من سبع حلقات  ـ   قيادتنا الشرعيّة  مقياساً  كونيّاً ؛ تراجيديا  '' الكرسي ''  طموح .. ما بين  الحاجة الاستعماريّة  وبين الحاجة الخاصّة .. وما بين الحاجة الوطنيّة

﴿ الحلقة الثانية

 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

كل هذه الأنواع  المتسلّقة أو القافزة التي ذكرنا  في الجزء الأوّل من هذا الموضوع  , هي نوعيّات معروفة ومتداولة في سياسات السلوك الوصولي في أحسن أحوال السلوك الغير منجرف بعد إلى متاهات الرذيلة  بكاملها ,  فماذا  سنقول وأعضاء هذه الحكومات المتعاقبة   "الشهريّة"   و "المنتخبة" التي أتى بها الغازي الأميركي المحتل مختبئة  خلف دبّاباته  من التي  تهيمن على  الخزين المالي والثرواتي بموافقة أميركيّة هدفها تبديد العوائد الماليّة العراقيّة ,  ولا تستطيع أن تهيمن  لا على  العراق , فهذا صراع بين قوّتين رئيسيّتين  هما المقاومة العراقيّة من جهة وبين جيش الاحتلال من جهة أخرى , ولا تستطيع أن  تقنع  الشعب العراقي بشرعيّة وجودها على سدّة الحكم فيه , لأنّ الشعب العراقي  يعرف جيّداً أنّهم خونة وجاء بهم المحتل  ولا يستطيعون بقدراتهم  الذاتيّة الوصول إلى حكم العراق ,

 

وهذا وحده دليل  قاطع على أن الخيانة يتبّعها  شواذ , والشواذ قلّة في جميع المجتمعات , وهم  هؤلاء  بالتالي شواذ وليسوا معارضة , لأن السيطرة على الحكم في أيّة دولة تحتاج إلى قاعدة جماهيريّة من تلك التي  حضي بها  قادة حزب البعث العربي الاشتراكي  عبر ثورتيه العظيمتين المباركتين , ثورة الرابع عشر من رمضان 1963م, وثورة السابع عشر الثلاثين من تمّوز 1968م , فلولا الشعب العراقي  لم تنجح  كلا الثورتين , أمّا الشواذ فهم يستعينون بالغير, فهم موقنون تمام اليقين أن لا قاعدة شعبيّة لديهم ولا يحزنون , فعمر الشاذ ما كسب إلاّ شاذّاً مثله  , وهكذا فعل أبا رغال  وهكذا فعل بعده ابن العلقمي , وهكذا فعلها  هؤلاء ..

 

فهل  هؤلاء هم  وطنيّون  كما  تروّج لهم الأجهزة الإعلاميّة التابعة على اختلاف وسائلها , وهل يهمّهم مستقبل وطنهم .. بالطبع  هؤلاء هم أنفسهم  في أكثر من مناسبة  يقولون  لا ! , على العكس هم يتفاخرون  عبر هذه الوسائل الإعلاميّة  بهذا الانحطاط والانزلاق الذي هم عليه ويعتبرون ما قاموا به  حالة طبيعيّة  بالنسبة إليهم لأنّهم لا يعرفون شكل  معيّن للحريّة  ولا  يخطر ببالهم  معنىً  للشرف  والرجولة  والغيرة  , لذلك  نجدهم  ما يتصرّفون به  ويعبّرون عنه  واقع تحت طائلة سلوكيّات  تربيتهم  "الدينيّة"  و "العرقيّة"  والعائليّة  الاعتياديّة ! ..  

 

لذا  ,  فهم يعرفون جيّداً أن التحاقهم  بقوى خارج نطاق وطنهم  أو التحاقهم بالتحزّبيّة  في الداخل المرتبط  بالخارج  هو  فخرٌ  لهم وإنجاز عرقي  وديني وعائلي !  ولكنّ  الإعلام  المزيّف  الذي يهمّه  جني محصول دوله عبر هؤلاء  يعرف جيّداً  أنّ  الشعب لا تنطلي عليه  تزويقاته  وتدليساته  التي يروّجها , ويعرف  رغم شدّة  حرف الحقائق  أنّها قوى مرتبطة بالخارج ويستعينون  بهم  لاقتناص "الكرسي" على حساب كل شيء يمكن أن تحتفظ به النفس السويّة  لأن  هذا الشعب الحضاري الواعي  يعرف أنّ  ما  يقدم عليه الإعلام وإعلام الداخل هو أيضاً  في حدّ  ذاته سلوك معيب  وشائن لانحيازه  المعيب  لمثل هذه النوعيّات الموبوءة بأصناف مواصفات أهل نار جهنّم  والعياذ بالله منها  ,

 

فعن أيّة وطنيّة  تتحدّث أقلام مواقع  الدجل أو الصحف  العميلة  أو الفضائيّات الناطقة المسمومة  وعن أيّ  دين أو عرف أو مشاعر أو نخوة أو ضمير أو عروبة  من  الممكن أن يتحدّث فيها  أو يدّعيها من يلجأ إلى أعداء تاريخيّون عرفوا على مرّ الدهور  بشراسة طباعهم الاستعماريّة  واشتهروا  بسلوكيّات  النهب  وممارسة أقصى درجات العبوديّة والاستعباد  ضد   شعوب البلدان المنهوبة والمستعمرة .. من المؤكّد أن مثل هؤلاء خارج نطاق القياس وفق كلّ الذي أشرنا إليه من أنواع الطموح الغير مشروع  التي ذكرنا  في بداية المقال  في جزءه الأوّل رغم  احتوائها على ذلك  الكمّ الهائل من الموبقات وعناصر  الفساد التي قبعت في قاع  نفوسهم  , فعليها أن تستحي هذه المواقع الإعلاميّة  على اختلاف وسائلها  بجميع صنوفها قبل فوات الأوان   وأن تتحرّى  صفاء لقمة  عيش أطفالها  وأن  تتخلّى عن هذا النوع من الترويج  الإعلامي  الصلف  والمنحرف ,  وعندها  ستستعاد لديه , من أقبل على ضميره  المعافى , إلى توازنها الطبيعي  مكوّنات الرجولة , وبشرف  يعادل شرف الجهاد ...

 

يتبع لطفاً ..

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٩ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٩ / أيلول / ٢٠٠٩ م