية العراقية ، أما إذا كنت تقصد أن الطموح كبير فنعم أنا معك يجب أن نقوّي الحزب في الدّاخل نضاليا وفكريا في البعث أي عدم الخروج عن الفكر البعثي المثبت في كتابات القائد المؤسس المرحوم أحمد ميشال عفلق وغيره وإضافات القائد الشهيد سيد شهداء العصر صدام حسين التي أكملت ما طرحه الرفيق القائد المؤسس، التمسك بهذا الفكر ونشره ومناقشته الآن هو واجب كل بعثي بل واجب كل قومي عربي لأن فكر البعث هو فكر القوميين العرب عموما ، وفي الداخل استرجاع دور الحزب كما نريده نحن يتعلق ويرتبط بقدرة كل بعثي على أن يبذل أقصى ما لديه من أجل تجسيد فكر الحزب ومبادئ الحزب في سلوكه وفي مواقفه خصوصا التقيد بالانضباط الحزبي وعدم الانجرار إلى مهاترات ومشاكل جانبية . وفي هذا الإطار لا بد أن أشير إلى أن أفضل ما يعزز الحزب وقوة الحزب ودور الحزب هو تصعيد الكفاح المسلح وتوسيع نطاق مشاركة الحزب في المقاومة المسلحة أكثر من الآن وأفضل من الآن .

 

الأخ أبو الغيرة : هل هناك محاولات أمريكية للتفاوض مع البعث والمقاومة ؟

نعم هناك محاولات ، ولكن هل توجد مفاوضات الآن ؟ الآن أقول كلاّ لا توجد مفاوضات . حاولت الولايات المتحدة الأمريكية الاتصال ، وقامت بالإتصال بالكثير من الجماعات والأفراد من شيوخ عشائر ورجال دين وحتى محسوبين على المقاومة ، وبعض البعثيين غير المخولين، ولكن لم تحصل مفاوضات . هناك فرق بين الاتصال وبين التفاوض . البعث يرفض التفاوض ، ورَفْضُ التفاوض يعود إلى شرط بعثي مُعلن وهو أن التفاوض يجب أن يتم على تنفيذ شروط المقاومة وليس لوضع الشروط أي أن الجلوس مع الأمريكان للتفاوض حول الوضع العراقي يجب أن يقوم على قبول أمريكا شروط المقاومة وفي مقدمتها الإنسحاب الكامل وغير المشروط أولا وقبل كل شيء وتعويض العراق والعراقيين وإلغاء كافة القوانين التي صدرت بعد الاحتلال خصوصا قوانين حل الجيش والأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة عند ذلك يمكن للمقاومة والبعث الدخول في التفاوض. قبل ذلك لا تفاوض بين البعث والمقاومة من جهة وقوات الإحتلال الأمريكي من جهة أخرى .

 

سؤال الأخ كفر كلاّ :  ما هي قراءة تطوع القاعدة في إعلان بيان بتحمل مسؤولية تفجيرات يوم الأربعاء 19/08/2009 .

 

إذا صحّ أن هذا البيان صدر عن القاعدة فإن ذلك يعني أن من أصدر هذا البيان يشارك في مؤامرة إثبات ما فشلت الولايات المتحدة في إثباته وهو وجود علاقة بين البعث والقاعدة والتي استخدمت لتبرير غزو العراق وثبت فيما بعد أنها كاذبة . الآن ايران تفتح هذا الملف باتهام البعث دائما بأنه هو والقاعدة وراء العمليات التي تجري ضد المدنيين في العراق وحينما حصلت كارثة يوم الأربعاء 19/08  كان مفروضا أن يدرس هذا الأمر بدقة قبل إصدار أي بيان لأن إصدار بيان بعد اتهام المالكي والحكومة العميلة للبعث والقاعدة للقيام بالعملية ، صدور بيان من القاعدة بأنها تتحمل المسؤولية وعَرض شخص تعرّض للتعذيب واعترف بأن البعث قد قام بالعملية يعيدنا إلى المربع الأول وهو محاولة الإحتلال وعملاء الإحتلال إثبات وجود صلة بين البعث والقاعدة وهو أمر يمنح الإحتلال الشرعية ويقوّي الإحتلال داخل الإدارة الأمريكية ويغيب الدور الإيراني ويرم الناس أن تعرف أنّ من قام بجريمة يوم الأربعاء هو ايران بالذات وليس غيرها ، ايران ، القوى التابعة لإيران ، لأوامر إيرانية ، بأوامر من علي خامئني بالذات ، هم من قاموا بتلك التفجيرات ، إذن على القاعدة أن تحدد هل أن هذا البيان صدر عنها فعلا أو لا ؟ لأنه بيان خطير ويقدم استنتاجات ويقدم أفكارا كبيرة لا تخدم القاعدة بأي شكل من الأشكال .

 

السؤال الآخر حول رأي القيادة في مؤامرات استقطاع الشمال وتكوين دولة كردية .

 رأي الحزب واضح، لم يتغير . بالأمس أجبت على هذا السؤال واليوم أكرر : المجال الوحيد لحل المشكلة الكردية هو الحكم الذاتي والعودة الى تطبيق بيان 11 آذار مع وجود إمكانية لتحسينه من خلال الحوار بين ممثلي الشعب الكردي الحقيقيين والسلطة الوطنية الجديدة التي ستـَستلِم الحكم بعد تحرير العراق . لا مجال للانفصال من جهة ولا مجال لإنكار أن الشعب الكردي ينتمي إلى قومية مستقلة وقائمة بذاتها هي القومية الكردية الشقيقة. الاعتراف بالقومية الكردية وتبني الحكم الذاتي هما سكة القطار الذي يمشي القطار العراقي فوقها ولا يخرج عنهما على الإطلاق ، لذلك نحن متمسكون بالحكم الذاتي وبإعادة الحكم الذاتي حالما يتحرر العراق .

 

هناك سؤال : هل هناك دبلوماسية بديلة ؟

الدبلوماسية التي اتبعتها المقاومة منذ الغزو لحد الآن هي الحديث بلغة البندقية ، لغة المقاومة ، لأن الاحتلال لا يمكن الحديث معه بلغة دبلوماسية وبعد أن تتحدث البندقية يأتي الذراع الدبلوماسي للإسناد البندقية وهو ما نقوم به منذ سنوات طويلة من خلال اتصالاتنا بالرأي العام العربي والدولي وتحشيده خلف المقاومة العراقية . وقدر تعلق الأمر بالمبادئ ، لا يوجد تراجع عن المبادئ القومية والوطنية والاشتراكية التي تبناها البعث منذ البداية بل على العكس إن مرحلة انهيار الإتحاد السوفيتي أكدت صواب مبادئ البعث وليس العكس . لذلك لا مجال عندنا للّبرالية أو الليبرالية الجديدة بأي شكل من الأشكال . الليبرالية الجديدة هي السمّ الزّعاف ،هي الإيدز الذي تستخدمه أمريكا لتقسيم الأقطار العربية . نحن مجتمعات مختلفة كلّيا عن المجتمعات الغربية ؛ الليبرالية نتاج مجتمعات صناعية متقدمة و متطورة غابت فيها القبيلة و العائلة و أصبحت المواطنة هي القوة الوحيدة المؤثرة في قرارات المواطن ،أما لدينا فلازال المواطن يتعرض لمؤثرات ما قبل الأمة و ما قبل الوطنية . و حينما نقيم نظاما ليبراليا كأنما نعطي لطفل عمره سنتين مسدسا و نطلب منه استخدامه . الليبرالية؛ السمّ الزعاف الذي يؤدي الى التقسيم و الشرذمة : أنظروا الى العراق ماذا جرى فيه بعد الغزو تحت لافتة الديمقراطية الليبرالية . الليبرالية لا تفيدنا ، نحن نلتزم بالديمقراطية الشعبية و التي تختلف جذريا عن الليبرالية ،و هذا الموقف لا زلنا متمسكين به و زادت تجربة الاحتلال من ثقتنا و قناعتنا به .

 

سؤال الأخ عبد الكريم : هل هناك لقاءات مع القوى الناصرية ؟

 

نحن نعتقد بأن البعث و الناصرية وجهان لعملة واحدة ؛ فرعان في شجرة واحدة هي شجرة العروبة و القومية العربية و الاختلافات بسيطة و ثانوية فيما بيننا . أما إذا كانت الصراعات السابقة عائقا أمام الوحدة و التنسيق بين البعثيين و الناصريين فهذا خطأ كبير . وكتبت مقالتي " رأي بعثي في التجربة الناصرية " منطلقا من قناعة البعثيين بأن من الضرورة توحد التيار القومي بكافة مكوناته خصوصا البعثيين و الناصريين . و نحن نعمل من أجل هذا الهدف النبيل و على الأخوة الناصريين أن يسيروا في هذا الاتجاه لأنّ الخيار الوحيد أمام هذه الأمة هو أن يتولى التيار القومي مسؤولية القيادة والنضال ضدّ الاحتلالات كافة بعد أن سقطت الخيارات الأخرى في الاختبار و تجربة الاختبار .

 

هناك سؤال حول موضوع المتحدث باسم الطريقة النقشبندية و الذي طرحه الرفيق المناضل

أنا لم أسمع هذا التصريح و مع ذلك أقول و أرجو الانتباه لما أقول ؛ ان ترويج قصة أن الرئيس القائد صدام حسين لم يستشهد تسيء الى الرئيس صدام حسين ؛ هي محاولة للانقضاض وتمزيق الصورة الفريدة و الاستثنائية و النادرة في تاريخ البشرية التي قدمها استشهاد القائد صدام حسين . هذا الاستشهاد في حدّ ذاته هو مفخرة للأمة العربية بكاملها ، و من يتحدث عن وجود الرئيس صدام حسين فكأنما يطعن في هذه البطولة ، كأنما يريد أن يقول أن صدام حسين قد مثل دور الشخص الذي أعدم ، أو أن هناك شخصا آخر بديلا عنه مثل دوره؛ و في الحالتين في ذلك إساءة كبرى للرئيس صدام حسين .

 

أقول لكم من خلال معرفتي الشخصية بالرئيس الشهيد بأنه هو من استشهد و ليس غيره وما عدا هذا فهو إشاعات و ربما رغبات قلبية ؛ هناك رغبات صادقة و شريفة و نزيهة لدى ملايين الناس ،و أنا أعرف امرأة وطنية مصرية ماتت لأنها كانت تعتقد في أن من أعدم هو بديل الرئيس ، و حينما تأكدت من أنه هو الرئيس ماتت صباح اليوم التالي ، وهذه نعُدّها شهيدة من شهداء الأمة العربية واسمها الكاتبة المصرية ماجدة حسين و أنا أعرفها شخصيّا و ناقشتني في القاهرة حول هذا الموضوع بالذات ؛ هل الرئيس ما زال طليقا قبل إعدامه أم أن الأسير هو شخص آخر. أرجو أن نتخلص من هذا الموضوع لأنه يخدرنا عن النضال ويعطل نضالنا بالإضافة الى تشويه صورة القائد الشهيد صدام حسين الذي قدم للأمة الصورة الأعظم في تاريخها للبطولة و التمسك بالمبادئ و القيم .

 

هناك من يسألني رأينا في تنظيم الكادر .

 

نحن نقول بأن كل القوى الوطنية لديها صلة معنا . ولدينا صلة بتنظيمين شيوعيين وطنيين هما اتحاد الشعب و اللجنة القيادية و من يريد من الشيوعيين أن ينظم عليه أن يتقيد بالخط الوطني تقيدا تاما و أن يلتزم بأخلاقيات الخط الوطني تقيدا تاما، و أن يبتعد عن الانحطاط الأخلاقي و عن التجريح و عن الشتم الوضيع و عن الكذب و التلفيق ، لأن السقوط الوطني يبدأ بالسقوط الأخلاقي . من يسقط أخلاقيا بتلفيق الأكاذيب لا بدّ أن يسقط وطنيا و نحن نترفع على الردّ على هؤلاء الذين يلفقون الأكاذيب الوضيعة التي تعبر عن وضاعتهم . هذا هو ردنا وهذا هو موقفنا و لن نرد على أحد من هؤلاء و لن نعطيهم فرصة للتسلق على ظهورنا .

 

السلام عليكم ، تحياتي ، عاشت المقاومة العراقية ، تحياتي الى الأستاذ العزيز سفير المقاومة العراقية الأستاذ صلاح المختار تحياتي الى كل الإخوة والأخوات الموجودين، أستاذ صلاح المختار،

 

عندي سؤال ؛ تحياتي عمّو: هناك اعتداء على البعثيين يتزامن مع بعض الحركات و المواقف في داخل العراق هذا الاعتداء موجه من كل الأطراف مع الأسف أقول بكل صراحة أستاذ صلاح المختار النقابات الأحزاب العربية في داخل الوطن العربي أيضا تتزامن مع بعض الأحداث في داخل العراق توجه الاعتداءات . إحنا عندنا مبادئنا و ما نقدر نتغير أو نغير مبادئنا ، عندنا ثوابت . أستاذ صلاح المختار

 

حزب البعث العربي الاشتراكي حزب لديه رجال و مفكرون و مثقفون قائدين للمقاومة العراقية في داخل العراق و خارج العراق ، فيه كتاب وطنيين داعمين للمقاومة العراقية ، لماذا هؤلاء الكتاب العرب لما ينتمون الى حزب شال هموم الأمة على أكتافه لا ينظمون داخل بلادهم بعض الندوات ، نحن نعرف أن آخر جريمة وقعت على أهلنا في العراق هي يوم الأربعاء الأسود أُتهم فيها حزب البعث العربي الاشتراكي و أن الاتهام كان موجها الى جهة معينة و أنت تعرف طبعا لا أريد أن أسميها ..

 

أريد منك جوابا أستاذ صلاح المختار إحنا وصلنا الى نقطة على الكتّاب العرب الذين ينتمون الى حزب البعث العربي الاشتراكي في قطر السودان و في قطر اليمن و في قطر الجزائر وفي قطر ليبيا و في قطر لبنان أن يقفوا مرفوعي الرأس وهم ينتمون الى حزب يحمل هموم الأمة العربية . أيضا فيه موقف ثان أستاذ صلاح المختار، هناك كثير من المهاترات يتعرض لها البعث و يتعالى عليها البعثيون .. من خلال الإنترنت من خلال بعض الناس أنت ذكرت أسمائهم أو ينتمون الى جهة معينة إحنا عندنا قابلية أن نرد عليهم لكن دائما نتبع ما تنشره المقاومة العراقية ، و ينشره حزب البعث العربي الاشتراكي، و نتعالى على هذه المهاترات.

 

أستاذ صلاح العراق أصبح قاب قوسين أو أدنى ان شاء الله من التحرير بعد إعلان أمريكا عن انسحابها عام 2011 إحنا عندنا قابلية و عندنا إمكانية ان نجيبهم أنا سمعتك قبل قليل تقول تعالوا على هذه المواقف و بالتأني   دائما تكتب لنا وتوجهنا أنت تعد الأب الروحي للجميع   لكل إنسان يدافع عن المقاومة العراقية ، أنت سفير المقاومة العراقية . تحياتي لك عمي ولكل الإخوة.

 

 

شكرا جزيلا لكم و لكل من ساهم بتوجيه الأسئلة . 

أود ان أشير الى أنني لم أستمع إلا الى تعليق جيفارا و بعض تعليق الأخ علاء الشمّري و الأخ عبد الكريم .

بالنسبة للأخ عبد الكريم الموضوع هو العلاقات مع القوى الناصرية :

 

كما قلت ، المعيار الذي سوف يحاسبنا التاريخ عليه هو المساهمة بتأمين الوحدة الوطنية والقوى الوطنية العراقية بصفتها شرط الشروط لحسم الصراع و من يتخلف عن العمل من أجل الوحدة الوطنية سواء كان بعثيا أو ناصريا أو غير ذلك سوف يدان من قبل شعبنا و من قبل أمتنا و يعد مقصرا أو مروجا لعصر الهزيمة و الاستسلام . نعم هناك عناصر انتهازية ولكن المقصود بالوحدة هي بين القوى الوطنية ، حينما نقول قوى وطنية نحن لا نقصد الانتهازيين سواء في الوسط البعثي أو الوسط الناصري أو الوسط الشيوعي أو غيره ، نقصد العناصر الوطنية الصلبة التي واصلت موقفها الوطني ولم تتراجع عنه و لم تمارس أى نوع من أنواع الانتهازية

.

 

جيفارا تحياتي إليك و الى كل العائلة الكريمة و أتمنى لك العافية

سؤال جيفارا : لماذا لا يقوم المثقفون البعثيون العرب الآن بالدفاع عن البعث ، هذا السؤال مشروع و طبيعي و صحيح . هناك ملاحظة أن الكثير من المثقفين البعثيين العرب لا يقومون بالدور المطلوب وطنيا و قوميا و أخلاقيا و هذه ظاهرة سُجلت منذ غزو العراق و حتى الآن و لكن في المقابل يجب أن لا ننسى بأن هناك الكثير من المثقفين البعثيين العرب يلعبون دورا مهما في دعم المقاومة و الثورة المسلحة في العراق بكتاباتهم و مواقفهم . هناك أسماء لامعة لبعثيين و غير بعثيين تبنت و تتبنى موقفا مشرفا من المقاومة العراقية و ان كان دون المستوى المطلوب من حيث عدد الكتاب إذ لا يجوز أن يقتصر الإسهام في دعم الثورة العراقية المسلحة على بضعة كتاب و مثقفين عرب بعثيين و غير بعثيين . و من المؤسف أن أقول بأن الكتاب الذين يدعمون ايران أكثر بكثير بعشرات المرات من أولئك الذين يدعمون المقاومة العراقية و أنتم تعلمون السرّ في ذلك و قد وضّحه أبي الحسن بني صدر أخيرا في مقابلة مع " قناة العربية " حينما قال بأن ايران قد بنت نفوذها و شكلت نفوذها استنادا الى القمح في الداخل و أموال النفط في الخارج  ، و الحليم تكفيه الإشارة .

 

أيضا تطرقت جيفارا الى المهاترات و الشتائم و الأكاذيب التي يتعرض لها مناضلو البعث ، و نحن كما قلت قبلقليل رفضنا و نرفض و سنرفض إعطاء الفرصة لصغار القوم أن يتسلقوا على أكتاف و ظهور كبار القوم .

 

المقاومة العراقية هي المعيار. والمساهمة فيها و دعمها هي المعيار، و العمل من أجل الوحدة الوطنية هو المعيار. ومن يعمل باتجاه آخر يُعد ، عمليا ،و بغض النظر عن النوايا ، جزءا من الاحتياطي المعادي ، جزءا من قوى الثورة المضادة .

 

البعث ، من تسمية قانون اجتثاث البعث و مما جرى للبعث منذ 1991 و حتى الآن ، البعث هو القوة الضاربة الرئيسية التي تقاتل أمريكا منذ عام 1991 و حتى الآن ، هذا شرف كبير للبعث و البعث كان الهدف بعد الغزو و ليس غيره، حينما صدر قانون اجتثاث البعث . و البعث تعرض للشيطنة عن طريق أجهزة الإعلام و حرم البعثيون من الظهور في الفضائيات والصحف و الكتابة في الصحف من أجل إكمال الشيطنة . لذلك فان أبسط واجبات كل وطني غير بعثي عدم المشاركة في شيطنة البعث ،لأن شيطنة البعث تخدم الاحتلال الأمريكي مباشرة و بصورة واعية ؛ هناك مثل عربي يقول " أنا وأخي على ابن عمي و أنا وابن عمي على الغريب " ، حتى هذا المثل لم يلتزم به البعض، يشتم البعثيين ويلفق الأكاذيب على البعثيين و لا يرد أي بعثي ومع ذلك يستمر هؤلاء . لذلك لا مفر من القول بأن هذه الحملة هي جزء من الحملة الاستعمارية ، جزء من حملة الاحتلال من أجل اجتثاث البعث ، و أفضل طريق لاجتثاث البعث هي شيطنة البعث ، أي تلفيق الأكاذيب على البعث وعلى البعثيين و محاولة تصويرهم بغير حالتهم . ونحن في الإعلام و في السيكولوجيا أيضا نعرف بأن قتل أي إشاعة و أي كذبة يقوم على إهمالها وليس الرد عليها ، خصوصا حينما تكون الكذبة مفضوحة وتتناقض مع سيرة البعث و مناضلي البعث . لذلك فان أفضل طريقة للرد على هؤلاء هي ممارسة احتقارهم أولا و عدم الرد عليهم ثانيا بأي شكل من الأشكال ، بذلك نفصل هؤلاء لأنهم أنفار ليس بينهم واحد يعيش داخل القطر و ليس من بينهم واحد لديه صلة بالحركة الوطنية أو بالمقاومة و أغلبهم يحمل الجنسية غير العراقية.

 

وهذا الجواب يكفي في الوقت الحاضر لأننا مصممون على أن نترك هؤلاء على رسلهم يفعلون ما يفعلون

لأنهم يكشفون أنفسهم و يسيئون الى أنفسهم قبل أن يسيئوا الى البعث .

 

الأخ الطائي يسأل هل هناك توجه للمقاومة لإطلاع الجامعة العربية على حقيقة ما يجري في العراق ؟

 

أحد الإخوان أجاب و قال الجامعة العربية تعرف معرفة جيدة الوضع في العراق ، و هذا صحيح ،فالجامعة العربية تعرف الوضع العراقي بالتفصيل و لديها مبعوثين و زيارات متبادلة ، بالعكس الجامعة العربية ترفض التعاون مع المقاومة عن طريق الاستماع للمقاومة وليس دعم المقاومة والسبب واضح : الجامعة العربية هي صنيعة الأنظمة العربية و الأنظمة العربية في غالبيتها صنيعة أمريكا و الاحتلال ، لذلك ليس من السهل و لا من المنطق أن نحلب الثور ؛ تعرفون المثل العراقي الذي يقول : " قلنا له ثور ، قـال : أحلبوه " . الجامعة العربية ثور غير قابل للحلب ؛ هذا هو خلاصة جوابي على هذا السؤال .

 

يبقى ما قاله أخي الأستاذ علاء الشمري ، تحياتي الحارة له .

 

لم أستمع الى كل ما قاله لأن صلتي انقطعت و عدت إليكم . و لكني استمعت إليه يقول أن هناك تراجعا ميدانيا للمقاومة . وهذا الأمر ملتبس على بعض المناضلين والوطنيين الذين يعيشون خارج العراق لأنّ الذي حصل هو ليس تراجعا ميدانيا للمقاومة بل تركيزا على مناطق الجهد الرئيسي لدى المقاومة . إذ بعد أن بدأت الفتنة في 2006 فتنة محاولة شقّ المقاومة و شق الحركة الوطنية العراقية بدل توحيدها ، أي زيادة الشرذمة في الحركة الوطنية و التي بدأت في نهاية عام 2006 كما تعلمون و زادت في 2007 و أصبحت واضحة في 2008 و تحددت عناصرها في 2009 ؛ هذه الحملة الأمريكية كانت تستهدف شرذمة المقاومة . ابتدأت بتشجيع واستخدام المَناجِذالنائمة ( moles باللغة الانجليزية ) ، المناجذ مفردها الخـُلد (les taupes باللغة الفرنسية ) وهي الجواسيس النائمون . هؤلاء الجواسيس داخل المقاومة استخدموا في عام 2006 لمحاولة شق المقاومة ، لذلك حصل قتال لأول مرة في عام 2006 بين بعض الفصائل بسبب نزعة التكفير وتطوّر الأمر الى أن ظهرت الصحوات التي شكلها الاحتلال واستخدمها ضدّ المقاومة مستغلا أخطاء بعض الفصائل و تطورت العملية بكشف الاحتلال للاحتياطي النائم في الوسط العراقي خارج العراق الذي بدأ في محاولة تمزيق الصفوف بدل لمّ الصفوف و توحيدها . لذلك حصلت حالة من عدم إدراك ما يجري فعلا ؛ المقاومة تشتبك فيما بينها.  عناصر محسوبة على القوى الوطنية تشتم مقاومين و تشتم مجاهدين و قوى مجاهدة . الاحتلال يدّعي تراجع عمليات المقاومة . الصحوات تغتال المناضلين من كافة الفصائل . اهتم الجميع بهذا الوضع و لم يحاولوا تدقيق الادعاءات التي تطرح من قبل الاحتلال حول تراجع المقاومة . أنا أقول لكم نعم حصل تراجع للمقاومة في الأنبار في عام 2006 و2007 بسبب الاقتتال بين فصائل المقاومة و لكن هذا التراجع في الأنبار عُوض عنه بزيادة العمليات في ديالي و في الموصل و في جنوب العراق . بالمحصلة النهائية لم يكن هناك تراجع في عمليات المقاومة ، نقصت في الأنبار لكنها زادت في المحافظات الأخرى .

 

الآن في عام 2009 حينما أصدر قائد أمريكي ، قائد القوات الأمريكية ، جنرال لا أذكر اسمه ، أصدر بيانا يقول فيه أن عمليات المقاومة 700 عملية في الأسبوع . استلمت تقريرا من المقاومة في الداخل يقول بأن احدى الجبهات فقط وهي جبهة الجهاد و التحرير قد قامت في أسبوع واحد بـ : 1400 عملية كمعدل عام . بمعنى آخر ان الاحتلال اعترف بنصف العمليات . وقال التقرير ـ وهو رسالة موجهة لي شخصيا ـ بأننا لا ننشر بياناتنا غالبا ننشر بعض البيانات عن بعض العمليات و ليس كل العمليات . إذن علينا أن نفسر إذا كانت المقاومة قد تراجعت ، علينا أن نفسر هذه التصريحات الأمريكية و هذا الرعب الأمريكي من المقاومة . إذا كانت المقاومة قد تراجعت فكيف نفسر هذا الرعب و زيادة الإجراءات الأمنية .

 

حينما سُحبت القوات ، أنتم تعلمون ماذا حصل ؛ حصل أمران متزامنان : الأمر الأول تصعيد غير مسبوق لعمليات المقاومة ضدّ قوات الاحتلال ، و لكن ، في نفس الوقت تصاعدت العمليات الإرهابية ، الإجرامية ضدّ الشعب العراقي ضد المدنيين ،خصوصا ضد أهلنا الشيعة و الذي نفذ تلك العمليات هو قوات الاحتلال الأمريكي و الايراني من أجل إعطاء الفرصة لإيران لكي تبقى في العراق و لكي يلجأ إليها من يُطارد ويُقتل لشيـعـيّـته من أجل حمايته من قبل ايران . كما أن الولايات المتحدة تريد من وراء هذه العمليات الإجرامية أن تقول بأن انسحابنا خارج المدن قد أدى الى تصاعد العنف مجددا ، و هذا ما قيل فعلا . لذلك علينا أن نفرز و نميّـز الخيط الأبيض عن الخيط الأسود . هناك عمليات جهادية كثيرة ، عمليات نوعية كثيرة تقوم بها فصائل الجهاد القومية و الوطنية والإسلامية المختلفة وهذه العمليات في حالة تصاعد و لم تتراجع. ولكن كما تعلمون قوات الاحتلال و الولايات المتحدة تمنع نشر المعلومات و الإعلام العربي الرسمي : فضائيات و صحف لا تنشر إلا أقل من القليل من بيانات الفصائل المختلفة للمقاومة ؛ و أنا شخصيا أعرف بأن الفضائيات تستلم يوميا البيانات العسكرية للمقاومة و هي بالعشرات لكنها لا تنشر إلا أقل من القليل و تختار منها ما تشاء لإثبات أن ما يقوله الاحتلال صحيحا . لذلك أيها الإخوة ، أيتها الأخوات يجب أن ندقق في كل ما يقال ، يجب أن نعرف بأن الاحتلال منخلال رعبه و من خلال خوفه و من خلال حالة الهستيريا التي أصابت حكومة المالكي و أطراف العملية السياسية بكاملها الذين هربوا من العراق الآن في هذا العام و أكثر من عام 2008 هربوا بشكل جماعي وحوّلوا أموالهم الى الخارج ولم يبقى إلا بعض الوزراء و بعض أعضاء ما يسمى البرلمان ، و هؤلاء يتنقلون بين بغداد و عواصم أخرى ؛ عمان ، القاهرة ، ودمشق و لندن و غيرها ، خوفا من أيّ شيء ، يرتعب هؤلاء و يهربون من العراق ؟ أليس من المقاومة . لو كانت العمليات قد تراجعت لرأينا هؤلاء الوزراء و النواب يعودون الى العراق و يعقدون الجلسات الرسمية . ولكن هذا لم يحصل ؛ ازدادت ظاهرة الهروب في عام 2008 وازدادت أكثر في عام 2009 في تأكيد واضح لتصاعد عمليات المقاومة العراقية و مع ذلك و لنفترض في أسوء الحالات أن هناك تراجعا في عمليات المقاومة ولنقبل بما قاله الجنرال الأمريكي بأن المقاومة تقوم بـ 100 عملية يوميا ، قال هذا قبل حوالي شهر ،إن 100 عملية عسكرية تقوم في اليوم ضد قوات الاحتلال ظاهرة غير مسبوقة في حركات التحرر ،لا في فيتنام و لا في الجزائر و لا في فلسطين و لا في أيّ مكان آخر حصلت فيه حرب تحرير. 100 عملية في اليوم رقم مذهل ، مذهل بكل المعايير و يكفي أن نقول بأن 10 عمليات في اليوم تكفي لإبقاء الاحتلال في حالة استنزاف . لذلك علينا أن نرفع دائما من قدرتنا على تحليل ما يقوله العدو ، و أن لا نقع في فخّه وهو الاعتراف ببعض أكاذيبه ،أو قبول بعض أكاذيبه . نحن نتقدم ، المقاومة تتقدم ، المقاومة متمسكة بمبادئها الأصلية التي انطلقت من أجلها ، متمسكة بالأهداف الأصلية التي ناضلت و ضحّت من أجلها .

 

 لا تراجع ، لا مساومة ، لا إعادة نظر. شعارنا الوحيد النصر أو النصر و لا شيء غير النصر .

 

و السلام عليكم .

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٣ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / أيلول / ٢٠٠٩ م