الديمقراطية الإيرانية وفقا'' لنظرية ولاية الفقيه

 
 
 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

المتابع للأوضاع الإيرانية منذ لحظة التغير  الانكلو أمريكي صهيوني عام 1979 أي وصول خميني إلى السلطة والبدء بتنفيذ أيديولوجيته التي تتجانس والمشاريع الامبريالية الصهيونية من حيث قضم الأمة العربية وتفتيت المفتت ولحين انتهاء الانتخابات الإيرانية يوم الجمعة الموافق 12 \ 6 \ 2009  يؤشر عدم استقرار الشارع الإيراني الذي شهد ويشهد باستمرار الانتفاضات الشعبية العارمة لان النظام الذي ادعى معاداة الامبريالية والصهيونية ووصف أمريكا الشيطان الأكبر اثبت كذبه ومخادعته للشعوب الإيرانية المغلوبة على أمرها والمحرومة من ابسط حقوقها الإنسانية  ، وكما يقال السفينة الإيرانية تسير في متاهات برزخها تحت يافطات المتشددين والإصلاحيين اللذان يشكلان وجه العملة الإيرانية القديمة الجديدة من حيث الأهداف والنوايا بالرغم من  القبضة الحديدية التي يمارسها الملا لي انطلاقا" من مفهوم وآلية نظرية ولاية الفقيه


إن الفرد الإيراني وحتى الذين وجدوا ضالتهم في الشعارات التي رفعتها الحركات والتيارات الدينية السياسية  أصبحوا في حيرة من أمرهم والأمنيات التي أصبحت نقطة الانطلاق في حركتهم واندفاعهم المهووس وهذا شخص جليا في الحرب المفروضة على العراق لثمان سنوات حيث أصبح أمثال هؤلاء هم وقودها كي يحقق الملا لي أحلامهم  ونواياهم واستمرت الإخفاقات النفسية عند أبناء الشعوب الإيرانية تتزايد يرافقها الإحباط في كافة مجالات الحياة اليومية  ،ومن هنا بدء الفرد الإيراني يتفاعل ايجابيا" مع كل ما يتعارض مع النظام كي يحصل على بصيص أمل يمكنه من امتلاك إرادته وحريته وخاصة أبناء الشعوب الأخرى لان العنصر الفارسي هو المميز كانت هناك التحركات التي لم يتناولها الإعلام الخارجي بالشكل المنصف وهنا لابد من الإشارة إلى جملة


ماهو الواقع الذي تعيشه الشعوب الإيرانية أمام الاستبداد الفارسي وتسلط الملالي على رقاب أبناء الشعوب الإيرانية التي أبهرتها الشعارات ودعوات التضليل والدجل بمحاربة الشيطان الأكبر والانتصار  للفقراء والمستضعفين والهوس الذي أدى بالآلاف من الشباب الإيراني أن يكون وقود الحرب العدوانية التي فرضها الملالي على العراق من خلال المباشرة بتطبيق برنامجهم العدواني التوسعي الباعث لأمال  الفرس بإحياء إمبراطوريتهم تسترا" بالإسلام ، والسؤال المهم الذي لابد من إثارته قبل الولوج في صلب الموضوع هو ( ما ألذي يجري في إيران ألان ؟ ) والإجابة المباشرة لدى وكما قلنا كل متتبع الذي يجري في إيران الآن هو أسوأ أزمة منذ حصول التغير في النظام أي استبدال الشاه بمعمم في 1979م والذي سميت بالثورة الإسلامية من اجل تمرير أهدافها ونوايا المنفذين لها، والسلطات الإيرانية تدرك ذلك تمامًا وتستوعب خطورته وتعي المأزق الذي يواجهها ورد فعل السلطات الإيرانية وقراراتها، إزاء المظاهرات العنيفة والصاخبة التي عمت شوارع طهران والمدن الإيرانية، والتي حوَّلت شوارع إيران إلى فوضى دموية وقتلى وحرائق؛ احتجاجًا على إعلان فوز نجاد بفترة رئاسية ثانية، يعكس أزمة ومأزق وحيرة النظام الإيراني  ، فمنع السلطات الصحافة الأجنبية من تغطية الأحداث بعد أعمال الشغب والتظاهرات، وإغلاق الفضاء الإيراني والتشويش على استقبال الإرسال الخارجي، ومنع بعض القنوات الفضائية من العمل ونقل الأحداث، وحجب مواقع الإنترنت الخاصة بالإصلاحيين، واعتقال العشرات؛ بينهم ثلاثة من القادة الإصلاحيين الذين يدعمون موسوي؛ هم: سعيد هجا ريان، ومحمد علي أبطحي، وبهزاد نبوي، ووقف عمل شبكة الهاتف ... إلخ،

 

كل ذلك يؤكد الخوف الإيراني من تداعيات الأحداث  ، انفجر الغضب الشعبي الذي تخللته مواجهات دموية، بعدما رفض المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي نتائج الانتخابات، متحدثًا عن تزوير ومخالفات، كما تحدث المرشح مهدي كروبي عن التزوير وذهاب الأصوات لصالح نجاد بطريقة غير مشروعة. ل ذلك جعل جمهور المؤيدين للمرشحين الخاسرين ينفجرون غضبًا، ويخرجون ضارمين النار في السيارات ومشتبكين مع أجهزة الأمن، وموسعين من الحيز الجغرافي للمظاهرات؛ ليشمل كثيرًا من المدن بالإضافة لطهران؛ مما أدى إلى مواجهات عنيفة وسقوط قتلى. النظام الإيراني فوجئ بهذه الهبَّة الشعبية الكبيرة والغاضبة، فأعلن مرشد الجمهورية خامنئي، الذي كان أشاد بإعادة انتخاب أحمدي نجاد، تأييده القيام بإعادة فرز جزئية للأصوات إذا اقتضت الضرورة. وأبدى مجلس صيانة الدستور المكلف بالمصادقة على نتائج الانتخابات والنظر في الشكاوى، استعداده لإعادة فرز الأصوات. انفجار الغضب الشعبي جاء بصفة خاصة من أنصار الإصلاحي المنفتح مير حسين موسوي، الذين كانوا يتوقعون فوزه لعلمهم بأن شرائح عريضة من الشباب والفتيات والنساء صوتوا لصالحة، لكن الحديث عن التزوير لا تدعمه حقائق دامغة على الأرض، حيث إن تحري أمر التزوير من عدمه بشكل مستقل في بلد كإيران أمر بعيد المنال، كما هو الحال في بلادنا العربية البوليسية، ورغم ذلك فإن الشارع الإيراني أصبح متأكدًا بحسه الخاص وبمعرفته بسياسات النظام أن التزوير قد حدث. وإذا كان مير حسين موسوي قد لجأ بشكواه إلى المرشد خامنئي، وإلى "مجلس صيانة الدستور"، فإنه لجأ في الحقيقة إلى خصمه، فالمرشد بارك نجاح نجاد، والمجلس فعل نفس الشيء. أحد كبار المحللين السياسيين الإيرانيين قال: إنه في الساعة الواحدة والنصف ظهرًا بتوقيت طهران يوم السبت، اتصل أحد المديرين في وزارة الداخلية بموسوي، وهنأه طالبًا منه إعداد خطاب الفوز الذي سيوجهه إلى الشعب، وهو ما فعله الرجل فعلًا، لكن كل شيء تغير بعد ساعة، حتى إن وزير الداخلية أمر بطرد موظفين من الداخلية، ولم يسمح لأي موظف بالدخول إلى الوزارة لأن جزءًا من الموظفين يدعم موسوي.


 الذي يمكن التأكيد عليه هو أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة شكَّلت إضافة نوعية للتيار الإصلاحي في إيران، من خلال نجاحه في كسب تأييد كتلة شعبية ضخمة من الشباب والنساء، الذين اقترعوا وصوتوا بكثافة للمرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، وهو ما يمكن للإصلاحيين التعويل عليه في المرحلة المقبلة بعد أربع سنوات من الآن. ورغم قناعتنا بأن الداخل الإيراني لن يتغير كثيرًا في الفترة المقبلة؛ بسبب السيطرة الكاملة للمؤسسات السياسية والأمنية للنظام الإيراني، الذي ينفذ فكر الثورة المتشدد، فإن هذا الوضع لن يتحرك إلا بعد أن تحقق سياسات نجاد الاقتصادية المزيد من التراجع الاقتصادي والعجز والتضخم وارتفاع البطالة. هناك حراك اجتماعي وسياسي كبير في إيران، حراك هادئ كان قادته وأنصاره يتمنون نتائج مخالفة تضع إيران على طريق التطور من الثورة إلى الدولة على المستوى السياسي، وتخرجها من أزماتها المتعددة على المستوى الاقتصادي.

 
وإذا كان أحمدي نجاد قد استطاع تحقيق توافق وإجماع قومي على الملفات السياسية الكبرى؛ مثل: الملف النووي، وملف العلاقة مع "إسرائيل"، وإنكار "الهولوكوست"، إلا أن تشدد نجاد وعدم مرونته في ملف العلاقات الدولية لا يُرضي أنصار موسوي، الذين يرون أن نجاد متشدد وغير مرن وغير عقلاني وغير منفتح، وأن مرشحهم موسوي هو القريب إلى العقلانية، وهو الذي يعرف كيف يتعامل مع العالم الخارجي، بثقافته العالمية واعتداله وانفتاحه وخبرته. تصورت الأجيال الجديدة في إيران أنها يمكن أن تغير واقع بلادها، من خلال صناديق الانتخاب وتأكيد تداول وديموقراطية السلطة، وإمكانية فرض خيار ورغبات الأغلبية، لكن خاب أملهم ولم يحدث ما تصوروه؛ وبالتالي حدث الغليان والغضب العارم الذي عبَّر عن أعلى درجات رفض ما هو قائم من سياسات داخلية وخارجية، فرضها نظام "الآيات" على البلاد؛ فأصبحت في سجن كبير، بلا تنفيس يسد على الناس إمكانية أن يكون في مقدورهم تغيير الأمور والنظم في بلادهم، ويتيح للأجهزة الأمنية وأجهزة الدولة التغول والتمدد في الفراغ الهش الخالي من المؤسسات، التي تترجم إرادة الناس وخياراتهم. زيادة معدلات الفقر والبطالة والجريمة، والتضييق على الحريات، والسعي المتكرر لعزل المجتمع الإيراني ...، إلى آخر سياسات الخنق والتضييق، كل ذلك كان الوقود الذي حرك الجماهير الإيرانية الغاضبة لكي تخرج إلى الشوارع، معلنة رفضها للسجن الكبير الذي تعيش فيه، ومعبرة عن آمالها في التغيير للأفضل. انب كبير من الشارع الإيراني يرى أن النظام أثبت أنه غير عادل، ومنحاز؛ بدليل رفضه للنتائج الحقيقية للانتخابات الأخيرة، فعمد إلى تزويرها، وقد أدرك الشارع الإيراني أن التزوير قد حدث، وأن إرادته قد تمت سرقتها والالتفاف عليها، وزادت قناعته وهو يراقب التضارب والتناقض في النتائج التي أعلنتها وزارة الداخلية.


ان الحالة التي تمر بها ايران هي ذاتها في العراق من حيث انكشاف الدور  التضليلي والخداع الذي تقوم عليه المؤسسه الدينية السياسية وان الغضب العارم في الشارع العراقي المتجسد باتساع قاعدة التصدي للاحتلال وعملائه والعمل على تحقيق النصر المؤزر يقابله الهيجان الشعبي الايراني الذي سيؤدي حتما الى زوال كل قواعد الجريمة التي يتعرض لها ابناء العراق وايران

 
 
ألله أكبر        ألله أكبر        ألله أكبر
العزة للشعوب والنصر لهم

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٢ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / حزيران / ٢٠٠٩ م