شهيد الحج الأعظم وشهداء الأيام المباركات

 
 

شبكة المنصور

عنه / غفران نجيب

رحم الله المتنبي حين قال :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم  ************* وتأتـي على قـدر الكـرام المكارم

وتعظم في عين الصغيـر صغـارها ************* وتصغـر في عيـن العظيـم العظائم

 

مؤَكدا ليس بصدفة أن يرتبط  مصير شعب بمصير المنهج الذي تبناه قائده رغم مرور أكثر من عامين على اغتياله رحمه الله وقبله شهيدا بإذنه والجنة مثواه ،

 

فأيام قليلة ثقيلة مرّت على الزلزال اللا أخلاقي  الآثم الذي ضرب شعبنا الأبيِّ بكل طيفه من شماله لجنوبه ، لهول الفاجعة التي أحدثها ، ولتتضح أكثر ومن دون أية شكوك أو مواربة طبيعة هؤلاء اللصوص القتلة الذين غدروا بالعراق وأهله وطعنوه خسة وغدرا ، وإذ نترحم على ضحايا الإجرام ونتضرع لله العزيز أن يشملهم برحمته شهداء قضوا بفعل المحتل وخدمه ،من الذين سخروا كل ما يملكون لتمرير مخططاته والإمعان بإضعاف العراق والعراقيين تنفيذا لرغبة الشر المتربصة بالعراق ،وتعظيمهم لغيّهم وحقدهم على شعبنا الصابر المجاهد ،  ورغم ما بذلوه من حثيث جهد تزويرا لطمس معالم جريمتهم وإلصاقها بما هو جاهز لديهم من كذب وافتراء بالبعث النجيب وأبطاله والمجاهدين من أبطال المقاومة العراقية الباسلة ، فان قلوب العراقيين قد تفطرت  وفاضت ألما مرتين ... للجريمة بذاتها وما مثلته من حقارة واستهتار بدم العراق والعراقيين ، واستخفاف بكل القيم التي نشأ وتربى عليها مجتمعنا ،  وتداعياتها الآنية والمستقبلية على امن المواطن والمجتمع ، والأخرى الافتقاد الحيّ والواضح لحبيب العراق والعراقيين ، حامي عرضهم وشرفهم وأمنهم ، إمام المجاهدين ، سادس الخلفاء الراشدين ، الرئيس الشهيد بإذنه تعالى ،صدام حسين المجيد . أليس في الليلة الظلماء يفتقد البدر  . والترحم له جهارا ودون أي خوف أو وجل ، والإجماع على أن التعجل باغتياله ليس إلا سببا لما يحدث للعراق والعراقيين اليوم ، 

 

وما أشبه اليوم بالبارحة ، فرغم ظروف الاحتلال وما أسبغه على المجتمع من آليات حكم وعمل ومن اعوجاج سلوك لكل مفردات الحياة اليومية ، يساعده في إشاعتها عملاءه الأذلاء الذين تنكروا لدينهم ووطنهم ، رغم العتمة التي نعيش ، فأن شعبنا قد هيأ النفس وفي هذه الأيام المباركات لاستقبال شهر رمضان المبارك ، شهر الإيمان والتضرع لله بالغفران ، لما يفرضه من حالة أمل بالخلاص يمنّي كل عراقي النفس بها ، والتوسل إلى الله بالرحمة واليسر لتجاوز الحال الذي نحن فيه ،فإذا بإرهاب أذناب المحتل يطال بحقده مئات الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا عراقيتهم  وعلى مرأى ومسمع من قوات الاحتلال ، إن لم يكن بتواطيء منها ، فمن يا ترى يجرءا على هذا الفعل المشين ، ومن له القدرة على الازدراء بهذه الأيام الفاضلات والاستخفاف بمشاعر أبناء الوطن في أيام راح كل عراقي يؤمل النفس بكسب شذاها ، ويصارع عسر الأيام التي هو فيها كي لا يحرم نفسه وعائلته حرمة تقاليدها ويحافظ على تقواها . فمن يجرءا ومن يجرءا غير نفس الجهة التي استباحت الحرمات وتجاوزت على شرع الله ، وعلى كل الأسس القيمة لديننا الحنيف ولمجتمعنا العربي الإسلامي ، قتلة العراق ، قتلة الرئيس الشهيد السعيد صدام حسين المجيد رحمه الله ، حين تجرأت ونفذت جريمة الاغتيال بعز العرب والإنسانية ، في أول أيام عيد الأضحى المبارك لتعلنها للأشهاد أنها جماعة ضالة خارج الملة ، لا تحترم حرمة دين ولا تحترم شعور إنسان  ، من يجرءا غيرهم ، ولمن المصلحة في هذا التدمير الممنهج للشعب والمجتمع إلا لهم ولأسيادهم ، ولم هذا الإصرار على ضرب الجانب الروحي والمعنوي لأبناء شعبنا وحلم الإضرار به ، هي جريمة عظمى يراد بها دفع  العراقيين للتخلي عن إيمانهم عدا أهدافها السياسية العديدة الأخرى ، والتي تتمحور في إجبار الإدارة الأمريكية للإبقاء على نسق انتشار قواتها في العراق والتي تجمع عليها أطراف الإدارة المعينة من قبل المحتل ، والضغط عليها للتعامل بجدية أكثر مع مجلس العار الأعلى لاتضاح ميل هذه الإدارة على المالكي كخيار أولي يلبي الحاجات المرحلية للإدارة الأمريكية راهنا ، ولخلق مناخ ملائم لهذه الإدارة في  المناورة واختيار البدائل خلال ما يسمى بانتخابات مجلس النواب القادمة ، وبما يمنحها فرصا مضافة هي بأمس الحاجة لها على المدى المنظور والقريب ، في ظل ضغط ضربات المقاومة الباسلة والمستمرة وتصاعدها واتساع انتشارها ، وغيرها من أهداف تلتقي عليها أكثر أطراف العمالة.

 

ورغم حجم الألم والقهر المتواصل وأعداد الضحايا المتزايد يوميا بشكل لافت للنظر ، ( وسكوت يكاد أن يكون مطبق للإعلام من تغطيته ) لا لشيء  إلا لأنهم لا يطيقون شيئا اسمه العراق ، ولم ولن يألفوا مجتمعا قد بني على الخلق الكريم ، والتضحية في سبيل الآخرين مثل العراق ، فما بالكم والمستهدف هي العروبة ، وما بالكم والمستهدف هو الإسلام بشموليته وإنسانيته ، وما بالكم والمستهدف هو الإيمان بحق هذا الشعب العيش بحرية وكرامة واستقلال بعيدا عن أية وصاية أو استغلال ، وان تحل عوضا عنها عبادة الدولار ، وإشاعة الرذيلة والحشيش والتحلل ، لاحتواء روح الإيمان وتجريد الصدور العامرة به قسرا أو طوعا ، ترغيبا وترهيبا منه ، ليضعوا  الأمة على خط انحلال وفسوق كانوا هم قد بدءوه منذ مئات سنين ، وعلى الأمة أن تسايرهم لما وصلوا إليه اختزالا ، وعلى حساب معتقداتها الدينية والروحية والاجتماعية التي جبلوا عليها قرونا , الموروث منها والقائم ، فهل يا ترى أي غريب فيما أقدم الاحتلال ورهطه عليه ومما هم فاعلوه ، وهل هم حصرا من يتحمل مسؤولية الأفعال الشائنة التي بدأت بالاحتلال ولم تنته بعد إلى أن يأذن الله بدحر المحتل وأعوانه ومن سانده أو سكت عن جرائمه ،

 

نقولها صراحة وتأسيسا على ديمقراطية الشعب الأمريكي ومؤسساته ووفقا لما يدّعون ، إن من يتحمل مسؤولية ذلك أولا هو الشعب الأمريكي ( عدا الاستثناءات التي نادت برفض خيار الحرب ) الذي لم يعلن إدانته ورفضه  صراحة لما آل إليه الوضع في العراق تحت عنوان إشاعة الديمقراطية فيه ، وما حلّ في هذا البلد الذي تمكن الحكم الوطني فيه  ورغم جميع  العقبات التي وضعت بطريقه والتي اغلبها كان من صنع أمريكي ، أن ينهض بالمجتمع بكامل المسؤولية وان يطوره نحو آفاق أزعجت جميع المتربصين فيه وبمقدمتهم الإدارة الأمريكية ، وان يحافظ على  وحدته وأمنه  وان  يعيش يومه بما ينحته له أبناؤه دون منّة من احد أو تطفل ، وصونه للعهد ، ودفاعه عن الإيمان بكل قوة واقتدار بما مكنه الله إليه ، ومنعه لأي اختراق خارجي له بدليل اضطرار الإدارة الأمريكية غزوها له بعد أن تقطعت بها سبل احتواءه  ، لا لشيء إلا لان هذا الشعب لم يحني هامته لغير الله  سبحانه وتعالى تعبدا وطاعة ، وطالما أن المنهج الديمقراطي كما يدعّون هو المحرك للحياة في الولايات المتحدة بكل اتجاهاتها ، إذن إن الشعب الأمريكي هو المسئول أولا وأخيرا عن سلوك ادارته وعن  ما حل بالعراق ، وفي الوقت الذي نقدر فيه عاليا بروز أصوات رفضت خيار الحرب ورفضت ما قامت به الإدارة الأمريكية من انتهاكات وتجاوزات لا عد لها ولا حصر ، طالت الإنسان العراقي والمجتمع العراقي والبنية التحتية لهذا المجتمع والإنسان ، فأن بقاء الاحتلال وبكل غطرسته وزيف الادعاءات التي روج لها والحثالة التي جاء بها ونصبها كواجهة لمشروعه ألاحتلالي ، تبقى سبّة تلاحق كل أمريكي وافق إدارته باحتلالها العراق أو سكت عنها أو تجاهل وضع العراق وما آل إليه من سوء غير مسبوق بالتاريخ ، وآخرها هذا المستوى من الجرائم التي لم يعهدها مجتمع  غير مجتمعنا تحت الاحتلال الأمريكي ، والتي لا يلجأ لها غير منزوع الرحمة والإنسانية ، والتي نأمل وفقا لمسؤوليات الدين والإنسانية أن يحاسب الشعب الأمريكي النفس عنها وان يحاسب إدارته عليها وان يضغط باتجاه تصحيح المسار الذي اختطته إداراته بالتعامل مع الشأن العراقي ،

 

وانتم أيها الصابرون من أبناء شعبنا المجاهد ، ها انتم قد عوقبتم ممن لا رحمة في قلبه ولا ضمير ، مدعوما بكل أسف من أنظمة ادعت العروبة والإسلام وهما منهما براء بفعل المنكر الذي اقترفوه بتوليهم الطاغوت ودعمهم الباطل ، من دون خجل من دين أو شعب ، وقبلهما من الله عز وجل على فعلتهم .

 

لله دركم أيها العراقيون ، وبالله وصلكم أبناء شعبنا الأبي ، وليس لكم بغير الإيمان تمسكا والدفاع عنه بكل القوة والسبل ، وأولها كشف الغطاء الذي يلتحف به هؤلاء العملاء الموتورين وتعريتهم والانقضاض عليهم و ليعيننا الله من تجاوز هذه المحنة العظمى .

 

هبّوا لنصرة الإيمان وإعلاء كلمة الله بنصركم لوطنكم ولمقاومته الباسلة ضد المحتل من كل نوع ، ومن المفسدين من عرب لسان وهوى وولاء أجنبي ، ومن دعاة إسلام هم عنه غرباء .

 

وفي هذا الشهر الفضيل الكريم ليس لنا أن ندعو غير الرحمة واليسر للعراق وأهله والفرج عن عظيم الكرب الذي هم فيه ، ورحم الله شهداء العراق وفك أسر أبنائه الذين يملئون أقفاص المحتل الديمقراطي بلا جرم عملوه ، وسجون أذنابه ، أعاده الله على الجميع بخير يعم وإيمان ونصر يتم  .

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٢ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / أب / ٢٠٠٩ م