خفايا واسرار اللقاء الامريكي السوري

 
 

شبكة المنصور

امير محمود المر / السويد

دعنا نفترض ان هذه الازمة السياسية او الامنية التي تواجهها حكومة الاحتلال لوحدها بعيدا عن الامريكان  ودعنا ايضا نفترض انالمحتل الامريكي ليس له دخل لا من بعيد ولا من قريب  مما يحدث.... ولو اننا نعرف عكس ذلك  وخاصة بعد ان طلبت حكومة الاحتلال من الامم المتحدة وبالتالي مجلس الامن لاجراء تحقيق وتقصي الحقائق بتفجيرات وزارتي صولاغ وزيباري ...... واليوم نحن علينا ان نراقب ما سيحدث  ومن حقنا كعراقيين ان نسال هل حكومة الاحتلال تستطيع التعامل مع هذا الحدث لوحدها  دون ان يكون للامريكان شان فيه ؟ يبدوا للمراقب ان حكومة الاحتلال للمالكي تتصرف وتتعامل مع الحدث وكانها دولة مستقلة لا يحكمها الاحتلال ولن يتدخل في شؤنها الداخلية والخارجية لتظهر امام الشعب العراقي على انها مسؤولة مسؤولية مباشرة لحماية امن العراق مع علمنا الاكيد ان الشعب العراقي يعرف ويفهم تماما ان المالكي وحكومته الاحتلالية هم موظفين  وخدم للادارة الامريكية ويفهم ايضا ان حكومة المالي هذه تصارع اليوم بكل ما تبقى لديها من قوة عدوانية وبعون ايراني واحتلالي واضح للبقاء لفترة اطول حتى تصل يوم الانتخابات القادمة في بداية سنة 2010 ..... ...هذه النوعية والتقنية التي استخدمت في التفجيرات الاخيرة تشير على انها نفذت من قبل دولة وبعون اطراف من داخل الحكومة الاحتلالية  ذاتها و انها موجهة ضد الحكومة وليس ضد الامريكان لغرض اتهام سوريا لاجندات مخفية داخل مكاتب المنطقة الخضراء.

 

والمواشرات كثيرة وعديدة على ان هذه الازمة خطيرة على مستقبل حكومة الاحتلال وتهدد كل الاحزاب التي ساهمت واسست لتدمير العراق  ولهذا ظهرت وكبرت واستفحلت بشكل جنوني لتصل الى مجلس الامن وبفترة قياسية كبيرة  بينما بقي الجانب المحتل الامريكي صامت على اعتبار( وكما افترضنا) ان الامريكان ليس لهم شئ ليقوله بعد ان نقلوا المسؤولية الامنية للقوات الامنية العراقية مع علمنا ان المحتل لا يزال طرفها اساسيا خلف الكواليس..... فاللقات الامريكية السورية التي حدثت بالاشهر الثلاثة الاخيرة لقاءات مبهمة لا نعرف الشئ الكثير عنها وحتى ان الحكومة الاحتلالية كانت قلقة الى درجة حاولت بكل الوسائل لمعرفة ما يدور بين الامريكان وسوريا........... والامريكان ليس الى هذه الدرجة من الغباء ليعرضوا  ما دار داخل اروقة المفاوظات مع سوريا على الحكومة الاحتلالية في العراق .... حتى جاءت زيارة رئيس موظفي حكومة الاحتلال المالكي الى سوريا لمحاولة معرفة ما يدور لعلى يفيد ويحصل على معرفة سطحية على نوايا المحتل المستقبلية من الحكومة العراقية الحالية ...فكان المالكي يشكك عما يدور بين الامريكان وسوريا حتى عاد من زيارته الفاشلة بعد ان رفضت سوريا بضاعة المالكي الفاسدة مقابل تعاون سوريا لتسليم المجاهدين الابطال من البعثيين.........هل كانت زيارة المالكي زيارة تهديد وانذار لسوريا ؟.................


نعود لنقول ان الجانب السوري في مفاوضاته مع الامريكان  لم يحصل ولم يفهم النوايا الحقيقية لمطالب الامريكان حيث انها كانت مبهمة وغير واضحة ربما كانت لاغراض استعراضية لمعرفة ما يدور في العقلية السورية السياسية حيال الوضع في العراق .....ولكن الشئ الوحيد الذي فهمته سوريا  كان للامريكان ملفا واحدا مهما يتحدثون به الا وهو الملف الامني العراقي ومستقبل العراق السياسي وهذا ما ازعج سوريا لاننا كلنا يعرف ان الملفات بين امريكا وسوريا كثيرة ومتعددة وشائكة كان لابد من مناقشتها وهذا ما لم يحصل...

 

اذن ماذا يريد الامريكان من سوريا لتقوم به من دور في الشان العراقي؟ ولما هذا الصمت الامريكي ازاء تصرفات حكومة الاحتلال وتصعيد الازمة مع سوريا وايصالها الى مجلس الامن؟ هل ان الامريكان يريدون الضغط على سوريا لمكاسب لم يستطيعوا انتزاعها من سوريا بالمفاوضات الاشهر الثلاثة الاخيرة ؟ هل تريد امريكا ان تلعب سوريا دورا محددا في العراق لا تستطيع امريكا ان تلعبه ؟ اسئلة كثيرة وكثيرة وخفايا واسرار اللقاء الامريكي السوري وزيارة المالكي لسوريا...والا بماذا تفسر موعد الانفجارات بعد عودة المالكي الى بغداد  من زيارته الفاشلة لسوريا ؟...هل كان الامر مبيتا فعلا بانتظار ما تسفر به زيارة المالكي العميل؟ كل هذه الاسئلة ستجيب عليه التفجيرات التي ستحصل بالعراق بالاشهر المتبقية من عمر الحكومة الاحتلالية الرابعة والتي من المؤكد ستكون الحكومة العميلة طرفا فيها لتعجيل ما هو مبيت داخل مكاتب المنطقة الخضراء المحتله وداخل دكاكين الاحزاب الحاكمة  ....... بالوقت الذي اشجب وبقوة كل التفجيرات التي يذهب ضحيتها اهلنا وشعبنا في العراق...

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٠ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / أيلول / ٢٠٠٩ م