من سبع حلقات  ـ   قيادتنا الشرعيّة  مقياساً  كونيّاً ؛ تراجيديا '' الكرسي '' طموح .. ما بين  الحاجة الاستعماريّة  وبين الحاجة الخاصّة .. وما بين الحاجة الوطنيّة

﴿ الحلقة الثالثة

 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي
فالذي أمامنا  في العراق  ـ عراق ما بعد  "التحرير" ـ هم  نموذج  أخلاقي مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة  لم تحدث  قبلاً في التأريخ الإنساني بكل سلبيّاته  و مخازيه و انحرافاته , فالذي أمامنا  من المتسلّقين  للمناصب  هم  مجاميع من الجهلة والمتخلّفين واللصوص وفي أحسن حالاتهم  طائفيّين  معمّمون  بقرون  من الظلام والاتّجار بالدين وتحريفه وقراءة الطالع والكف والمرايا واللطم والتطبير وإثارة الناس للاقتتال فيما بينهم معمّدين بطبقة من أوساط مثقّفة لكنها من كمبرودوريّة ممتهنة أشهرت عن نفسها كمسوّق مزوّق , ومثل هذه النوعيّات  الخطرة والنادرة  كان لا بد وأن تجري دماء العراقيّين تحت ضل حكمها الإجرامي أنهاراً  من شرايين وأوردة ضحايا  تجاوزت أعدادهم المليونيّ عراقي من مختلف الأعمار والطوائف والأديان والأعراق , ولأجل إخفاء حقيقتهم الفاحشة هذه من قبل شيطانهم الأكبر الذي نصّبهم حكّاماً على العراق , قامت الصهيونيّة وإعلامها  المهيمن وبالتعاون مع الصفويّة المجوسيّة وبالتعاون مع أحزاب إسلاميّة تحرّف القرآن تحريفاً واضحاً  وتعتبر الجهاد ضد المحتل والغازي هو جهاد "التقوى!"  ودفن  للضمير على أعتاب المساهمة في تدمير العراق ,  ومع بدء العدّ التنازلي لغزو واحتلال العراق  وبالتحضير  لصبغ وجوه هؤلاء المجرمون الدوليّون المتعدّدي الجنسيّات  والمتعدّدي الولاء وطلائها  بشهادات مزوّرة بأنواع من "الدكترة  والمحاماة وغيرها" وبالتزامن  مع البدء  بالتحضيرات  المستعجلة والاستعدادات  المستمرّة  بإدخالهم  دورات مكثّفة  في "الدبلوماسيّة" مع تمارين خصوصيّة  في "الرزانة!" والكياسة وعمليّات غربلة  "نفسيّة" لها أوّل ليس لها آخر لأجل  تسويق هؤلاء  عنوة  لشعب من أذكى ومن أفطن ومن أوعى شعوب الأرض  , إذ لو كان الأمر   يتطلّب  احتلال  دولة  أخرى  غير العراق , من دول التخلّف والطوق الجواري للعراق مثلاً ,  أو من  دول جمهوريّات  الموز  ودول أميركا اللاتينيّة أو دول جنوب شرق أسيا  وغيرها , لأتمّت الولايات المتّحدة  عمليّة  تسويقهم   "بْتِبِنْهُمْ" كما يقول المثل الشعبي العراقي الساخر  ولما احتاجت لكل تلك التحضيرات التي كلّفتها  المليارات من  دولارات الدعم اللوجستي الخليجي ـ السعودي الكويتي  المعهود ..


يتبع .. لطفاً

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٠١ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / أيلول / ٢٠٠٩ م