من وحي رمضان .. فلتستلهم المقاومة وحدة التشكيل ورص الصف

 
 

شبكة المنصور

هداج جبر

ونحن نعيش هذه الأيام،عبق النفحات البهية، لشهر رمضان المبارك، الذي أنزل فيه القران الكريم، على قلب رسولنا النبي العربي الأمي، محمد بن عبدا لله(صلى الله عليه وسلم)، هدى للناس، وبينات من الهدى والفرقان،وحيث أن من أولى أولويات الهدى والفرقان،  وحدة صف المؤمنين، وفي المقدمة منهم، المقاتلين،  فان الدعوة التي وجهها القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير، إلى كافة فصائل المقاومة، الوطنية منها، والقومية، والإسلامية، إلى الوحدة الشاملة، إنما هي صرخة مناضل مؤمن، يعرف أهمية الوحدة في رص الصف، وأثرها الايجابي المباشر في الميدان، على معنويات المجاهدين، وجماهير الشعب الحاضنة لهم،وعلى المحتل سلبيا،في نفس الوقت.


وإذ يتعشم الجميع، أن يتداعى رفاق السلاح، في كافة فصائل المقاومة، لتلبية الدعوة،بحس تاريخي مسئول، بموعد لايتجاوز سقفه، في كل الأحوال، نهاية هذا الشهر المبارك،والمبادرة إلى إعلان موافقتهم المطلقة، وغير المشروطة، إلى التوحد العضوي، بغض النظر،عن التنوعات الإيديولوجية، والعقائدية، والحزبية، لان الوحدة ستكون مفتاح النصر، وقارعة هزيمة المحتل، حتى بالحسابات الفنية الضيقة، من واقع لملمة الجهد، وزج الإمكانات، وتعبئتها، في بندقية واحد. وبذلك  تستلهم الفصائل، بهذا المسلك الشجاع حقا، النموذج الإسلامي النبوي الأول، الذي امتدحه الله جل جلاله بقوله(إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص).


وما اسعد المجاهدين ،من صحابة العصر، الذين يتصدون للمحتل الأمريكي ببسالة، لتحرير العراق من رجسه، إذا ما وقعوا ضمن وصف الله، فصاروا أحبابه، بمبادرة التوحد، من وحي نفحات هذا الشهر الكريم، اعتصاما بحبل الله المتين.
وإذا كانت انطلاقة الفصائل بعد الاحتلال مباشرة، في نخوة وطنية عروبة إسلامية، لمقاومة المحتل، ورد الاعتبار للعراق، أرضا وشعبا وقيما وحضارة، هي نخوة تاريخية مشكورة عند الله وعند عباده، وبالتعددية الحاصلة، لأسباب معروفة، وحيث إن المشترك الأول، هو القتال من اجل التحرير ابتداء، وحيث إن الإستراتيجية المطروحة لمرحلة ما بعد التحرير واضحة، ولان الجميع على ما يبدو للمتابع، زاهد في السلطة، بمعنى انه طالب تحرير، لا طالب سلطة، فان المطلوب، أن يتسامى الجميع، فوق كل الملاحظات التي بين أيديهم في هذا الظرف العصيب، والاندماج في وحدة عضوية،


تتخطى التنسيق، إلى وحدانية القرار والتوجه، وبذلك سيسجل الجميع، مأثرة خالدة، وسابقة مقدسة، ترقى إلى مستوى مبادرات السابقين، في التضحية، من الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.


إن وحدة الفصائل الشاملة، لم تعد مجرد حاجة تنظيمية، أو تكتيكية، بل إنها اليوم، ومع نفحات هذا الشهر الفضيل،غدت مطلبا شعبيا عاما، لإنقاذه من هذا المصير المفجع، إضافة إلى أنها باتت، واجبا دينيا، وأخلاقيا،غير قابل للتأجيل، بكل المعايير  .


واليوم.. والمقاومة العراقية الباسلة، بصفها الوطني والقومي والإسلامي المرصوص، ولا نقول فصائلها،و لأنها في واقع الحال، فصيل واحد، يسير في درب مقاومة المحتل الأمريكي البغيض، في عملية جهاد مقدس، يستهدف تحرير العراق، من دنس المحتل، في اصدق عملية استلهام مباركة، لمسيرة النبي وصحبه الكرام، في تحرير الذات، وطنا، وإنسانا، وقيما، معا، من طاغوت الاحتلال الأمريكي المقيت، ومعاودة الدور الرسالي، في اعما رما دمره الأشرار،فأنها مطالبة بإلحاح، وليست مدعوة، لإعلان الوحدة المباركة ،خلال هذا الشهر الكريم. فعساها عندئذ، أن تكون من خاصة أشخاص الله، في خاصة زمنه رمضان، وعسى بهذه السابقة الجليلة، أن يكون العراق، خاصة مكان الله، وليجعل التحرير،على أيديهم بهذه الوحدة، أمرا محققا ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ).


وإذا ما أخفقت المقاومة في التوحد، فإنها ستخسر فرصة التاريخ، وستفوت على نفسها، وعلى شعبها،فرصة تحقيق النصر الناجز، وستترك العراق، لاسمح الله، يغرق في دوامة من الكوارث، قد لا تنتهي إلا بضياعه، وهذا المال المؤلم، قطعا ترفضه المقاومة.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٤ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أب / ٢٠٠٩ م