فلم هندي

 
 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

أستقالة الشهواني فضحت كل شيء ؛فعن أي أصابع للبعث تتحدثون؛وأي تظليل تودون ممارسته على هذا الشعب المظلوم والمبتلى بكم وبالقوات المحتلة؛فلم هندي أخرجته جوقة التظليل تلك التي تعرفونها وأظهرت شخصا أدعى أنتمائه للبعث وأعترف بأنه من قام بالتخطيط والتنفيذ لتفجيرات الأربعاء المخزي والذي يلحق العار بكل من ينتمي لما تسمى بالحكومة الهزيلة التي حارت أين تخفي رأسها حين وقعت الكارثة والتي تصوروا أن أنقلابا وقع وسيطالهم عقاب الشعب؛المشاجرة التي حدثت في الأجتماع الذي أستقال على أثره الشهواني بدفعه أستقالته على قصاصة ورق صغيرة مبرأ نفسه من المسؤولية أمام الله أولا ومن ثم أمام الشعب حين وضع الأصبع على الجرح وأحضر معه كل الدلائل التي تشير الى أن إيران ومن يقف وراءها من أحزاب الشر الحاكمة هي التي خططت ودبرت ونفذت وبالدلائل التي تم تزويدها لأجهزة الحكومة وبأرقام السيارات وأنواعها وطرق أنطلاقها ومسارها وكل ما يتعلق بشأن المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع كون جهازه لاشأن له بالتنفيذ الذي هو من شأن الحكومة وأجهزتها؛مما يرمي الكرة بملعب السيد القائد العام ويؤشر تواطئه أو عدم درايته بما يجري من خلف ظهره هذا إن كان يدري بما يجري أمام ظهره؛ جريمة نكراء وليس بأنتهاك؛ كون أن الأجهزة الامنية بأيد غير أمينة البتة وهي مخترقة منذ إنشاءها على طريقة تلك المحاصصة القذرة التي أنتهجتها تلك الأحزاب منذ أستلامها لمهمة تدمير العراق من القوات الغازية.


فلم هندي يشبه ماعرضته قناة العراقية الظللة للناس عند أنطلاقتها الأولى والتي عرضت فيها أشخاصا يدلون بأعترافاتهم التي تدور حول قتل العديد من الأشخاص الذين ذكروا أسمائهم ليتضح فيما بعد أن أولئك وتحت طائلة التعذيب أعترفوا على أسماء أشخاص مازالوا على قيد الحياة وهم على قرابة عائلية معهم وقد حضرت أسمائهم في أذهانهم تلك اللحظة فأوردوها ؛وفضحتها فيما بعد تصريحات أمهم التي قالت أن تلك الأسماء تعود لأولاد خالتهم وهم أحياء يرزقون؛المعلومات التي وصلتنا ساعة أستقالة الشهواني تفيد بأن جهاز المخابرات كان قد زود الأجهزة الحكومية ورئاسة الوزراء بالتحديد بالمعلومات التي تشير الى أن عناصر على علاقة مباشرة بأيران تخطط للقيام بعمليات تفجير خطيرة جدا داخل بغداد وأنها ستسلك الطريق الذي تحركت فيه السيارات المفخخة ؛كما زودتهم بأرقام السيارات وأنواعها؛إلا أن تلك المعومات غيبت وجرى أهمالها ولم يتم التعامل معها بجدية؛كون أن لاأحد من الحكومة أو غيرها من الأجهزة يملك القرار في هذا الشأن؛وجرى ماجرى والضحية أناس أبرياء راحوا ضحية تواطؤ الأجهزة الحكومية وغض الطرف من قبلها على ماسيجري؛إلا أن المالكي ربما لايعلم كونه هرب وأختفى لثلاث ساعات متتالية متواريا عن الأنظار كونه أعتقد أن أنقلابا حدث وستطاله يد الأنقلابيون حتما.


السرعة التي تم أكتشاف مدبر الأنفجارات بها لا تنم عن الغفلة التي كانت عليها الأجهزة الحكومية برمتها حين مرت السيارات من أمام أعينها لتتمركز في مواقع التفجيرات ولتحصد أرواح الأبرياء؛والوضع الذي ظهر عليه هذا المجرم سواء أكان هو أم لا من نفذ يفيد بأنه سجل أعترافاته في الشيراتون وليس في أجهزة العراق القمعية التي تديرها المخابرات الإيرانية ويشرف عليها فيلق القدس المجوسي؛فلا أثر لضرب كما أعتدنا من أداء تلك المليشيات ومن يديرها وهو بكامل أناقته (ومسيطر ووردة)وكأنه في سويسرا وليس في بغداد؛والأدهى أنه يقول أنه بعثي أي أنه من ألد الأعداء لتلك الأجهزة؛فهل يعقل هذا.


الحقيقة كل الحقيقة عند الشهواني وهو ملزم أمام الله والشعب أن يكشفها كاملة غير منقوصة وهذه الأيام دون غيرها ليقف الشعب برمته على ماجرى ويعرف حقيقة أولئك الذين يتبجحون بفرض الأمن وسيادة دولة القانون ؛ومن بين ذلك كله نقول أين ذهب (حجي كناني) الذي برق نجمه في أولى لحظات الأنفجار وما هو دوره وما هي علاقته بالأحداث التي جرت ذلك الأربعاء ؛وما هو دور البرلمان الموقر؛وأين موقف الكتل السياسية العريقة ومن بينها الجماعات المرتبطة بإيران السوء فلم نسمع منهم ما يشير الى أي شيء يتعلق بتلك الأحداث المفجعة.


قضية الشهيد الدكتور حارث العبيدي لازالت ساخنة وهناك خيط قوي يتعلق بها وهو يقود حتما الى من خطط ونفذ لماذا أسدل عليها الستار ولم يكشف غموضها بتلك السرعة سيما وأن أحد المجرمين الذين تطاولوا على الشهيد قد قتل ما يعني أن الجهة التي ينتمي اليها معروفة ضمنا حين التحقق من هوية ذلك المسخ المجرم؛فاين التفاصيل ولماذا غابت؛ولماذا يعرض هذا المجرم الذي أعترف في قضية الأربعاء بهذه السرعة الفائقة؛رغم أن في العجلة الندامة كما يقول مدير المرور الذي حجزه المالكي وأعتبره مقصرا في عمله.


القضية أكبر من أن تظهر أعترافات هذا أو ذاك أو رمي التهم جزافا على تلك الجهة أو غيرها القضية قضية أجهزة غير كفوءة ومقصرة في أداءها؛القضية هي قضية وطن مستلب الإرادة حتى لو تم التطبيل من قبل هذا أو ذاك مدعيا السيادة وأمتلاك القرار؛القضية أكبر من أتهام حزب البعث أو الصداميون أو غيرها ؛القضية أولا وأخيرا تؤشر عدم كفاءة أولئك في إدارة أي شيء وهم فاشلون في كل شيء ؛فكيف يديرون شؤون الوطن وتلك المصائب كلها يتحملها الشعب المسكين جراء تواطئهم وتخاذلهم أمام إيران؛القضية هي بأختصار من منع الشهواني أن يعرض الأدلة التي بحوزته ضد إيران التي قامت بالتخطيط و التنفيذ بواسطة عملائها المجرمين؛القضية أولا وأخيرا هي مسؤولية المالكي وأجهزته الأمنية برمتها بدأ من الشرطي الصغير وأنتهاءا بالمالكي نفسه؛فقد حوكم صدام حسين رحمه الله على مسؤوليته عن الأجهزة الأمنية التي تعاملت مع حادثة الدجيل رغم أنها محاولة لأغتيال الرجل؛فما بالكم وتواطؤ الجميع مع الفرس ضد هذا الشعب المجروح ؛وقتله ونهب ثرواته؛ناهيك عن الأمريكان وما أقترفوا؛القضية هي بكل الأختصار قضية ضمير؛وهم قد فقدوه؛فهل نمتلكه نحن؛فلم هندي

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٣ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / أب / ٢٠٠٩ م