مشروع بايدن وتفجيرات الاربعاء الدامي

 
 

شبكة المنصور

امير المر
الولايات المتحدة الامريكة لم تشعر منذ احتلالها للعراق مثلما تشعر اليوم بخيبة امل وحصرة كبيرة و لم تتأخر في اظهار هواجسها الحقيقية و مخاوفها التي باتت تقلقها منذ التفجيرات الاربعاء الدامي لانها تعرف تماما وعلى وجه اليقين المنفذين لم يكونوا الى من جهات معروفة تسمى بقاعدة من نوع ايران  ماركة مسجلة في سجلات المخابرات الايرانية يقودها ويشرف عليها قائد قوات القدس الايرانية ويعرفون ان تصريحات بوق الحكومة الكذاب رقم 1 علي الدباغ....اقول تصريحاته كاذبة بتلقين ايراني واضح وليس لها صحة لا من قريب او بعيد وان المالكي رئيس الحكومة الكارتونية استغل التفجيرات التي حصلت في العراق لافشال كل الجهود التي بذلها الامريكان علنا وسرا من أجل تحقيق مصالحة وطنية حقيقية واسعة لضمان استقرار البلد، خصوصا الجهود التركية والأردنية والأميركية المتمثلة بمشروع بايدن الذي لم تتحمس له الحكومة الكارتونية للمالكي. تلك الجهود التي استمرت فترة طويلة وقطعت مسافات جيدة للوصول الى توافقات مع بعض جماعات المقاومة والشخصيات العراقية الوطنية والجهادية حتى انني ومعي الكثير من الكتاب والمحللين الذين يعرفون بصمات الجهات الايرانية الاجرامية التي نفذت التفجيرات لا يشككون ( بل اقول متاكدين تماما) ان الهدف من هذه التفجيرات الاخيرة لقطع الطريق واغلاق كل السبل بوجه جهود المصالحة الوطنية وخلق حالة من التوترالطائفي مرة اخرى لخلط الاوراق للضغط على الحكومة الكارتونية للتخلي عن اي التزامات قطعتها في هذا السبيل، ومنها استيعاب «الصحوة المغرر بهم» التي تعتبرها  الولايات المتحدة الامريكية المحتلة «قوات صديقة وعميلة ومتخلفة » لدى حكومة المالكي تأمل ان تعاملهم بمستوى الفائدة التي حققوها للحكومة الاحتلالية للمالكي وللجيش الأميركي المحتل.................
فما زالت واشنطن تذكر حسنات عملاء الصحوة وما أدته من ضرب لمواقع  المقاومة البطلة وبسلاح امريكي في الكثير من المناطق وكيف قامت بقطع طرق التمويل عن الاراضي التي تعمل بها المقاومة ليسهل ضربهم.  ولاحظة الامريكان ان تحمس المالكي العميل وحكومته لبرنامج ضم الصحوات كان بطيئا وفيه كثير من الشكوك والتردد رغم الضغط الأميركي  المتواصل عليه.............................
 واليوم نحن نقول ان الانتكاسات الأمنية المتلاحقة لحكومة الاحتلال وخصوصا تداعيات تفجيرات بغداد وجهت ضربة قوية لاي جهد للمصالحة وبتخطيط ايراني وعلى اعلى المستويات . وكان أبرز ردود الفعل هو تبني الحكومة الاحتلالية  حملة تطهير هوجاء لاستبعاد المزيد من عناصر  الوطنية المتبقية في مؤسسات الحكومة ليرتفع منسوب الضخ الطائفي والسير باتجاه تضييق مساحة الوفاق الوطني لمكونات الشعب لايقاف اي جهود للمصالحة وبالتالي المزيد من التوتر والتعقد، وهو ما قد يجعل الاحتلال ذلك سببا لاعادة النظر في برامج الانسحاب المزعوم الكاذب................


وهنا اريد ان اقول كخلاصة لما تقدم ان تداعيات الخلاف المفبرك مع سوريا لتفجر الخلاف بين بغداد ودمشق من جديد وانقلاب المصالحة العراقية السورية الى تبادل للاتهامات وسحب السفراء هو مشهد من هذه التداعيات التي اردت ايران الوصول اليها .. بعدما بذلت الادارة الأميركية الاحتلالية جهودا كبيرة و مضنية مع دمشق لتلعب دورا مهما في تحقيق الأمن في العراق....................
اذن الجهات التي نفذت التفجيرات في يوم الاربعاء الدامي والذي راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى هي جهات  ايرانية وبتعاون مخلص ومطيع من الجهات الامنية الحكومية الاحتلالية  ، لقطع الطريق على اي مصالحة بين مكونات الشعب وتأجيج المخاوف لدى الشيخ جواد لكي ينضم الى قائمة الائتلاف الايراني الذي تسعى اليه طهران، ومنع اي تحولات سياسية نحو الاصلاحات قد تؤثر في نتائج الانتخابات البرلمانية بما لايخدم القوى الموالية لها .. وبالتالي تجعل من تردي الأوضاع في العراق من جديد فشل لخطط الادارة الأميركية الاحتلالية.............والسلام عليكم
 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٨ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / أب / ٢٠٠٩ م