ولي الفقية .. في ازمة سياسية ام الهية ؟!

 
 

شبكة المنصور

الحجي راضي

واحدة من الانتقادات التي وجهها اية الله حسين علي منتظري (رجل الدين المعروف في ايران ونائب خميني انذاك) لخميني هي تبنيه نظرية ولاية الفقيه التي تؤكد ان الولي منزل من الله وخليفته في الارض ووارث الانبياء والصالحين لحين ظهور الحجة (الامام الثاني عشر المهدي المنتظر) فاذا كان الخميني هكذا فلماذا الانتخابات لاختيار الفقيه ،ولماذا تشكيل مجلس الخبراء (الذي يعني بانتخاب ومراقبة اداء الولي لمهامه الدستورية والشرعية ، وعزله عند مخالفتها) .. حديث طويل وانتقادات كثيرة من رجال دين وسياسة لهذا المبدأ الاستبدادي منذ اعتماده بعد ثورة خميني ولحد الان .. مع قوة النظام وبطشه فان الولاية في مأمن والولي هو الحاكم الفعلي سياسياً ودينياً في البلاد .


وعودة الانتخابات الاخيرة التي جرت على رئاسة ايران في 12/6/2009 ويبدو انها كانت في المعايير الاخرى استفتاء شعبي واسع على مبدأ ولاية الفقيه وليس الرئاسة .. اذ لابد للولي الفقية ان يقول كلمته الفصل فيما جرى من اتهامات بالتزوير بحيادية تامة بحكم منزلته وشرعيته .. واذ به يعلن انحيازه التأم لاحد التيارات المتصارعة على السلطة حتى قبل التدقيق بنتائج الانتخابات ، وبذلك تحول دوره من اب روحي للشعب وقائد سياسي كما كان ينبغي الى رجل عادي يلهث وراء مصلحته الشخصية في الحفاظ على موقعه السياسي والديني ، وبذلك كسر كل مفاتيح الابواب الموصدة المؤدية اليه ، الامر الذي ادى الى فتح نار وغضب الشعب الذي تحمل النظام لمدة 30 عام ، ولاول مرة في تاريخ الثورة الايرانية يتعرض مقام الولي الفقية للاهانة والانتقادات العلنية ورفعت شعارات تنادي بالموت له ، وهذا مالم يكن يسمع في البلاد او يسمح به لقدسية مقامه التي ابتدعها واسس لها خميني .

 

انها ارادة الله كما يقول الايرانيون ، ليرى الولي الفقيه الى الاساءة له من الشعب في حياته قبل مماته وليشهد على نتائج السياسات الرجعية التي تبنوها في البلاد ... فالى متى سيصمد الولي امام الارادة الشعبية العارمة التي اخذت على عاتقها مسؤولية التغير في الولي فنازلا .. واين سيكون مصير المنزلين او الوارثين وهل سيحفظ احمدي نجاد واتباعه الذين تبنى موقفهم ودعمهم الفقية من الازمة التي وضع نفسه فيها ، والتاريخ ملئ بالشواهد والاحداث ... وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون !!

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٣ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / أب / ٢٠٠٩ م