ديمقراطية ولكن امريكية

 
 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري
شهد العراق وضعاً سياسياً بالغ التعقيد , تعصف به احزاباً وتيارات وحركات سياسية وجبهات ومنظمات كلها تدعي الوطنية والحرص على وحدة العراق وسيادته وتحارب الطائفية وترفع شعارات وطنية وتطرح برامج وطنية ودينية إسلاموية , ولا نرى احداً منها يقول لنا ( لبني حامض ) ولكن الواقع على الارض يقول عكس ذلك تماماً , فجميع احزاب الحكومة باعترافها هي - احزاباً طائفية حد العظم تعمل لفئة واحدة وتنظر الى الاخرين من العراقيين بعين واحدة , والدليل .. اذهبوا الى اية وزارة .. نعم اية وزارة سوف ترون وزيرها من الحزب الفلاني الطائفي وجميع منتسبي الوزارة من الوزير الى الفراش هو من حزبه فقط وصور مرجعه معلقة على جدران الوزارة ولا استثني ولا وزارة , ثم اذهبوا الى دوائر هذه الوزارات في العاصمة والمحافظات ترون جميع التعينات والمدراء والمراكز المهمة ( لحزب الوزير الفلاني ) وهكذا جميع وزارات الدولة ( ملك طابو ) لهذه الاحزاب , ثم ناتي الى تمويل هذه الاحزاب , فنراها جميعها تمول اما امريكيا او ايرانياً وعندما نذكر جهة التمويل فاننا نقصد ان هذه الدول تفرض اجنداتها السياسية على هذه الاحزاب , والا فليقل لي احدكم من اين لها هذه الاحزاب الفضائيات والصحف والميليشيات والاسلحة والعتاد والدعم الاستخباري وغيره .. الم تقف وراءها امكانات دول لفرض قرارات وتوجيهات للحصول على مكاسب على حساب الشعب العراقي الجريح , ففي التوجه الامريكي الذي يحمل اجندة سياسية اقلها تمزيق العراق وتقسيمه وزرع بذرة الفتنة الطائفية وترسيخ جذورها لقرون قادمة وهذا ( الوتر ) عملت عليه المخابرات الامريكية ,


منذ عقود طويلة لتحقيق هذه الاهداف , ثم وضعت ادارة بوش برنامجاً في الجوانب التربوية لتغيير المناهج الدراسية وفرض ( ديمقراطية امريكية ) في مؤسسات الدولة تخدم مصالحها الانية وعلى المدى الطويل , بالاضافة الى تغيير بنية الجيش العراقي ( تثقيفاً وتسليحاً ) وهذا مطبق على ارض الواقع فترى ( الجندي العراقي ) يتصرف كالجندي الامريكي الغازي مع المواطنين وهي تصرفات مشينة ومخزية لا تمت لاخلاق العراقيين في الدهم والتفتيش والسلوك اللاخلاقي مما إنسحب على المعتقلين في سجون الحكومة ( اغتصابات سجن الجادرية والنسور الديوانية والكاظمية مثالاً ) ناهيك عن الزي العسكري التجهيزات والتدريب الامريكي , اما الاجندة الايرانية فتختلف تماماً في مشروعها الطائفي الصفوي , فقد ادخل الى العراق نظام المحاصصة الطائفية والميليشيات الطائفية التي تدربت وتسلحت وتمولت في ايران , وادخلت الى العراق عناصر مخابراتية تحت يافطات ( منظمات انسانية خيرية ) وكذلك فرضت المناهج الدينية ( الطائفية ) وقد امتلأت المكتبات بكتب دينية في السب والشتم والقذف للصحابة الكرام وتدعو الى الفرقة والطائفية وقتل المواطنين الذين لايؤمنون بولاية الفقيه كما حصل في جنوبنا العراقي الاصيل وحاولت بكل قوتها تغيير المناهج الدراسية لجميع المراحل وفيها الدّس الشعوبي على العراق والاسلام , اضافة الى زرعها عناصر دينية ومخابراتية في دوائر الدولة لتنفيذ برنامج سياسي وديني يخضع لولاية الفقيه الخامنئي وبتخطيط منظم مدروس وهادف الى تفتيت بنية المجتمع العراقي وطمس هويته العربية والعروبية من خلال انشاء فدرالية واقاليم يكون ولاؤها لايران هذا هو برنامج ايران في العراق , اذن ديمقراطية امريكية هي الفوضى الخلاقة في التدمير الشامل للعراق من قتل ابناء العراقيين وفرض التقسيم من خلاله وتحويله الى دويلات ضعيفة يسهل السيطرة عليه لقرون طويلة .. تنفذ هذا البرنامج التدميري احزاب الحكومة والكتل التي جاءت مع الاحتلال وتحمل برنامجها وتنفذه .. هذه هي الديمقراطية الامريكية في العراق وهذا هو المخطط الايراني التدميري للعراق .. فهل ياتي اي عراقي ويقول هذا امر واقع يجب ان نقبل به , ام يقاومه بكل ما يملك ؟ لا يقبل به الا من هو عدو العراق والعراقيين ... الله يحفظ العراق والعراقيين ويخذل عدوهم , واعداءهم .

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٧ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / أب / ٢٠٠٩ م