هذا رئيس العراق لو سكراب الشعيبة ؟!
ما كلّ من طلب المعالي نافدا - فيها , ولا كلّ الرجالِ فحولُ

 

 
 

شبكة المنصور

محمد العماري

كانت صورة الرئيس العراقي العميل المقعد المُصاب بأكثر من عاهة ومرض أثناء إلقاء خطبته "العصماء" امام الجمعية العامة للأمم المتحدة, والتي بثتها وسائل الاعلام, أفضل تعبير وخير دليل على الحال المزرية التي وصلها العراق الجديد تحت قيادة عصابة من الغرباء واللصوص وأصحاب السوابق, وعلى رأسهم كبير القوم جلال الطلباني نفسه. والحقيقة إن المرء لا يجد تفسيرا مقنعا لوجود الطلباني الغير مشرّف بهذه الحالة البائسة أمام رؤساء دول وحكومات العالم لولا حبّه الصبياني للظهور وسعيه المحموم لتسليط الأضواء على شخصه النكرة والتوق الدائم لكسب شيئ من الدعاية الاعلامية قد تزيد, كما يتوهّم ضخامته, من قيمته السياسية المعدومة أصلا.


إن معظم دول العالم تسعى لفرض طوق من السرية التامة عن الوضع الصحي لرئيس الدولة أو الحكومة, وتحارب كل من ينشر أخبارا تتعرّض لصحة الرئيس حتى وإن كانت صادقة وصريحة. وتجدر الاشارة هنا الى أن نظام فرعون مصر حسني مبارك أدان وحكم بالسجن صحفيا نشر خبرا, قيل أنه خبر كاذب, عن تدهور صحة مبارك. بالرغم أن نظرة واحدة الى حسني مبارك وهو يمشي أو يتكلّم تقنع الانسان بان صحة مبارك معتلّة ومن السخرية إخفاء ذلك أو تكذيبه. وعلى عكس ذلك, فقد قام رئيسنا العميل جلال الطلباني في عملية إستعراضية مخجلة لنفسه ولعراقه الجديد, الذي لا يختلف عنه كثيرا في التعاسة والبؤس والشقاء, دون أن يعي, بسبب ذكائه المحدود جدا, فداحة الضرر المعنوي والاعتباري والسياسي لصورة وهيبة الدولة التي يُفترض أنه يمثّلها.


كأن جلال الطلباني أراد أن يقول لرؤساء دول وحكومات العالم المجتمعين تحت سقف الأمم المتحدة: "إنظروا هذه هي حالي! مقعد كسيح عاجز عن الحركة والتأثير شأن العراق الذي أمثّله". وبديهي إن ظهور جلال الطلباني بعكازته أمام العالم لا يخلو من دلالة رمزية عميقة, فالعراق اليوم, ومنذ إحتلاله وحتى هذه اللحظة, عاجز عن فعل أي شيء بدون العكازة الأمريكية. فبالرغم من أن أمريكا أرادت لعراقها الجديد أن يكون "نموذجا" للازدهار والاستقرار والحرية وبذلت المستحيل من أجل أن يقف هذا العراق على قدميه الاّ أن المطاف إنتهى بها وهي ترى جلال الطلباني, أحد أكثرعملائها تملّقا وتزلّفا وإنحطاطا, وهو يتكيء على عكازة, مجسدا تجسيدا حيّا نهاية المشروع العدواني الأمريكي في العراق وهزيمة وبؤس العملاء الذين تفانوا حدّ المرض والشيخوخة من أجله.


إن أي عاقل لا يظنّ إن رؤساء دول وحكومات العالم كانوا بحاجة الى العرض المسرحي الذي قدّمه العميل جلال الطلباني من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة, وظهوره المثير للشفقة كعجوز لا حول ولا قوة له. وحديثه الذي لا يصدّقه حتى هو نفسه عن انجازات مزعومة لم يرّ العراقيون منها الاّ السراب العابر, أو توسّله المخزي بمن ههبّ ودبّ للمجيء الى العراق المحتل والاستثمار فيه, والذي يعني النهب والسرقة في وضح النهار, ومساعدة العراقيين على توطيد دعائم "النظام الديمقراطي الفيدرالي" الذي هبط عليهم من السماء مع آلاف الصواريخ والقنابل الذكية والغبية وقتل أكثر من مليون بريء منهم وشرّد ملايين أخرى داخل وخارج العراق. ناهيك عن عمليات النهب والسلب المستمر على مدار الساعة للمال العام ولخيرات وثروات العراقيين من قبل جلال الطلباني وحزبه العميل للكيان الصهيوني, أو من قبل رفاقه لصوص وسماسرة المنطقة الخضراء.


لو كان جلال الطلباني يملك ذرّة من المروءة والكبرياء والأنفة لألغى مشاركته في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ووّفر على نفسه الأمّارة بالسوء وعلى العراق وشعبه المبتلى به وبأمثاله من حثالات الرجال, هذا الظهور المخزي أمام البشرية. ومن المؤكد إن الوفود الأجنبية التي إستمعت الى خطبته"العصماء"أشفقت على حاله البائسة وجلب إنتباهها وضعه الذي لا يُحسد عليه أكثر من إستماعها وإهتمامها لما خرج من فمه الرئاسي. وتبّا لهذا الزمن الغادر الذي جعلنا, بفضل حفنة من الخونة والعملاء والمُصابين بأكثر من عاهة ومرض نفسي وجسدي وعقلي, مضحكة ومسخرة للعالمين.

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١١ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / أيلول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور