الصراع الإيراني الداخلي أبعاده ونتائجه

 
 
 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

يشهد الشارع الإيراني  تململ رافض للواقع المفروض منذ عام 1979 نتيجة ما لحق به من مصادرة لحقوقه وحرمانه من التعبير عن إرادته وتحقيق اختياراته السياسية من خلال الأجواء الاستبدادية التي أملتها نظرية ولاية الفقيه التي اتخذها النظام أسلوبا" لإدارة مؤسسة الدولة إجحافا وتجاوزا على الحقوق التي اقرها وطالب بها الدين الإســــلامي كونه دين الحقوق الإنســـانية والقيم الســــــماوية ، وتناقلت وكالات الأنباء  احداث حصلت قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة في المحافظات الإيرانية راح ضحيتها أعداد من أبناء الشعوب الايرانية تشم من خلالها رائحة الفتنة التي يراد منها  تهميش حيز واسع من أبناء الشعوب الايرانية ممن لا يلتقون أساسا" مع التوجهات العامة لنظام الملالي (( أعلنت الشرطة الإيرانية ، أن اعتقالات شهدتها محافظة سيستان وبلوشستان ، طالت بعض الأشخاص ، على خلفية "محاولة إثارة الفرقة بين السنَّة والشيعة"، بعد أسبوع من تفجير مسجد شيعي أدى إلى مقتل 25 شخصًا وإصابة نحو 120 بجروح  ،  وقال نائب قائد قوات الشرطة الإيرانية العميد أحمد رضا الموجود في المنطقة ، حاول أفراد القيام بأعمال تثير الفرقة بين المواطنين الشيعة والسنَّة في المنطقة ، إلا أن تحرك المسئولين وعلماء الدين في المحافظة في الوقت المناسب حال دون حصول اضطرابات". )) 

 

عند الوقوف أمام هكذا تصريح من مسئول امني يلاحظ إلى الحقيقة الخفية التي يشهدها الشارع الإيراني وخاصة المناطق التي يسكنها من هم لا يلتزمون بمفاهيم وأفكار رواد نظرية ولاية الفقيه ومفاهيمها الاستبدادية المصادرة لكل الحقوق الدينية والسياسية والثقافية  للأطياف الأخرى وان ما ذهب إليه العميد أحمد رضا كان الغرض منه إنكار الحقيقة والتمويه للرأي العام بان الأمور في الشارع الإيراني وخاصة المحافظات التي شهدت تنفيذ حكم الإعدام في ثلاثة أشخاص اتهموا بالتورط في تفجير مسجد شيعي في زاهدان جنوب شرق كبرى مدن محافظة سيستان بلوشستان التي يقطنها عدد كبير من أهل السنة الذين يمثلون الأغلبية في إقليم بلوشستان من عدم المســـاواة ،

 

في الحقوق مع الشيعة الذين يســــيطرون على الحكم في إيران   ،   وردًّا على سؤال عما إذا كانت اشتباكات أسفرت عن اعتقال أشخاص أم لا قال المسئول بالشرطة الإيرانية العميد احمد رضا ((  ألقينا القبض على بعض الأفراد الذين حاولوا زعزعة الأمن في هذه المدينة وهم حاليًا قيد الاعتقال  وعن انتماءات الأشخاص المعتقلين وما إذا كانوا من مجموعة معينة أو مذهب محدد ، أوضح أن بين هؤلاء أفراد من شيعة وسنَّة إلا أن ما هو واضح لدينا هو محاولتهم بث الفرقة بين الأخـــــــــوة من الشـــــــيعة والســــــنة في هذه المدينة  ))  وأشارت وكالة الأنباء ألإيرانية إلى أن (( بعض الأشخاص قاموا بتحركات الهدف منها بث الفرقة بين المواطنين الشيعة والسنَّة، بمهاجمة الأماكن العامة في مدينة زاهدان ملحقين بها أضرارا مما أدى إلى نشوب بعض الاشتباكات في مناطق متفرقة في المدينة ))  وهنا يثار سؤال لماذا هذا التحرك الذي تشير إليه الأجهزة الحكومية الايرانية وان كانت تحاول عدم إعطائه الأهمية  ؟

 

وما هي الأبعاد السياسية والدينية التي تتوخاها منه  ؟  وان الظروف التي مر بها العراق منذ وقوع الغزو والاحتلال والدور المناط لإيران في الشأن العراقي بالمباشر أو من خلال أدواتها  في التيارات والحركات والأحزاب الدينية السياسية التي أنشأتها من أجل تحقيق ما تمكنت من الوصول إليه وتواجدها ودورها في الأحداث التي أرهقت المواطن وأثرت على النسيج العراقي من خلال ا يقاض الفتنة والعمل على إدامتها  هو ذاته الذي يحصل في إيران اليوم من طرف  حكومة الملا لي  والرفض الجماهيري له  بعد  أن  أدركوا الحقيقة   ،   

 

يقابل ذلك الإصرار على الاستمرار بالمنهجية العدائية لإرادة الجماهير وان خطبة يوم الجمعة الفائت التي ألقاها خامنئي وما تضمنته من تهديد ووعيد للقوى الشعبية وقياداتها والتلويح باستخدام القوة لفض الاحتجاجات والاعتصام يعد بحد ذاته موافقة ضمنية لاستخدام القوة المفرطة لكبح إرادة الشـعوب الإيرانية المغلوبة على أمرها ،

 

وإلا ماهو تفســـير نص عبارته ( مسئولي التظاهرات يتحملون سيل الدماء  ) بالإضافة إلى التعدي على المفاهيم والقيم السماوية باسم الإسلام والإسلام منهم براء  فانحياز المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية إلى طرف  بين الشارع الإيراني رفضه له لما جلب لإيران من  هموم وغموم وركود اقتصادي وتبني المواقف التي انعكست سلبا على إيران وشعوبها يعزز الراى القائل بان ما يسمى بالقيادة الإيرانية فئوية التوجه والسلوك

 

ألله أكبر                     ألله أكبر                       ألله أكبر

والعزة للشعوب المظلومة

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٨ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / حزيران / ٢٠٠٩ م