من سبع حلقات  ـ   قيادتنا الشرعيّة  مقياساً  كونيّاً ؛ تراجيديا '' الكرسي ''  طموح .. ما بين  الحاجة الاستعماريّة  وبين الحاجة الخاصّة .. وما بين الحاجة الوطنيّة

﴿ الحلقة الرابعة

 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

وطبعاً , وكما يقول المثل الشعبي العراقي "أبو طبيعة اسأل عله سلامته"  فما أن وضعت هذه المجاميع البهيميّة خلفيّاتهم المكتنزة  وبركت على  "المقاعد"  الوثيرة  التي هيّأها لهم  المحتل , أي  أجلسهم على الكراسي أو المناصب التي يستطيع المحتل بواسطتها  أن يسلّطهم نيابة  عنه   على رقاب العراقيين  وعلى  ثرواتهم , حتّى بانت عوراتهم الواحد بعد الآخر , ولأنّ  من ينشغل باله ويقلق منامه  وهو مقبل على ولوج  بحر لا يعرف  قراره  ويتنافر وطبيعة إبحاره الشاذ الذي اعتاده وفق ما مرسوم  له سلفاً  في جيناته  وما اكتسبه من رزايا  وموبقات في مراحل الطفولة والصبا ,  فلابدّ  وأنّ مركبه المتصدّي  المنخّر الذي لا يصلح للإبحار إلاّ وسط المستنقعات الآسنة والبرك العفنة ,  لا يتناسب و هذا الإبحار الجديد عليه  , ممّا  اهتزّت لأجله  أوصالهم  , وكانت قد  بدأت تهتزّ أكثر  فأكثر كلّما اقترب موعد  تسليمهم العراق كوكلاء بالنيابة  , فبدا  كلّ منهم  يبحث في مزابل عقله  بما يستطيع أن يستلّه منه  لعلّها تكفيه التغطية على شيء ما  معيب آخر قد  يكون عائقاً  أمام  سعيه الوسخ  الاستحواذي  لا يريده أن يظهر أمام الناس فأخذوا يلهثون وراء  حلّ مناسب , سيعتبرونه فيما بعد ,  ما سيستطيعون به , بحسب ظنونهم المسوّسة  أنّهم سيسترون به هذه  العورات التي  رآها  العالم  على الهواء مباشرةً  ساعة ظهورهم على الكاميرات التي  لم يفرّق هؤلاء  أوّل الأمر بينها وبين الكاميرا الخفيّة !   بما  لم يسمع  بها العالم  ولم  يرَ مثل هذه العورات  من قبل , فبادروا  بعد  فشلهم وافتضاح أمرهم   يهرولون   نحو أربابهم  على أمل أن يجدوا المشورة عندهم  لعلّهم يجدون عندهم  ما يستطيعون به  تلافي ما هم فيه من  ورطة  وافتضاح  كامل , فوقع  اختيار مصنّعيهم ومسوّقيهم على ما  سيناسب  به أعراف سياسة عراقيّة مقبلة لم تألفها  الأذواق السليمة   بتعميم جديد  اسمه "عروس المولد" !  كرمز لوضع المساحيق التجميليّة  وفق نهج   شامل  اسمه  "القاط" !  وبجميع ملحقاته من أربطة وأحذية وجوارب ونظارات , طبعا وجميعها  جاءت بتوصية  من خبراء تزييف المظاهر والأشكال وإظهارها على غير حقيقتها  , فانهالت  طلباتهم على دور الأزياء أينما كانت , كريستيان  سانت  كاردان  بوس  بادو  كيلفن كلاين كارتييه  لوكوس ... الخ  

 

من دور "الأزياء" , وطبعاً , فإن  باريس  ولندن هما السوقين  الرئيسيّين  المناسبين  لاغتراف نفط العراق  عن طريق عشرات الألوف من  البدلات  الباهضة الأثمان  التي ستشحن باستمرار , يوميّاً وإسبوعيّاً  وشهريّاً  بالتبضّع  المرهق لخزينة العراق الخاوية أصلاً  والتي بدأن الاقتراض من أشرس  صندوق ربوي  عرفته  صناديق الشرور  واقتطاع جزء غير هيّن  من المال العراقي  العام  لمفعة  هذين البلدين الاستعماريين  بعد أن  فتحت عليهم  خزائن العراق على مصراعيها  .. وقد  عبّر احد العراقيين  باللهجة العراقيّة الدارجة  كلاماً ساخراً  بهؤلاء  اللصوص  كبار السن  أقزام الضمير  عديمي الأصل ؛ قائلاً .. "وياريت لو جايين للحكم وهمّه  في  ريعان شبابهم  مثل  قادة  النظام الشرعي الوطني عند  تفجير ثورة تموز العظيمة , جان بينت عليهم  النعمة والصرامة والجدّيّة في حكم العراق وجان  كاموا يلمعون من صدك وبينت عليهم  حيويّة  الشباب , هذه  إذا  أحسنّا الظن بيهم وكنا  سنقول :  هه  .. شباب وعدهم غيره وغرغرة  وبعدهم  ما تلوثوا  زين  , لكن هؤلاء   قدموا  لحكم العراق  وهمّه  "مْبَسْوِرِينْ" ! قدموا للعراق  أوواحدهم يكح  ويضر..ـــ ! كما علّق احدهم !"  ومثل هؤلاء  لا  يصلحون إلاً  إلى  ارتياد  إلى دُور الخيانة  ومواخيرها  وإلى  دور  أزياء  "عروس المولد" ..

 

عروس  المولد"  لعبة أطفال ابتكرها  "الفاطميّون"  حين حكموا مصر  حيث  ابتكروا  مجسّم  صغير  كلعبة للاطفال يحتفلون بها بأعياد ميلاد النبي ص  يمثّل السيدة  "فاطمة" ع   وهو مما  لا شك فيه  جاء تقليد منهم  لاحتفالات أعياد الميلاد  المسيحيّة التي كان يقيمها الصليبيّون  أبان احتلالهم بيت المقدس وبقيّة الأراضي  والبلدات المحيطة بفلسطين  , والفاطميّون  هم أوّل  من ابتدع احتفال المولد النبوي  ومن مصر  انتشر الى بقيّة البلدان الاسلاميّة فيما بعد , وقد جاء على غرار احتفالات رأس السنة الميلاديّة  التي كان يقيمها الصليبيّون  , والفاطميّون   كانوا  "مناصرين"  للغزو الصليبي ,  لذلك  فتأثّرهم  بهم  أمر طبيعي  كان بادياً عليهم , والعبد يقلّد سيّده  ,  وجاء تقليد عروس المولد  تيمّناً منهم  بتمثال  "مريم"  الذي كان  يزيّن بأنواع الزينة  مع بدء احتفالات أعياد ميلاد السيّد المسيح  ع  .... !

 

يتبع  لطفاً ...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٢ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢١ / أيلول / ٢٠٠٩ م