من سبع حلقات  ـ  قيادتنا الشرعيّة مقياساً كونيّاً ؛ تراجيديا  '' الكرسي '' طموح .. ما بين الحاجة الاستعماريّة وبين الحاجة الخاصّة .. وما بين الحاجة الوطنيّة ..

﴿ الحلقة ٧ والأخيرة

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

من خلال جميع ما أوردناه وبيّنّاه أو ما قمنا بالإشارة إليه كما هو على حاله من دون تزييف أو حشو أو مبالغة , فإنّنا نرى هؤلاء .. جميعهم ... هم الآن في غاية الشعور بالإحباط وبأقصى درجات الشعور بـ "الورطة" النفسيّة التي تزداد كلّما شعروا بأنّ "الكرسي" الذي أضاعهم دثاره الوثير قد حان لكي ترفسهم قوائمه إلى مزابل سوهو .. "أقصد مزابل سوهو .. ولا أقصد سوهو "الحي" الذي خرّجت تأثيراته المزاجيّة مفكّرون وعباقرة ساعدوا العالم في اقتناص عناصر المكر والخداع التي تطلقها مكائد القوى الاستعماريّة وقوى الضياع الآدمي" .. لذلك نراهم اليوم , ومع بدء العد التنازلي لهروب "فحلهم" هم الآن في غاية القلق "اليومي" يتسارعون مع خيوط الصباح الأولى ومع صوت كل انفجار , ويتسابقون , نحو قراءة عناوين الأخبار بلهفة , أو الاستماع إليها عن طريق الفضاء الأبعد من الفضاء المحلّي مخافةً أن يروا أو يسمعوا خبراً بما لا يحمد عقباه ! تكون إشاراته القادمة عبر موجات الأثير والألياف الضوئيّة وصوت صفّارات الإنذار نذير شؤم لتحضيرات انطلاقهم لحجز تذاكر العودة إلى الضياع مع السبح والنعل والحشيشة والزنجيل والقبقاب والكف والفنجان والحفّ الخ الخ الخ من "كورسات" التقوية الغيبيّة والكهنوتيّة التي "زاعتهم" غير مأسوف عليهم إلى أحضان الخيانة والعمالة ...

 

في حين .. يا سادة يا كرام .. ياأيّها القارئ العزيز .. ولأنّهم على ثقة عالية بربّهم وبعروبتهم وبوطنيّتهم وببعثهم وبإسلامهم الحق وبرسالاتهم السماويّة الحقّة .. ولأنهم "ثِقال" بعلمهم وبتراثهم وبوعيهم وبشهاداتهم وبخبراتهم وبأخلاقهم السامية وبصلابتهم وبزهدهم .. ولأنهم أصحاب رسالة يشعرون من الواجب توصيلها .. ولأنهم يحبّون الناس يحبّون العراقيين يحبّون العرب يحبّون السلام مع أهل الأرض .. فبهذا وبذلك وبغيره من الممارسات القدوة , ليس غريباً عليهم بعدها ما شاهدنا كيف استقبل هؤلاء قادة العراق , بقيادة القائد الذي قال أعظم لا في تاريخ البشريّة .. هؤلاء القادة الذين يقودهم مثل هذا القائد , من أصغر تسلسل وضيفي فيهم إلى أعلى درجات العناوين , "احتماليّة" التضحية بمناصبهم , التي كانت أصلاّ همّا ثقيلاً على قلوبهم , وذلك الهم الثقيل هو إحساس صادق نابع من شعور عالي ينتاب كل عنوان من أسماء هذه العناوين الراية , من الكادر القيادي الشرعي بقيادة قائدهم وقائد العراق وقائد الأمّة الرئيس الشهيد صدّام حسين بعظم المسئوليّة الكبيرة التي يرمز لها "الكرسي" في وجدانهم الحيّ باعتباره وسيلة خدميّة لا غاية تتكوّم فوقها قاذورات الأنانيّة ومشاعر النقص , خاصّة عندما يوضع هذا الكرسي أمام عين حارسة ملؤها الشجاعة والإقدام مثل عين أمينة تمثّلها هذه القيادة العظيمة همّها الحقيقي خدمة العراق والأمّة والإنسانيّة ... لذلك , شاهدنا وشاهد العالم .. ومع اقتراب عقارب الساعة من موعد انطلاق الغزو الصهيوني الفارسي الإعرابي على العراق العظيم , كيف كانت معنويّات هؤلاء القادة بأقصى درجاتها في استقبال مسئوليّة الحدث المزلزل , غير مكترثين إطلاقاً لفقدان مناصبهم في حالة نفذت مشيئة الله وانتهى العراق لا سامح الله , بقدر اكتراثهم المثقل بهمومهم العظيمة في بقاء العراق سالماً من هجمات وغزو أخطر وأشرس وأجرم طاغوت مثقل بالكثافة النارية وبالأخلاقيّات المزرية ... لقد رأينا كيف هبّالرفيق ( الشهيد المسئول الحزبي لتنظيمات النجف عضو فرع قيادتها ) عندما خرج ومجموعة من رفاقه يهرعون صوب العدوّ الغازي من أوّل يوم اقتربت قوّاتهم من مدينة النجف فضحّى بحياته في سبيل العراق والأمّة ولم يقل "واكرسيّاه" كما يفعل اليوم هؤلاء المزابل المتهالكة على المناصب والكراسي "المتدينين!" وكأنّ من سيعتليها سيدخل الخلود أو يظنّها ترفع قيمته أمام الناس ! ورأينا وشاهدنا وشاهد العالم الرفيق وزير الداخليّة كيف هرع إلى قاعة المؤتمر الصحفي في أوّل يوم للغزو رافعاً بندقيّته الرشّاشة متوعّداً الغزاة , ولم يقلأو تراوده نفسه بفقدان منصبه.. أو يهرب! .. بل كان همّه العراق والأمّة ! .. وأسد الإعلام الأستاذ الصحّاف رأى العالم منه ما يكفي بزهده لمنصب جميع زهّاد العالم ! ...

المشاهد المصوّرة بتلك المشاهد البطوليّة لقادة العراق باتت تمتلئ بها جميع مكاتب الأرشيف في جميع الإعلاميّات الفضائيّة والتوثيقيّة , ولعلّ ما شهده العالم بأجمعه , والقصف بأنواع الكتل الناريّة والكتلويّة وأحدث طائرات القتل والإجرام تحوم فوق بغداد بينما يخرج القائد العظيم صدّام حسين وهو يخترق شوارع بغداد يلوّح للمقاتلين وللشعب بيده الكريمة غير هيّاب , في ظاهرة لم ولن تحصل في قواميس البطولة والرجولة لا قديما ولا حديثاً ولا مستقبلاً , وشاهد العالم تضحيات القائد الشهيد بإذن الله كيف انتزع بوقفته الإعجازيّة أنياب الموت وقهره...

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد/ ٠٨ شـوال ١٤٣٠هـ

***

الموافق ٢٧ /أيلول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور