لا يا سيادة الرئيس أبو مازن ليست فلسطين وحدها !!!

 
 

شبكة المنصور

اللواء الركن الدكتور نوري غافل الدليمـي

تابعتُ يوم أمس 26/9/2009 خطاب للسيد محمود عباس  ( أبو مازن )  رئيس السلطة الفلسطينية من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. أشار أبو مازن إلى أن  ( فلسطين البلد الوحيد المحتل في القرن الحادي والعشرين ) ..أو شئ بهذا المعنى... وهنا تساءلت هل حقيقة لا يدري أبو مازن أن هناك بلدان أخرى محتلة هي العراق وأفغانستان؟ أو انه يعتبرها دول متحررة بسبب وجود سلطات تشريعية وتنفيذية على أراضيها رغم وجود قوات الاحتلال؟


لا يا سيادة الرئيس أبو مازن ليست فلسطين وحدها مغتصبة من قبل الكيان الصهيوني...فهذا بلدك العربي العراق مغتصبا ومحتلا أيضا وهنا سأضع أفغانستان جانبا وأتكلم عن العراق وفلسطين..


نعم سيادة الرئيس أبو مازن فلسطين التي كانت ولا زالت وستبقى في قلب أخيك كاتب المقال وفي قلوب مئات الملايين من العرب ..أقول ستبقى قضية العرب المركزية الأولى.. وان كل ما حدث ويحدث للأقطار والشعوب العربية هي بسبب مواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية... فلسطين تحتلها إسرائيل... أما العراق فتحتله أمريكا وإيران وإسرائيل... فلسطين فيها عدو واحد هو العدو الصهيوني... وفي العراق عشرات الأعداء من أمريكان وإيرانيين وصهاينة وإنكليز وهلم جرى... في فلسطين انتم تقاتلون جهاز استخباراتي معادي واحد هو الموساد ... وإخوانكم في العراق يقاتلون أجهزة استخبارات عديدة فهذه ال ( CIA )  والموساد وفيلق القدس واطلاعات وعشرات المخابرات الأجنبية والإقليمية والعربية...في فلسطين توجد أطماع لدولة واحدة هي إسرائيل... وفي العراق الكل لديه أطماع ويتكالب على خيرات العراق فهناك الأمريكان والإنكليز والصهاينة والإيرانيون والأتراك والعرب وأوربا كلها... في فلسطين يوجد عملاء لعدو واحد هو الكيان الصهيوني... وفي العراق عشرات الالآف من العملاء للأمريكان وإسرائيل وبريطانيا وإيران وتركيا وبعض الدول العربية صاحبة الاهتمام...في فلسطين يرشق أبناءنا الأطفال ( أطفال الحجارة )  الجنود الصهاينة بالحجارة وأحيانا لا يرد الصهاينة... فيما في العراق فمجرد رفع يد الشاب لا إراديا تأتيه الرصاصة في صدره من الجنود الأمريكان... أما إذا نسي السائق المسكين وتقرب من آليات العدو اقل من مئة متر فتاتيه الرصاصة في الصدر هو ومن يجلس في سيارته... هل أخبرك احد سيادة الرئيس كم عراقي مختلاً أو متخلف عقليا تم اغتيالهم من قبل الجنود الأمريكان؟


في فلسطين الحبيبة لديكم سيادة الرئيس جدار الفصل العنصري السيئ الصيت ... ولكن لدينا في العراق مئات بل آلاف الجدر ( جمع جدران ) ...جدارهم في فلسطين لفصل العرب عن اليهود ولتحقيق الأمن لهم (  أو هكذا يقولون ) ...أما الجدران في بغداد فأنها تقطع أوصال العاصمة بغداد بل منا طقها بل أحيائها بل أزقتها... تفصل بين الشيعي والشيعي .. والشيعي والسني.. والسني والسني... والمسلم وغير المسلم ... وسكان هذا الشارع عن جيرانهم في الشارع الآخر...


العراق يا سيادة الرئيس مُحتل فعليا من قبل أمريكا وإيران... أما مسألة نقل السيادة وتطبيق الاتفاقية الأمنية فهذه مسميات ليس لنا سوى ألفاظها أما معانيها فيعرفها الأمريكان والإيرانيون وبعض الشخصيات من الحكومة العراقية وليس كلهم... انقل لك هذا المشهد سيادة الرئيس أبو مازن ولك أن تقيس...


فرح العراقيون عندما عرفوا بان الاتفاقية الأمنية بين الحكومتين العراقية والأمريكية دخلت التنفيذ الفعلي في 30 حزيران ( يونيو ) 2009 وهذا يعني إكمال انسحاب القوات الأمريكية من المدن إلى القواعد خارج المدن... أقول فرح العراقيون لأنهم يوم 1تموز ( يوليو )  2009 سيتنقلون براحتهم دون وجود للارتال الأمريكية... انطلقت مئات السيارات فجرا على الطريق السريع الدولي بغداد- الانبار- سوريا.. ولكن بعد مسير حوالي 18 كيلومتر وبالتحديد في منطقة أبو غريب وجد الجميع أن الطريق مقطوع وكل الطرق الفرعية العرضية مقطوعة تكدست مئات إن لم نقل الآف السيارات ولمدة ساعتان ... لماذا؟ لأن هناك رتل سيارات شاحنات التموين والإمداد الإداري الأمريكية تتنقل من جهة الرمادي إلى بغداد متوجهة إلى الكويت... أين السيادة؟ وهل كان بإمكان أي مسؤؤل عراقي أن يتنقل من بغداد إلى الغرب... لا وألف لا... لان الطرق غصت بالسيارات ولا مجال لدخول دراجة هوائية فكيف يتنقل المسؤول العراقي هل يقفز فوق الآف السيارات؟ ستقول لي لا بإمكانه ان يستغل الطائرة وعند ذاك سأقول لك يا سيادة الرئيس ومَن الذي يعطيه الطائرة ومَن الذي يسمح له بالطيران.؟


الكلام كثير والبراهين كثيرة ولا أريد أن اشق عليك سيدي الرئيس أبو مازن وعلى القارئ العربي... نعم هناك بلدان محتلة فعليا كما هو حال فلسطين الحبيبة والعراق وأفغانستان قريبان منك ... وكل ما أريد أن أقوله تفرح أنت وأنا وأبناء العروبة في كل مكان فقط عندما لا نرى جنديا أمريكيا واحدا أو ميليشياويا إيرانيا واحدا على ارض العراق...


فلسطين ستتحرر وهذا وعد ألهي ...والعراق سيتحرر بجهود رجاله الأبطال ونساؤه الماجدات من زاخو الى الفاو يعاونهم كل إخوانهم القادة العرب والشعوب العربية وكل أحرار العالم ...


أملنا بالله كبير ثم بشعبنا ثم بالقادة العرب ثم بالعقلاء من أصحاب القوة والنفوذ، العقلاء المتوازنين الإنسانيين عشاق الحرية والكرامة ولا استثني منهم أحدا وأولهم السيد الرئيس الأمريكي باراك حسين اوباما والقادة العقلاء في جمهورية إيران الإسلامية...


عاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر... وعاش العراق حرا أبيا من زاخو إلى الفاو...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٩ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٨ / أيلول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور