( التدبير المتعمّد ) لأربعاء  ( نيرون )  كشف  ( التدبيرالمتعمّد ) لسبتمبر ( بوش )

 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

الكثير من المحلّلين اتفق  على أن  أحداث الأربعاء  الدامية  هي  "صناعة"  مصنوعة من قبل حكومة الاحتلال الرابعة  لغرض "ما" مهم جدّاً  يوازي , مع الفارق الكبير , أحداث 11 سبتمبر  التي أطاحت  بما تبقّى  من جدران السلم  والسلام العالميّين حين  هدّته أحداث البرجين  وقتلاه , الثلاثة آلاف سائح مالي بين أميركي وأجنبي  طائرات النقل  بدون طيّار  الأميركيّة ,  لتفتح  في الجدار السلمي العالمي المتهالك الفجوة اللازمة  لمرور  أضخم عمليّة  تجوقل وتجحفل  عسكري أميركي  عرفتها البشريّة  باتّجاهات   شتّى  لبقاع العالم  بغرض إجهاض أيّة قوّة  تحاول أن تتطاول معها في السيطرة على جميع  نفوط العالم  وثرواته ,  بما فيها  ثروات سيبريا !! , ولكنّ  نتائج حبل الكذب  والدجل والجعجعة الفارغة  قصير,  فاستقرّت  أميركا  في نهاية الأمر  والمطاف وسط براثن مستنقعي أفغانستان والعراق  لتغوص هذه الإرمادة العسكريّة الجبارة العدد والعدّة في قاع هذين  البلدين لتصل بعدها ,  وبنهاية المآل ,  إلى درجة قاتلة من الانهيار شبه الكامل , أوصلها  حدّ الإفلات  من  كرسيّ الرئاسة العالمي الذي تربّعت عليه بعد  حرب الخليج الثانية سنوات أكثر من عقد كامل ,  لتنتقل  . نتيجة خطأها القاتل في العراق وفي أفغانستان ,  إلى  مقعد  "استماع"  بين حضور  كبار  لا أكثر , ولتسقط  بذلك هيبة القطبيّة المتفرّدة التي أضاع فرصتها التاريخيّة  من بين  يدي  أميركا , نظام الملالي الكنسي ـ الأنجليكي  الغبي والمجرم  "المحافظون الجدد" ..

 

ومن نتائج  هذا الغباء السياسي الإجرامي  الذي اتّبعته  هذه القوى الظلاميّة الاستحواذيّة  التي لا زالت تسيطر  على البيت الأميركي  سوّده الله  , عن طريق  "بايدن" والصحف  ووسائل الإعلام الأميركيّة  الصهيونيّة التأسيس والأهداف  والتي  تكيل الوعد والوعيد  على شكل  "توجيهات" يوجّهها  المجرم العالمي دك تشيني إلى   الرئيس "أوباما" , أنّها  أوصلت العراق , وتحت غطاء الديمقراطيّة وأسلحة الدمار والدكتاتوريّة والمقابر الجماعيّة  , إلى  مستوى أفسد بلد في العالم  بعد الصومال الذي هو ليس ببلد أساساً , وكيف تمّ لها ذلك , تم لها ذلك  عن طريق هؤلاء  الجوقة الملليّة  المنافقة  التي  ترفع شعار الطائفية  "الأنا"  دون حياء ولا قطرة  من خجل والتي اعتلت  بفضل الدبّابة الأميركيّة  سدّة الحكم  بقوائمه  الأربع ! ,  ممّا  يعني  بالتالي , وفي محصّلة الأمر , أن هؤلاء العصابة الطائفيّة الحاكمة  في العراق  هم  بطبيعتهم  نتاج   نقطة تغيير كونيّة زائفة  اسمها  "11 سبتمبر" ..  إذ لولا هذه  "الفعلة"   لما وصل هؤلاء  إلى حكم  العراق , لا هم , ولا نظيرهم  "كرزاي" الثابت على كرسي حكم  المنطقة الخضراء في كابل  دون  "انتقالة"  شهريّة ! , لذلك أتت عمليّة تدمير العراق كياناً  ودولة  وهدم  بُناه  التحتيّة , الاجتماعيّة والخدميّة ,  نيابة عن القرار  الأميركي الصرف  الذي اتخذ من  الحقد على العراق العظيم  المتجذّر عميقاً في التاريخ الإنساني , سبيلاً  له , والغطاء , وكالعادة .. وكبديل  عن المقابر الجماعيّة والدكتاتوريّة وأسلحة الدمار  .. الخ  من مبرّرات  تدمير العراق , هو "التكفيريّين والصدّاميين  والوهابيّة والقاعدة"  وووو ..

 

الخ أيضاً !.. ووصل   بالعراق الأمر إلى ما وصل إليه  والعالم كلّه يشهد بذلك  ومسجّلة  لديه  بالصوت وبالصورة جميع عمليّات الدمار  التي لحقت  بالعراق  "لتجديده"  وإعماره  بالمشمش .. عفون .. أقصد أعمار من جديد , لكي يطلق عليه  لقب العراق الجديد  "يعني كتل خاله  حتّينة يحلف بروحه !"  كما يقال ..  فلا بدّ وأن يكون العراق والحالة هذه  هو الآخر جديد .. والنتيجة .. ما هي نتائج كل ذلك  ؟  لازالت  "الخطّة الأمنيّة" على حالها , وبما أنّها  لا زالت قائمة , يعني  أنّ العراق  لازال  غير لمّاع  بعد , فنقاط تفتيش منتشرة  وأجهزة أمن مستنفرة , وإن حققت الأمن ,  فهو لم يتحقق ! , والدليل  نقاط التفتيش  منتشرة .. لماذا وماذا تنتظر ..  هل تنتظر "المهدي" عج ! ,  طبعاً  لا ,  إذن  فهي بانتظار أمر خطير ما يقع بين أيّة لحظة واخرى  ! , وهكذا وضع  لا يعجب  بطبيعة الحال , لا الحكومة ولا دولت فرض القانون , لأنّه بالتالي  يعني  أنّ عدم وجود حضور عسكري أميركي  دائم  في العراق  ولو من باب "فحل التوث" أي التواجد خارج المدن , فلن تقوم  للعمليّة السياسيّة الوطنيّة  قائمة  , يعني أن هذه النقاط التفتيشيّة  لو تم سحبها ,  فذلك يعني عودة  العمليّات الإرهابيّة ! وبما أنّ انسحاب أميركي  "نهائي"  يعني فيما يعنيه  انسحاب  "إجباري"  لنقاط التفتيش ! بحسب ظنّ الحكومة , وإيران وعوامل أخرى  لا تريد الانسحاب الأميركي , فالتواجد الأميركي العسكري في العراق والمنطقة  ورقة رابحة بيد  ملالي قم وطهران مثلاً ..  كما أنّه ورقة رابحة أيضاً  بالنسبة لدول الجوار المتآمرة على العراق , وغيرها , فلهم جميعاً مصالحهم الملحّة والضروريّة  في  البقاء المستمرّ  للقوّات الأميركيّة  في العراق وفي المنطقة  للحفاظ على كياناتها وللحفاظ على مصالحها المتحققة من احتلال العراق , وأميركا تدرك كل ذلك وغيره أكثر , وهي  من جهتها , أيّ الولايات المتّحدة الأميركيّة  لا بدّ وأن تخرج  من العراق .. فبقائها انتحار  مؤكّد , خاصّة وأنّ المقاومة العراقيّة  "قد زوّعتها  العافية" كما يقال..  ولكنّ انسحابها  من العراق , وفي نفس الوقت  , سيشكّل بنتيجته  كارثة  سياسيّة  على وجودها  نفسه في المنطقة وفي العالم  ,  عليه ,  فلا بدّ من إيجاد طريقة  ما  تستطيع مغادرة المنطقة وهي مطمئنّة , فوجدت الحلّ من بين  رزم  أفعالها السريّة  ,  فعثرت  على  الحل الذي  ينطلق  دواءه   من منطلق  "لا يبرئ الجرح الملتهب إلاّ الكيّ"  , أو كما يقال  لا يفل الحديد إلاّ الحديد , ولا تطفئ  النيران المشتعلة في بئر نفطيّة   أو  في غابات  إلاّ  نيران مثلها  , ممّا استدعت  خطورة الموقف  هذا  في تدبّر قوّة نيران  قويّة أيضاً  لإطفاء انفجار  وشيك  يخلط  غصباً عنها جميع أوراقها  التي حقّقتها  في العراق وفي المنطقة  فيما لو انسحبت من العراق ,  وقوّة الانفجار موجودة وجاهز فتيلها  ويعلم مكمنه جيّداً  سيادة المالكي وأعضاء حكومته وجميع الأحزاب الطائفيّة المشاركة في تدمير ألــ ... عفون  أقصد  المشاركة في حكم العراق  وإعماره , والزيارة التي قام بها  دولت نيــرو .. أقصد دولت المالكي إلى سوريا  قد كشفت  ممّ  يخاف  القائمون على خطّة أمن بغداد ... سوريا ! .. لذلك .. كانت كلمة السرّ   للبدء  بـ"سبتمبر"  جديد  هي  "حبيب الأربعاء"  تطلق هذه الشفرة حال  فشل  نزع الفتيل الجاهز للاشتعال  "حسب ظنّ دولته  وربعه  بالطبع"  على خلفيّة لقاء دولته  بالرئيس السوري  بشّار الأسد , وفعلاً .. ما أن فشلت  "المفاوضات"  بتسليم  "أكثر من عشرين ألف  بعثي وعسكري بين لواء وعميد وعقيد عسكري وليس  يونس الأحمد  كما يروّج الإعلام بقيادة مكصوصه وتمثيليّاته" فيونس الأحمد هو  الفوبيا  المحبّبة لدى حكومة المنطقة الخضراء  الذي تتخذه شفرة  بديلة عن حزب البعث ! ,  عندها  أطلقت كلمة السرّ فوراً  لتبدأ عمليّة حرق بغداد   بإحياء سبتمبر  جديد لتخويف سوريا بغزو أميركي لها  الغرض منه , إذا ما  عاندت ! , هو  إجهاض قوّة  بعثيّة وعسكريّة عراقيّة كبرى  "قد"  تشكّل التهديد الحقيقي  لمشروع  "القرن الإيراني"  بإحياء ما مات على أيدي الفاتحون العرب  وتشكّل تهديد  حقيقي   بـ"خلط"  أوراق أميركا الذي تخافه  حين يفلت من بين  يديها  "رِسَنْ"  أو مقوَد حكم العراق , بدولته  وبغيره , ممّن زرعتهم للحكم بالنيابة  لاقتسام العراق  سياسيًاً , بعد أنّ كان حكمه يدار قبل الإسلام  فيما بينهما  ـ كسرى  والروم ـ جغرافيّاً  وسياسيّاً ... وهنا , وبهذه المناسبة ,  نتمنّى  من اخواننا  العراقيّين  في الشقيقة سوريا  من المعنيّون بهذا الأمر وجوب أتّخاذ الحيطة والحذر  بمحاولة تغيير محال  سكناهم  تحسّباً  لحركات  رعناء جديدة قد  تتحسّبها أميركا  احتياطا للدفاع عن الأمن القومي الأميركي , وأميركا لها "تمرين" في مدينة  "آلبو كمال" الحدوديّة  السوريّة !!   ...  ولا ننسى اغتيال بعض العراقيين عسكريين وإعلاميين وبعثيين من المطلوبين للميليشيّات الطائفيّة والتحزّبيّة  الحاكمة في العراق  على أيدي جماعات مندسّة  بين التجمّعات العراقيّة في السيدة زينب ع  وفي جرمانة وفي صحنايا من ريف دمشق ولكن حزم السلطات السوريّة  قطع الطريق على مزيد من عمليّات الاغتيال خاصّة بعد أن ألقت القبض على  بعض المجرمين الميليشياويين الذين قاموا بعمليّات الاغتيال تلك  ..

 

إنّ  سبتمبر  بغداد  .. وكما جاء على ألسِنَة  رموز السلطة النيابيّة العراقيّة  , أو أربعاء بغداد او الأربعاء الأسود الخ ممّا  أطلقت  تسمياته  القنوات الإعلاميّة المختلفة , هي العنوان  الرئيسي والمبرّر الكافي , بحسب التصوّرات الأميركيّة ـ الإيرانيّة  "وزيارة بشّار لإيران مؤخّراً  نوع من شمّ الخطر!"  يعطى للقوّات  الأميركيّة  "المنسحبة من المدن العراقيّة باتجاه سوريا !" لعمليّة عسكريّة  باحتلال خاطف  لسوريّا هدفه  اعتقالات  قسريّة  كبرى  بحق  من بقي فيها من  البعثيّين والعسكريّين العراقيين , بعد أن عجز  بوش  عن إقناع   "طالبان"   بتسليم  ابن لادن والقاعدة .. عفون .. أقصد ,  بعد أن عجز سعادة دولته  عن ثني  "الرئيس السوري"  بالعدول عن عناده  بتسليم   "المطلوبين"  أحمد اليونس  وبقيّة ائتلافه  الخطر ,  للولايات المتّحدة الأميركيّة ... عفون  .. أقصد  بتسليم المطلوبون إلى الحكومة العراقيّة الخضراء ذات السيادة ! ... 

 

ثمّ يقال  لك  بعدها  أن الفاعل  الحقيقي  لأحداث سبتمبر  ما زال  مجهولاً ! , في حين أنّه حرّ طليق   يعبث كيف  يشاء  في العراق  وفي أفغانستان .. وبينما ابن لادن أيضاً هو و "قاعدته"  يطارد بِخَيلِهِ في شعاب أفغانستان أو في مرابع هونو لولو  أو في إحدى جزر الهاواي  ترعاه أميركا  تحت عينيها !  و "القاعدة"  لا تسقط من على لسانها   ببياناتها  حبّاً وهياماً  بها  ومبرّراً محبّباً  لديمومة  حربها على الإرهاب  لكرف   "خمس"  الكرة الأرضيّة  ومشتقّاته  ! ....

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٨ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / أب / ٢٠٠٩ م