تأملات  / تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعداً !.

﴿ الجزء السابع ﴾

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

الحقيقة الاخرى هي أن السياسة الخارجية تنطلق و تتبلور من خلال فلسفة النظام الديمقراطي الذي يقود الدولة وهذا بالضرورة يعني حق كل الشعوب في اختيار كافة أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافيةوبحرية تامة ودونما أي تدخل من جانب اية قوة خارجية وهذا هو مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهو أحدى المبأدئ الثلاثة التي أعتمدتها معاهدة وستفاليا في عام 1648للتحكم بالعلاقات الدولية وبالاضافة الى كونه جاء في نصوص ميثاق الامم المتحدة عند اعلان نشوئها في عام 1945.

 

ولكن يبقى السوأل الى أي حد يمكن أن تلتزم الدول العظمى بهذا المبدأ أو هذا النص؟وحيث كل الدلائل تشير الى أن الدول العظمى لا تلتفت الى أي مبدأ من المبأدئ التي تقر باستقلال الدول في العالم عندما تتقاطع هذه المبـادئ والنصوص مع اطماعها ومصالحها.وأنها أي الدول العظمى تنظم سياستها الدولية وتقيم علاقتها الدولية من أجل السيطرة والهيمنة, فهو نوع من أنواع الصراعات بأستخدام القوة,وكما يقول العالم  مورجانثو(1)( بأن العلاقات الدولية هي علاقات قوى لا يحكمها إلا قانون واحد هو قانون المصلحة القومية,فهذه الثنائية في رسم محورية العلاقات الدولية) ,أي إن قدرة الدولة على تحقيق مصلحتها القومية والتي تتناسب  طردياً مع مستوى قوتها ، فالقوة هي مفهوم الأساس لعلم العلاقات الدولية وهي صلب العلاقات الدولية,أذن الخلاصة بأن الدول العظمى وفي مقدمتها الولاياة المتحدة تعتمد في علاقاتها الدولية على عاملين أساسين وهما القوةوالمصلحة القومية وبالتأكيد لا أعتراض على هذين العاملين الذين حددهما الامريكي هانز مورجانثو والذي يخلص من بناءه لنظريةالعلاقات الدولية بقدر التزام الدولة القوية بمبادئ سيادة الدول الاخرى وحقوق الانسان والدول في العيش بالشكل الذي تراه شعوبها لابالشكل الذي يتماشى مع مصلحة الدولة القوية ولكن   بأن يحق للولايات المتحدة  أن تحقق مصالحها بصور فائقة فأن  الولاياة المتحدة والدول الامبريالية عموما لا تبالي أبدا بمصلحة دولة صغيرة أوبلد في الشرق الاوسط أو في مكان من العالم , وهي لا تبالي بحجم الدمار أو الاذى الذي يمكن أن تحققه في سبيل تحقيق ما تسميه بمصلحة الولاياة المتحدة و الغرب عموما بحق الدول والتي أقل قدرة في القوة العسكرية أو الاقتصادية ,وأن سياستها وفي بعض الاحيان تخرج عن المصلحة القومية للولاياة المتحدة الامريكية فعلى سبيل المثال ولا الحصر أين هي مصلحة شعوب الولاياة المتحدة في تدمير العراق بعد غزوه وأزاحة نظامه الوطني والشرعي في 2003 وتنصيبه لنظام طائفي ومتخلف له صورة الديمقراطية ولكن حقيقته قائمة على القتل والفساد والطائفية وخدمة تطلعات فئات معروفة في ولائها للنظام الطائفي ,وأين هي مصلحة الولاياة المتحدة في تدمير العراق وتخريب النفوس فيه وهل هذا يتوافق مع الشعارات الانسانية في حقوق الانسان ومساعدة الدول في البناء الحضاري؟

 

وهل هذا يتوافق مع الرؤية الامريكية لاقامة مجتمعات متحضرة ومتقدمة فكريا وتكنولوجيا؟ وأخيرا هل جريمة العدوان على العراق في عام 1991 وغزو العراق في عام 2003 يتوافق مع ما يمتلكه الامريكي من تعاطف ايجابي تجاه شعوب العالم؟أما أذا كان الموضوع يخص تأمين الطاقة والنفط ,فنظامنا الوطني كان قد اقترح على الولاياة المتحدة الامريكية على أقامة علاقات طبيعية معها قائمة على تبادل المصالح والتكأفؤ في المواقف ,وفي تقديري والمبني على ما تذكره الدراسات أن الشعوب الامريكية ككل الشعوب ترضى بهذا النوع من العلاقات القائمة على تبادل المصالح وبالاتجاهين .

 

أذن مالذي دعى الولاياةالمتحدة الامريكية الى عدم اعطاء الاهمية لهذا النوع من العلاقات مع العراق الوطني؟أنها الحماقة الممزوجة بالحقد وهوس الاطماع لدى الادارة الامريكية في عهد المجرمين البوشين ,فالحماقة عندما صدقت الادارة الامريكية مجموعة من المجرمين والقتلة والخارجين عن القانون بأن السيطرة على العراق وشعبه أمر لا يحتاج الا بأجتياح العراق وستفرش الزهور أمام المحتلين, وحقد لان المجرم بوش وبعض أصحاب القرار أرادوا من ازاحة النظام الوطني في العرق كرد أعتبار لعائلة بوش المجرمة والمهووسة بالقتل والتي لم تستطيع أن تروي ضمأ البعض من الدم العراقي الشريف لأصحاب القرار في الادارة الامريكية أنذاك في العدوان على العراق عام 1991,والاطماع فقد كان تصور بعض أصحاب القرار في واشنطن من أعضاء مجلس النواب والشيوخ والادارة الامريكية بأن أحتلال العراق وبحسابات الربح والخسارة سيتيح لهم الوصول الى الثروات العراقية والسيطرة عليها أسهل و أكثر منفعة من العلاقات المتكافئة مع العراق الوطني..

 

فبدلا من الزهور المفروشة جابهم شعب العراق وبقيادة المقاومة البطلة بالموت وهويبتلعهم يوميا,و الحماقة والحقد جعلتهما منبذوين بل لحد التقزز من ذكر أي أسم لاي مجرم منهم في محفل أمريكي أو دولي , وما هزيمة بوش وحزبه القاسية و أمام مرشح أستثنائي كالسيد أوباما في هذا البلد الا دليل على أحتقار الشعب الامريكي لعنصرية و عنجهية الاحمق بوش.والتجربة الامريكية في العراق جعلت واضعي الستراتيجيات الامريكية يقفون وبكل جدية ويعيدون حساباتهم من جديد ويضعون في تخطيطهم درس العراق القاسي عليهم وخاصة في الالم والضرر الذي الحقته وتلحقه بهم المقاومة العراقية البطلة بقيادة البعث الخالد ..

 
 
(1) هانزمورجانثو عالم الامريكي في العلاقات الدولية ومؤسس النظرية الواقعية في العلاقات الدولية . 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٢١ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / أيلول / ٢٠٠٩ م