تأملات  / تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعداً !.

﴿ الجزء الخامس ﴾

 
 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي
ولسنا هنا بصدد النقد ولكن نتائج هذه المواقف اللا موضوعية تجاه العراق قد جلبت على المنطقة المأسي ويكفي أن نعاين نتأئج الغزو على العراق في كل المناحي الحياتية في المنطقة لنعرف حجم الاخطاء في أدارة العلاقات السياسية  الدولية لبعض البلدان العربية ,  وحقيقة الامر أن ساحة الحرب ضد الارهاب نقلت من الغرب الى الشرق وبالتحديد الى ساحة دولنا العربية بالقصد والتخطيط وليس بحكم مجريات الصراعات , وبالمقارنة وبمعاينة بسيطة للعمليات الارهابية كعدد و نوعية بين العمليات التي تجري في الدول الغربية وبين التي تجرىفي خارجها وبالتحديد في دولنا العربية سوف تجعلنا نصاب بالرعب ونستوعب أمر جديد بأننا نحن المستهدفون بالدرجة الاولى , وأن ما يجري من دمار شامل في البناء الانساني والحضاري في العراق بعد انجاز أكبر عملية أرهابية دولية منظمة ومعلنة في غزو العراق في عام 2003 وما نتج عن هذا الغزو من تصدير الارهاب وتركزه في المنطقة العربية بالذات والعراق خاصة ,  يعطي مؤشرا قويا أن نفكر بجدية في اصلاح الاخطاء ومحاولة تجاوز الشباك التي نصبت للامة العربية سواء القادم منها من الشرق العربي أو من الغرب والشمال الغربي  , وأول هذه المعالجات السريعة والناجعة هي تقديم الدعم اللا محدود للمقاومة العراقية البطلة وعدم الاكتراث لصرخات عملاء الاحتلال بالمطالبة بما يقيهم من ضربات المقاومة العراقية البطلة وتحت لافتات هم ملؤها بدماء زكية لشهداء اعزاء علينا وعلى شعبن ,  وفي تقديري أن هذا الموقف القومي سوف يعالج الكثير من الجروح العربية ويعيد التوازن السترايجيي لصالح الامة وخاصة أن الضمانة القومية لهذه المواقف في دعم المقاومة العراقية البطلة هوقيادية البعث الخالد له ,  وهذا الدعم يعني الوقوف بوجه المد الشعوبي المعادي للامة والمتمثل بالوجود العربي في العراق وايظا يعني خلق وضع قلق لكل أنواع الاحتلال سواء كان  في العراق او وفي الوطن العربي بل في المنطقة ففعل المقاومة العراقية البطلة يتعدى التصدي لحالة الاحتلال ويمتد الى المستقبل فيما يخص أولا نجاح فلسفة الاحتلال وثانيا في تسقيط أي مخطط احتلالي لاي قطر عربي في البرامج العدائية للوجود العربي من قبل الامبريالية والصهيونية العالمية وضمن ستراتيجيتهما المستقبلية في المنطقة.وهل بعد ذلك يمكن لاحد أن يقول حتى ولوكان ساذجا في العلاقات الدولية بأن الامة العربية كانت مهددة من قبل ارهابين قبل العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991 .

 

بالتأكيد أن بعض الاقطار العربية انجرت للمخطط الامبريالي والذي اطلقوا عليه بالحرب على الارهاب وهم أعدوا له الخطط والبرامج وحسبوا مصالحهم ولكن الحقيقة وكل الحقيقة لاتوجد دولة عربية واحدة كانت قد أدركت المعادلة الحقيقة بين هذه الحرب الكونية الجديدة وبين المصلحة العربية , ولكنها دخلتها بناء على وعود أما بمساعدات وهي فتات من ما يجنيه  النظام الرسمي العربي من الموائد العامرة للغرب الاستعماري ,  أو بوعد لدعم ببقاء الانظمة القائمةومحاربة قواها المعارضة , وهذه العروض التي رفضها النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال والذي تسبب في شن الغرب الاستعماري الحروب عليه.

 

أذا ماهو السبيل هل نقاطع العقلية الغربية الاستعمارية ولانتداخل معها في تحركاتها وستراتيجياتها سواء السياسية أو العسكرية والتي تصب في مصالحها وليس في أطماعها؟ أنا أقول أن الحكمة بناة واقعه , يمكننا ان نتعايش وأن نتعامل وبكل ايجابية مع كل التطورات التي يعيشها العالم  , فلا يمكننا أن نتجاهل فرض بعض المفاهيم على الساحة الدولية كالعولمة و الشرق الاوسطية والسياسات الاقليمية والتحالفات الهجينية والغريبة في تكوينها وتراكيبها السياسية والاقتصادية والعسكرية  , وأيظا أن لا نتجاهل تنامي دور الشركات العملاقة المتعددة الجنسيات والعابرة للقارات وكذلك كل التطورات التي طرأت موخرا على الساحة الدولية ولاسيما بعد تداخلت وتشابكت المصالح وفي نفس الوقت تعارضت في بعض صنوفها  , أقول لايمكن للعرب أن يكونوا في داخل هذا التشابك بل أن بعض المصالح العربية الان تتحرك في داخل مركز هذا التداخل العالمي وينكافؤ على ضعهم ويتجنبوا التفاعل معه , وفي الحقيقة أن العملية قد تعقدت وتغيرت فيها الكثير من قوانين اللعبة أن كان على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو حتى العسكري ,

 

ولكن الامر الخطير في كل ذلك هو جهل البعض أو تجاهله لهذه الحقائق , ولم يعد لديه الايمان والقدرة في خلق مصالح متبادلة ومتكأفئة واخرون يتجنبون هذه التفاعلات وتحت مبررات ضعيفة وحجج ركيكة  , بان الولوج في عالم عاصف كهذا وفيه الكثير من التعقيدات مرده هو أستيلاء الكبار على الصغار وهذا مما يجعلني أن أتجراء وأستطيع أن اضعها في مستوى الانهزامية. ولكن أذا تعلمنا من الاخربن فن القتال والعوم فلا مبرر من الخوف بالسباحة في بحار فيها سمك قرش قاضم وأن نقيم كل أنواع العلاقات مع الكبار وحتى أن نتصادق معهم ونمد يدينا لهم وفي اليد الاخرى فأس مستعدا.المصافحة هي أقامة كل أنواع العلاقات الحضارية معهم ,  والفأس هي عقائدنا الايمانية السماوية وأيظا عقائدنا الدنيوية المستمدة من عقائد السماء.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبب  / ١٥ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / أيلول / ٢٠٠٩ م