اربعاء بغداد الدامي

 
 

شبكة المنصور

عبد الجبار الجبوري / كاتب واعلامي

اثبتت تفجيرات الاربعاء الدامي في بغداد يوم 19\8\2009 هشاشة الوضع الامني وضعف اداء قوات عمليات بغداد واختراقها ،وفشل خطة فرض القانون في بغداد فكيف واجهت حكومة المالكي هذا الخرق الفاضح القاتل والفشل الذريع ؟ ابتداء ارادت الحكومة ان تكحل عين الكارثة فعمتها عندما فقدت اعصابها وصرحت ان وراء هذه التفجيرات كالعادة ( البعثيون والتكفيريون ) وفضحت نفسها عندما اخرجت فلما هنديا قديما اظهرته على شاشة الفضائيات اعتراف احد العناصر بأنه من خطط لهذه التفجيرات بتوجيه ودعم قياديين من حزب البعث هما محمد يونس الاحمد وسطام فرحان وانطلقت العملية من المقدادية الى بغداد بعد ان قدم هذا العنصر رشوة قدرها بـــ(10000) للسيطرات الحكومية ليضمن الوصول الى اهدافه وصعدت الحكومة من تصريحاتها النارية وقامت بأستدعاء سفيرها في دمشق وطالبت وزارة الخارجية بتسليم عناصر البعث في سوريا للحكومة العراقية في حين اثبتت الاخبار على الارض ان اعتراف هذا العنصر الذي ظهر على الفضائيات هو اعتراف مفبرك اذا انه اعتقل قبل يومين فقط من التفجيرات وسقط بيد الحكومة هذا الخبر كالصاعقة وانفضح امرها امام الرأي العام الا انها ذهبت في فضيحتها الى النهاية وفجرت بالونات اختبار اخرى بأحالة القضية الى الامم المتحدةو طالبت تشكيل محكمة دولية على غرار محكمة الحريري بعد ان دخل وزير خارجية ايران على الخط وزار بغداد لتهدئة الوضع بين بغداد ودمشق واعلنت تركيا لوساطة في نفس الاتجاه في حين طلب ( متكي ) وزير خارجية ايران عقد مؤتمر لدول الجوار لمعالجة قضية التفجيرات فمن هذه الاجواء السياسية فجر الناطق بأسم( القاعدة )قنبلة من العيار الثقيل اعلن فيه مسؤولية القاعدة عن التفجيرات التي ضربت قلب بغداد ووزاراتها السيادية ثم توصلت الحكومة على لسان ناطق فرض القانون وخطة بغداد ان عناصر القاعدة الذين قاموا بالعملية كانوا معتقلين لدى القوات الامريكية في سجن بوكا ..

 

اذن اين الحقيقة في هذا التخبط السياسي والامني ياحكومة المالكي ؟.. لايختلف اثنان ان من قام بهذه التفجيرات هو مدعوم من دولة متنفذة من دول الجوار وتحديدا ايران لان ( الشاحنة المحملة بطنين من متفجرات ) كانت تسير ضمن رتل احد المسؤولين الكبار؟؟؟ ثم قبل هذا بيوم واحد جاءت مكالمة هاتفية من مسؤول كبير الى سيطرة رئيسية وامر بتغيير السيطرة وتم ذلك في اليوم الثاني ( السيطرة كانت قريبة من وزارة الخارجية ) والعملية خطط لها في مدينة المقدادية ( ديالى ) اي قريبة من الحدود الايرانية، يعني هذا ان التخطيط ايراني ( لتدمير بغداد ) حسب قول مصدر امريكي مهم ،زائدا ظهور اسم (علي رضائي) في قائمة الممنوعين من دخول العراق والقادم مع طائرة وزير الخارجية متكي منوشهر الى العراق وابوه يعمل قنصلا ايرانيا في كربلاء ، وهو متهم بتزويد الميليشيات بالاسلحة والصواريخ وتهريبها الى العراق بمعني ان العناصر التي قامت بتفجيرات الاربعاء هي عناصر القاعدة التابعة لايران وهم من الصفقة التي ابرمتها القوات الامريكية مع منظمة ( عصائب الحق) التابعة للتيار الصدري ويقودها وزير النقل السابق سلام المالكي تم خلالها اطلاق سراح البريطانيين المحتجزين لديها ،الحكومة الان في ( حيص بيص ) فهي ( كبلاع الموس ) اعلنت مسؤلية قيادة البعث العراقي في سوريا بالتفجيرات وظهرت الوقائع على الارض غير ذلك وورطت نفسها امام الرأي العام.

 

وثبت فشلها السياسي في ادارة الازمة السياسية مع سوريا ، اربعاء العراق الدامي زلزل حكومة المالكي من جذورها وكانت اهدافه واضحة منذ ساعات حدوثها قالها الشارع العراقي، ان سبب هذه التفجيرات هو الضغط الايراني على حزب الدعوة الذي يقوده المالكي، لاعادته الى الائتلاف الشيعي بعد كل الجهود المضنية التي فشلت في اقناع المالكي بالدخول الى الائتلاف قبل التفجيرات، لارسال اشارة مباشرة للحكومة تقول فيها .. ان الخيوط كلها بيد ولاية الفقيه وماعلى الحكومة والمالكي الا الدخول في أئتلاف شيعي طائفي يضمن بقاء اجنحة ايران واذرعها على سدة الحكم بعد انتخابات البرلمان النقبلة والتي تنذر بالدليل القاطع ان الائتلاف الشيعي سوف يلقى هزيمة ماحقة مؤكدة كما حصل عليها في انتخابات مجالس المحافظات.

 

هذه هي حقيقة اربعاء العراق الدامي وموت عبد العزيز الحكيم بعد التفجيرات وضع الائتلاف في مهب الريح بعد ان كان صمام الامان فيه ، التفجيرات حققت اهدافها الدموية لكنها اخفقت في اقناع المالكي للعودة الى الائتلاف بل بالعكس وضعته امام مسؤويلة اكبر ويقين اعمق بحتمية ابتعاده عن الائتلاف والتحالف مع قوى وطنية سنية وشيعية وكردية لضمان بقائه في رئاسة الوزراء .. بعيدا عن التخندق الطائفي الذي اراد الائتلاف العراقي الشيعي ان يدخله عنوة فيه .... هنا تكمن حقيقة تفجيرات بغداد واربعاء العراق الدامي ... انها لعبة قذرة دفع ثمنها ابرياء العراق ... على ايدي اعداء الشعب والعراق...اربعاء بغداد الدامي يوم اسود في جبين الحكومة العراقية وجرس انذار لرحيلها ......

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٤ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أيلول / ٢٠٠٩ م