تعزية لإيران في وفاة ابنها البارّ عبد العزيز الحكيم

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الكريم بن حميدة
وصفه أحد البيانات بأنّه أدّى الأمانة ومات على العهد.. وأنّ الأمّة فقدت بموته قائدا سياسيّا ورمزا من رموز العراق الجديد.. وأنّ وفاته مثّلت خسارة كبيرة.. فيما قال بيان آخر إنّ غيابه سيترك فراغا كبيرا لا يمكن ملؤه وتعويضه بسهولة ولاسيما في هذه المرحلة الحرجة والحسّاسة من تاريخ العراق المعاصر.


كانت تلك مقتطفات منتقاة من بيانات أصدرتها أحزاب وقوى وشخصيات عراقية على إثر وفاة عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى. وعندما تطالع هذه البيانات تفاجأ بحجم ما قيل في هذا الرجل حتى لكأنّ الجميع كانوا في سباق محموم لا يحفل بالحقيقة بقدر ما يهدف إلى تمجيد الراحل وإظهاره على خلاف ما عرفه الناس.


كان مسار السباق هزليّا ممجوجا، فجاءت نتائجه مبتذلة رخيصة..


الحركة الشعبية لاجتثاث البعث وصفت الحكيم بأنّه "واحد من أعظم رجالات العراق وأكثرهم ثباتا في سبيل حريته واستقلاله وكرامة شعبه".


أمّا تعزية جلال الطالباني فقد كانت إلى الرسم الكاريكاتوريّ أقرب، كيف لا وقد قال عن الحكيم إنه "مجاهد وابن مجاهد وأخو مجاهدين.. وبطل في مقارعةِ الدكتاتوريةِ وشجاع في تحدّيها وإسقاطها، وحكيم في بناءِ العراقِ الجديد، وصبور في قبول التضحيات، بعد حياة مُشرِّفة بالنُبلِ والشهامة والكرامة والشجاعة".


الذين لا يعرفون الحكيم وآل الحكيم ربّما تخدعهم هذه البيانات، فيدْعون لعبد العزيز الحكيم بالرحمة في أقلّ الحالات.. وسيحذر آخرون فيقولون إنه الآن بين يدي ربّه، ولا يجوز للمسلم سوى أن يترحّم عليه.


اللهم لا شماتة في الموت، فهو حق قهرت به عبادك أجمعين.. 


اللهم إنّنا لا نبغي من وراء هذا الذي نكتب سوى المساهمة بما نقدر في تخليص الحقيقة ممّا يصيبها من مسخ وتشويه.. خدمة لأجيالنا وذاكرة أمّتنا حتّى لا تلتبس عليها السبل فتخلط بين المجاهد والعميل، والوطنيّ والخائن، والشريف والوضيع..


إلى حدود سنة 1970 لم يكن أحد يعرف آل الحكيم إلا باسمهم الطباطبائيّ الأصفهانيّ الحكيمي، وهي تسمية موافقة للأصول الإيرانيّة لهذه الأسرة. أمّا هذا الذي يتباروْن في عدّ مآثره اليوم فهو عزيز محسن حكيمي. وقد نجح في الهروب إلى إيران صحبة أخيه محمد باقر الحكيم حيث أسّسا المجلس الأعلى للثورة الإسلاميّة عام 1985 بأمر من آية الله الخميني. وكانت المهمّة الأساسية لعزيز حكيمي الطباطبائي الإشراف المباشر على تعذيب أسرى الجيش العراقيّ، والعمل على استمالة بعض ضعاف النفوس ومحاولة الإخلال بالأمن لا سيما في محافظات العراق الجنوبيّة وذلك عبر أعمال التفجير وزرع القنابل.

  
عام 2003 ركب الحكيم الدبّابة الأمريكيّة صحبة أخيه، فاستولى على دار الأستاذ طارق عزيز في الجادريّة وجعلها مقرّا لمنظّمة بدر التابعة للمجلس الإسلاميّ والتي كانت تتلقّى أوامرها مباشرة من طهران، حيث عملت على مطاردة شرفاء العراق خصوصا العلماء والمهندسين والطيّارين والأطبّاء والأكاديميّين، ونجحت في قتل الآلاف وتهجير الملايين وتشريدهم..  


هذا هو الحكيم الذي تبارى أيمّة الدجل والعمالة في تلميع صورته..


تآمر على العراق وتحالف مع الأحزاب الكرديّة الشوفينيّة وتآمر معها لتقسيم العراق وإنشاء فيدرالية الجنوب أسوة بإقليم كردستان.. وتحالف مع الاحتلال الأمريكيّ، فكان تابعا ذليلا لإدارة بوش وخادما مطيعا للمشروعين الاحتلاليّين الأمريكيّ والإيرانيّ..

 
استحوذ على أملاك النجف، فأثرى.. وأمعن في نهب النفط العراقيّ لمصلحة مؤسسة (شهيد المحراب) التي يترأسها ابنه عمار حتى بلغت الكمّيّة المسروقة من نفط البصرة 350 ألف برميل نفط يوميّا (وهو ما يعادل نسبة 60% من الدخل القومي اليمنيّ!)، الأمر الذي جعله يجني ثلاثة مليارات و800 مليون دولار خلال الأشهر الستّة الأولى من عام 2008 أودعها في أحد البنوك الإيرانيّة. لكلّ هذه الأسباب فإنّ إيران وحدها تستحقّ أن تُعَزّى في "ابنها البار الذي  أدّى الأمانة".. أمّا حسن نصر الله فقد أعاد التأكيد بالرسالة التي بكى فيها الحكيم بحُرْقة أنّ المقاومة ليست خياره الأوحد، وأنّ ولاءه للمرجعيّة قبل أيّ شيء آخر!!

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الأحد  / ١٦ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / أيلول / ٢٠٠٩ م