القذّافي يضع حذاء الزيدي على طاولة الأمم المتّحدة ..

 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

في البداية , وحرارة الحفاوة الجماهيريّة العربيّة وحرارة حفاوة شعوب العالم لم تبرد بعد منشغلة بأحاديث بطولة منتظر الزيدي الذي أراحها بفعله البطوليّ , يأتي القائد العربي , الثوري الأصيل , الرئيس القذافي نصره الله , ليفصح من على منبر الأمم المتّحدة ما تجيش به صدور هذه الجماهير والشعوب لتوصيل م اشتهت دوماً هذه الشعوب أن توصله من فوق هذا المنبر وبما تكره أن تسمعه مسامع عتاولة طغاة طالما استهانو بحقوق الأغلبيّة العظمى من هذه الشعوب ولطالم هضموا حقوقه بمئات الألوف من القرارات الظالمة أو المجحفة ولطالما أحلّ هؤلاء الظالمين من على هذا المنبر دماء مئات الملايين من شرايينها وأوردته وأبادوا منها عبر قرون طويلة مئات الملايين منها تحت أغطية متهرّئة بالية من مسمّيات الحرّيّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان ومكافحة الدكتاتوريّة التي أتت هذه الشعارات الزائفة بعد ألاعيب شعاراتهم القديمة في التبشير والكنيسة وعذابات المسيح , أي التبشير بالمظلوميّة بالطريقة التي ينادي بها شيعة الصفويّة الآن !, ليزيدها الرئيس العقيد تأجيج في نفوس هذه الشعوب والجماهير وسط ذهول وانصراف تام لما يقول العقيد ممثلي قوى الهيمنة والاستعباد في العالم فاغرين فاههم وكأنّهم في كابوس مزعج ينهال عليهم بدوّامة طقوس من تعليمات وتقريعات وتوبيخات يكيلها الرئيس معمّر وكأنّها طلاسم سحريّة بدت لهم قد فكّه لهم العقيد لا يستطيعون منها فكاك فإذا بهذا الخطاب الطويل الذي لم يتحدّث بمثله من فوق منبر الأمم المتّحدة إطلاق أيّ من الرؤساء من قبل أدخلهم في لحظة معيّنة وكأنّهم لمؤثّره أصبحوا قريبين لقدر ما يحيق بهم ينتظر الجميع لذلك رأين بعض وجوه من عَناهُم القائد الجماهيري العقيد القذافي مأخوذة بحقيقة كانوا يجهدون أنفسهم على عدم رؤيته في مرآة نفوسهم لبشاعتها ! ...


مشاعر الأخ العقيد بالتأكيد كانت تنبع من شعور عالي بالمسئوليّة من الواضح أنّها تشكّلت لديه عبر مخزون عظيم من الهمّ العروبي والإنساني يعاني منه ضميره الثوري انطلق منه في اغتنام فرصة أتيحت له وفق اعتبارات , منها اعتبارات وضعتها الظروف بين يديه باعتباره أقدم رئيس عربي وأقدم رئيس في العالم الآن , زيادةً على أنّه يجد نفسه منتمي للخط اليساري الذي يقف بالضدّ من تطلّعات الهيمنة الإمبرياليّة وقواها العالميّة وضدّ كافّة آيديولوجيّاتها المتاجرة بالدين وبالمذهب وبالطائفة , وأيضاً لاعتبارات تجيش في نفسه لا تنفكّ ترافقه في كل لحظة اختلاء مع نفسه متاحة في حلّه وترحاله , تحرّك فيه بقوّة حنان حضن العروبة فيطلق كلماته في الكثير من المناسبات التي يجدها فرصة مصوّب نحو أهدافه بدقّة وبنفس الوقت تلقى صداه بمشاعر من الارتياح العام لدى مئات الملايين من جماهير العرب وتخفق له قلوبهم المعطوبة , هذه الشعوب التي تعوّدت المهانة والذل بعد أن اعتادت الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها وترتكبها يوميّاً بحقهم قوى النهب العالمي والمؤامرات الصفويّة الخسيسة التي وصلت مؤخراً الذروة في انهيار المبادئ والقيم داخل ضمير هذا التأسيس العفن فوجدت ضالّته في الاستعمار الإمبريالي الجشع لتتحالف معه عبر وكلائها المزروعين على أرض العراق وفي باقي بلاد العرب والمسلمين منذ عقود كعادتها الشيطانيّة في صبّها نار الحقد على كل من يسعى من البلدان العربيّة لأن يحافظ على بلده وأرضه وشعبه أو يقف بالضد من أهداف قوى الاستعمار والتسلّط العالميّة الشرّيرة ويعمل على نهوضه بإخلاص وهمّة وغيرة , وقد تجٍسّد هذا الحقد المسموم في المحاولات العديدة لاغتيال مشروع وتجربة العراق المستقل الناهض فساهمت مع قوى الاستعمار يداً بيد في حياكة المؤامرات المستمرّة ضد العرب ورمزهم العراق وعلى الأخصّ بعد نجاح تجربة التأميم العظيم فيه بأضعاف كثيرة على ما كانت عليه تلك المؤامرات قبل التأميم الخالد , أمل بوقف الزحف العراقي العظيم نحو التطلّع الحضاري وإفشال عمليّة نهوضه الكبرى , وعند فشل مشروعهم الهدّام بهزيمة سمّيّة تجرّعها كبيرهم الأنجليكاني قبل صغيرهم الصفوي اضطرّ "المعلّم الكبير" لخوض النزال بنفسه بحرب كونيّة ثالثة جامعاً خلفه قوى الشرّ ضدّ بلد لا يشكّل سوى واحد من ألف من مساحة يابسة دول العالم وألف من المليون من عدد سكّان العالم , ففشلت هي الأخرى وسقطت تحت أقدام ( أمّ المعارك ) العربيّة والعراقيّة و ( أمّ المهالك ) على جميع رؤوس الجهل ! , ليعقبه زرع طوق حصار فولاذي لعقد وثلث العقد من السنين العجاف لم تعرف له حكايا وأساطير الغرابة في سفر "حكاوى" الجنس البشري مثيلاً لا تسمح حدّة صرامته البشعة ولو لنملة عراقيّة أن تعبر حدود العراق لتحمل إلى داخله حبّة غذاء واحدة من دون أخذ موافقة "الأمم المتّحدة" ! .. ثم لتعقبه حرب كونيّة أخرى ضدّه لا زالت مستعرة حصدت الملايين من العراقيين بين شهيد ومفقود ومهجّر ويتيم وأرملة ومصاب ومعوّق ولاجئ انتصرت فيها قوى المقاومة العظيمة وحطّمت هذ "المعلّم" وضعضعته وكسّرت له عظامه ومسحت به بلاط وول ستريت وبيوت المال وبنوكها وأهانت منطقته الماليّة الخضراء "الدولار" وجعلته يشحذ المال من هذه الدولة وتلك في ميلودراما رحلة استجداء كالتي سمعناها من روايات البحث عن مناجم الذهب في قارّة الهنود الحمر أثناء بداية تعرّضه للغزو الصليبي ..


لقد بدأت منظومة النهب الاستعماري ومشروع قرنها الأميركي , بالتفكّك والتشرذم بدءاً من أرض العراق على أيدي مقاومة العراق العظيمة التي أشار ‘ليها في كلمته المزلزلة سيادة العقيد معمّر القذافي حفظه الله والتي ألقاها في القاعة الكبرى من مبنى الأمم المتّحدة بنيويورك , ولا ننسى كيف بدأت قرائح الكثير من قادة دول العالم تنفتح بعد هزيمة المشروع الأميركي الإمبريالي على أيدي رجال المقاومة العراقيّة ومن ثمّ الأفغانيّة هزيمة كبرى وكانت أولى بوادر ذلك الانفتاح ما حصل من تضامن بين قادة دول قارّة أميرك الجنوبيّة لتقف بوجه تطلّعات الهيمنة الأميركيّة وكذلك ما شهده العالم بعد السقوط الأميركي المهين في العراق ؛ الانتصارات السياسيّة والعسكريّة الروسيّة والصينيّة والكوريّة وغيرها لتتوّج بالخطاب المفوّه الذي ألقاه البطل العقيد بوجه قادة الدول الاستعماريّة في عقر دارهم ! ...


ليس من المستغرب أن تتزامن كلمة الأخ العقيد مع عودة البطل منتظر الزيدي إلى سوح النضال من على منابر قلوب الجماهير العريضة في أنحاء العالم والتي سعدت بعودته كبطل عظيم منتصر .. "العقيد" والمقاومة العراقيّة والأفغانيّة والفلسطينيّة والصوماليّة ومنتظر , معادل للقوّة العظمى "السوفيتيّة" التي وضع رمزها "خروشوف" حذائه فوق طاولته في تحدّي مهين لقوى الإمبرياليّة التي تلعثم ساستها وهم ينظرون بذهول لا يحرّكون ساكناً للحذاء الذي ألقاه خروشوف على طاولة هذه المنظّمة "المرعبة" على رأي الرئيس البطل معمّر ..


عادت منظومة الإمبرياليّة العالميّة إلى الانحسار شيئاً فشيئ .. ها هي تنكشف جميع أوراق المتاجرين بالدين وبحقوق الإنسان وبالديمقراطيّة .. وعندما تنكشف الأوراق فهذا يعني الفشل ..


الاستعمار ولّى واندحر .. لأن استعمار الشعوب بعد التجارب المتراكمة المكتسبة لديها أمر في غاية لخطورة على الدول الاستعماريّة نفسها قد تمحى من الخارطة السياسيّة بسببها ! لأنّ الحالة التي تريد إعادة أمجادها الاستعماريّة في عالم اليوم المتراكم الخبرات والتجارب كحال ذلك العجوز الذي تزوّج على كبر من فتاة صغيرة ! .. وه هي أميركا باتت مهدّدة إلى التقسيم ! .. ألمانيا تتطلع لضم أراضيه المسلوخة عنه والتي فقدتها بعد الحربين العالميّتين الأولى والثانية ... إيران تستعد للتمزَق والتجزئة .. "إسرائيل" تشتغل في الوقت الضائع ..

 

الهند تريد قطعتها العزيزة "باكستان" .. أوروبّا تنزوي فتوقف اللجوء وترمي في السجن ستّة أشهر أيّ مغامر تلقي القبض عليه على حدودها .. العرب "سيضطرّون" إلى التوحّد ولو بجزء لا بأس به من محميّات سايكس بيكو أول الأمر ... الحوثي سيباد هو وطواطمه .. بلاد المغرب العربي وبقيّة محميّات سايكس بيكو فهمت جيّداً ماذ تعني كلمة "تشيّع" ! بعد أن فضح الله إيران وذيولها على أرض العراق وما تفعله قاذورات الحوثي في اليمن ! .. كل شيء يتغيّر بم لا تشتهي سفن المشروع الأميركي وعلى عكسه تماماً ! .. وها هو بوش تلاحقه لعنات حذاء منتظر في عقر داره ! ...


فادعو يا قرّاءنا الأعزّاء بالخير لمقاومتنا العراقيّة العظيمة ولمهندسها الشهيد .. هذه المقاومة التي غيّرت مجرى التأريخ ...


أميركا تهان في عقر دارها ..!! إنّه للعجب العجاب لو لم تتورّط في احتلال العراق !! ...

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٠٨ شـوال ١٤٣٠هـ

***

الموافق ٢٧ / أيلول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور